Translate

الأربعاء، 24 نوفمبر 2021

*الصخرة الباكيّة * الكاتب الجزائري : عبدالعزيز عميمر .

 





*الصخرة الباكيّة *

_تحرّكت الصخرة ولانت،تمايلت وبانت،فَجَرّها الفيضان،بكت لعزّة نفسها ،وهوانها ،مازال السيل يجرّها وهي تقاوم،وتقاوم وأحست بالوهن،تجري أصبحت ككرة صغيرة في قدم طفل،تَضرِبُّ وتُضرَبُ،بدأت تتشقّق، وتطير قطع منها،وهي تنقص شيئا فشيئا،والفيضان ومياهه لايبالي بها،بل يضحك لحالها فاتحا عينيه محدّقا بها باحتقار،هو ينتقم لسنوات ماضية،حينما كانت الصخرة شابة جميلة وقويّة ، كانت تحوّل مياهه عن مجراها وتسدّه وتخنقه ويقوم بكل الحركات ولا ينجح! كانت الصخرة
مانعا قويا على أهل القرية ،فديارهم من الطوب والقشّ ،فكانت تشفق عليهم ولا ترضى لهم الخسارة، والحزن،وهم فقراء يحتاجون للعون وردّ كيد الظالم.
كان القرويون يقيمون احتفالا في ساحة الصخرة،ويقدّمون لها الهدايا، ويزيلون الغبار عنها،ويحضّرون الأكل ويذبحون ثورا، ويوزّعون لحمه
على الجميع، كما تدقٌ الطبول،وتعزف المزامير.
هي ذكريات الصخرة ، والآن تطايرت ،وذهبت حبّاتها
في كلّ حدب وصوب،لم أكن أعرف أبدا أنّ الصخرة
تبكي !ولها نبض! ودموع! غريب! إنّه أمر غريب!
ماسميّت الصخرة بالصخرة إلاّ لصبرها وابتلاعها الشوك،وتبكي داخليا، لايراها أحد،لكن هذه المرّة أطلقت اللجام للخجل والعزّة ،وسمحت للدموع لإطفاء نارها،إنه الهوان ونكران الجميل،وعدم تطبيق: أرحموا عزيز قوم ذلّ.
الصخرة صامتة تتحمّل عبث الصبيان وتقلّب الدهر،ولم نسمعها تشكو ومع مرور الوقت ،ظنّ الجميع
أنها بلا قلب وروح تصلح فقط للمطرقة والشمس الحارقة،ما دامت بكماء،بكت هذه المرّة ليس فقط على نفسها بل على فقراء القرية،سيغمرهم الفيضان الذي منعته عشرات المرّات،والآن صبيان القرية لا شكّ أنهم جرفوا وتهدمت أكواخ الطوب،ياليتها لم تهرم ! ياليتها
قاومت أكثر،ومازالت تفكّر في أهل القريه،وإذا بالفيضان يضربها الضربة القاضية،فتنفجر، وتتجزأ قطعا قطعا،ثم تذوب وتجرّ للوادي،وهكذا تنتهي حكاية
الصخرة الصلبة التي حمت أهل القرية،لكن الشيخوخة
والقدر فعلا فعلتهما .
الكاتب الجزائري : عبدالعزيز عميمر .

قصة قصيرة {صرخة ألم } بقلم / فوزية الكوراني /سوريا

 قصة قصيرة

{صرخة ألم }
في الصباح الباكر عم الفرح على جميع النزلاء في السجن، اليوم سيتم إخلاء سبيل العم أبو النور
بعد عشرة أعوامًا..
كان حزنهم كبيرًا لوداعه، وخاصة من كان حبسه مؤبد..
العم أبو النور كما يقولون: (تضعه على الجرح يشفى) لطيب قلبه وحسن معاملته مع الجميع..
طلبه مدير السجن لتسليم عهدته والسلام عليه، ودعه بحرارة واعطاه مبلغ من المال ليستعين عليه في أيامه الأولى، مع كرت توصية إلى أحد معارفه للعمل عنده..
بعد ثلاثة شهور وقف مدير السجن لإستقبال دفعة جديدة من السجناء جيئ بهم إلى السجن؛ كانت الطامة الكبرى عندما شاهد العم أبو النور بين السجناء الجدد!..
اقترب منه لما لما هزه بقوة؛ لماذا عدت إلى هنا ياعم؟ لم يجيب أبو النور بحرف ظل ساهمًا في الأرض وكأنه في غير عالم..
أخذ مدير السجن إضبارة السجين ( محمد غزي الشهير بأبو النور) كانت الاضبارة تقول أن السجين أبو النور قتل ثلاثة أشخاص ومنهم ابنته الوحيدة!، وهو الذي سلم نفسه للشرطة..
جلس أبو النور في زنزانته لايكلم أحدًا ولايأكل ولايشرب؛ بعد بضعة أيام ساءت حالته الصحيّه، نقلوه إلى مشفى السجن لرعايته..
عُيّن له محاميًا للدفاع عنه من قبل المحكمة، لأنه لا يوجد أحد من أهله..
في المشفى زراه المحامي وحاول أن يكلمه لكنه لم يجيب أبدًا حاول مرات عديدة وفي المرة الأخيرة استجاب له قائلًا أحكي لك قصتي بشرط ألّا تدافع عني بالمحكمة.. وافق المحامي مبدئِيّا لطلبه لعلى الله يحدث أمرًا ويستطيع إنقاذه من حبل المشنقة..
قال أبو النور سأَحكي لك قصتي منذ بداية دخولي للسجن أول مرة..
كنت أعمل حارسًا في معملًا للبلاستيك منذ أن كان عمري عشرين عامًا، كان صاحب المعمل إنسان طيب يعاملني معاملة جيدة لايشعرني بفقري يتواضع لي ويتبسط معي، و بنى لي في المعمل شقة صغيرة بدلًا الغرفة التي تكون بالعادة للحارس..
جئت بزوجتي من الريف وعشنا بسعادة وقناعة، ولما تعسر إنجاب زوجتي أخذ بنا إلى الأطباء وتكفل بكل العلاج حتى حملت زوجتي وأنجبت توأمًا بنت وولد..
الولد مات بعد ساعات من الولادة وحمدنا الله على نعمة الخلفة وأن أصبح عندنا إبنة جميلة..
كان صاحب المعمل عنده ولدين شاب وفتاة، الفتاة تزوجت وسافرت مع زوجها إلى فرنسا..
الشاب كان مدللًا مستهتر متعجرف، وكان والده يحاول معه لكى يصبح إنسانا عاقلًا، إلا أن زوجته تفسد أخلاقه بتربيتها لابنها..
أيضا كانت إنسانة قاسية متعجرفة، بلغ الشاب الثلاثين من عمره وهو على هذا الحال لم يفلح بدراسته استلم المعمل وأصبح يخرب فيه من استهتاره وطيشه، كان يأتي كل ليلة برفاقه ويلعبون القمار ويشربوا الخمر..
اشتكيت لصاحب المعمل وشرحت له؛ حاول معه وتشاجرا وطبعًا صب جام غضبه عليّ هو وأُمهِ لأنني اشتكيت للوالد وهددوني بالضرد من العمل إن اشتكيت مرة ثانية..
وأنا بدوري أشفقت على الوالد المسكين لأنه كان مريضًا بالسكر وارتفاع الضغط..
بدأت أبحث عن عمل لعلي أترك المعمل لكن غير جدوى أصبحت كبيرًا ولاأحمل أي شهادة أو صنعة..
في تلك اليلة المشؤومة؛ جاء إلى المعمل ليلًا بصحبة صديقه لكي يلعبوا القمار، وبعد قليل بدأ يعلو صوت الشجار كالعادة لكن هذه المرة رافقه صوت رصاص!!..
هرعت إلى الداخل: شاهدت صديقه ملقى على الأرض تغسله الدماء، وهو في حالة ذهول!!..
اتصلت بصاحب المعمل كان نائمًا ردت زوجته؛ قلت لها ماحدث..
بعد قليل كانت في المعمل هدأت من روع ابنها، وبدأت لهجتها القاسية التي عهدتها معي تلين، بل وبدأت تتوسل إليّ وأنامذهولًا من طلبها؛ تريدني أن أشيل القصة وهي ستأتي بمحامٍ لي ليثبت أنها مشاجرة وقتل خطأ، المهم إبنها لايدخل السجن من أجل والده المريض ممكن أن يموت أو يشلل من حزنه على ابنه، ووعدت أن تأخذ زوجتي وابنتي البالغة من العمر خمسة عشر عامًا إلى عندها في ملحق الفيلا..
وأن تراعاهم لحين خروجي من السجن!..
وبدأت تذكرني بفضل زوجها ومحاسنه معي، رق قلبي ووافقتها وزوجتي كانت تبكي ولاتريد، لكن بدوري أسكتها وذكرتها بفضل السيد عليها وهو من ساعدها لكي تصبح أمًا..
اتصلت زوجة صاحب المعمل بمحامي العائلة وقالت له أنني كنت أقوم بجولة في الداخل فوجدت رفيق ابنها يحاول سرقة الخزنة وأنه سرق المفتاح من ابنها خلسة ودخل من الباب الخلفي وأنا عندما شاهدته حاولت منعه حاول قتلي فقتلته وقد كان معي سلاح لأجل الحراسة؛ وتمت القصة كما تريد والمحامي دافع عني وأخذت حكم خمسة عشرة عاما مع دفع الديّة لأهل القتيل..
ولأنني كنت حسن السلوك في السجن بعد عشرة سنين كان إخلاء سبيلي..
قبل خروجي بعامين توفت زوجتي وبعدها توفيّ صاحب المعمل، ولم تعد إبنتي تزورني، اتصلت بالسيدة من هاتف مدير السجن فكان ردها أن إبنتي ذهبت إلى القرية عندها خالتها ولم تعد؛ أُضرمت نار الخوف في قلبي على ابنتي ولم أعد أشعر بطعم الحياة لحين خروجي..
ولما انتهت المدة، وخرجت من السجن، ذهبت إلى القرية وكلي فرحًا أنني سأعيش مع ابنتي وأعوضها عن سنين بعدي عنها..
لكن الصاعقة التي كانت تنتظرني؛ أن خالتها لم تشاهدها ولم تأتي إليها أبدًا..
عدت الفيلا وإذا بها قد بيعت بالمزاد العلني، وصاحبتها غادرت البلاد لعند ابنتها..
ذهبت إلى المعمل، أيضا قد بيع!!
بدأ مشوار البحث عن ابنتي دون جدوى، إلى أن هداني الله إلى البحث عن الخادمة التي كانت تعمل بالفيلا كانت إمرأة مقطوعة ليس لها أهل عملت في الفيلا منذ صغرها ولم تخرج منها إلى أن باعوها..
بعد تعب وعناء وجدتها تسكن على أطراف المدينة بغرفة بملحق البناء والناس تشفق عليها وتعطيها مايكفي عيشها..
لما شاهدتني بكت بحرقة، وحاولت أن لاتجيب على أسئلتي، أحسست أن وراءها أمر خطير، استحلفتها بكل معروف كان بيننا فكانت الطامة الكبرى؟ أن ابن صاحب المعمل استمر في مجونه وخسر كل شيئ بسبب القمار مات والده قهرا، ووالدته غادرت البلاد خجلًا من الناس..
هو استأجر شقة صغيرة وأصبح يديرها للقمار وضحك على إبنتي وتزوجها!...
صعقت وأحسست أن توجد قصة كبيرة أخفتها عني.. ذهبت إليهم وعندي أمل أن أخذ إبنتي واُجبره على الطلاق وخاصة أنها لم تنجب أطفالًا إلى الآن..
طرقت الباب فتحه هو؛ اندهش لرؤيتي وأصابه الذعر وكان شبه سكران دخلت أنادي على إبنتي وأبحث في الغرف جاء لسمعي ضحكتها من غرفة في آخر الممر أسرعت خطاي فتحت الباب؛ لن تستطيع أن تتخيل ما شاهدت!! وصرختي التي صدرت مني أصابت إبنتي ومن معها والقواد زوجها بذعرٍ وتسمروا مكانهم؛ يداي أصبحت أقوى من الرصاصة بدأت بإبنتي أحاول خنقها وفعلًا ثواني أجهزت عليها، وكانت مستسلمة تماما ونظراتها كإنها تقول أنت السبب!..
باغتتني ضربة على ظهري من ذاك القواد زوجها، هجمت عليه وكان كأس الخمر أمامي رشقته على عينيه وبسرعة كسرتها وغرزتها في رقبته على الوريد دقائق فارق الحياة أيضًا..
أما الثالث: قصدي الزبون فكان مذهولًا مستسلم فلم أتعذب معه فورًا هجمت عليه وهو مازال بالسرير كم ضربة ثم خنقته!!..
بعدها سترت ابنتي بالغطاء وانتباني هيستيريا من الضحك والبكاء..
خرجت من المنزل وكان حشد من الجيران أمام الباب جاؤوا على سماع الأصوات، جلست، وطلبت منهم أن يتصلوا بالشرطة..
قال أبو النور للمحامي (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ)ضَلَلت العدالة ودخلت السجن من أجل جريمة لم أفعلها وتركت القاتل حر يرتع خارج السجن فكان الجزاء من جنس العمل.. أتمنى أن تأتي لي بحكم الإعدام!!!.
فوزية الكوراني /سوريا
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏جلوس‏‏ و‏منظر داخلي‏‏

متفائل بقلم / عبدالباسط تتان / سورية


 متفائل

استبشر خيرا وهو يرى المذيع يقرأخبرا هاما، سيتم العمل على الاصلاحات، من خلال حزمة قد طرحت، وبعد ساعات يطرق عليه الباب، فتحه فتم اعتقاله بتهمة الفساد، وأثناء حجزه ضحك كثيرا عندما تذكر المثل القائل احتجزوا البردعة وتركوا الحمار يسرح.
عبدالباسط تتان /سورية

شاءت الأقدار بقلم / ناهد ابراهيم احمد

 شاءت الأقدار

بلا حوار٠٠شاءت الأقدار
أن يصبح ماء النهر
٠٠٠٠بلاتيار
أن يقلع قلبى من جوفي الإعصار لكن لن تفرح أيامي
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ولن أنهار
لكن لن يسعد أعدائى لأ دمار فهواكى ياعمرى الغالي
٠٠٠٠٠٠٠أغلي الأسرار
وليحزن من فرحى الأشرار
أتمتع بقيودى بهواكى
٠٠٠٠٠٠كأنى سوار
فليس لى ياحبيبة عمري أي قرار
٠٠٠٠٠سوى حبك
٠٠٠٠سوي قلبك
وبعدك أبدأ لن أختار
*شاءت الأقدار*
قلم ناهد ابراهيم احمد
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏منظر داخلي‏‏

الظلم ليا طال بقلم / فهمى محمود حجازى

 الظلم ليا طال

الظلم طال ورب العباد قادر
على كل ظالم ليا أوكان فى يوم غادر
يا عالم الأسرار عبدك مهوش قادر
شال من الظلم الجبال وكان ع الألم صابر
واستحمل الأهوال حامد أنا وشاكر
ظلم البشرطال أسترها ياساتر
خايف فى يوم أنهار وأجيب من الأخر
يارب يارحمن أجبر كسير خاطر
رفع أ كف الضراعة أغفرلي ياغافر
وابعد خيام الظلم واجعلها تتاخر
عن عبد داء المر عبدك ماعاد قادر
بقلمى فهمى محمود حجازى
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏جلوس‏‏ و‏منظر داخلي‏‏

ق ق ج متسول بقلم / محمد موفق العبيدي العراق/ بغداد

 


ق ق ج

متسول
سأندم على ما فات من عمري،،،لأنكِ تأخرتِ عني،فأرتحلتُ في قطار ألعمر باحثاً عنكِ،فذهبتْ ثلاثون سنة أستجدي خبراً عنكِ،،،ولما ضعتُ في المحطات وأصبحتُ متسولاٌ في سككها،،جئتِ ووضعتِ نقوداً في يدي ومضيتِ ولم تعرفي بأني أنا هو،،،وأخذكِ ضباب ألفجر ثانية إلى ألمجهول،!؟
محمد موفق العبيدي
العراق/ بغداد

ومضة قصة عشق بقلم / جيهان هلال


 ومضة

قصة عشق
أخبروه بإجراء عملية قلب مفتوح؛ حذرهم مساس محبوبته.
جيهان هلال

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2021

صياد بقلم / اياد خضير / العراق

 صياد

بعد جهد كبير، يصطاد فرحة، يضعها على شفتيه ابتسامة، لكن من ثقلها تسقط دمعة.
اياد خضير / العراق
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏لحية‏‏

"مكشوف عنها الحجاب " بقلم/إبراهيم الديب..

 "مكشوف عنها الحجاب "

كانت المرأة المجذوبة تطوف الشوارع والأزقة ؛فى حب الله ، مخاطبة لنفسها أكثر الأوقات فليس على المريض حرج .تصادف ومرت من أمام بيتنا بعد ولادتي مباشرةً وحملت الخبر لجدي لأمي بعد أن قامت هى من تلقاء نفسها بتسميتي "ابراهيم " حضر جدي لبيتنا ،وأكد أنه :لابد أن يكون إسمى: ابراهيم كما ذكرت المجذوبة لأنه مكشوف عنها الحجاب فهى : مأمورة بكل ما تتفوه أو تفعل.!؟ وفى حالة تغيير الإسم سيموت المولود على الفور ؟!، وأكد جدي أيضا أن الله سبحانه وتعالى يطلع هؤلاء المجاذيب على بعض الغيب..... ذكرت لي أمي هذه الحكاية بعد أن كبرت, وطلبت مني عدم :الغضب لأن اسمي إبراهيم.و كانت أثناء حكايتها مستاءة شديدة الغضب من المجذوبة لأنه كانت تريد لي إسما آخر..... أكدت لها أننى لست غاضب ... توفت أمي والمجذوبة.... وبقيت أنا حيا ولكني نسيت أن أسأل أمي؟ ما هو الإسم الذي كانت تتنمناه لي ...
بقلم/إبراهيم الديب..
قد تكون صورة لـ ‏شخص واحد‏

طفل يموت مرتين. بقلم / أحمد علي صدقي/المغرب.

 


طفل يموت مرتين.

بالنهار كان سعيد يجوب أكبر عدد من شوارع المدينة قاطعا المسافات.. همه بيع بعض المناديل أومقصات أظافر أوعلكات ليقتات منها.. يمشي كيلومترات وكل ما يجمعه في يومه هو قليل ريالات لا يسمن ولا يغني من جوع.. ما كان يجمعه بكثرة هو شتم و سب و لطم وبسمات شامتة ونظرات محتقرة و تزميرات مفاجئة و تصادم في الشوارع مع السيارات لأن الارصفة احتلتها المقاهي وجعلت منها بهوا لها.. يرجع بالليل الى مقر له بضواحي المدينة، يفترش الارض ويتغطى بالسماء وموسدا نعليه البلاستيكية المرقعة لينام.. وياليته يخلد لنومه بسلام. فكثيرا ما يقض مضجعه متسكع سكران يتحرش به..
كم كان يرى نفسه محتقرا من الجميع.. الكل يعيش في رغد إلا هو يرى نفسه كذبابة فوق جلد عفن.. كانت نار الحقارة تلهب داخله فيفكر في انتقام حتى ولو غير مباشر..
تجرأ يوما وقرر الانتمقام.. دخل العمارة.. قصد مصعدها.. كان هدفه الصعود الى سطحها. يريد رأية المدينة من فوق. يريد أن ينظر من يمشون في شوارعها و يتكبرون عليه في حجم صغير يشفي غليله.. يريد أن يتحسس أنه يدوس الكل تحت أقدامه.. يريد أن يحس أنه فوق والكل تحت أقدامه...
فتح المصعد للدخول.. رأى حقيبة مرمية فوق أرضيته.. أخذها فشغلته فلم يتمم صعوده.. غادر العمارة.. لما فتح الحقيبة.. وجد بها أموالا كثيرة وصورا.. أخذ على عاتقه أن يخبئ آماله على رفوف الألم و لا يمس ما بالحقيبة.. قرر تركها كما هي فما عد ما بها من مال، فقد دفعه شعور انساني أن يبحث عن صاحب الصور لعله يجده فيسلم له حقيبته وينال اجرا منه وجزاء من الله.. كانت هذه مسؤولية زادته تعبا إلى تعبه فأمسى يجوب المقاهي و المطاعم باحثا عن صاحب الصورة ليفرحه بحقيبته فيفرح هو بوفائه لعهده...
سعيد هذا، طفل في الرابعة عشر من عمره. هاجر المدرسة بعد موت أمه. طفل في عنفوان شبابه. جميل الطلعة خفيف الظل وسيم الوجه مبتسم دائما في وجه الجميع رغم الظروف والأقدار التي رمت به في شوارع هذه المدينة القاسية. القاسية بمعاملات أناسها.. برصد أبواب منازلها في وجهه.. بحرارتها التي تعفن جسده حين يختلط عرقه وهو يطوف شوارعها بدخان السيارات والمعامل.. ببردها الذي، كلما اجتاحتها موجاته، برد الليل عليه، فكان إبرا تلدغ جلد وجهه الرقيق.. بشطط رجال مخزنها وركلاتهم و طردهم له وكأنه ليس له حق العيش الكريم في بلده.. كانت المدينة الأسمنتية تكابده البؤس و الحرمان بلا شفقة ولا رحمة. كانت غولا يطارده بالليل النهار.. كانت جحيما عفنه بالعيش في أوساخه.. جحيما جعل له من الاوساخ غداء لبطنه و غشى جلده بقشرة تيبست فأصبح كجلد تمساح.. لم يعد يهتم بالنظافة فضاع الوجه الوضاح و تبخر الجمال.. ضاع الذكاء و غسل الظلم عقله... ورغم هذا وذاك لم ينقد عهده.. تابع البحث عن صاحب الصورة..
يوما ما، وقد أخذ منه الجوع مأخذا.. مر أمام مطعم.. رأى من خلال زجاجه رجل الصورة التي بيده.. دخل خلسة من النادل.. تفقد ملامح الرجل.. تيقن أنه فعلا صاحب الصورة.. تقدم إليه.. وقف أمامه.. كان الرجل منهمكا في تناول وجبة غداءه.. قال له وهو يقدم له الصورة:
أأنت هذا؟ كم بحثت عنك أيها الرجل.. ثم فجأة توقف عن الكلام.. تقلص وجهه و زاغ بصره.. احتبست أنفاسه ثم أطلقها في الهواء كانفجار.. عطس.. انتشر رداده هنا وهناك فطال وجه الرجل. من أنفه خرج رغاء فسقط فوق الطعام.. قام الرجل غاضبا.. لطم الطفل بعنف على خده.. ارتمى رأسه بحاشية الطاولة.. فقد وعيه.. كان الجرح عميقا برأسه.. اجتمع الناس حوله ،فمنهم من هاتف الاسعاف ومنهم من هاتف الشرطة ومنهم من أمسك بالرجل.. كانت الصورة التي سقطت من يد الطفل هي فعلا صورة الرجل...
وصلت سيارة الشرطة هي الأولى للمكان.. وُضِع فيها المتهم وبيده صورته وحقيبته.. تأخرت سيارة الاسعاف قليلا و عند وصولها كان الطفل قد سلم روحه لخالقه...
أحمد علي صدقي/المغرب.

ماتبقى من تشرين .. قصة قصيرة بقلم / لوصيف تركية /الجزائر

 ماتبقى من تشرين ..

قصة قصيرة
كلما قرب شهر تشرين تلملم ماتبقى منها وترحل للسهل وترى الدير من بعيد تحيط به أشجار الأرز كانت تتردد على المكان وتحادث الراهبة العجوز وتبيعها الحليب..
هذا المرج لعائلتى وكانت البقرات ترعى بالقرب من هنا ،المياه الرقراقة تخرج من صلب الصخور نقية وعذبة ..
لم يكن ديرا للراهبات ،بل كان بيتا كبيرا أعدمت فيه عائلتى ،تعديل كبير طال البناية ،تلك الردهة الكبيرة لم تكن موجودة ..
ولكن لم تعودين كلما حل تشرين ؟
حتى أرى الاوراق الملونة تغطى الثرى ،أحمل منها الكثير فتتفتت من فرط الضغط عليها ..
ذلك الصوت الذى تحدثه، تحدثه رجلاى اللتان تقوستا ،ألا تلاحظين أننى أشبه القوس ..
ولكن لم لا تجيبين ؟
جئت لأرى بيتى وأسمع صراخ أبى وامى واخى وهم يصلبون ،وكنت حاضرة وكنت تصلين لأجلهم
وتنفذين بهم حكم الإعدام
انت لصة ايتها الراهبة ،كل هذه الآلام جلبتها معك ولاتزال تعيش بداخلى
ولكن لم انت هنا؟
حتى نرحل سويا ..
الراهبة تبتعد عن المكان وبلعت ريقها وفهمت رسالة الرحيل ..
تبعتها عاشقة تشرين وغرزت سهم الإنتقام بعنقها ..
،أخرجت صرخة قديمة مدفونة منذ عقود ،اختلطت بصراخ عائلتها ،الخوف ..الخوف يعود من جديد ،قاتلة الراهبة ..
أين كنتم يوم قتل أهلى ؟
إنها مجرمة تسلب الناس ارواحهم وتستولى على بيوتهم وبقراتهم واليوم أنا صرت عجوزا مجرمة منتقمة ..
اوراق يابسة تغطى القتيلة وتخرج عود ثقاب وتحرقها ..
كانت تحرق الشر والذكريات الاليمة التى استقدمتها عنوة حتى تقضي على الشر
لوصيف تركية /الجزائر..
قد تكون صورة لـ ‏‏‏وقوف‏، ‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏ و‏نصب تذكاري‏‏

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة