لن أُصافِحْ
بالرُّوحِ أكتُبُ… لا تُقايِضْني الثَّرى،
فَأنا الحُطامُ المُشتَعِلْ في جَبهَةِ النُّكرانِ والصُّبحِ المُرَجّىٰ والمَدى المُختَلِّ.
ما خُنتُ…
لو خانَ الزَّمانُ وكلُّهُ باعَ القضيةَ،
وارتضى صُلحَ المُذَلَّةِ، والهوى المُسْتَحلّ.
أنا الذي مِن نَسلِ "بَحرِ البَقرِ" جِراحُهُ
ما زالَ في أَحشائِ أُمّي يَنشَعُ الخَوفُ الخَجِلْ،
أنا صدى الطُّفْلِ الذي في الدَّفنِ يسألْ:
"هَلِ انتَصَرنا؟…
أم أُعِدتْ بَيْعَتنا؟ … في كُلِّ سوقٍ… في كُلِّ حِلْ؟!"
أكرَهْتُهُم،
لا لَونَهُمْ، لا شَكلَهُمْ، بلْ إنَّهُمْ
وَطَنٌ مُزيَّفٌ في ثوبِ لصٍّ مُعتَملْ
لُغَتُهُمْ؟
تَلْكُ الحُروفُ كأنَّها
مِزَقٌ مِنَ اللَّيلِ الملوَّثِ… لا تُطاقُ ولا تُحتَملْ
ألوانُ رايتِهمْ؟
خَيطٌ مِنَ الدَّمِ في رُقْعَةِ خِداعٍ،
كُلَّما رفرفَتْ، سَقَطَ الحَنينُ مِنَ الأَمَلْ
ما صَالَحتُ…
لا أَرتضي وَجَعَ العُهودِ المَيتةِ
لا أَمدُّ يَدي إلى مَن سَلَّموا
تَاريخَنا في الظُّلْمِ، واحترفوا الهَبَلْ
أنا منَ الجيلِ القديمِ… الطاهرِ الأَلِفِ اليتيمْ،
الذي لَم يَنسَ منْ لَهَبِ السُّؤالِ،
ومن دِماءِ الأنبياءِ خُطاهُ في الميدانِ تَكتُبُ ما رَحَلْ
لن أُصافِح…
لو عَشقتْهُم كُلُّ أَرضٍ
لو سَمَحْتُم للصّهاينةِ أن يُقيموا في دُعائِكُمُ الأجَلْ
أنا مَدىً لا يَنحَني…
أنا قَسَمٌ تَرَبّى في الجُرُوحِ على البَدَلْ
ما بَعتُ موتي…
ولا تَنازَلْتُ عنِ الحُلْمِ الذي ما زالَ يُنْبِتُ في القُلوبِ… وَفِي الطِّفَل
✒️
سعيد إبراهيم زعلوك