Translate

السبت، 18 ديسمبر 2021

نصيبي من الألم بقلم / ريم محمد

 نصيبي من الألم..

خرجت الأفكارُ من رأسي تباعاً ، كأنها بركانٌ غافٍ على حافّة، ودون أن تنبس شفتيّ بأية كلمة، اخترق الصمت جدار الحافة معلناً الثوران..
غضبت فارتديت وشاحي الصوفي وخرجتُ مسرعة، كان ثمة تساؤلا يقضُّ مضجعي وعليّ أن أبوح به، قبل أن يلتهمني ويجهز على مابقي من هدوئي..
طرقتُ الباب ، فتح بسرعة ولهفة وكأنما أنا وهو على ميعاد، فتحت فمي لأخبره بما أريد قوله فقاطعني...
كنتُ أعرفُ أنكِ ستأتين وأنا بانتظارك ، فتلعثمت وقلت، وكيف عرفت؟!
قال أعرفك كما أعرف باطن يدي...
عدلتُ عن إخباره بأي شيئ وهممتُ بالرّحيل إلا أنه أمسك بيدي ،وقال تعالي نشرب القهوة...خرج إلى الشرفة ولحقتُ به، مافاجأني أن القهوة كانت على الطّاولة، وكطفلةٍ صغيرةٍ لاتلوِ على شيئ جلست، وأمسكتُ فنجاني لأشربه والدّمعةُ تفرُّ من عيوني، ..
زوجتي الحبيبية، هل هدأتِ ، صدّقيني السّفر سيحلّ مشكلتنا، وسننجب بدل الطّفل دزينة...
ضحكت ،لكنّ الدمعةاعترضت ضحكتي فحولتها لشهقة ، وكل ماكنت بصدد قوله ،صار ماضٍ..
-لكن أرجوك ، لا أريد أن أصدم مرّةً أخرى فأنا لا أستطيع الانجاب ،وهذا ما أجمع عليه الأطباء، وقلتُ لك تزوج، وأنت رافض، فلما سنحمّل أنفسنا مشقة ولوعة انتظار معرّض للخذلان...
ضمّ رأسي بين يديه الحانيتين، وقال:
إن لم تكونِ أما لأطفالي، فلا بأس أن تكوني حبيبتي فقط...
وإذ بيدٍ تهزّني بعنف ، أعادتني للواقع، ألم تنتهِ من تجهيز نفسك، قالها دون أن ينظر في وجهي،وما زاد في ألمي أنه أخرج زجاجة العطر التي أهديته إياها في عيد ميلاده الأول بعد زواجنا ،وتعطر منها، ..
-لو لم يكن شرط أهل العروس أن تكوني معي لما اصطحبتك، ووجدت نفسي في دوامة...
تمت
ريم محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة