Translate

السبت، 18 ديسمبر 2021

لغتي هى لغة القرآن تأليف / متولي بصل دمياط - مصر


 

لغتي هى لغة القرآن

يا من تسألني عن لغتي

اقرأ حرفا أو حرفين

فحروف اللغة العربية

نور للقلب وللعين

اقرأ واكتب شيئا منها

واعلم أن اللغة كيان!

ألف باء تاء ثاء

جسد من لحم ودماء

ليست أشكالا جوفاء

أو بعض حروف صماء

اللغة العربية فاعلم

قبس من نور الرحمن

 لغتي هى لغة القرآن

معجزة نبينا العدنان

كلمات وحروف تُتلى

في كل زمان ومكان

اللغة العربية نور

ذكر وشفاء وبيان

لغتي هى أصلي وتكويني

وعِماد لحياتي وديني

أقرؤها شعرا أو نثرا

فتزكي النفس وتُحييني !

ما أجمل لغتي ولساني !

أدب  وكمال وجمال

رددها إن كنت تعاني

وستصبح في أفضل حال

حين أردد جملا منها

أبرأ من كل الأحزان !

لغتي مثل البحر الصافي

فيه اللؤلؤ والمرجان

وحروف اللغة العربية

لا ينكرها أي لسان

تتضوع مسكا عربيا

كزهور وورد البستان !

كل لغات العالم تفنى

أو تحجبها أي غيوم

إلا لغتي ما أجملها

يحفظها الحيُّ القيوم

خالدة كخلود الدهر

لا يأتي عليها النسيان

حمدا لله على نعمه

وعطاياه وهداياه

كم من نعم لا نحصيها

قد أسبغها علينا الله !

أذن تسمع عين تبصر

ولسان يذكر مولاه !

تأليف / متولي بصل

دمياط - مصر

 

 

 

 

 

 

عَيْنُ الرَّسَامِ بقلم / سمير لوبه

 كتب سمير لوبه

« عَيْنُ الرَّسَامِ » قصة قصيرة
فِي المَدِينَةِ العَجُوزِ تُخًيمُ العشوَائيةُ عَلَي الشَّوَارِعِ ، يَحفُرُ الجَهلُ بِمخَالِبِه فِي مُخَيلَةِ قَاطِنِيهَا قَبلَ عَقلِهم الغَوغَائِيةَ ، تُضَيّقُ الأدخِنَةُ أنفَاسَهم ؛ يُطبِقُ الحُرَاسُ على الشَّارِدَةِ والوَارِدَةِ ، يَقِفُون فَوقَ رُءوسِ قَاطِنِيهَا، يُولَدُ فِي المَدِينَةِ العَجُوزِ الأطفَالُ شُيُوخَاً ، جِنازاتُ الأًحلَامِ لا تنقطعُ ، لَا شَيءَ يَقبَلُه المَنطِقُ ، رُءوسٌ طَأطَأهَا العَوَزُ ؛ فلَا تَلمَحُ فِيهَا مَنْ يَرفَعُ رَأسَه ، تَزحَفُ العُيُونُ تُلَاصِقُ الأَرضَ ، تُفقَأ إحدَاهُمَا إنْ ارتَفعَت لتَرَى السَّمَاءَ ، وتُترَكُ واحِدَةٌ لتَرَى مَا يُرِيدُون لقَاطِنِيها أنْ يَرَوه ،
يَجلِسُ الرَّسَامُ عَلَى رَصِيفِ المَقهَى الضَيقَةِ يَملأَهَا الدُخَانُ يَخنُقُ الصُّدُورَ ، تَبكِي ذَاكِرَتُه " أمْ الضَفائِرِ " حَبيبَةَ قَلبِه الَّتِي فَقَدَهَا يَوَمَ رَآهَا كَبِيرُ الحُرَاسِ وطَلَبَهَا مِنْ أبِيهَا النَّحَاتِ فلَمْ يَستَطِعْ أنْ يَرُدَّ طَلبَه ، وذَاتَ يَومٍ رَفَعَ عَينَيه الاثنَينَ يَرنُو إلِيهَا وَهِيَ تُطِلُّ مِنْ نَافِذةِ بَيتِ كَبيرِ الحُرَاسِ العَالِي فَفَقد إحدَى عَينَيه ، فَجأةً يَقطَعُ حَبلَ الذَّاكِرَةِ صَوتُ مُعَلِقِ المُبَارَاةِ " هدفٌ فِي الوقتِ الضائعِ " يَنبَعِثُ صُرَاخٌ يَهِزُّ المَكَانَ ، يُطَأطِئ الرَّسَامُ رَأسَه يَنظُرُ فِي لَوحتِه بالعَينِ الوَحِيدَةِ ، يَنصَرِفُ الجَمعُ ، مَن لَه عَينٌ وَاحِدَةٌ والأُخرَى مَفقُوءةٌ ومَنْ نَال الحظَّ ومَازَال يَحتَفِظُ بعَينَينِ ، صَامِتُون تَزحَفُ عُيُونُهمْ عَلَى الأَرضِ لَا تَجرُؤ عَلَى النَّظَرِ لِلسَّمَاءِ ، يَنبَعِثُ نَحِيبُ النَّاي بأغنِيةٍ ، تَتَلَقَفُهَا أُذُنَاه ، يُتَمْتِمُ بِكَلِمَاتِهَا :
• ألف الشوارع
• أتوه في المدينة
• أضيع في المواجع
• وفي دموعي الحزينة
• وفي كل الشوارع
• لا ضاعت مواجع
• ولا هديت عيون
- كَيفَ حَالُك يَا فَنَّانُ ؟
- كَمَا تَرَى بعَينَيك الاثنَينِ ، فُقِئَت إحدَى عَينَيَّ ، أبحَثُ عَنْ عَملٍ
- كُنْ مُطمَئناً ؛ عِندِي لَك عَملٌ
- مَتى ؟
- عَليك أنْ تُحضِرَ أولاً صَحِيفَةَ أحوَالِك الجِنَائيةِ " فيش وتشبيه " مِنْ عِندَ الحُرَاسِ
- غَداً سَأذهَبُ لِعَملِه
- أرَاك بَعدَ أنْ تَنتَهِي مِنه
تَمرُّ عُشرُون سَنَةً ، يَتقَابلُ ذو العَينَينِ مَع الرَّسَامِ وقدْ بات كَفِيفًا :
- أينَ كُنت يَا فَنَّانُ ؟
- فِي جَبَلِ المَغُولِ
- لِمَاذَا ؟ !!
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏لحية‏‏

الموهبة الادبية بقلم الأديب / عبد المجيد أحمد الخولي


 مقال

الموهبة الادبية
عُشرها إلهام، وتسعة أعشارها جهدٌ وتعب!. هكذا وصفها الكاتب الايرلندي المسرحي #برنارد #شو
إنها الشمس التي يشع ضياؤها في دياجر النفس، هي ذلك النسيم الذي يحمل إلينا الحنين والتَّطَلُّع إلى المجهول، هي الهزَّة التي تعترينا إزاء منظَرٍ جميل، أو لوحة فنية رائعة، هي الثورة الجامحة، وقولة الحق التي تغلفنا أمام مآسي الظلم والاستبداد، هي الدفعة الصاعدة من أعماق كِياننا، تسوق في طريقها الدمع إلى اعيننا، والقُشَعْريرةَ إلى الجلد عند سماع خُطبةٍ صادقةٍ، أو قصيدةٍ مؤثّرةٍ، أو نغمٍ حزينٍ، هي تلك القُوَّة الخفيَّة التي تحول دون انغلاق أبواب النفس والذهن، فتدعها مفتوحة على مصاريعها لكل فكرة خيِّرة أو مَثَل أعلى، أو عمل نبيل، هي تلك النفحة العلوية التي ترفعنا فوق صخب الدنيا، وصراع البقاء الدامي، وحقارات البشر لتعيش هنيهات في أجْواء المحبَّة والتَّسامُح والسلام، هي ذلك الصوت الخافت، الذي يهمس بإلحاح في أُذُنَيْنا كلَّما استَفَاضَتْ النَفْسُ بما رأت وسمعت وشعرت، قائلة: اكتب، اكتب، اكتب. وقد تم تعريفها في تراثنا ب "الطبع".

فوق الجسر الإيطالي... -قصة قصيرة- بقلم / إيثار محسن/العراق

 

فوق الجسر الإيطالي... -قصة قصيرة-
بعد إنقضاء نهارٍ روتيني مُضنٍ، تبدأ رحلتي شبه اليومية عند المغيب لصعود الجسر الإيطالي الواقع ضمن حدود منطقتي السكنية على ضفاف شط العرب ، رحلة الصعود بلا شك ممتعة، فأطلالته العالية التي تصل لخمسة وثلاثون مترا، تتيح لي الرؤيا الأخاذة للشط العريق بلونه الأخضر الفستقي. أما المدينة فانها تبدو كجوهرة نفيسة متلألئة. مشهد الغروب ساحر في فصل الشتاء، فالسُحب الركامية البيضاء تأخذ لونا قرمزيا قاتما، التدرجات اللونية للسماء تبدو أكثر صفاء من أي وقت آخر، قرص الشمس البرتقالي المنحدر نحو الافق، يعلمنا بأن نهارًا آخر على وشك أن يودعنا ولن يعود ثانية .
أثناء صعودي للجسر في الثلث الأول من المسافة، تتسارع نبضات قلبي، ويضيق تنفسي، نتيجة للجهد المبذول في الصعود.. لا يزعجني هذا الشعور، بل عل العكس ، ينتابني إحساس كأنني على جناح غيمة والأرض كلها تحت نظري بينما أنفاسي تؤكد لي بأنني ما زالت على قيد الحياة ..
أستمر بصعودي لأقرأ كتاباتٍ على الجدران الكونكريتية بصباغ أسود شوه طلاءه الأبيض، صبوا بفعلتهم تلك سواد أيامهم على صفحة بيضاء من هذا العالم، لم يكن أمامهم إلا أن يفرغوا شحنة الطاقة تلك بعبارة «أحبك نونة»...«نونة +فاضل= رسمة قلب مغروساً بسهم العشق» أو أنا وأنت للأبد وثالث كتب ..هنا التقينا ..
أكمل صعودي لأعلى جسر الفلتة .. آه..!!! ماذا قلت؟ جسر الفلتة ههههه...
نسيت أن أذكر أن جسري هذا له ثلاثة أسماء إسم الفلتة هو إسمه الحركي .. إكتسبه منذ اليوم الأول أثناء حفل إفتتاحه من قبل محافظ البصرة السابق، حيث قدم خطابه الموجه للأهالي تبعه إعلان بالإستقالة من منصبه واعدا الناس أمام الله بأن يكون مواطن خادم لمدينته، انتهى الخطاب بالتحية والسلام قابله تصفيق حار من أبناء البصرة ، بعدها مباشرة توجه لعبور الجسر إلى الضفة الأخرى من شط العرب نحو جهة الشرق، ليَفُلت بنفسه من كل وعودٍ قطعها أمام الله وأمام الشعب البصري، رحل بلا عودة.
وأنا اقرأ اللافتة التي كتب عليها جسر الشهيد محمد باقر الصدر، أثار هذا الإسم تساؤلا في نفسي، لماذا تسمى الصروح والشوارع والساحات في بلدي بأسماء الشهداء؟..
لكن الناس أختارت الجسر الإيطالي إسما أخيرا له لعلها بذلك تريد أن تهرب من كل ما يذكرها بالموت ..
وصلت للمنتصف .. هنالك دورية للشرطة تقف على يمين الجسر ، توقفت لأخذ قسط من الراحة أحدق في النهر وأمواجه المتجه نحوي ونسائمه التي أنعشتني بينما الزوارق الصغيرة تتأرجح على صفحته غير عابئة بأي شيء ، لكن ثمة صوت قطع علي صفاء تلك اللحظات وسرق مني فرصة التأمل التي كنت أمني نفسي بها .. أنه أحد أفراد الشرطة المكلفين بحراسة الجسر .. تقدم نحوي بحذر، وقال مبتسما بإستحياء:
- عذرا هل من خطب؟
إستغربت سؤاله؟ فقلت متساءلة بعد أن لفت نظري بوسامته وأناقته:
- هل إرتكبتُ خطأ ما؟
رد قائلا:
- هو إجراء احترازي خوفا من محاولة إنتحار... إن وقوفك عل الجسر متأملة مدعاة للشكوك
قلت له:
- لو كان الواقف مكاني رجلا، هل كنت ستسأله؟
ظل يحدق فيّ متفاجئا من سؤالي فقال بصوت تغيرت نبراته:
- الموضوع ليس له علاقة بكونك امرأة ..
قلت:
- بماذا إذن ؟
- شهد الجسر حالات انتحار عديدة في الأسابيع الماضية ..
- اطمئن... لن أنتحر ..
أنسحب الشرطي من أمامي وهو يشعر بالرضا، أكملت بعض خطوات، ثم عدت أدراجي مرورا به، قلت له:
- شكرا لأنك أحلت بيني وبين قرار الإنتحار..
. فتح عيناه، فاغرا فاه، قائلا:
- وهل كنت ستفعلينها؟
غمزت له.. إن نعم.
فأطلق قهقهة في الهواء، وهبتها له بالمجان بينما نظراته تسألني .. هل تأتين غدا؟؟...
ما أسرع الغد .. لقد أتى ليسرق يومًا آخر من حياتنا ... عدتُ إلى الجسر وكأنني أعود لشيء يجعلني أشعر بالسعادة .. أجمل ما في رحلتي هو استمتاعي بالصمت المطبق .. طالما أذهب وحيدة دون رفيق يؤنسي .. لكن هل حقا أنا صامتة؟
ضجيج هائل من الأفكار يتزاحم في رأسي .. كل فكرة تنافس أختها حتى تحظى بالإهتمام أكثر من غيرها .. كم المشاعر لا حدود له .. شعور بالمحبة يغمرني تجاه مدينتي بأسرها .. كم اعشقها .. عذبة في كل شيء.. في أرضها وسمائها .. صوت طائر السنونو قطع سلسلة أفكاري .. عجبا!!! أصوات العجلات الكبيرة والصغيرة منها لم تفعل ما فعله هذا الطائر في جذب انتباهي .. إن للجمال سطوة على قلوب محبيه. عند المنتصف .. دورية الشرطة بدأت تنتبه لي .. تجاهلتها تماما وانشغلت بأخذ نفساً عميقاً من الهواء الطلق .. لكن بدا الأمر مستحيلا أن أختلي بنفسي في هذه النقطة بالضبط .. فقد عاد الشرطي الذي رأيته بالأمس ليقترب مني .. أدى التحية هذه المرة بجراة أكبر مبتسما قائلا:
- سلام عليكم .. توقعت مجيئكِ اليوم.
رددت التحية .. خجل ظاهر وفرح مخفي وأنا أقول:
- كيف لك توقع ذلك ؟
- إحساس راودني بأنك سوف تأتين ..
- هل يراودك هذا الإحساس لكل من يمر من هنا؟
- بالطبع لا !! ...
صمت قليلا كأنه يبحث عن كلمات هربت منه ... أطرقت رأسي خجلا.. عيناه تغمرني بنظرات آسرة أما تلك اللمعة التي رأيتها تتسلل منهما ألجمت لساني .. بحرا من الكلمات تسرب من خلال العيون ولا قارب نجاة ينجينا .. أخذت العيون زمام الأمر، قصة حب بدأت من أعلى نقطة في الجسر الإيطالي.
هكذا دائمًا يفعل الحب.. يختار العاشقين دون مراعاة لأي ظروف زمانية ولا مكانية ولا أي معايير أخرى .. بعد أن اشتعلت شرارة الحب بيننا .. طرنا فوق الغمام .. رأينا العالم من منظار أوسع .. قلوبنا وسعت كل حب العالم .. بهذا الحب نشفي كل جروحنا .. آلامنا و عذاباتنا .. نهب العالم معنًا جديدًا .. نصبح أقوى في درء مشاكلنا .. وأقدر على تحقيق أمانينا .. لا ينبت الحب إلا بأرض خصبة .. رجولة مطلقة تقابلها انوثة خجولة .. مع هذا كنا مرآة لبعضنا .. عيوننا ترنو الى بعض .. نظرته تتسرب داخل روحي فتكشف كل أسرارها .. وعندما أنظر في عينيه ينفضح كل شيء أمامي .. حبه .. قلقه و خوفه.
عشقته بجوانبه المضيئة والمظلمة .. بادلني نفس الشعور .. خلعنا كل أقنعة الزيف لتتحد ذواتنا .. فأنسلخ كل واحد منا بذات جديدة لا تقهر. لم يكن الأمر سهلا .. كانت هنالك ليال سوداء من الفراق والألم تتخلل أيامنا .. ونار مستعرة من الأشواق تحرق مدننا بأسرها حتى اكتفينا من الاكتواء .. عدنا من جديد... حينها... طلب مواعدتي فوق الجسر عند أول مكان التقينا فيه..
قال لي... من يرانا عن بعد لا يرى فينا غير شرطي يعمل على حماية الناس وإمرأة عابرة فوق الجسر.. لكن أروحنا التقت هنا في هذا المكان، ليس لشيء... فقط لأننا في حقيقتنا شعلة محبة.
ثم أردف قائلا: لقد أعددت لك مفاجأة.
- ماهي يا ترى؟...
- انتظري و سترين.
نظرت وإذا بجماعة من المتطوعين .. يحملون فرشا وأصباغًا .. يعملون على طلي الجدران الكونكريتية لإخفاء تلك الكتابات السوداء وإبدالها برسم ورود جميلة و قلوب حمراء وقد زينو الجسر بالأضواء والبالونات والأعلام الملونة .. بدأ أهالي مدينتي بالتجمع إحتفالًا بنا .. مطلقين ألعابهم النارية .. كما الإحتفالات العامة .. نظرت الى نفسي رأيتني وقد ارتديت فستان زفاف أبيض أما هو فكان بالزي الرسمي .. بدأت أتقافز من شدة الفرح .. وهو يقول لي... من حقك أن تفرحي في يوم زفافنا.
حينها سمعت صوت ينادي:
- سيدتي.. هل من خطب ؟؟... سيدتي هل تسمعينني؟؟ ..
نظرت وإذا بالشرطي يقف من ورائي وهو يقول.. لقد طال تأملك... أنه يثير الشكوك خوفًا من محاولة انتحار.
قلت في نفسي:
إنتحار!!! عن أي انتحار يتحدث هذا الشرطي!!!؟ حسنًا... لأبتعد عن هذا المكان بأسرع وقت فكل الاحتمالات واردة.
إيثار محسن/العراق
صورة للجسر الإيطالي في البصرة
قد تكون صورة لـ ‏‏‏طبيعة‏، ‏جسر‏‏ و‏جسم مائي‏‏


نصيبي من الألم بقلم / ريم محمد

 نصيبي من الألم..

خرجت الأفكارُ من رأسي تباعاً ، كأنها بركانٌ غافٍ على حافّة، ودون أن تنبس شفتيّ بأية كلمة، اخترق الصمت جدار الحافة معلناً الثوران..
غضبت فارتديت وشاحي الصوفي وخرجتُ مسرعة، كان ثمة تساؤلا يقضُّ مضجعي وعليّ أن أبوح به، قبل أن يلتهمني ويجهز على مابقي من هدوئي..
طرقتُ الباب ، فتح بسرعة ولهفة وكأنما أنا وهو على ميعاد، فتحت فمي لأخبره بما أريد قوله فقاطعني...
كنتُ أعرفُ أنكِ ستأتين وأنا بانتظارك ، فتلعثمت وقلت، وكيف عرفت؟!
قال أعرفك كما أعرف باطن يدي...
عدلتُ عن إخباره بأي شيئ وهممتُ بالرّحيل إلا أنه أمسك بيدي ،وقال تعالي نشرب القهوة...خرج إلى الشرفة ولحقتُ به، مافاجأني أن القهوة كانت على الطّاولة، وكطفلةٍ صغيرةٍ لاتلوِ على شيئ جلست، وأمسكتُ فنجاني لأشربه والدّمعةُ تفرُّ من عيوني، ..
زوجتي الحبيبية، هل هدأتِ ، صدّقيني السّفر سيحلّ مشكلتنا، وسننجب بدل الطّفل دزينة...
ضحكت ،لكنّ الدمعةاعترضت ضحكتي فحولتها لشهقة ، وكل ماكنت بصدد قوله ،صار ماضٍ..
-لكن أرجوك ، لا أريد أن أصدم مرّةً أخرى فأنا لا أستطيع الانجاب ،وهذا ما أجمع عليه الأطباء، وقلتُ لك تزوج، وأنت رافض، فلما سنحمّل أنفسنا مشقة ولوعة انتظار معرّض للخذلان...
ضمّ رأسي بين يديه الحانيتين، وقال:
إن لم تكونِ أما لأطفالي، فلا بأس أن تكوني حبيبتي فقط...
وإذ بيدٍ تهزّني بعنف ، أعادتني للواقع، ألم تنتهِ من تجهيز نفسك، قالها دون أن ينظر في وجهي،وما زاد في ألمي أنه أخرج زجاجة العطر التي أهديته إياها في عيد ميلاده الأول بعد زواجنا ،وتعطر منها، ..
-لو لم يكن شرط أهل العروس أن تكوني معي لما اصطحبتك، ووجدت نفسي في دوامة...
تمت
ريم محمد

رحلة محمد عبد الهادي/ مصر


 رحلة

لف كوفيته حول رقبته بإحكام، قطع الميدان حاملا حقيبة هزائمه، لحق بأخر قطارات الليل الباردة، أصدر شهقة مكبوتة؛ يريد أن يستريح، تناهى إلى مسامعه صوت الصدى، يقول في مرارة: لا يعرف الموت الموتى.
محمد عبد الهادي/ مصر

ترجل عند المفرق القريب لدار أبي شيخة ، و صعد الطلعة نحو منزلهم القديم ، تخلو الشوارع من الناس

 ترجل عند المفرق القريب لدار أبي شيخة ، و صعد الطلعة نحو منزلهم القديم ، تخلو الشوارع من الناس، لا أطفال ولا أصوات النساء الخارجة من النوافذ ، أشعة الشمس المسترسلة لا تمنع البرد المتسلل إلى حجارة المنازل ، حاول أن يبقى تحت الشمس لكن قدميه تحركا نحو المنزل ، أطراف الحجة بانت من خلال الباب المفتوح ، لكن لحظات حتى خرجت الحجة الوالدة تحمل قردل الماء المتسخ لتدلحه باب الدار كغيرها من الجيران، فاجأها حضور الأبن القادم من نابلس ، فهي تعلم أنه سيأتي لكن انبلاجها على قامته هو بيت المفاجأة، اقترب منها وسلّم عليها و أردف السلام على خالته الحجة التي ظهر رداؤها قبل قليل ،وشاهده من فتحة الباب ، جو كئيب داخل الدار ، سنوات عجاف مرت عليها ، تهلهلت جدرانها، وتبكي شأن من يسكنها ، لا ماء و لا كهرباء ، حياة بسيطة قد تعود إلى سبعينات القرن الماضي ، لا هواء نقي ، ولا وسائل تكنلوجيا حديثة ، يرفض من فيها كل التقدم وطرق العيش الحديث الذي يوفر الراحة و هدوء النفس ،

أ / خضير بشارات

انتزاع بقلم / أركان القيسي العراق


 انتزاع

نزلت من ظهره عنوة استظليت بظله دهرا، قطعت شوطا أرتع بحديقة ربيعه، لا أبالي حتى لبس وجهه البياض وأقحلت بيداء فمه واستمطر رأسه شيبا و أعوجت قامته و ماعت صهوته، لتطحن أسنان السنون منسأته جبرا عندها خر راكعا، لأستيقظ منتبها أقلب ورقة الحياة لأكون صفحته الثانية.
أركان القيسي العراق

عدالتى بقلم / علي حسن بغداي

 عدالتى

اشتغل قاضيا .. وجد أمامه من خطف منه حبيبته .. الأوراق لاتدينه .. ادآنه.

ناقوس بقلم / ظلال الموسوي/ العراق

 ناقوس

تَجَمَّعَ كل من الإخوة والأخوات، الأبناء والأحفاد، في أحد المتنزهات.
أخذوا يلعبون ويمرحون لساعات طويلة،
ويتهامسون فيما بينهم، فَامْتَلَأَتْ ابتساماتهم المكان.!
كانّ الحياة فراشة؛ تحلق بهم بالفضاء على مر الأعوام..
حتى تعالت ضحكاتهم، كان ينظر إليهم هادم اللذات، مفرق الجماعات "الموت"..
سألهم: ما بالكم تضحكون.!
لِجَمْعِكمُ ولا لفراقكم الآتي؟!
قَالَتْ إحداهن: بل لجمعنا هذا...
اِسْتَطرَدَ قائِلاً: اليوم تضحكون وغدا تبكون.!
فقال له الآخر: نعلم نهاية هذه الجَمْعُ فراق طويل...
أَجَابَه الموت: أتعلمون بلقاءكم.. ماذا يترتب به عليكم..؟!
رد عليه قائلا: أجل إما أن نرقى به إلى أعلى عليين، أو أن تهوى بنا إلى أسفل السافلين..
سأله الموت: لماذا؟
فقال له: مستوى هذا اللقاء، من مستوى ما يجري فيه ويقال.. أما إن يرتقي بالنفوس، وإما أن يسفك فينا..
قال لهم الموت: إذن تعلمون أني زائركم غدا أو بعد حين لا مناص؟!
قالوا: نعم! فقرعت أبواب القدر علينا، حيث زرت جارنا، أقربائنا...
رد عليهم: إذن أستودعكم إلى يوم اللقاء الموعود إنا وأنتم؟!
فأكثروا ذكر هادم اللذات!
أجابوا: نستودعك ودائعنا عند صاحب الودائع...
عندها ثارت عاصفة رملية قوية حولهم، ضرب الموت بجناحيه، فشوهد صقر يطير فوق المقبرة.
✍
#ظلال الموسوي/
العراق🇮🇶

قراءة في أدب تولستوي بقلم / ناجح صالح


 - قراءة في أدب تولستوي –

تميز القرن التاسع عشر بظهور جملة من الأدباء على أرض روسيا كان لهم ثقلهم في عالم الأدب
ويعد تولستوي أبرز هؤلاء الأدباء في السرد القصصي والروائي لما تميز قلمه بالاسلوب الرصين والوصف الدقيق للمجتمع الروسي أبان تلك الحقبة .
وقف تولستوي مدافعا عن الحق والعدالة ، فشن حربا شعواء على العبودية والاستبداد في وقت كان فيه حكم القياصرة شديد الوطأة على صدور الرعية .
ورغم أن تولستوي كان ينتمي الى أسرة اقطاعية لها صيتها وجاهها فانه كان في قرارة نفسه يكره هذا الانتماء ، فتراه يجالس الفلاحين ويحادثهم ويأكل معهم ، وهذا ما أثار حفيظة أسرته عليه سيما زوجته التي تعتد باستقراطيتها .. مما أدى الى أن تسوء العلاقة بينهما .
كان تولستوي انسانا متواضعا بسيطا ، يرق قلبه لما آل اليه الفلاحون من فقر وعبودية وما يقع عليهم من غبن وظلم .
لذا سخر قلمه في أكثر قصصه للدفاع عن هذه الطبقة المسحوقة التي تعامل معاملة الرق .
كتب تولستوي الكثير من القصص والروايات ، ولا يسعنا في هذا المقام أن نستذكر كل ما خطه يمينه بل نكتفي بالاطلاع على روايتين اعتبرهما النقاد من أجمل رواياته عمقا وتأثيرا .
ففي رواية ( آنا كارنينا ) يصف تولستوي الأجواء لأسرة ارستقراطية لها نفوذها وتطلعاتها ..
حيث تعيش ( آنا كارنينا ) في هذا الجو الصاخب وسط حفلات يقيمها القصر بين حين وحين حيث يغلب على هذه الحفلات اللهو والمجون .
( آنا كارنينا ) هذه لها زوج له ثقله السياسي .. رجل ترك لامرأته الحرية المطلقة فيما تفعل ، فهو مشغول بما يتطلبه منصبه السياسي من أعباء .. وكانت العلاقة بينهما باردة باهتة رغم أن لهما ابنا وحيدا لم يتجاوز العاشرة كان من المفترض أن يزيد من قوة هذه العلاقة .
تلتقي آنا كارنينا بضابط شاب وسيم في احدى الحفلات التي يقيمها القصر فتقع في هواه ، لقد انساقت اليه سريعا وكأنما كان قلبها ينتظر هذه الساعة ليخفق خفقاته بعد حرمان طويل من مثل هذه العاطفة المتأججة وكأنما كانت عاطفتها في سبات لم يستطع الزوج ايقاظها .
وكان الفتى المعشوق يُسمعها عبارات الغزل حتى يُخيل اليها أنها كانت قبل هذا تحيا حياة مجدبة.
لاحظ الزوج فتور زوجته منه ، ولاحظ أيضا أنها عاشقة متيمة للفتى الوسيم .
حاول أن يثنيها عما تفعل وهددها مرة ومرات لكن ذلك لم يجد نفعا معها ، بل تمادت لتهجر القصر بما فيه زوجها وولدها ، هاربة مع عشيقها الى موطن آخر .
غير أنه لم يمض وقت طويل حتى تكتشف أن فتاها قد بدا عليه الملل والفتور ليذهب مع أخرى زاعما أنه يروم الزواج بها .
حينئذ فحسب تستفيق آنا كارنينا من الحلم الذي احتواها ، فاذا بدنياها قاتمة ، واذا بها قد ضيعت زوجا وابنا جراء نزوة استحوذت على كيانها .. حينئذ فحسب يلوح الندم على امارات وجهها بعد أن تعثرت خطاها وبعد أن خانت قدسية الزواج .
ماذا عليها الآن أن تفعله .. لقد كان انتحارا فيما فعلته من قبل ، الآن عليها أن تواجه الموت بشجاعة ، لذا قررت أن تنهي حياتها .. أن تنتحر ، فلما أبصرت القطار قادما من بعيد تهيأت لهذه اللحظة وما أن اقترب حتى رمت بنفسها أمام عجلاته .
وهكذا كانت نهايتها .. نهاية محزنة هي التي اختارتها بنفسها .
لقد أجاد تولستوي في رائعته آنا كارنينا حتى بلغ الأعالي في ذلك الوصف المتألق لهذه الأسرة الارستقراطية .
فاذا انتقلنا الى رواية ( الحرب والسلام ) رأينا فيها نمطا آخر من الوقائع .. انها أجواء حرب قاسية فُرضت على روسيا من قبل عدو لا يرحم هو نابليون ، وما أدراك من نابليون ، انه القائد الذي دانت له أوربا بغزواته وفتوحاته ، وها هو الآن يتجه الى روسيا لقهرها ويمضي قدما في أراضيها الشاسعة ، لكن القيادة الروسية آثرت أن تسحب جيوشها وتتراجع .. خطة محكمة ليقع نابليون في الفخ أمام برد قارص وأراضي قاحلة ومؤونة بدأت تنفد وجنود بدأوا يتساقطون اعياءا وجوعا مع قسوة مناخ ، ليخسر نابليون أكثر من نصف جيشه في عملية زحف فاشلة .
ورغم أجراس الحرب المهددة لكيان الدولة الروسية ، فان السلام فرض نفسه آخر الأمر ، وأن بعض المدن الروسية لم تعبأ بما كان يحدث في بعض الجبهات .. فقد كانت في منأى عما يلوح به نابليون .
ذلك أنه في الجانب الآخر ظلت الحياة تسير سيرها الطبيعي بما فيها من علاقات تتخللها حفلات لهو وعبث وقصص حب .
لقد أراد تولستوي أن يقول لنا أن الحرب طارئة وان السلام هو ما ينشده الناس .
ان الحرب تترك وراءها خرابا ودمارا واستنزافا للثروة والأرواح ، أما السلام فهو طمأنينة وأمل وعمران وحضارة .
حازت رواية الحرب والسلام على ثناء النقاد بما فيها من مفارقات في ساعة الحرب حينا وساعة السلم حينا آخر ، وكأن تولستوي وهو الأديب يحمل مجهرا فاحصا يرى من خلاله أجواء المعركة بكل تفاصيلها .
الواقع أن تولستوي له رؤية إنسان يحب العدل والتسامح والسلام ويبغض الظلم والعدوان .
لقد كان قلبه يحمل نبضات حب قوية لأسرته سيما لزوجته التي كدرت صفو حياته آخر الأمر مما دفعه أن يفر من هذا الجو المتأزم لتنتهي هذه الحياة بميتة تشق على النفس .. بعيدا عن الأسرة وفي حجرة محطة قطار ، أجل هناك لفظ آخر أنفاسه ، غير أن أدبه ظل من بعده له حظوته اللائقة ومكانته الرفيعة في قلب كل من يعشق دنيا الأدب .

اشتقت لك يانجوم بقلم عبد المجيد برادة الملقب بذاكرة الشعرية والزجلية المراكشية

 همستي اشتقت لك يانجوم ::اشتقت لك يانجوم في ليلة سهرتي حتى اقول له: واسيني وكن لصحبتي يامن كنت

اواسيه في ضيق ضيقة عترته فرد لي دين صنيعي حتى اتغلب على كل هم أو حزن قد يسري في وجداني ومشاعري ويطرد سيل مجاري الدم في اعصابي ويحرمه من التنزه في شرياني ويعبر سكك دقات قلبي ويعطي أوامره لكي يتزن
في التحكم في تصرفاته ولايخسر حبك الذي ملكه من ايام وشهور بين دفئ الهوى والغرام وهما يسعدان الساعات الطوال التي نمكت تحت أغصان الشجر وكل طير يغرد بلحنه لنا والفرشات ترقص والازدهار تصفق لها بحرارة الإعجاب وتهديها نخب عصير رحيقها في أقداح تسبح فيه شفاه كل العيون الملاح وتتلذذ بنكهة أنفاس طبيب هواها الذي عبر أمواج السباحة منه بمهارة الشجعان ولكي يرضيك ويرضيني **بقلم عبد المجيد برادة الملقب بذاكرة الشعرية والزجلية المراكشية بالتاريخ 9 12 2921
قد تكون صورة لـ ‏‏‏سماء‏، ‏شجرة‏‏ و‏نص‏‏

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة