قدْرَ العربْ
متولي بصل
مصر
***
غدا يعرفُ الناسُ قدْرَ العربْ
وأنَّ العروبةَ مثل الذهبْ
وأنَّ البلاءَ على قدْرِها
عظيمٌ وكمْ منْ بلاءٍ حَزَبْ
ولكنها مثل تلك الرواسي
وبُركانها فيهِ يغلي اللهبْ
إذا ران فوق السلاحِ الصدا
جَلَتهُ المآسي بِنارِ الغضبْ
وكلُّ قصاصٍ له موعد
ويوم القصاص دَنَا واقترَبْ
فيا من هجاها، ويا منْ نعاها
ويا منْ رماها بسوءِ النسَبْ !
تأدَّبْ! فقد أرضعتك الحياة
فلا خيْرَ فيمنْ جفاهُ الأدبْ
ومن كانَ عَوْنَا على أهلِهِ
فلا عِزَّ يُرْجَى لَهُ أو حَسَبْ
وما الحال إن صارَ أبناؤها
كأعدائها يحملون الحطبْ ؟!
وهل تُفْلِحُ الخيْلُ في غارةٍ
وفرسانها فوقها كاللعبْ ؟
تعزُّ البلادُ بأبنائها
بوعي الشعوبِ وصِدْقِ النُخبْ
وترقى إلى أوجِ عليائها
إذا كان للعلم فيها سَبَبْ
وتعلو مدى الدهرِ راياتها
إذا كان للعدلِ أسمى الرُتبْ
فلا تغبنوا اليوم حقَّ العرب
ولا تجهلوا اليوم قدر العرب
***
غدا يعرفُ الناسُ قدْرَ العربْ
وأنَّ العروبةَ لا تُسْتَلَبْ
ستبقى مدى الدهر خيرَ الأمم
وإن شابَ بعضَ بنيها الوَهَنْ
كما شيَّدَ المجدَ أجدادُنا
وخَلَدُوا بِعِزٍ خلودَ الزمنْ
سيمضي على الدربِ أبناؤنا
على الرغم من كل تلك المِحَنْ
فهيا فقد حانت اللحظة
فقوموا ولبُّوا نِدَاءَ الوطن !
تزيدُ البلايا على مَنْ شكَا
وتمضي المصيباتُ عمَّن سَكَنْ
ومنْ يَدَّعِي اليومَ موتَ العَرَبْ
فأولى به لبس هذا الكفنْ
وليسَ التعَافِي لمن يحلمون
ولكن لِمَنْ يَدْفعُونَ الثمَنْ
فصبرٌ جميلٌ؛ وقوْلٌ حكيمٌ
فللروحِ حقٌّ كحَقِّ البَدَنْ
وإعدادُ جيلٍ ليومٍ ثقيلٍ
فجيلُ التفاهاتِ لا يُؤْتَمَنْ
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق