Translate

الخميس، 26 يناير 2023

25 يناير تأليف / متولي بصل دمياط - مصر

 


25 يناير

تأليف / متولي بصل

دمياط - مصر

          لا أذكر أنني تمنيت أن أكون شيئا مما يحلم به زملائي في الفصل، الأمر بالنسبة لي كان لا يزال مبهما، حتى عندما كانت معلمة الفصل تسألنا عن أمنية كل واحد منا؛ كنت أتلعثم في الإجابة، في الوقت الذي كان يعلن فيه كل واحد منهم عما يريد أن يكون عندما يكبر!

          كنت قنوعا جدا، حتى أن أبي يوما سألني :

-          ماذا تحب أن تكون عندما تكبر يا ولدي؟

          ويومها ارتبكت، وأخذت أتلفت حولي، أبحث عن إجابة ترضيه، فلما وقعت عيني على صورة السادات ( الله يرحمه )  وكانت معلَّقة على سور الكوبري العلوي فوق النيل؛ قلت له بتلقائية، ودون أي تفكير :

-          أريد أن أصبح رئيس جمهورية يا أبي .

ضحك أبي كما لم يضحك من قبل، وقبل رأسي وهو لا يزال يضحك؛ حتى تحوَّل الضحك إلى سعال؛ وأدركت ساعتها مدى غباء الإجابة التي جرت على لساني دون تفكير!

          جيراننا في الطابق الثالث من البيت، لهم ولد يكبرني بعشرة أعوام تقريبا، أذكر جيدا كيف تحوَّل البيت، بل والحي كله إلى قاعة أفراح ورقص وزغاريد، عندما علم الجميع أنه بعد نجاحه في الثانوية العامة، تم قبوله في كلية الشرطة، أمه هى الوحيدة التي أخذت تبكي وتصرخ بطريقة عجيبة، وهى تتوسل إليه أمام الجميع أن يسحب أوراقه، ويلتحق بأي كلية أخرى، كانت في حالة يرثى لها، وكأن أوراق ابنها تمت إحالتها إلى فضيلة المفتي  وليس كلية الشرطة!

          طول الليل وأنا أسمعها تبكي وتولول، وتترجَّى ابنها أن يسحب أوراقه، وسمعتها وهى تتوسل إليه أكثر من مرة، قائلة له :

-         ابتعد يا بني عن المجرمين والبلطجية والإرهابيين! ألا تسمع عن الضباط الذين يُقتلون كل يوم على أيدي السفاحين وتجار المخدرات .. يا رب يبعدك يا بني عنهم ويبعدهم عنك!

          ظنَّ البعض وقتها أنها تحاول ذرَّ الرماد في عيون الحسَّاد، ولا سيما أن ابنها التحق بالفعل بالكلية، وأكمل دراسته بها؛ وتخرج منها ضابطا؛ وبدأ يباشر عمله .

          لكن في تلك الأثناء عندما سألت أمي عما يجري، قالت لي بدهشة:

-         يا بني هى تطول يكون ابنها ضابط، ولا كانت تحلم ولا تتمنى .. وظيفة محترمة ومضمونة، ومركز وهيبة !

ومن كلام أمي عرفت لماذا أغلبية زملائي في الفصل يريدون أن يصبحوا ضباطا عندما يكبرون.

          في الثانوية العامة، أصابتنا فاقة شديدة؛ واضطر أبي للسفر إلى أحد البلاد العربية؛ وتركت أنا وأخي الدراسة للالتحاق بأي عمل، وبالفعل عملت في إحدى ورش النجارة التي كانت منتشرة - في ذلك الوقت - في السنانية إحدى قرى دمياط، بل وانتقلنا للسكن فيها! ورآني موجه اللغة العربية وأنا أقف أمام المنشار، ونشارة الخشب تملأ أنفي وعيني وكل جزء من ثيابي؛ ناداني والدهشة تحرق عينيه، وسألني بنبرة أفزعتني:

-         تركت الدراسة؟!

-         سافر أبي؛ ونحتاج المال و..

-         لا تترك دراستك .. وإذا كان لا بد من العمل، يمكنك أن تذاكر وتدخل الامتحان .. خذها منازل!

لا أدري حتى الآن من أين ظهر هذا الرجل الطيب، كيف تعرَّف عليَّ؛ كيف تذكَّرني، وهو لم يرني إلا بضعة مرَّات في الفصل! ساعدني في إعادة قيدي في المدرسة، وامتحنت؛ ونجحت بمجموع ضعيف، والتحقت بكلية التربية؛ وأصبحت مدرسا؛ ثم تزوجت، ولسوء حظي كانت محامية، واشترطت عليَّ أن تعمل.            وبالفعل عملت في مكتب محاماة، وذهلت فيما بعد، بل كدت أصعق عندما عرفت منها اسم صاحب المكتب، إنه هو نفسه، ذلك الولد الذي كادت أمه تموت حزنا وشفقة عليه؛ عندما علمَت أنه التحق بكلية الشرطة، كانت دهشتي كبيرة، لأنه ترك عمله في الشرطة، وأصبح محاميا، لكنني لم أخبر زوجتي بشيء مما أعرفه عنه؛ فقد كانت تأتيني كل يوم بأخبار جديدة كان الفضول يقتلني شوقا إلى معرفتها

استشهد اثنان من أقرب زملائه إلى نفسه أمام عينيه؛ واقتحم المجرمون شقته أكثر من مرة؛ أثناء نومه هو وزوجته وأولاده ! دون أن يتركوا أي أثر وراءهم، وكأنهم يملكون مفاتيح الشقة؛ بل وتركوا أكثر من تهديد ووعيد بأنهم سيذبحون زوجته وأولاده؛ خسر سيارته، وكاد يخسر حياته في إحدى المرات، وفي النهاية استسلم، وغيَّر مسار حياته، وأصبح محاميا، وأكثر من ذلك بدأ يتقرب من هؤلاء الأوغاد حتى يتقي شرهم.

25 يناير 2023 م

تأليف / متولي بصل

دمياط - مصر


السبت، 21 يناير 2023

خريفُ العمر بقلم الأديب المبدع / داود سلمان عجاج العراق

 خريفُ العمر

بقلم الأديب المبدع / داود سلمان عجاج

العراق


يجلسُ تحت شجرةٍ وارفةِ الظلِ على فراشٍ بسيطٍ، ويتكأ بمرفقه على وسادتين محشوتين بالقطنِ الطبيعي، يحاولُ قتلَ الوقتِ الذي يمرُ برتابةٍ واضحةٍ، فلا جليس يخففُ عنه عزلته وهو بدأ بتسلقِ سلمَ الثمانيات من العمر، إذ تفرقَ الأولادُ بعد أن كبروا في فجاجِ الأرض، وزوجةٌ قد اقعدها المرضُ في كرسي يتحركُ بعجلاتٍ، لا شيء يمكنه أن يفكه من ذلك الطنينِ في رأسه، أفكارٌ وذكرياتٌ من ماضٍ قريبٍ تتداخل، يحاولُ الهروبَ إلى ذلك الماضي، يجتزئ منه عبثيةَ الطفولةِ وعنفوانَ الشباب، إذ كان لا يجارى في سباقِ الحصادِ اليدوي، إن لفَ اصابعَ يديه بخرقةِ قماشٍ وامسكَ المنجلَ، فلن يرفعَ ظهره حتى خطِ النهاية، والشاباتُ من خلفه يجمعن تلك الأكوامَ، وبعينِ الرغبة في أن يكون في يومِ ما فارسُ الأحلامِ المنتظر.
يعودُ ليعدلَ هيئةَ جلوسه، وقد ظهرت إبتسامةٌ خفيفةٌ على وجهه الذي امتلأ بتجاعيدٍ واخاديدٍ تعكسان ضروبَ الزمن، يسمعُ هسيساٍ لحذاءٍ يقترب، يطلقُ مناداةً عله يُشفع بإجابة، إلا أن الصوتَ أخذَ بالإبتعاد، لم يبالِ لذلك التجاهل، فلقد تعود عليه بعد أن فقد بصره، حاول ان ينهض، أن يستندَ على ركبتيه، إلا أن قواه لم تسعفه، لذا اطلقَ صيحةً في الفراغِ الممتد امامه، ثم تهاوى.
داود سلمان عجاج
العراق
قد تكون صورة ‏‏كتاب‏ و‏تحتوي على النص '‏فتاة القلعة قصص قصيرة جدا አንነል داؤد سلمان عجاج‏'‏‏

تناقض بقلم الكاتب والأديب المبدع / مهدي الجابري.. العراق

 قصة قصيرة جدا

تناقض
بقلم الكاتب والأديب المبدع / مهدي الجابري.. العراق

امسكت قلمي؛ فاض مداد محبرتي، أبصرت نواظري ترفع أكتاف الرافدين، مع بعد المسافات أحسست بالغلاظ يرمقونه بغضب، النيل يشبه حبري.. اختلط فكان قصة مصر وبابها.. دمياط ومدادها، صفحات تغنت باسمي…
على شمس الإهرامات كتبت: وننجيك ببدنك.
مهدي الجابري.. العراق
.
.
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏لحية‏‏

قراءة نقدية بقلم الكاتب والناقد / محمد كامل لرواية ( فم الأفاعي) للكاتب المبدع/ ايهاب همام صادرة عن دار البديع العربي للطباعةوالنشر

 قراءة نقدية لرواية ( فم الأفاعي)

للكاتب المبدع/ ايهاب همام
صادرة عن دار البديع العربي للطباعة والنشر
العنوان
فم الأفاعي عنوان مثير ومشوق، وفي الوقت ذاته لا يكشف عن مضمون الرواية أو محتواها؛ ليدع الكاتب لفكرنا العنان لنفكر للوقوف على قصده وما دلالة العنوان، ونكتشف لاحقًا مع قراءة الرواية أنه من الوصف الذي أطلقه الكاتب على الشيطان، والذي تدور حوله وحول أفعاله أحداث الرواية ليكن محورًا رئيسيًا بها.
اللغة
استخدم الكاتب في سرد أحداث روايته لغة بسيطة غير متكلفة أو معقدة، مزج فيها أحيانًا كثيرة بين الفصحى والعامية، فتناسب مختلف الأذواق وتخاطب كافة المستويات الثقافية على اختلافها، وقد تلائم هذه اللغة تلك النوعية من الأدب، والتي يعمد فيها الكاتب إلى الإثارة والتشويق أحيانًا على حساب اللغة وثرائها، فيتكأ فيها على الأحداث والصراعات والتشويق، وقد نجح الكاتب من خلال لغته في نقل فكرته وأن يجعلنا دائمًا في قلب الحدث.
السرد
الرواية مشوقة وتنتمي لأدب الرعب والتشويق، وبرع الكاتب في تناوله من خلال سرد محكم ومتماسك، وأجاد في نقلنا للحالة التي يرمي إليها، وببراعة واحترافية ذكر جميع التفاصيل وأعتنى بالبسيط والهام منها، كما بنى روايته على استنتاجات وتحليلات تقودنا إلى النهاية واكتشاف السر، فجعلنا نلهث طيلة الوقت خلف كلماته، فكل تفصيلة دقيقة تقود إلى حل جزئي للغز، فيخيب ظننا كثيرًا ويصدق أحيانًا؛ لتكتمل في النهاية الصورة كاملة مع انتهاء الرحلة التي طاف بنا فيها، فحلق بنا في عالم الجن والسحر الملئ بالأسرار، فتكاد أنفاسنا أن تتوقف معه، قدم لنا الحيرة الممزوجة بالتشويق منذ البداية وحتى نهاية الرواية، فتسير الأحداث بطريقة منطقية وتدعونا دائمًا للتفكير.
الوصف
جاء الوصف مناسبًا للأحداث المشوقة، واستطاع الكاتب أن ينقل لنا حالة البطل وما يعانيه من خوف دائم وترقب لما سيحدث، وكذلك تمكن من وصف الحالة النفسية للشخوص كافة، ووصف بدقة المظهر الخارجي للأشباح للمزيد من الإثارة، وكذلك نجح في وصف الزمان والمكان بها.
النهاية
كانت النهاية منطقية وموفقة إلى حد بعيد؛ وضع بها نهاية المعاناة للبطل وانتصاره لينتصر الخير دائمًا وأبدًا.
خالص الأمنيات القلبية للكاتب بمزيد من التألق والنجاح أن شاء الله

المرآة تأليف / ناهد الاسطة

 المرآة

تأليف / ناهد الاسطة

التقيت بنفسي بعد مدة لا أعلم كم طالت عن آخر لقاء معها ، وقفنا وجها لوجه نتأمل أثر بصمة الزمن على محيانا .
- بإبتسامة حاولت كتمها بقوة سألتني نفسي :
أين كنت ؟
- بأهداب منسدلة أتجنب النظر في عينيها رددت:
كنا معا ، وهل نستطيع الإبتعاد ؟!!..
- صحيح معًا ، لكن لم نكن واحدًا .
- كالعادة أيتها النفس لابد أن تفلسفي الأمور ..
- قاطعتني بسرعة: لا تضيعي الوقت ، كلانا يعرف إنك أسدلت عليا حجبًا كثيفة كي لا تسمعي صوتي ، وأبحرتي بمفردك في دنياك .
أخبرني عن الشواطئ التي إرتدتيها ، عن العواصف التي إجتزتيها ، والتيارات التي تنازعتك في رحلتك هذه
ماهي الخبرات التي قطفتيها ؟ ..
- رفعت عيني لأرى انعكاس صورتي في محيا نفسي
تغيرت أنا .. نعم ، لابد أنه تغير شكلي بل تغيرت أفكاري أيضًا ...
تنحنحت ، فحقيقة ما قالته كان صحيحًا ، أنا اخترت أن أخوض تجارب الدنيا لوحدي ،أقفلت نافذة الخبرات ، صوت الأنا وانطلقت ...
وودت الآن لو أني أستطيع أن أعانقها وأتأسف لها ،فقد أشتقت لنفسي ...
قلت بصوت غزلته أوجاع الرحلة وآثارها :
ليكن ، سأحكي لك أن رحلتي على مدار أيامها حملت الشئ ونقيضه .
فإنها على قدر ما أضافت لي هذه الرحلة من حلوها ومرها ، على قدر ما أود أن أخبرك أني أدين بآسفي
لك !!...
لكن لأختصر ، أدركت إنك عزيزة علي أكثر ما كنت أتوقع ... وإنه مهما دفع الهوى أشرعة حياتي ، عرفت إنك شاطئ الآمان لي .
وإن الثوابت التي بنيناها معا ، كانت أقوى من أي أعاصير ناءت بي .
الآن فقط ، أستطيع أن اقول إنه كان مقدرًا لي أن أخوض هذه الرحلة بمفردي لأعرف تقدير أهمية أولوياتي في الحياة .
- لكن رجعت مثخنة بالجراح ، ألم يكن من الأفضل عدم الخوض بهذه الرحلة من الأساس.
- رددت بثقة : لا ، كان يجب أن أخوض هذه التجارب مهما كان الثمن ، إنها كانت الطريق الوحيد للعودة لك ...
- لن يكون هناك رحلات آخرى ؟
- مرة أخرى التقت عينانا ...
- عرفتُ الإجابة من غير أن تصرحي بأي حرف ..
- أجبتُ : لكننا سنكون معًا على الدوام ....
أقفلت قلم أحمر الشفاه الذي كنت أزين شفتاي به أمام المرآة ، وبإبتسامة زاد اتساعها ارتباط عرى الثقة بنفسي
انطلقت لأواجه الحياة .
ناهد الاسطة
قد يكون فن ‏شخص أو أكثر‏

 


ستة أيام

كلمات / متولي بصل

مصر

قالوا - كذبا - ستة أيام

ورموني برماحٍ و سهام !

لو كانوا حتى أطفالا

ما كذبوا فالكذب حرام !

وعجيب أن يكذب حرٌّ

ينتسب لدين الإسلام !

سل أحمد هل مات ضميره

أم أن ضميره قد نام !

سل أشرف هل يعلم أحقر

من الكذَّاب أو النمَّام ؟!

سل أيمن هل يعرف أشأم

ممن قد رضى الكذب طعام ؟!

سحقا لنفوس مظلمة

لا تعرف إلا الإظلام

عباد  كراس لا أكثر

كعبيد عكفوا على أصنام !

إن يرض الناس بفعلتهم

هل يرضى بها الحقُّ العلَّام ؟!

زائلة كل كراسيهم

وستلعنهم كل الأقلام

أسماء فقدت معناها

أجساد تسكنها هوام

بذرة من عاثوا من زمنٍ

واحتلُّوا الأرض لأعوام

كم من محتل موتور

بذرتهُ تطرح فينا السام

في كل مكان شيطان

يدعو للفوضى وللإجرام

لا يترك بابا للخير

إلا أغلقه بإحكام

كم من قنديل أطفأهُ

كسَّرهُ حتى صار حطام

كم غرسوا بذورا للإرهاب

كم زرعوا فتنا كالألغام !

لو كانوا حقا مصريين

ما داسوا علينا بالأقدام

جعلونا في ذيل الأمم

نحيا ونفكر كالأغنام

صم بكم عمي نهذي

هل نحن بناة الأهرام ؟!

يا مصر غرامك في كبدي

يزداد وينمو مع الأيام

لن ينقص من قدرك عندي

عتلٌّ وسفيهٌ وزنام

تأليف / متولي بصل

مصر

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة