Translate

‏إظهار الرسائل ذات التسميات عدد يوليو 2023 م. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عدد يوليو 2023 م. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 2 يوليو 2023

عدد يوليو من مجلة القصة الذهبية





- أرزاق، سبحان الخلَّاق! الواد محروس الفاكهاني المحظوظ ابن المحظوظة طلع القمر يا ريس طلبة !

سرى ذلك الصوت من داخل كشك خشبي يطل على مياه البحيرة، بينما كانت فقاقيع كبيرة من الدخان تتسلل هى الأخرى مثل سحب بيضاء صغيرة، ثم تتلاشى في الهواء، والرياح الشديدة في الخارج تهدر، وتكاد تنتزع الألواح الخشبية من مكانها، لحقه صوت آخر يرد عليه قائلا :

- يااااه!  طلع القمر مرة واحدة! محروس الفاكهاني " البطيخة القرعة " ساقط الابتدائية يطلع القمر معقول ! يظهر إن قرش الحشيش في حجر المعسل مغشوش يا معلِّم طلعت !

- والله العظيم أبدا، ظلمتني وظلمت الحشيش يا ريِّس، لا الحشيش مغشوش ولا صاحبك ابن كارك مسطول!

على مسافة بعيدة، في أحد عمارات المساكن الشعبية أمام محكمة شطا، داخل شقة صغيرة في الطابق الأول، قضى محروس أسعد ليلة في حياته، مع حلم لم يحلمه قط، ولم يخطر يوما على باله، أرزاق تلك الحورية الفاتنة، التي أذهلت بجمالها كل من شهد الزفاف، الجميع لايصدقون أعينهم حتى أقرب الناس إليه.

وتوقَّع الكثير منهم أن ينهار هذا الزواج سريعا، إذ لا توجد ذرة تكافؤ بينهما! فمحروس بائع فاكهة بسيط، يفك الخط بصعوبة، بينما أرزاق آية في الجمال، كما أنها أتمت تعليمها الجامعي، وحصلت على بكالوريوس التجارة، وهو ما كان يؤهلها للالتحاق بوظيفة حكومية أو عمل في أي شركة خاصة، لكنها استجابت لرغبة محروس في ألا تشتغل !

مرَّت الأسابيع والشهور وهى قانعة في شقة زوجها، راضية بحياتها معه، بينما تبدَّلت أحواله بسرعة الصاروخ، امتلأ عوده بعدما كان مثل عود القصب الممصوص! واستدار وجهه بعد أن كان نحيفا مستطيلا، وانتفخ خدَّاه؛ وظهرت آثار النعمة عليه؛ حتى أسلوبه في الكلام تغيَّر إلى الأحسن! وبعد أن كان بائع فاكهة بسيط، أصبح واحدا من تجار الوكالة، وبدأ الناس يتساءلون في دهشة هل تزوج ملكة جمال، أم وقع على خزينة مليئة بالجمال والدلال والأموال !

في الكشك الخشبي المطل على البحيرة، كل ليلة مع الدخان المتسلل من الشقوق الصغيرة؛ يسري صوت طلعت وطلبة، لا تكاد تمر ليلة منذ زفاف محروس وأرزاق إلا ويعلو صوتهما حاملا معه كل معاني الحسرة!

- الواد محروس أصبح من التجار ؟!!

- أرزاق يا ريس طلبة !!

- أرزاق! معقول الحلاوة والعِلم والمال والوجاهة والدلال تكون كلها من نصيبه؟! والله العظيم يا معلم طلعت لا أنام ولا يهدأ بالي إلا إذا أصبحت أرزاق حلالي بلالي .

- يا ريس طلبة الواد قافل عليها بالضبة والمفتاح، والعجيبة إنها هى نفسها قافلة على نفسها، من يوم الزفَّة لا ظهرت في شباك ولا بلكونة !

- خايف عليها ابن الجنيَّة، لكن أنا ولا يهمني، بعد يومين تسمع خبر طلاق أرزاق، وبعد كام شهر تبارك لي.

- والحاجة نوال أم عيالك ؟!

- تغور بوشها الفقري!

قبل الفجر بقليل، ودَّع محروس زوجته، احتضنها بحب، وقبَّل جبينها كعادته، ثم خرج ليباشر عمله في الوكالة، وعادت هى إلى سريرها لتكمل نومها، في نفس الوقت الذي كان فيه الريس طلبة يتسلل على أطراف أصابع قدميه داخل الشقة، فتح الباب بمفتاح مقلَّد؛ وأصبح أمام باب غرفة النوم، المؤامرة التي خطط لها تدور داخل رأسه كشريط سينما لا يكاد ينتهي حتى يبدأ من جديد، سوف يدخل على أرزاق؛ ويرش على وجهها المخدر؛ فتنام في الحال؛ ثم ينام بجوارها على السرير؛ ويدخِّن سيجارة أو اثنتين منتظرا عودة محروس الذي سينهي أشغاله كعادته كل يوم في خلال ساعتين أو ثلاثة، وعندما يشعر بعودته يقوم ويقفز من البلكونة نحو الشارع أمام عينيه، وبذلك يفهم محروس أن زوجته الجميلة تخونه مع الريس طلبة؛ أدار أكرة الباب؛ فتحه وتسلل نحو السرير، قبل أن يرش المخدِّر أراد أن يتأمل ذلك الوجه الملائكي البديع الفاتن الذي استأثر به محروس، لكنه فوجئ بوجهٍ مخيفٍ كأنه وجه الشيطان؛ سقط الكشاف من يده، وقنينة المخدِّر سقطت هى الأخرى، وانطلق نحو باب الشقة مفزوعا، وهو يصرخ :

- شيطان! شيطان! البطيخة القرعة! البطيخة القرعة!

استيقظت أرزاق على صراخه، انتبهت من نومها، لم ترتسم على وجهها أي ملامح للخوف! فقط أزاحت الغطاء؛ وأضاءت نور الغرفة؛ لمحت الكشاف والقنينة، والباب المفتوح، لم تهتم بمعرفة من الذي اقتحم شقتها، وتسلل إلى غرفة نومها، بل ذهبت نحو المرآة، كانت تترنح ربما من المفاجأة، لكنها لم تكن خائفة! بل كانت حزينة تبكي، أخذت تتأمل وجهها الذابل، وتتحسَّسه بأناملها الرقيقة، تبحث عن رموش عينيها التي اختفت! عن شعر حاجبيها فلا تجد له أثرا، عن شعر رأسها الذي كان جميلا طويلا، قبل أن يذهب ويترك رأسها كصحراء قاحلة!

عادت للخلف خطوات، والتقطت الكشاف والقنينة، بينما دموعها تنساب بلا توقف، صرخت بأعلى صوتها، وهى تقذفهما نحو المرآة، كان آخر ما رأته عيناها قبل أن تسقط على الأرض، وجهها وهو يتكسَّر إلى أشلاء مع زجاج المرآة .

 ****









حكاية كل وطن في مصنع السكر للكاتب محمد شعير. وفق أسلوب السرد غير المباشر في أغلب فصول الرواية قام الصحفي والروائي محمد شعير بإنجاز روايته الثانية مصنع السكر، والتي لجأ فيها لاستخدام التعددية الصوتية فيما بين بطليه "ورد" و "زياد" فقام من خلالهما بنسج خيوط حبكته بأسلوب يتراوح بين الفصحى والقليل من العامية بلهجتيها المصرية والسورية.. فها هي ورد الفتاة الشامية التي تقع في حب الفنان ومصمم الأغلفة المصري "زياد"، لتسير القصة في اتجاه نحو اكتمال علاقة حبهما بالزواج ولكن الظروف تحول دون إتمام تلك الزيجة، كما تعددت الشخصيات التي تبرز عادات وأعراف المجتمع السوري والمجتمع المصري على طول الخط السردي، فظهرت شخصية "شام" صديقة البطلة التي لا تفضل إتمام ذلك الزواج وعلياء الجمال زوجة زياد التي يصدمها نبأ اقتران زوجها بأخرى، فتتحدث كل شخصية عن ذاتها وتصف مشاعرها بتفاصيل شديدة الدقة تميزها عما عاداها، فبدت الشخصيات وكأنها حقيقية تتحرك بيسر بين الأماكن المختلفة بل والأزمنة المتعددة دون اضطراب في الحكي. ومن الأمور اللافتة في ذلك العمل، أنه يحمل قراءة على مستويين؛ إذ يمكنك أن تتلقاه على أنه قصة رومانسية لحبيبين حالت الأقدار دون اكتمال حكايتهما، لكن بالتعمق فيما وراء القَص، يمكنك أن تدرك مدى التأزم الذي يعانيه المواطن العربي جراء محاولات التفرقة والتشرذم والانعزال، فورد تتوقع أن يقتلها شقيقها حافظ بمجرد أن يعلم برغبتها في الزواج من شاب مصري، ومع غرابة هذا المنع لجأ الروائي لحيلة تمثلت في ذكره عبارة تكونت من



الكلمات ذاتها باختلاف تشكيل الحروف: - " شِفتك؟!.. أخيرًا شِفتَك؟!" -"أخيرًا.. شُفتِك" إن العبارتين لا يوجد بينهما ثمة إختلاف يذكر عدا (الشكل) للحروف.. وكأن لسان حاله يقول نحن أبناء لغة واحدة كما لجأ شعير لحيلة التكرار؛ فكرر ولأكثر من  مرة هذه العبارة المزدوجة المتمثلة في سؤال وجواب بين اثنين توحدا في كل شيء أو هكذا يفترض .. وهو ما يجعلنا عن طريق الإسقاط نتذكر ما حدث في ٢٨ من سبتمبر (أيلول) عام ١٩٦٢ .. فتلك الرموز التي لجأ الكاتب إليها تبرز إلحاح فكرة الاتحاد ثم الانفصال، وإن لم يتم التصريح بها هنا كما فعل يوسف السباعي على سبيل المثال في روايته "ليل له آخر" وقصة الحب بين الفتاة السورية والشاب المصري والتي انتهت بوقوع الانفصال فكان هو الحدث الرئيس عند السباعي، ربما لسخونة الحدث وقتها ، لكننا نجد بعد مرور خمسة عقود أن الكاتب قام بهضم الفكرة جيدًا واستطاع التعبير من دون ضغط واحتقان للمشاعر أو التحيز إلا لصالح الوحدة التي تستطيع الشعوب مواجهة المخاطر بها. لنجد في نهاية الأحداث الفكرة وقد اتضحت من خلال شهد والتي تعرف نفسها بشهد الجديدة واقترابها من الفكرة ذاتها، (الوحدة عن طريق الحب)، لتنتهي الأحداث بلعب مباراة ودية بين المنتخب المصري والمنتخب السوري تضمن تأهلهما معا في البطولة الرياضية. كذلك في رواية مصنع السكر لابد وأن نقف إزاء هذا الكم المثير من العبارات باللهجة السورية والتي تظن بمجرد أن تقع عينك عليها أنها لكاتب سوري يعبر بلهجته في منتهى السلاسة واليسر، وهو ما منح المصداقية للعمل، فضلا عن الحس الصحفي الذي استعان شعير به لتكون جمله صريحة واضحة في وصف المشاعر بين الحبيبين أو بين باقي أبطال الرواية وبعضهم البعض؛ فتظل وحدها الفكرة الرئيسة هي مربط الفرس واللغز الذي نحاول أن نتابعه، لنعلم في النهاية أن الوحدة بين إقليمين قد تستغرق بعض الوقت ومحاولات من النجاح والإخفاق غير أنها تبقى هي الحل وطوق النجاة. (غمرتني موجة مقاجئة من الفرحة.. رحتُ ألوح بيدي للبشر.. أشير بعلامة النصر.. كذلك فعلت "شام" التي أرى اليوم ضحكتها كما لم أرها من قبل.. بينما شرع السائق في إطلاق الأصوات من بوق السيارة بانتظام.. للاحتفال.. التنبيه.. وإزاحة الجماهير من طريقنا.. حتى نبلغ وجهتنا.)



يذكر أن "مصنع السكر" هي الرواية الثانية لمحمد شعير، بعد رواية "الخطة 51" الصادرة أواخر 2021، وقبلهما خمسة كتب في مجالات السياسة والصحافة، وهي: "المرأة الحديدية تتكلم" عام 2000، و"لا ينشر" سنة 2009، و"هدير الصمت" في 2013، و"الثورة العميقة" في 2017، و"شغل فيس" في 2018، وهو العام الذي حصل فيه "شعير" على جائزة مصطفى شردي من نقابة الصحفيين عن أفضل مقال سياسي.

 ****






جاء الوصف مميزاً في القصة؛ حيث استطاع القاص المبدع أن يضئ جوانب متعددة من الوصف الخارجي والداخلي والوصف المزجي، فأعطى النص دلالة جمالية في القصة نذكر منها:

1- الوصف الخارجي: وهو الوصف الذي يهتم بالشكل الخارجي للشخصيات وما يدور حولها من أحداث مختلفة تؤثر في القارئ كقوله: (خرج من البيت والنوم يمتطيه، يتحسس جدران البيت كقط يأنس بصاحبه، لا تدري من منهما يستند على الآخر يجر بقايا جسده الرخو) أظهر الوصف حالة الشخصية التي يغلبها النعاس غير راغبة للخروج من البيت، وكان الوصف فعالا في القصة يصور المشهد أمام المتلقي، ويبعث على التشويق والرغبة في متابعة القراءة، والتعاطف مع الشخصية، وفي موقع أخر من القصة ساهم الوصف في إيثار الحدث، وقوة حركته، وانفعال القارئ عند القراءة، مثل: ( قبل أن يأوي الناس إلى فراشهم انفجر إطار سيارة نقل، فاستحال نباح الكلاب عواء ، وتحركت المياه الراكدة في بركة الصمت) إنه وصف لمكان الحدث الذي عمل على التفاعل والنمو التصاعدي للقصة ، وأعطى دهشة للقارئ والإصرار على المتابعة بقوة واندفاع.

بالوصف الخارجي تعرف القارئ على شخصية البطل (حسن طفل نحيل في الثانية عشر من عمره، يغوص بين المارة من حوله ولا يرى أحدا، السماء تسقط كسفا سوداء تتعلق على الحوائط والنوافذ فلم يجد أمامه إلا المسجد يلوذ به قضى حاجته، توضأ ، ثم صلى العشاء) كشف الوصف بطل القصة وعمره وسلوكه، وقرب صورته للقارئ ؛ فهو طفل مكانه اللعب والدراسة ولكن البيئة المحيطة حوله تعطيه مهام الكبار وأشغالهم، ففي النص إشارة تربوية عن الطفل والواجبات المنزلية، وحقه في اللعب، ودور الأم، وغياب دور الأب في داخل البيت، لقد شكل الوصف للشخصية بصمة اجتماعية بعيدة النظر وهامة للمجتمع.

2- الوصف الداخلي: فسر الوصف الداخلي الصراع النفسي للطفل حسن، فهو يتصارع مع زمن الليل حيث الظلمة والخوف، فالتحم الزمن مع المكان الموحش والمخيف للنفس البريئة بنسمات الطفولة كقول القاص المتميز: ( الخوف بنى لليأس تيها أخرا استعمر عقله، وخارت عزيمته، والجوع ينهش ما تبقى من قواه) جمع الوصف حالة الطفل خوف ويأس وضعف وجوع، وصورت ألامه وحالته من الداخل، وقد يأخذ القارئ العظة والعبرة من الحدث وموقف البطل.

3- الوصف المزجي: وهو الوصف الذي يجمع الوصف الخارجي والداخلي فيعطي صورة جمالية رائعة للقارئ، وقد تميز النص بوصف المشاعر والحالة النفسية للبطل مثل: ( الخوف يفقد حسن القدرة على المشي، تتخبط ساقاه) ، ( حبس أنفاسه وثقلت خطاه مرة يقرأ سورة من القرآن، ومرة يلعن الجاز ومن يطلبه) لقد سيطر على البطل الحزن مع الخوف، فالقرآن يداوي ألامه وخوفه، واكتسب حسن الوعي من التجربة والواقع الذي يعيشه، حسن نضج قبل أوانه، وكان الوصف الخارجي المتمثل في فقد القدرة على المشي، وحبس أنفاسه، والوصف الداخلي المتمثل في اختلاط مشاعر الخوف والضعف لديه شكل صورة فنية جميلة عند المتلقي، واستدرك القارئ المشهد.

لقد أبدع الكاتب الرائع الأستاذ مجدي شعيشع في الوصف، واستطاع بالكلمات أن يقدم لوحات فنية ومشاهد تعبر عن الوصف بأشكاله المختلفة.

دكتورة / ابتسام صفر - ليبيا.

القصة

سيارة جاز

دفعت أم حسن ابنها بوعاءٍ فارغٍ ليملأه جازاً ، من تلك السيارة المقلوبة على الطريق.

توعدته: لأذبحنك إن تأخرت!

خرجَ من البيتِ، والنومُ يمتطيه، يتحسس جُدرانَ البيت، كقطٍ يأنسُ بصاحبه، لا تدري من منهما يستند على الآخر، يجرُ بقايا جسدِهِ الرخو، فى إحدى ليالي شتاء 1970، سقطت ستائرُ الظلامِ على البيوتِ، بعد انقطاعِ آخرِ خيوطِ الشمسِ، شهقةُ الرعبِ، ألحانٍ جنائزيةٍ، تصُم آذانَ الليلِ

سكنت القرية، نباحُ الكلابِ الضالةِ، يفتت سكونَ الليلِ.

قبل أن يأوي الناسُ إلى فُرُشهم، انفجر إطارُ سيارةِ نقلٍ، فاستحال نباحُ الكلابِ عواء، وتحركت المياهُ الراكدةُ فى بِركةٍ الصمتِ

انتشر صدى الحادثِ بين البيوتِ، انتشارَ النارِ في الهشيمِ، اختلط صريرُ الأبوابِ، بخشخشةِ النوافذِ، وارتفعت الهمهماتُ متسللةً بين الجدرانِ.

السيارةُ كانت محملةً بخزانِ جازٍ يكفي لإضاءةِ قريةٍ كبيرةٍ، بحجم قريةِ (ميت حديد).

حسن طفلٌ نحيل، فى الثانيةَ عشرةَ من عمرِهِ، يغوص بين المارةِ من حوله، ولا يرى أحداً، السماءُ تُسقِط كِسفاً سوداءَ، تتعلق على الحوائطِ والنوافذِ، لم يجد أمامه إلا المسجدَ إِسْتَجَارَ به، قضى حاجَتَه، توضأ،

  صلى العشاء.

يتخبط الناسُ فى الطُرق كعميانٍ مغتربين، أصواتُهُم بالذكرِ والهمهماتِ تحدد المسافاتِ بينهم.

جفت قناديلِ القريةِ، إلا قِنديلَ المسجدِ الذي بدا شاحباً محتضراً متشبثِ بالحياة؛ تارةً يفتح إحدى عينيه المرتعشتين، وتارةً يتكوم ضوؤه فى ركنٍ قصيٍ من المسجدِ، يرتجف إن لفحته نسمة باردة، يتسلق جداراً باهتاً شاحباً، صفعهُ هواءٌ باردٌ، اخترق نافذةٍ متآكلة الجوانب، فسقط مغشياً عليه، ثم عاود النهوضَ يتكئ على فتيل يتآكل من جفاف الجاز، انتصب من جديد متحاملاً على الجدار، بعد أن أضاف إليه الجد قاسم مؤذنُ مسجدِ الوصيف بعض الماء، طفت قطرات الجاز؛ فانتعش الفتيلُ ونهض الضوء.

الخوفُ يُفقد حسنَ القدرةَ على المشي، تتخبط ساقاه.

غرِقت الطُرُقُ فى طوفانِ الظلامِ، واختنقت الحاراتُ فى وجهه، تزاحمت الخرافاتُ وحكاياتُ الرعب؛ يعيشها الآن حقيقةً، حُبِست أنفاسَهُ وثقُلت خطاه، مرةً يقرأ سورةً من القرآنِ، ومرةً يلعن الجازَ ومن يطلبه.

الظلامُ أضيقُ زنزانةٍ انفراديةٍ على وجه الأرضِ، يتساوى داخلَها الصالحُ والطالحُ، الكبيرُ والصغيرُ، خطواتُ حسن ثقيلةٌ محاصرةٌ بالرعبِ، مثبتةٌ بوتدٍ فى الأرضِ، أقصى أمنياتِه، أن تهمدَ هواجس الرعب،

ثمالتي تنبح فى أذنية كالكلابِ الشرسةِ، حتى يخطو بضعَ خطواتٍ بسلام، لا شيء يدغدغ أسوارَ العتمةِ، غيرَ التقاءِ الناسِ على هدفٍ واحد، حُفرُ الشوارعِ تبتلع ساقيه المُرتجفتين، والكلابُ النائمةُ فى عرض الشارعِ، تنهش من يصطدم بها.

تقفز الأشباحُ على أكتافِ حسن، وتتراقص كالأفاعي، إن تحرك نهشته، وإن وقف لدغته، لا يستطيع الإسراعَ، أو المشي ببطءٍ، يقتات الظلامُ من خفقاتِ قلبِهِ، وتختمر مياسمُ الأمنِ فى بتلاتِ الخوفِ.

ازدحمت الطرقاتُ بالملثمينَ، استباحوا فى الظلامِ ما يستبيحه قِطٌ جائعٌ تحت مائدةٍ متخمةٍ.

الكلُ يحمل صفائحَ يغدون لخزانِ الوقودِ فارغةً، ويعودون بها ممتلئةً، والشُجاع من يكرر المحاولة.

لم تُرفع الحدودُ في زمنِ المجاعةِ، فلما سقطت فى الرخاءِ؛ حلت المجاعةُ.

دار حسنُ فى نفسِ المكانِ، حافيَ القدمينِ، ولم يصل إلى منبعِ الجازِ.

الخوفُ بنى لليأسِ تيهاً آخرَ استعمر عقلَهُ، وخارت عزيمتهُ، والجوعُ ينهش ماتبقى من قواه. تحصن بدكانِ عطا، المُحاطَ بأفرعِ الشجرِ وأجولةِ الخيشِ الفارغة، تسلل بين أقفاصِ الفاكهةِ، تحسس أطيبَها، غرس فيها أظافرَه وأنيابَه حتى شبع، فالشبعُ رسولُ النومِ يستر البطون العارية.

وهدأت خفقانُ قلبِه حتى تلاشى الفزعُ، أسند رأسَهُ على ضبابِ الليلِ، شَعُر بالأمانِ؛ فنام.

أسعف أهلُ القريةِ السائقَ واطمأنوا عليه، ونقلوه إلى مكانٍ آمنٍ، ثم حطوا على خزانِ الوقودِ كالجرادِ يحط على الأخضرِ واليابسِ، اغتصبوا حقاً لم يكن لهم، تزاحموا على سيارةِ الجازِ زحامَ الماعزِ التي جفت أكبادُها على عينِ ماءٍ، حتى سحبوا ما تبقى من الخزانِ، وابتلعته الصفائحُ، لتبتل فتائلِ القناديلِ؛ حطموا الظلامَ، وعادت الحياةُ للشوارعِ متوهجةً تخترق الآفاقَ.

أزاحت خيوطُ الفجرِ عتمةَ الليلِ، وأمُ حسن تقضم أظافرَها، بين خوفٍ ورجاء، حتى وصلَ ابنُها الضالُ، يئن تحت ثقلِ الوعاءِ، والخيبةُ تثقل قدميه أكثر، يجرهما كالكسيحِ!

ساعدته جارتُهم، التي جاءت تهدئ من روعِ أمِه، سقط الوعاءُ بين يديها، لم تجد أمُه الجازَ.

سلم لها رقبتَه، تسليمَ اليائسِ من الحياةِ، لم يقوَ على حماية وجهَهُ النحيلِ من طواحينِ الهواءِ التي أهلكته...

وأمه تدرى، أن الغزلانَ لن تزاحم الأسود على عين ماء، فإن شبعت سبحت فيما تبقى، حتى تُعكِر النهرَ، وحسن يترنح برأسه كالبندولِ.

صرخت بصوتها الخشن:

- فين الجاز ؟

رد بصوتٍ متهدجٍ من فرطِ الصفعاتِ التي طحنته:

- وجدت على جانبِ الطريقِ، سيارةً

مقلوبةً، كانت محملةً بالبرتقال...

الجاز : هو الكيروسين مشتق من النفط، يستخدم للإضاءة.





رفع بصره إلى سماء دون نجوم ،سُحب الخريف غطتها بطبقة رمادية خفيفة تعطي الليل لونا باردا ، كانت خيوط الفجر الأولى قد لاحت ، كان يشعر بتعب شديد لذلك استسلم وترك مقعده بين شجيرات حديقة المنزل الكثيفة التي بدت مع طلوع الفجر و صوت رياح الخريف كشبح يزأر بأغنية الموت ، تسلل خيفة إلى غرفته دون أن يشعر به أحد ،إندس في لحافه يطلب النوم باحثا عليه بين أحلام اليقظة ،لكن أفكاره أبت أن تهدأ و تستسلم لرغبته في النوم والراحة .

تنهد و أزاح عنه اللحاف في ملل و أخد لبثا يحدق بالسقف بوجهه المتعب و ملامحه المجهدة علامات الألم بادية في عينيه الذابلتين و سحنته الشاحبة تخبر لكل من نظر إليه مدى خراب روحه الصارخة بصمت في جوفيه بين تلك الجدران، بينما الكل ينعم بنومه وحده كان يسمع تلك الأصوات المخيفة.

نهض وجلس على طرف سريره مد يده إلى مكتبه الصغير القريب من مضجعه أخد بمذكرة متآكلة أطراف الغلاف فتحها و بدت على وجهه الخيبة بدأ يتصفحها صفحة تلوى الأخرى و الصمت تمكن من المكان سوى صوت أنفاسه المتصاعدة ، عقد حاجبيه و هو يستعيد تفاصيل ذكرياته مع كل كلمة كتبها بقلبه وجوارحه ،لم ينتبه للوقت حتى سطعت الشمس في الغرفة بقوة و فضحت لمعان دموع كان يخفيها رداء شبح الليل .

أحس بحركة خلفه فاستدار بسرعة وهو يمسح أثار دموع كانت تسير على وجهه طول الليل ، كان طيف يرتدي عباءة طويلة تلامس الأرض يحمل منجل طويل في يمناه ووجهه يحاكي قصص الدهر وفي يساره لائحة عنوانها: ملجأ البؤساء مكتوب بخط واضح ، أحس عند رؤية الطيف بألم غريب في صدره وهو يودع أحلاما معلقة من رقبتها تغرق وسط الظلام وهي تستنجد به هو الغريق الآخر و سط أبديته البيضاء .

ربما كانت ستنتهي حياته و قصته لو تخلص من ذكرياته و مذكرته!!.

 ****








بعد أن انشبت الريبة أظفارها في عنق الحقيقة، و تشرنقت حياته في دوامة الحيرة والقلق، اعتكف في غرفته ولم يكلم اي شخص، عيونه لا ترى غير اللون الأسود، الوساوس والأخيلة تسيطر على عقله فتجعلهُ مثل عصفٍ مأكول وطيور الشك تحوم في فضاء البيت، حالته تلامس الجنون لولا الشعرة التي لم تنقطع الى الآن، ترك وظيفته التي حفى حتى استطاع الحصول عليها، زوجته تتخلى عن غطرستها الحمقاء وتستنجد بأُمّه التي لم تفلح ان تخرجه من شرنقته، حتى صوت أطفاله من وراء الباب لم يأبه به، بل أسمعهم صراخاً لم يألفوه منه سابقاً، عيناه مرهقتان والكوابيس المرعبة تفزعه بعد دقائق قليلة من نومه، حاول اخوته ان يأخذوه الى الطبيب النفسي لكنهم فشلوا في اقناعه.

ليلاً جاءوا بشيخ المسجد القريب فخرج منه مخذولاّ وحائراً من أمره.

عاد الى التدخين بشراهة أكثر من قبل، خيوط الدخان تلتف عالياً لتغطي ارجاء الغرفة المظلمة مع سكوت مفزع منذ عودته من مختبر التحليلات المرضية.

نتيجة التحليل والفحص كانت صادمة له، افقدته السيطرة على التفكير، قرأها أكثر من خمسين مرة وفي كل مرة يصل الى النتيجة التي لا يريد ان يقتنع بها ويصدقها .. مزق ورقة التحليل الى قصاصات صغيرة وهو يلعن يوم زواجه التعيس، عليه ان يفعل شيء ما، مادام هو غير قادر على الإنجاب حسبما هو مكتوب بالورقة..

إذن لماذا يبقي زوجته الخائنة على ذمته؟

هل يشفي غليله أن يطلقها أو ينفذ ما يطلبه الصوت ويقتلها؟

الصوت الذي لم ينقطع ابداً طيلة اسبوع كامل يلحُّ عليه ان يتخلص منها..

اقتلها .. اقتلها.. اقتلها سوف لا يلومك أحد.. الكل يعلم بخيانتها إلّا انت..

الصوت يحيط به من كل جانب مثل فحيح افعى تخرج من حيطان غرفته المظلمة، في كل دقيقة يذكرهُ بأكثر من واقعة سابقة تؤكد ضلوعها بخيانته..

- اسمع.. اسمع لي جيداً.. لا أحد من أولادك الاربعة يشبهك!

يلتفت الى ناحية الصوت الذي لا يعرف مصدره..

نعم لا أحد يشبهني.. كلما اطرح هذا الموضوع عليها كانت تضحك قائلة:

إنهم يشبهون خوالهم!

الصوت ينفثُ سِمّهُ ويذكّرهُ بصورة زواجهم التي انكسر اطارها الخشبي ولم تقبل ان تشتري اطاراً جديداً بدلاً عنه! أبقت الصورة بالخدوش التي اصابتها كأنها تريد ان تؤكد له ان هناك خدش كبير في حياتهم الزوجية..

- ياااه.. كم انا مغفل ومخدوع كل هذا الوقت ولم اكن اعرف!

الصوت ينفذ الى داخل اذنه ويذكّرهُ باصرارها كل أسبوع على زيارة بيت عمها المريض، رغم وجود ابن عمها الذي تقدم لخطبتها قبله !

- نعم نعم.. الآن عرفت سبب هذا الإصرار، أي مغفل انا.. تذكرت الآن حالة الهلع والحزن عليه عندما سمعت بحادث السير الذي تعرض له ابن عمها!

الصوت يكلمهُ مرة اخرى..

- أتذكر عندما زلّت قدمك في صالة البيت وسقطت ارضاً.. بينما هي ظلّت تضحك ولم تبالِ لألمك!

أخذ الصوت يسترجع معه الكثير من الحالات التي لم يعير لها اهتماماً في وقتها، شعر أنه كان مغيباً عن رؤية الحقيقة، تلك الحقيقة التي صورها له هذا الصوت الذي استحوذ على كل تفكيره.. انه يسمعه مرة بعد مرة:

- اقتلها.. اقتلها .. اقتلها وامسح عارك الذي البستك اياه هذه الخائنة.

لم يطل به الوقت، عليه ان يتخذ القرار الذي تأخر اسبوعاً كاملاً، انتصب واقفاً في وسط الغرفة، سقطت عينه على صورة زواجه، اقترب منها ورماها على الارض، اخذ يدوسها بقدمه ويصيح:

فاجرة فاجرة!

فتح الباب ووجد زوجته وهي تبكي وأطفالها يحيطون بها، تراجع عن فكرة قتلها.. خرج من البيت وصفق الباب وراءه بقوة، هامَ ماشياً بدون وعي، اخذتهُ الطرقات من شارع الى شارع، توقف متسمراً امام بناية مختبر التحليلات المرضية، مدَّ يده الى جيوبه باحثاً عن ورقة الفحص، تذكّر انه مزقها، ولأنه يحتاجها كدليل يقدمه لزوجته واهلها عندما يرمي عليها يمين الطلاق، اضطر للدخول الى بناية المختبر، طلب من الموظف نسخة من نتيجة الفحص..

- ارجو ان تذكر لي اسمك

اسمي حسان محمود

وبأقل من دقيقة اعطاه ورقة الفحص قائلاً:

- الحمد لله.. نتيجة الفحص جيدة وليس عندك اي مرض!!

سقطت عيناه على نتيجة الفحص .. فغر فاه بتعجب و ببلاهة وأعاد الورقة للموظف قائلاً:

- هذه ليست لي إنها لشخص آخر..

- وكيف ذلك سيدي..

انها لك أليس اسمك حسان محمود؟

اقرأ معي : أچ أي دبل أس دبل أي أن Hassaan !!

- لكني اخذت منكم قبل أيام ورقة وكانت النتيجة غير ذلك ..

- آسف سيدي.. يبدو انك اخذت نتيجة فحص شخص آخر اسمه حسن Hassan !!

انتهت.



****







نجلس في الخامسة عصر كل يوم أمام بيتنا، يخرج بعض الجيران ليشاركونا القعدة المسائية، نلتف حول فناجين القهوة التي تتفنن زوجتي في إعدادها، فهي لا ترغب أن أحتسي القهوة في مقاهي البن المنتشرة في المدينة، والتي تديرها النساء من مختلف الأعمار ، وتراها هي دور فتن وغواية وأنهن ساحرات لا عمل لهن سوى هدم الأسر وتشتيتها. ذات مساء كانت زوجتي بالداخل تعد لنا القهوة كعادتها، وأنا رفقة جاري وجارتي، قدمت إحداهن على استحياء ، كانت سيدة متشحة بالسواد كليا، ووقفت غير بعيدة عنا، حيتنا جميعا وخصتني بالسؤال ، سألت عما اذا كان محلنا التجاري الذي كنت اجلس أمامه، والمغلق منذ مدة، للإيجار أم لا ؟

قلت لها: نعم هو للإيجار ولكن ....

لم أكمل، صمت قليلا، وصمتت هي أيضا ...... بعد ثوان قلت لها وأنا مرتبك بعض الشيء : في عرفنا وعاداتنا، يتفق الرجل مع الرجل، والمرأة مع المرأة،

و عليك أن تأتي بمن ينوب عنكم، قلت ذلك لها بلهجة مازحة هههه،

أضفت : أم آتي أنا بمن ينوب عني، وضحكنا وبدت لي أنها ضحكت

اعتدلت في قعدتي، وتصنعت الجدية هذه المرة وقلت لها ما رأيك أن تتواصلي مع زوجتي؟

أومأت برأسها موافقة،

طلبت منها أن تجلس قليلا وتنتظر خروج شريكتي ، أشرت لجارتي تناولها كرسيا بالقرب منها، أصرت الضيفة ان تجلس مثلها على أحدى المقاعد الخشبية التقليدية ذات الإرتفاع المنخفص، فالنساء هنا يفضلن هذا النوع تواضعا،

أنا لا يمكن أن أعقد إتفاقا معها، ف أنا لا أعرفها أقصد لا أعرف هل كان إنسا أم جنا داخل هذه الخيمة المتحركة ؟ ، هذا كان سببي، وليس بسبب عرف قاصر يقزم المرأة.

تواصلتا معا ، اتفقتا، حولت ذات النقاب المحل إلى مقهى البن، وأدارته رفقة فتاة إستقدمتها للعمل معها، تعمل في محلها صباح مساء وتنام فيه ، توطدت العلاقة بينهما، وصارت تأتي دوما إلى بيتنا، ويخرجان معا للأفراح والأتراح ، مع مرور الوقت فرض علينا فناجين قهوة ذات النقاب، ساعدتها زوجتي وأقنعتنا جميعا، صراحة كان فنجانها مقنعا للجميع، وبمذاق مختلف، وصرنا أوفياء له. كانت تلك السيدة زوجة مغترب، لم يتواصل معها يوما واحدا منذ رحيله قبل 6 سنوات، لا يعمل، ولا يتعلم، يستمتع فقط بمخصصات اللجوء التي تصرف له شهريا، ويمتهن الجري وراء نساء لا يصلن حذاء شريكته.

بعد بضعة أشهر من الجيرة وإيجارها لمحلنا واحتساء فناجينها ، خشيت زوجتي أن أفتن بجمالها ، ذلك الجمال الذي رأته هي وأخرسها، ولم أره أنا ، أنا لم أر سوى شبحا أسودَ يمشي على الأرض، ولم أدر أ تدبر أم تقبل تلك السيدة ؟

شعرت زوجتي تلك الفترة بالدوار والضياع والغيرة ، تجملت تطيبت، تشيكت، وتهندمت ، لكنها رأت انها لا تصل إلى ظفر ذلك الكائن المتّشح بالسواد، بدأت تفكر زوجتي بالجنون ، إذا ما صادف خروجي خروجها او دخولي دخولها ،، أننا ..... ،،،

تركتنا ذات النقاب بعدما افتعلت معها زوجتي مشكلة ، صمت، ورأيت أن نصحي ربما سيفسر خطأ، فلدى زوجتي ما يكفي من الأوهام في رأسها، وعلي أن لا أزيد من جنونها ، رحلت ذات النقاب لكنها لم تبتعد، حيث أجرت مسكنا في شارع يقع خلف شارعنا،

بعد أسبوعين من رحيلها وفي ليلة غاب فيها القمر ابتلعت نيران الحريق شارعا خلفيا لشارعنا بأكمله، هرعنا إلى مكان الحادث بسرعة، حاولنا جميعا إنقاذ ما يمكن إنقاذه، كانت من بين الضحايا ذات النقاب التي رحلت عنا بهدوء، وأصيبت بجروح خطيرة، حاولنا نقلها للمستشفى، توفيت في طريقنا إليها وبين ذراعي ، أغمضت عينيها بيدي وغطيتها ب شال كنت أحمله على كتفي ، أجهشت بالبكاء حزنا عليها، تهاطلت دموعي بغزاره على خدها المغطى بالشال ، يومها رأيت وجهها ، تذكرت في الحال غيرة زوجتي منها، بررت جنونها، وتأكد لي أن شريكتي كانت محقة ومن حقها أن تجن لا أن تغير فقط من صاحبة هذا الوجه الملائكي .






أتعلم؟؛ هكذا أحسن، لم يكن نهاية العالم كما تصورت، بل بداية حياة جديدة، الآن تحررت من قيودي، ما زلت صغيرا، لكنك ستفهم، كم تحملت الشتائم والسباب خوفا من الطلاق، من يصدق، ذلك الشاب الوسيم ابن العائلة الكريمة، يضربني بعد يوم من الزفاف؟!، هل أصابنا الحسد؟، كنت أرى صديقاتي ينظرن له بشهوة وغيرة، لا أستبعد أن تكون إحداهن عملت لي سحرا، كرهني بساعتها، نعم نحن لم نتزوج عن حب، زميل أخي في الجامعة، ودخل البيت من بابه، لست من فتيات العشق والهوى، كنت أحس بتناغم بيننا، تزوجنا بعد فترة قصيرة.

سكت خوفا من الفضيحة، بيد أن الألم أنطقني، فشلت كل محاولات أهلي وأهله لرأب الصدع، نعم قبلت البقاء، هل كفرت؟، كنت في بطني، ماذا أفعل، وأين سأذهب بك؟ أتعلم وضع المطلقات في مجتمعنا، عار يمشي على الأرض؛ أنت لا تذكر، لم أستطع أرضاعك لشدة الألم في مرفقي وساعدي، كنت أصرخ كلما حملتك، فطمتك مباشرة بعدها، بأمر من الطبيب، أخذت عقاقير كثيرة، لعلاج الالتهاب والطفح الذي أصابني، من السحجات والكدمات، يضرك كمية الدواء التي تصل إليك من حليب صدري، حتى أنت عانيت من أحمد.

لا ضير، أنا حرة، خرجت المول نتسوق، وسأعمل أي شيء أريده، لماذا توقفت؟، تريد لعبة؟، سأشتري لك مسدسا، هذه المرة لعبة، وفي المرة القادمة سيكون حقيقيا، لتقتل أحمد، اتفقنا؟ وسأشتري لك كل ما تريد، أنظر لهذا القميص الجميل، أحمر وصورة دب على الكتف، ما يناسبه من بنطال؟ جينز أزرق صح، الله كمْ أصبحت وسيما، هيا لنذهب سأشتري لك آيس كريم، حليب يعوضك عن حليب أمك، لكنه بارد، لن أعطيك الكثير، كي لا تصاب بنزلة برد، لن أتأخر انتظرني هنا.

... عثر على طفل صغير، يبلغ زهاء الثلاث سنوات، يحمل مسدس بلاستيك، يرتدي قميص أحمر على كتفه دب وبنطال جينز أزرق، لا يعرف اسمه، يقول اسمه والده أحمد، على ذويه التوجه إلى إدارة المول لاستلامه.

****





أقبل العيد والكل سعيد

والفرح في الأيام مديد

فنزل الوحي على هجوسي

فأصبح الآن بمثابة الونوسِ

فالطرق على الأبواب فرحا

من الأطفال والكبار مرحا

ففي قلبي وتر الربابة

وفي قلمي كتابة بالصبابة

يا ليلتي هناك تجديد

فيكفي فرحةً ملئت بالتغريد

فالعيد جاء ليحيي مهجة

مهجةً تعيسةً فصارت بهجة

فالعيد أحيا قلمي بالتفاؤلات

يخط قصيدة تصل للسماوات

و العيد يصل حتى الجنوب

يحمل فرحةً لكل الشعوب

بالأمس كنا نخيم بالبؤوس

والآن نرتشف الفرحَ بالكؤوس

فنحن نختزن حبً بنَغَمَه

وعقلي سارحٌ بتناسق نَظْمَهْ

يدندن بألحانٍ جميلةِ الإحساس

يقول ستلمس قلوب الناس

اليتيم يرتدي ثوب جديد

يشكر فضل الله الحميد

يقول الحمدلله لكَ الفضلُ

كنت سأصبح بالدريس متذللُ

فلن ننقص الإيمان بالأيام

فالإيمان جعل بقلوبنا السلام

فمن بعد صلاة الفجر

نبدأ بتكبيرة الله أكبر

فتقال من كل الورى

فالحمد من ألسنتهم قد سرى

فجئت بكلماتي أنا العنود

لأوفي طلب غير مردود

فلا أجعل الطلب ينتظر

فهو عندي مجاب ميسر

فقصيدتي هدية لكل المتابعين

معطرة بالكادي وعطور الياسمين

 







أخدتها عزة النفس وكبرياء أنثى أن تقاطع الجميع .. لا تضحك قط اذ رسمت على محياها نظرة عبوسة وأقسمت أن لا تجيب مراسليها ومحبيها ولا ترد أيضا على رنات هاتفها ظنا منها بأنها ستعاقب الجميع على قلة المروءة والحلم والكرم وعدم تقديرها . زرعت في دواخلها أصداء وترسبات ماضي دفين بكل حزنه وغمه .

وتساءلت أين مكانها من الإعراب ؟

بعد أن أعطت كل ما في جعبتها ؟

أ تركن في الركن تحث شعار : انتهت صلاحية الخدمة وإلى إشعار آخر تنهدت .

ذهبت للحمام ونظرت في مرآة روحها

وقالت :من هاته الانسانة الماثلة أمامي؟

إنها بقايا إمرأة أو إمرأة آئلة للسقوط !!

استجمعت كل قوتها واستعادت من الشيطان الرجيم وابتسمت . وسرعان ما اجتاحتها عواطف نبيلة وشعارات تدب في اعماقها وتهمس لها دقات روحها ربما كانت مصدر قوة الآخر وسنده ومعيلته وسر سعادته

فوافقت أن تقدم على عمل الخير طول الأيام الباقية من حياتها ربما تأخذ بعملها مشكورا التواب والأجر من رب العالمين تابعت أنشطتها دون ضجر أو قنوط إنها رسالتها التي جاءت من أجلها إذا !! فلم عليها أن تستقيل و مازال في العمر متسع وبقية

وصحة وأمل وتفائل جمعت أوراقها المبعثرة وخواطرها الهائجة وأقنعتها الشيطانية ورمتهم في علبة حديدية في آخر الرف

لكي لا تتذكر حيثياتهم وصورهم وحزنهم ...

وعادت حليمة لعادتها القديمة تستقبل الكل بالأحضان وتساعد على قدر المستطاع !!

حمدت عاصفتها التي توارت عن الأنظار

وهواسيسها اللائي خلعتهم عنا بالقوة

والأنا السالبة التي كادت أن تدمرها وأزالت هوس الجنون والكبرياء والمادة اللعينة

وأضحت تفرح وتقر عينها بالقليل القليل

" ولسوف يعطيك ربك فترضى "

تبيت نارا وتصبح رمادا

سبحان ربنا الأعلى بحمده وشكره .


 










****












لم يحدث معي  أن صادفت نصا روائيا  متشابكا , بالشكل  الذي جاء به نص رواية جهاد الرنتيسي الموسومة بـ ' خبايا الرماد' , الصادرة عن دار البيروني للنشر و التوزيع الأردن 2023.
الرواية تبنى فيها الرنتيسي التيار التجريبي باعتباره مظهرا حداثيا . تمرد فيها على الكتابة التقليدية تماشيا مع الإتجاهات الفكرية و الثقافية المعاصرة .
كسر قواعد اللعبة السردية , معتمدا على السرد المبعثر , يشعر القاريء بالتشتت وهو يطارد خيوط الحكي الضائعة .لم يحافظ على وجود الحبكة كخاصية أساسية في بناء العمل الروائي .
تتداخل الأصوات  الحكائية, ينجم عنها صخبا سرديا . وسط هذا الصخب يكاد القاريء لا يفرق بين صوت السارد العليم و صوت الشخصية الرئيسة في الرواية , التي لم يمنحها الروائي اسما معينا  .
السارد العليم و الشخصية الرئيسة , صوتان متماهيان يقومان بعرض  صور متعددة عن الأزمات الإجتماعية و السياسية و الثقافية التي يعيشها الفلسطينيون .
يتوغل  الرنتيسي   في صور الذاكرة المنفلتة  محاولا الأمساك ببعض من أرشيفها .' مسعود ,أبو مجيد , القنقذ , عبد الكريم , غادة , أم مسعود ..' شخصيات تتصارع داخل الرواية في مواجهة إيدولوجية ملغزة .
فما جدوى السرد إذا كان مغرقا في الإبهام , يتعذر على القاريء القبض على خيط منه , يمكن أن يكشف  له الحجب

 


و يزيل الغموض عن  النص المسرود ؟
خبايا الرماد, العنوان  يحيل إلى دلالة صادمة تغتال معها الاحلام الوردية التي يطمح إلى تحقيقها  الفلسطيني على أرض الواقع . الخبايا من الفعل خبأ و هو

الإخفاء , والرماد هو ما تبقى من احتراق لمواد . . و سعد الخبايا هو الشخصية اللغز . تركها الروائي مبهمة  . وخبايا الرماد,  دلالة على احتراق الأحلام بنيران  الحروب و الأزمات .
 كان  هناك مغلفا ورقيا  يتعلق بسعد الخبايا , يتضمن مقالات و تقارير و إفادات تحكي عن بعض الكواليس التي حدثت في الفضاء السياسي الفلسطيني , في الخمسينيات و الستينيات .
الشخصية الرئيسة في الرواية تعتريها حالة اغتراب نفسي و روحي . رجل قلق يعيش حياة عبثية. يتردد على الحانات ليشغل نفسه عن أحلام يراها لن تتحقق على الإطلاق .
شخصيات الرواية كلها تعاني الإغتراب . هذا الإغتراب الذي أفرزته حياة الشتات و المنافي .يتنقل الرنتيسي بين الحدود الجغرافية الملازمة لأرض فلسطين  . من الأردن إلى سورية , إلى لبنان ,إلى الكويت  و العراق . هي محطات تستفز ذاكرته الكاتبة , يسترجع عبرها أحداثا كان لها وقعها الخاص على الإنسان الفلسطيني . 
فوضى الحكي , و عشوائية السرد يعبران عن هشاشة الواقع الذي تعيشه شخصيات الرواية .الموزعة بين الماضي و الحاضر , و بين الأحلام الضائعة .
 العلاقات الإجتماعية تقطعت بها السبل ,و تمزقت . تؤكد ذلك  الرواية  في هذا المشهد ' استقبله ابن خاله الأكبر ابراهيم , جامله ببعض العبارات و لم يسأله عن أحواله . شرب فنجان القهوة , و خلال بحثه عن لغة مشتركة أخفق عن العثور عليها ' ص 14.
الأمكنة في الرواية لها حضورها الطاغي ,يستحضرها الرنتيسي وفق منطق وجداني ينم عن تعلقه و ارتباطه بتلك الأمكنة  التي لا تبرح مخيلته .يقف  متأملا  لمعالمها التي تغيرت مع مرور الزمن . و كيف تحولت تلك الأمكنة إلى  تاريخ عالق بالذاكرة ..

 ****












في مبادرة جديدة من مبادرات دار أمارجي للطباعة والنشر والتوزيع، والتي تهتم بنشر الأدب والثقافة والإبداع في ربوع الوطن العربي، بدأت  الدار ممثلة في رئيس تحريرها الأستاذ الأديب المهندس / عبدالزهرة عمارة في إصدار سلسلة جديدة بعنوان ( أسماء لامعة في سماء المدينة ) وهى مجموعة من الكتب تضم سيرة حياة العديد من أدباء الوطن العربي، وما قدَّموه للمكتبة العربية وللساحة الأدبية والفكرية والثقافية، وقد بدأت السلسلة بالأديبة والفنانة السورية المبدعة الأستاذة / هدى آمون، حيث أعلنت دار أمارجي عن إصدار كتاب بعنوان أسماء لامعة في سماء المدينة يتناول سيرة حياة الأديبة والفنانة التشكيلية السورية هدى إبراهيم أمون وبواقع أكثر من ٢٠٠ صفحة وبالحجم المتوسط .



كما أعلنت أيضا عن إصدار كتاب بعنوان أسماء لامعة في سماء المدينة يتناول سيرة حياة الكاتب والناقد العراقي الأستاذ الدكتور مصطفى لطيف العارف أستاذ السرديات الحديثة بواقع ٢٠٠ صفحة ومن الحجم المتوسط .



كما أعلنت أيضا عن إصدار كتاب بعنوان أسماء لامعة في سماء المدينة يتناول سيرة حياة الأديب المصري المتألق الأستاذ  متولي محمد بصل وبواقع ٢٠٠ صفحة من الحجم المتوسط  .



كما أعلنت أيضا عن إصدار كتاب بعنوان أسماء لامعة في سماء المدينة وهو الإصدار الرابع يتناول فيه سيرة حياة الكاتب والناقد العراقي الأستاذ طالب عمران المعموري بواقع ٢٥٠ صفحة ومن الحجم المتوسط .



والإصدار الخامس يتناول سيرة حياة الأديب المغربي المتألق الأستاذ عبد المجيد بطالي  بواقع ٢٠٠ صفحة ومن الحجم المتوسط .



أما الإصدار السادس فيتناول سيرة حياة الكاتب والناقد العراقي المتألق الأستاذ غانم عمران المعموري وهو بواقع ٢١٥ صفحة ومن الحجم المتوسط .



أما الإصدار السابع فيتناول سيرة حياة الأديبة العراقية المتألقة الاستاذة فرح تركي وهو بواقع ٢٠٠ صفحة ومن الحجم المتوسط .



أما الإصدار الثامن فيتناول سيرة حياة الأديبة السورية المتألقة الأستاذة أميرة محمود صارم وبواقع أكثر من ٢٠٠ صفحة وبالحجم المتوسط .



أما الإصدار التاسع فيتناول سيرة حياة الأديبة الجزائرية المتألقة الأستاذة خديجة بن عادل وبواقع أكثر من ٢٠٠ صفحة وبالحجم المتوسط .



أما الإصدار العاشر فيتناول سيرة حياة الاديبة السورية المتألقة الأستاذة ميادة سليمان وبواقع أكثر من ٤٠٠ صفحة وبالحجم المتوسط .



أما الإصدار الحادي عشر فيتناول سيرة حياة الأديبة السورية المتألقة الاستاذة أميرة إبراهيم وبواقع أكثر من ٢٠٠ صفحة وبالحجم المتوسط  .



أما الإصدار الثاني عشر فيتناول سيرة حياة الأديبة الفلسطينية المتألقة الاستاذة عبير هلال وبواقع أكثر من ٢٠٠ صفحة وبالحجم المتوسط .



أما الإصدار الثالث عشر فيتناول سيرة حياة الأديب العراقي المتألق الأستاذ فلاح العيساوي وهو بواقع أكثر من 200 صفحة ومن الحجم المتوسط .



أما الإصدار الرابع عشر فيتناول سيرة حياة الاديبة السورية المتألقة الاستاذة نرجس عمران وبواقع أكثر من ٢٠٠ صفحة وبالحجم المتوسط .



ويتناول الإصدار الخامس عشر سيرة حياة الأديب العراقي المتألق الأستاذ عبد المنعم الجبوري وهو  بواقع أكثر من 200 صفحة ومن الحجم المتوسط .



و يتناول الإصدار السادس عشر سيرة حياة الأديب العراقي المتألق الأستاذ مهدي الجابري وهو بواقع أكثر من 200 صفحة ومن الحجم المتوسط .



ويتناول الإصدار السابع عشر سيرة حياة الأديب العراقي المتألق الأستاذ علي السباعي وهو بواقع أكثر من 200 صفحة ومن الحجم المتوسط .



الإصدار الثامن عشر يتناول سيرة حياة الاديبة السورية المتألقة الاستاذة فاديه عريج وبواقع أكثر من ٢٠٠ صفحة وبالحجم المتوسط .



الإصدار التاسع عشر يتناول سيرة حياة الاديبة السورية المتألقة الاستاذة شادية عريج وبواقع أكثر من ٢٠٠ صفحة وبالحجم المتوسط .



الإصدار العشرين يتناول سيرة حياة الأديب العراقي المتألق الأستاذ هيثم محسن الجاسم وهو  بواقع أكثر من 200 صفحة ومن الحجم المتوسط .



الإصدار الحادي والعشرين يتناول سيرة حياة الأديب العراقي المتألق الأستاذ زيد الشهيد وهو بواقع أكثر من 200 صفحة ومن الحجم المتوسط .



الإصدار الثاني والعشرين يتناول سيرة حياة الأديب العراقي المتألق الأستاذ حميد الحريزي وهو بواقع أكثر من 200 صفحة ومن الحجم المتوسط .



الإصدار الثالث والعشرين يتناول سيرة حياة الاديبة الأردنية المتألقة الاستاذة رولا العمري وبواقع أكثر من ٢٠٠ صفحة وبالحجم المتوسط .



الإصدار الرابع والعشرين يتناول سيرة حياة الاديبة الأردنية المتألقة الاستاذة رندا المهر وبواقع أكثر من ٢٠٠ صفحة وبالحجم المتوسط .



الإصدار الخامس والعشرين يتناول سيرة حياة الأديب العراقي المتألق الأستاذ عبد الله الميالي وهو بواقع ٢٥٠ صفحة ومن الحجم المتوسط .

 









كما أعلنت دار أمارجي للطباعة والنشر عن إصدار كتاب أسماء لامعة في سماء المدينة يتناول سيرة حياة الكاتب والناقد العراقي المتألق الأستاذ حيدر الأديب وهو الإصدار السادس والعشرين بواقع ٢٠٠ صفحة ومن الحجم المتوسط .

 


و الإصدار السابع والعشرين يتناول سيرة حياة الأديبة العراقية المتألقة الأستاذة زهراء ناجي وبواقع أكثر من ٢٠٠ صفحة وبالحجم المتوسط .

 


أما الإصدار الثامن والعشرين فيتناول سيرة حياة الأديب العراقي المتألق الأستاذ فاهم وارد وهو وبواقع ٢٠٠ صفحة ومن الحجم المتوسط .


 

أما  الإصدار التاسع والعشرين فيتناول سيرة حياة الكاتب والناقد الأكاديمي العراقي المتألق الأستاذ محمد المياحي وهو  وبواقع ٢٠٠ صفحة ومن الحجم المتوسط .

 




وكما نرى فإن جمع وتنسيق وطباعة ونشر نحو ثلاثين كتابا من الحجم المتوسط، والذي تتراوح صفحات كل كتاب منها ما بين 200 صفحة و 400 صفحة، وكل كتاب يضم مسيرة كاتب عربي، حيث يشمل سيرته الذاتية؛ ونماذج من نتاجه الأدبي، مطبوعا كان أو منشورا في مجلات وجرائد، ودوريات أدبية، ودراسات نقدية، وشهادات تقدير وجوائز، كل هذا يُعتبر بحق عمل موسوعي تقوم به مؤسسات الدول لما لها من إمكانيات متاحة كبيرة، ولكن دار أمارجي للطباعة والنشر أثبتت أنها دار عربية كبيرة وعظيمة؛ حيث لم تهتم بالكتاب والأدباء العراقيين فقط، بل أظلت بعملها ومشروعها الكبير عددا كبيرا من أدباء الوطن العربي من الخليج إلى المحيط، ولا يزال نهر العطاء يجري، ليصل إلى المزيد من الكتاب والأدباء العرب، ولتمتد أضواء وأنوار هذا الصرح الأدبي والثقافي الكبير، ويسلط الأضواء على   الأدباء في كل مكان.

أثرت دار أمارجي المكتبة العربية بحوالي ثلاثين كتابا حتى كتابة هذه السطور، شملت حياة ثلاثين أديبا، برعاية الأديب الكبير المهندس عبدالزهرة عمارة، والدكتور جمعة الكندي، حريٌّ بكل المؤسسات الأدبية والثقافية العربية الحكومية وحتى الخاصة أن تحذو حذو ( دار أمارجي ) فالبلاد العربية اليوم أحوج ما تكون إلى الأدب والثقافة، فهما الماء والغذاء للروح، ولا غنى عنهما لأي مجتمع يريد التقدم والازدهار.

****

 



























 

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة