Translate

‏إظهار الرسائل ذات التسميات مسابقة القصة القصيرة يونيو 2022 م. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مسابقة القصة القصيرة يونيو 2022 م. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 13 يونيو 2022

فيوءُ الماضي بقلم / محمد خيرالله - مصر


 فيوءُ الماضي

بقلم / محمد خيرالله - مصر

جلستْ في المكان الذي اِعتادته، ممسكةً إبرة الحياكة، يداها دقيقتان وعروقها بارزةٌ، كفروعِ الريحانةِ اليابسةِ، لاتُخطيء طريقها في نسْجِ الخيوطِ، وحبكِ العقدِ.
تمعنُ النظرَ في الفتياتِ اللائي يلعبنَّ ، يتزحْلَقنَّ، ويرفعنَّ أصواتهنَّ بالصياح ويملأنَّ الفضاء عذوبةً وألحاناً.
بالطريق الجانبي أُخْرياتٌ يضْرِبنَّ بأطرافِ أقدامهنَّ المروجَ، منتظراتٍ دورهنَّ في الأرجوحةِ الدائرية، توارتْ إِحداهنَّ باكيةً ربما سَقطتْ منها لؤلؤةُ حباتِ عِقْدها المنظوم أثناءَ الجريِّ.
الحائكةُ تشْتَمُّ نسائمَ ممزوجةً بأريجِ الياسمين المُنسَدلِ بأطرافِ ضفائرهنَّ الحريرية، ودَّتْ لوأنَّها جَمعتْ هذا الحسنَ كُلّهُ في سلَّتها المثقوبةِ، واِنْطوتْ به في غرفتها.
عيناها سابحتان في ماضٍ بعيد، يوما ما عقدَ لها أبوها الحِبالَ جيداً في جِذْعِ الشَّجَرةِ وأجْلسها على الغصنِ النضرِِ، وبكلا ذراعيهِ دَفَعها؛ فتحرّكتْ وطارتْ هى وقلبها بين السحائبِ، منتشيةً بفستانها الورديِّ المرفوعِ أعلى ركبتيها، تُدَاعبُ وجنتيها لمسةُ حياءٍ،
لقد اِنتظرتْ كثيراً الدفعةَ الثانيةَ؛ لكنّها لم تأتِ وغابتْ طويلاً ومعها تأخرتْ ضِحكاتها وربَّما تخفتْ بين جوانحها.
وعاودتْ صياغةَ قطعَ القماشِ مُستجديةً آخر شعاعٍ للشمس في التريّثِ قليلاً؛ لإنهاءِ خطِّ العنقِ.
يخترقُ سمعها صوتُ النادلِ معلناً قُربَّ اِنتهاءِ الموعدِ، واِنصرافِ الجميعُ، ودعتْ الأنوارُ الأجْواءَ وشَّرَعتْ هي تلملمُ شِتاتَ القميصِ المنسوجِ؛ فوجئتْ بأنَّ أحدَ أطرافِ الفستانِ أقصرُ يسيراً من الآخر؛
فتندمتْ على تفريطها في السويعاتِ المُنقَضيةِ، بُخطى واجفةٍ سارتْ عائدةً أدراجها تَجرُّ أشياءها، في الليل من خلفِ أضواءِ القناديلِ صَنعَتْ أثوابَ الوحدةِ بإحكامٍ، طرَّزتْ منسوجها وجعلتهُ أبهى روعةً وجمالاً، ثمَّ وضعتهُ بجانبِ العديدِ من الأثوابِ المزركّشةِ التي لم تكتملْ داخلَ دولابِ ملابسها البنيِّ.

مسخ بقلم / أحمد الواجد - سوريا


 مسخ

بقلم / أحمد الواجد - سوريا

لم تكن كبقية المدن تأخذ بأسباب النشوء والحياة ، فعلى عكس مااقتضته نواميس الطبيعة وحياة البشر ، تلملمت على عجلٍ وتراكمت بروابط لم تُعهد من قبل ، وتسارع نموّها .. ورَبَت متطفّلة على مفازةٍ لاتمتّ إلى الحياة بصلة ، فلا وَرَلَ يؤنس وحشتها ولا هدهداً يجوب سماءها ويستشعر ماءها ، بل هي الحَرّة تلتهب بمستطرق الأرض والسماء .. سماءٌ لم تعرف الرطوبة منذ عقود من الزمن .
لقد نمت بلاوشائج تربطها بالواقع ، أمراً تكفل على غموضه بتهافت أصحاب الطّموحات إليها ، وكلّ ذي حاجةٍ وضالةٍ أعياهُ أمر بلوغها ، إذ لم تكن تخفى كواليسها على أحدٍ من عامتها ، فالكل قد خَبِر الأمر واستيقنه وعضّ عليه بالنواجذ .
طبيبها ليس كباقي الأطباء ولامهندسها ولا تاجرها .. كلهم في فورة الأرباح يتنعمون ، دوائرها ومحلاتها وعياداتها لاتكاد تُعْدم حركتها المكّوكية ، فلاهدوء ولاراحة هنا .. الليل والنهار واللّحظات كلها سواء ، إنما هي القيامة عندهم بأهوال الأرباح ، وتقارب الزمن الذي يختصر عليهم ترهّل عالم الإنسان الذي تدبّج بالأخلاق .. فقد أصبحت داء الجسد العضال كما يدّعون ! ، نَعَمْ .. الجسد الذي ركَّب نفسه بلا أسباب نموٍّ على أرضٍ يباب أصبحت فيما بعد مقصد الكثيرين ، فكلّما ضرب إعلامها الأفق تداعى عليها الفاشلون من كل حدبٍ وصوبٍ لعمارة ذلك القبح الطارئ .. وغدا كلّ فاشل لبنة في ذلك البناء ، فهم يجدون ضالّتهم فيه ويكمل نقصه بهم مرتقياً لعتبة جنون المادة .. في مدينة إذا بحثت فيها عن سبب ازدحام المرضى أمام عيادة الطبيب مثالاً فلن تبتعد عن بائع الخضروات الملوّثة ، وصاحب الفرن الذي يخلط الخبز بالرمل ، وعامل التموين الذي علم بالأمر ، وقاضي القضاة الذي يهوّنه في حضرة الدراهم كما هوّن تجارة الأعضاء والمخدّرات وقوننها ، والمعلم الذي رفع شعار الغشّ والتزوير . وتتبدّل الأدوار أمام دور القضاء ومراكز الأمن .. فالخاسر هنا رابح هناك والعكس صحيح في دائرة أطماع متبادلة لانهاية لها بلغت معها المدينة سدّة العهر والشذوذ ، فالكل مستفيد وديدنه التواطؤ . لقد استمدّت نماءها الفاحش من انسحاق المبادئ والأخلاق .. فالعلاقة بينهم عكسيةٌ وفي انطلاقةٍ حتى تبلغ المعادلة صفرها المنشود .. وتتربع على عرش المال في هذا العالم ، وتصبح طفرة وأعجوبة ذلك الوجود الإنساني .. الذي تأخر عن الرّكب لتقديسه وثنيات المبادئ والأخلاق التي ابتدعتها نفوس البشر المريضة حسب زعمهم ، فالويل والثبور لمن أتى بمثل تلك الترّهات وقد أوشكت ثمارهم أن تبلغ أُكُلها .. وتقفز الأرباح حواجز الفحش حين اجتمع طبيبها وقاضيها وتاجرها .. في ليلة كتماء دفنوا سرّها وعقدوا العزم على بلوغ منتهى الثراء ، فعمدوا إلى ذلك الفيروس الخبيث يطوّرونه ويصنّعون مضادّه ويحتكرونه ويسعون بآليات نشره وهلهلة دِثاره القانوني .. حتى كان ذلك اليوم المشؤوم ليلة اكتمل مكرهم ، وأطلقوا العنان للثراء فاغرةً جيوبهم أفواهها .. تنتظر صباحها الباكر بفارغ الصبر .
أرخى الليل يومها عباءته على تلك المدينة متمنّياً لهم الهناءة في عبادة النوم التي هجروها .
نعم .. لأول مرّة يطبق هذا السكون على المدينة ، وتخلد الأبدان إلى الأرض وتنشد راحتها الأبدية .. متغلّبة هذه المرة على جماح الجشع ، فالليل الذي أدرجهم بعباءته ماإن انبلج صباح الغد حتى انقلب كفناً جماعياً.
هكذا صار الأمر فلقد أخطأوا بكمية الفيروس وتركيزه .. فلاهم سلموا ولا سلم أحد من سكان المدينة ، لقد بقيت جيوبهم فارغة وجثثهم كأعجاز النخل هامدةً تصفر الرياح بأجوافها ، وتذهب بأحلاهم .
رحمها الله من رياح تكفلت بردم التراب على ذلك الورم والانحراف الذي خالف سننها ، فسبق عليهم العدل .. الذي لايُستدام ولايستقيم إلا أن يكون محمولاً على الأخلاق .
لم يدم الوقت طويلاً على تلك المدينة الموبوءة المنبوذة الجاثمة في فم العوامل الجوية .. حتى كانت تلّاً من التراب شاهداً على وأدِ جسدٍ مريضٍ متعفّنٍ حفر قبره بنفسه.

للموت أنفاس بقلم / فوزية الكوراني - سوريا

 



للموت أنفاس
بقلم / فوزية الكوراني - سوريا

في مكتبي الذي في مبنى المجلة التي أعمل فيها كمحررة لزاوية( افتح قلبك تجد حلًا) أَستقبل مئات الرسائل وأضع حلولًا لمشاكلهم، وأنا سعيدة بهذا العمل ظنًا مني أنني أقدم خدمة تفرح القلوب وتبعد الوصب عنها.لكن عندما عملت إستفتاء مضمونه (هل تستفيد من الحل)كانت النتيجة/ ٢٥% نعم /٢٥%لا/ والمذهل أن/ ٥٠ %/ كانت إجاباتهم أنهم لايعودون لقراءة الحل لأنهم يشعرون بالراحة لمجرد أنهم يبعثون مشكلتهم إلى المجلة!
إذًا هي الراحة في الفضفضة..
قررت أن أكتب قصتي وأبعثها لزوايتي ب اسمٍ مستعار لعلي أجد الراحة...!
أناخريجة كلية الفلسفة قسم /علم نفس / كنت أعيش في بلدة صغيرة تزوجت زواجًا تقليديًا خطبة أهل. زوجي يحمل شهادةً من كلية العلوم الحيوية، ونعمل كمدرسين.. ورزقنا الله بطفل جميل جدًا
جعل حياتنا جميلة. كان زوجي رجلاً متزمتًا، وكنت أنا من النوع التي لاتصمت عن ارتكاب الخطأ . لقد كان بعيدًا عن الدين وحتى لا يصلي
لذلك كان الخلاف بيننا دوما في أتفه الأمور..
في العام السادس من زواجي، حملت حملي الثاني تحت إلحاح أهلي وأهله أن ولدًا واحدًا لا يكفي.. مع أن زوجي بدأ يتغير ، كان يجلس كثيرًا على الإنترنت، و يسهر خارج المنزل. أرخى لحيته و أصبح انعزاليًا.
بدأت الحرب تضع أوزارها؛ البعض يُخطف ويُقتل، والبعض يعتقل... وبدأ التهجير. التحقت عائلته ب ابنٍ لهم في العاصمة وأهلي أيضا ذهبوا لعند خالي في العاصمة أيضا ريثما جائتهم الفيزا للسفر عند إخوتي في الخليج لأنهم كانوا يعملون هناك قبل الحرب.. طلبت منه أن نغادر من هذا البلد خوفًا من بطش (داعش) ومايفعلونه لكنه رفض بشدة وانصعت له خوفا منه لأنه كان يهدد إذا ذهبت لن يسمح لي أخذ ابني معي..
دخلت (داعش) البلد . من بقيّ فيها كانوا أغلبهم موالين لها بما فيهم زوجي!!، هكذا اكتشفت بعد فوات الآوان و وقعت في المصيدة! كشف زوجي عن حقيقته وعرفت أنه كان يخطط لهم ويساعدهم لدخول بلدتنا.. وفي تلك الليلة العقيمة؛ جاء أميرهم لزيارتنا وكان من الشيشان
وجبرني على تحضير العشاء وادخاله لهم!.. كنت مستغربة كيف يكون هذا وهم يمنعون الاختلاط!، وكان رد زوجي هذا أميرنا يحق له مالايحق لغيره!!.. كانت نظرات الأمير أحد من السيف .
خرجت من الغرفة مسرعةً وهالني ماشاهدت وكأنه شيطانًا في هيئة إنسان!
قررت في نفسي الهروب مع ابني عند أول فرصة، غير أن شيطنتهم كانت أسرع؛ عند الفجر أخذ زوجي أغراضه وقال أنه مسافر ليجاهد في سبيل الله، ويمكن ألايعود منها وأنني غير مؤهلة لتربية ولدنا تربية صالحة و هو سيأخذه ويلحقه في مدرسة المجاهدين!! ورمى عليّ يمين الطلاق، وقال أنه وهبني إلى أميرهم لأصبح في جمع نساءه.خرج وأنا في ذهول وبكاء وصراخ وابني يبكي لايريد الخروج معه. توسلت إليه أن يبقيه معي لكنه لم يأبه لي. قلت له : وابنتنا؟ لأنني كنت في الشهر الخامس من الحمل وقد عرفت من خلال جهاز(الإيكو) أن الجنين أنثى..
قال: لا يهم لااريدها تركتها لك!! حاولت اللحاق به منعي الحراس الذين وضعهم أميرهم عند الباب. وبعدها امتلأ المنزل بالنساء وكلهم إماء كما يقولون إلا ثلاث هن زوجاته الشرعيات من جنسيات مختلفة،
امتنعت عن الطعام والشراب. غبت عن الوعي ثلاثة أيام ، وعندما استقيظت علمت أنني فقدت حملي بفضل إبرة مسقطه للحمل لكي يستطيع الأمير الدخول عليّ...!، حمدت الله على ذلك لأنني لا أريد لابنتي مصيرًا مجهولاً..
ولأن أميرهم كان مزاجي فهو في كل بلد يغزوه أو مع كل سبيّ للنساء يغير زوجاته، ويهديهم لأمراء مثله! وهكذا مررت على أكثر من أمير وأيضا على خدامهم ، تعرضت لأقسى حالات الاغتصاب والذل ! وكل بلد، أحاول السؤال عن ابني وعن أبوه الذي باعني
لكن لا أحد يساعدني. نحن النساء ذليلات عندهم ليس لنا سوى الخضوع لأوامرهم.. وفي كل مرة يغزونا الجيش أتلكأ بالهروب عسى أن أموت وأنتهي من مأساتي .لكن لاأفلح . كانت السياط تسوقنا كما تسوق الحيوانات!! إلى أن باغتنا الجيش مرة فلم يستطيعوا جرنا لكنهم احكموا الأقفال ، ورمونا بقنبلة ، ثم هربوا. مات من مات ، ومنا من كتب الله لهن السلامة على بعض الحروق والكسور والعاهات ومنهن أنا . فقدت قدمايّ وعيني اليسرى .عشت عند خالي وبعد علاجي لم أشأ اللحاق بأهلي في الخليج، فضلت البقاء عند خالي عسى أن أعلم شيئًا عن ابني.لكن ليس لديّ صورة له لكي أعلن عنه في الجرائد والتلفزة. كان خالي لا يوفر أي جهد في السؤال والتحري عنه وهو صحفي كبير وله معارف كثر. لكن دون جدوى.. أعطيت أوصافه التي كان عليها منذ عشرة أعوام إلى رسام ورسمه ليّ. لكن لم أستفد لأنه من المفترض أن ابني أصبح في الخامسة عشر من عمره، وكيف لي أن أعرف ملامحه التي هو عليها الآن؟!
أريد حلًا..

عاشق الخيل بقلم / وفاء عبد الحفيظ - مصر


 عاشق الخيل

بقلم / وفاء عبد الحفيظ - مصر

بين البساتين في أحضان الطبيعة تشربت من نهر الحب، حين توردت حمرة الخجل تداعب وجناتها ، في رحاب العشق رسمت صفحات القلب، حين شارفت على البلوغ وتراقصت خصلات شعرها الغجري في تماوجه على كتفيها، نهضت أنوثتها وشبابها في بقعة امتلأت بالخيول العربية الأصيلة ، أعتبرها والدها فرسته الأصيلة، كلماذكرها بين العائلة أتى بهذا اللقلب《 فرستي الاصيلة》 يتندرون لكنه لم يأبه بهم، كانت الخيول تملأ الاسطبل يمر عليها تارة في الصباح وأخرى بالليل، ورث بعضها عن والده والبعض الآخر جلبه بنفسه كلما حادثه أحدهم عن فرسه هيئ نفسه وأحضره ، أُشتُهِرَ 《بعاشق الخيل》 عندما يجتمع مع التجار الذين يشترون المحاصيل الزراعية من أرضه، تأخذه الحمية ويذكر الفرس وصفاتها وأنها لديه أغلى من أي شيء، كبرت جميلة وبرز جمالها، كانت عنده فرسته المفضلة التي لا يعرف قيمتها سوى الفارس النبيل، هكذا كان ،لم يدرك أن الصبية الجميلة ستقع في الغرام ويكون الحبيب بن منافسه اللدود في عشقه للخيل، دائما يذكره بالخسة والندالة والخيل بعيدة عن مرماه هو " سليل الحسب والنسب" إنما مصلحي سليل الفقر وأغتنى بالرشوة والفساد" جميلة باتت مسهدة عندما دخل كيوبيد فكرها صارت العاشقة وهي مازالت في العقد الثاني لم تخبرها الحياة شيئًا، تعلقت بربيع بن مصلحي لم تكن تعلم بكراهية والدها له، اشتعل الحب بينهما كان ربيع قد تخرج في كلية الهندسة، وهي مازالت في الثانوية، عندما سمعت والدها ذات مرة أ يسبّ أبا ربيع بأفظع الشتائم ، انقبض قلبها، انهارت في البكاء، وأخيرا ربيع بذلك، قال لها: والدك يكره والدي بسبب فرس اسمه غزال قديما في أحد الأسواق ذهب والدي إلى السوق عجبه الفرس لأنه كان يحلم بامتلاكه فرسا، والدك كان قد أتى خصيصا ليشتريه، علم بذلك أقام الدنيا وأقعدها، كيف يجرؤ غيره على شرائه، وقد كان، لكنه طمأنها بأن ذلك في السابق وأكيد نسى، صرخت في وجهه :كيف يا ربيع والدي ذكر والدك ونعته بكل نعوت الكراهية؟! صمت ربيع دون تعقيب، وتركها، عادت إلى البيت والحوار لا يفارق خيالها ،تعلقت بفكرة واحدة أن "ربيع " لو تقدم لخطبتها والدها سيرفضه، تحققت نبؤتها ، أخذت في الذبول يوما بعد يوم، وكلما جاء من يطلبها ترفضه بشده، لكن الوالد كان يرفضه لأنه ليس أصيلا مثل الفرس ، يبحث عن جذوره ويضع العراقيل، حتى جاءت صحوة دبت في أوصالها وصارحت والدها بكل عيوبه نهرها ولطمها بعنف سقطت أرضاً، أصابهابشيخوخة مبكرة وهي مازلت بكرا، بجوارهم أقيم فرح ابنة خالها وكانت تصغرها بكثير، أخذت تنظر إليها وهي ترتدي زي العروس ترقرقت الدموع حارة عندما التفتت اليها" فاطمة " نظرت متجهة إلى الخارج حيث الصبية والأطفال يتراقصون على هيئة قطار سعداء، مات الوالد وباتت الزهور ذابلة، تطلعت للشرفة في الصباح الباكر رغم تدفق قطرات الندى مسحت الزجاج ووضعت وجهها ملتصقاً عندما رأته خارجاً من منزل والده، أعادت شريط الذكريات الذي جعلها فرسة عاجزة مسلوبة الإرادة وكأنها تنتظر اليوم الذي يطلقون عليها الرصاص .

الوهم بقلم / محمد سعيد حسن - سوريا


 الوهم

بقلم / محمد سعيد حسن - سوريا

جلس كعادته على كرسيه الهزاز وبين كل هزة وهزة تنهيدة ألم وحزن ومن مكانه المعتاد ينظر محدقا بلهفة المشتاق إلى الطريق... متنهدا بحسرة الولهان، وما أن يتمكن من شهيقه حتى يبدأ بالسعال والكحة التي تطول لوقت طويل ، فيتناول علبة الدواء الموضوعة بجانبه بيد يهتز كما تهتز ورقة التوت في فصل الخريف، فيتجرعها بعصبية بالغة .
يهدئ بعد لحظات ، بعد تدفق سريان الدواء في جسمه المنهك المتعب فيغرق في سبات عميق من دون حراك يبدو للوهلة الأولى كأنه من أهل المقابر، تتوجس من رؤيته فتحيد نظرك عنه .
هذا حاله كل يوم وروتين حياته ، يقضيها في شرفة منزله وعيناه على الطريق ...
لا أحد يطرق بابه ،لا ضيف يزوره ، وحيدا على شرفته لا نديما له ولا صديق إلا ما يجتره من أحزان والذكريات المؤلمة وخاصة بعد وفاة زوجته التي كانت له السند والمؤنس في حياته ، حزنا وألما ولعدم قدرتها على تصديق ما حصل .وسفر ابنته إلى بلد يؤمن لها الأمن والأمان من جهة أخرى، والحدث الأكثر ألما وحزنا والذي جعل قلبه ينفطر ،اختطاف ابنه ذو العشرين ربيعأ في يوم ماطر سمع ضربات خفيفة على زجاج نافذته، ضربات هطول حبات المطر وامتزاج هذه الضربات بضربات قوية على بابه وتشتت خيالاته بين الواقع والخيال وبين ما كان يسمعه في المقهى من أصحابه عن أحداث وعن حالات الخطف والسلب ،ولم يصدق ما جرى في تلك الليلة الماطرة من أمور حيث امتزج الخيال بالحقيقة باشتداد زخات المطر على النافذة وصراخ الأم وابنتها ونحيب الأب وحشرجته ، كسر الباب ،دخل عليهم أربعة أشخاص ملثمين حاملين مسدساتهم وانتشروا في البيت وشدوا وثاق الابن ووضع أحدهم عصابة على عينيه بينما الآخرون منعوا الأب والأم من الاقتراب .
وانتهت كالصاعقة على قلوبهم ومازال يسمع صوت الرعد، والبرق يخطف الأنظار بين الفينة والأخرى في الخارج وتشتد ضربات حبات المطر على النافذة ، انتهى كل شي ،توقف المطر فجأة بعد سقوط الأم مغمية مع اشتداد بكاء وصرخات الابنة وذهول الأب والذي بدا كالمصعوق .
مر على تلك الحادثة خمس سنوات ومازال الأب يجلس على كرسيه منتظرا عودة ابنه .
وحيدا في زاوية النسيان ينظر إلى اللازورد يحلم به و بابنته التي ركبت البحر إلى بلاد تشعر بالدفء والارتياح .
يترآى أمام عينيه عودة أولاده وزوجته فيستيقظ من نومه فجأة على ضربات قوية على بابه يذكره بيوم الحادثة فيقوم مذعورا ولكنه يسمع صوت جاره أبو أيوب يناديه فيتجه ليفتح الباب ،
سمع ما قال له جاره وأصبح يتمتم إن شاء الله يكون الخبر صحيحا ،ويردد كلمات جاره " ابنتك قد تزوجت وأيضا رزقت بابنة وهي وزوجها سيأتون لزيارتك قريبا في العيد ".
يبتسم بحزن ومرارة ، يكرر ما قال له جاره غير مصدق بين الحين والآخر : " سيأتون لزيارتك" .
ينظر حوله يحس بوحشة المكان لا مؤنس ولا نديم لوحدته فيشعر بانقباض في معدته لا يعرف سببا لذلك، في هذا البيت الذي بدا له كبيرا وموحشا ، ويجول نظره في كل ركن وكل زاوية من زوايا البيت .
استيقظ على أصوات تكبيرات الجوامع فانتفض من سريره متجها إلى غرفة ابنه فوجده نائما فأسرع إلى غرفة ابنته فلمحها في سريرها ، وسمع صوت زوجته " توضأ لكي لا تتأخر على أداء صلاة العيد " ذهل من الوضع ومن ما يرى أمام عينيه بقي غير مصدق لما يجري وتساءل مستغربا وهو يتمتم بكلمات شبه مفهومة محركا يده اليمنى مشيرا إلى أولاده مرة واتجاه المطبخ مرة أخرى : هل ما يجرى واقع أم ماجرى حقيقة، سقط مغشيا على الأرض لملم جراحاته و وقف أمام الباب بعد سماعه ضربات قوية لا تتوقف وهو يلمس رأسه من الألم رأى كفه محمرا من الدم سمع صراخ طفل يبكي وصوت ابنته وهي تتكلم مع أبو أيوب وصوت رجل غريب و صوت زوجته تنادي ابنه يحثه على طرق الباب بقوة . مد يده إلى قبضة الباب محاولا فتحه مع تسرع كبير في ضربات قلبه الذي يكاد يخرج من بين أضلاعه غير مصدق ، فتح الباب نظر بلهفة واستغراب يمنة ويسرة ، لا أحد أمام الباب،تمالك نفسه هذه المرة وأمسك بقبضة الباب حتى لا يفقد توازنه هبت بضع نسمات لفحت وجهه،
عاد أدراجه ،أوصد الباب واتجه إلى كرسيه الهزاز متنهدا والحزن والألم يعتصر قلبه وبدأ يحدق ويجول نظره بالمارة.

الطير المهاجر بقلم سمير لوبه - مصر


 الطير المهاجر
بقلم سمير لوبه - مصر

في داخلِه طفلٌ فقدَ بوصلتَه في شوارعِ المدينةِ الشاسعةِ ، لا يملكُ خريطةً ، تاهت منه الدروبُ ، يحاولُ أن يتجاوزَ سحائبَ الحزنِ ، يفتشُ في وجوهِ سالت عليها ألوانُ المساحيقِ عن نظرةِ احتواءِ تلقي عليه عباءةَ دفءٍ ، يشتاقُ لكلمةِ إنصافٍ ينتفضُ لها وجدانُه وتهتزُ لها مشاعرُه تكفكفُ دموعَ الفقدِ ، لا شيء في فضائه المظلمِ سوى برودةِ الصمتِ الجاثمِ على صدرِه ، في صحرائه القاحلةِ هرهرةُ الرياحِ تتداعى معها أوصالُه وحواسُه ترتعدُ فرائصُه ، يبحثُ عن يدٍ حانيةٍ فلا يجدُ إلا أكفَ الصبارِ تربتُ على قلبِه الأخضرِ تدميه ، فوقَ أوراقِه المتناثرةِ يبحثُ عن حروفٍ ابتلعتها أضبةِ النسيانِ ، تنسابُ دموعُه مِدادًا لقلمِه ليخطَّ بينَ دفتي كتابِه بوحَه الصامتَ ، يجثو على ركبتيه يتلمسُ دربَه بأكفِه الرقيقةِ تدميها أشواكُ واقعِه المؤلمِ ، يجلسُ القرفصاء تسيلُ دمعاتُه في أخاديدِ وجهِه التي حفرتها براثنُ الزمانِ في قسوةٍ ودونَ هوادةٍ ، يحلقُ في سماءِ خيالِه يرى نفسَه في الأورسيه أو اللوڤر أو البارادو أو المتروبوليتان تمتزجُ روحُه مع الألوانِ في أطرٍ مذهبةٍ ، يهاجرُ فوقَ الأمواجِ العاتيةِ بينَ الظلماتِ اللا متناهيةِ يبحثُ عن البرِ أو ربَّما قلوبٍ حانيةٍ تربتُ على روحِه التي اغتالتها الليالي القاسيةُ بلا شفقةٍ ، على شاطئ البحرِ تلتقطُ عدساتُ المصورِ جثةً مسجاة لفظتها الأمواجُ بعد أن التهمت روحَها ، تتصدرُ صورتُه الصحفَ والمواقعَ
الآنَ وجدَ قلوبًا تشفقُ عليه وعيونًا تدمعُ لحالِه

كأس و زمهرير بقلم / صفا ياسر الشجاع - سوريا

 


كأس و زمهرير

بقلم / صفا ياسر الشجاع - سوريا

وقفت أمام المرآة و مررت أناملي على انعكاس صورة وجهي العبوس و أطلت النظر إلى تفاصيلي التعيسة لقد كان اللون الأسود تحت عيناي طاغٍ على لون بشرتي الشاحبة و التجاعيد أخذت مني ما أخذت فارتسمت على شفتي القاحلة بسمة بلهاء فأنا لست سوى لوحة من صنع ريشتك اللعينة .
لقد كان صوتك في الغرفة المجاورة و أنت تدندن تلك الأهازيج التي تتلف أعصابي و تدمر كياني الذي لا أظن أنه مازال على قيد الحياة .
جلست على زاوية السرير و راحة يدي على ركبتي التي ترتجفان و أنا أشتم رائحة مشروبك الروحي لقد عبق في المكان و جال في أعماق صدري و أنفاسي.
و بنظرة حزينة جلت بها لأرقب صغاري النيام الذين لم يعلموا يوماً ما معنى الطفولة والنوم الهانيء ،لكن اليوم غطت أجفانهم الصغيرة حالمة بغدٍ جديد يكون فيه والدهم رجل يحتضن أطفاله و يحملهم و يدور بهم و يناغيهم ، لا أب مخمور و ثيابه مبتلة بنجاسته المثيرة للاشمئزاز.
فوقفت منتصبةً على قدماي التي لم أعرف من أين جاءت بقوتهما الغريبة و كانت قبضة يدي مجمرة مشدود قوية عنيفة.
مشيت بسرعة إلى حيث ذلك الوحش الغبي المخمور ، كان جالساً يتأرجح على مقعده الذي يصدر صريراً منذ زمن طويل .
اقتربت منه و لكن هذه المرة لم أكن خائفة ، لم يتملكني شعور الضعف الذي لطالما رافقني منذ عرفته .
أخذ يحدق بي ببلاهة و الكأس بين أنامله كراقصة عارية و صوت الثلج يتخبط فيقتل روحي و يدفعني لقتله لترتاح نفسي.
_ أنت ماذا تريدين يا غبية ؟لماذا تقفين مثل التمثال أمامي؟
لم أجبه فلم أعد أملك الكثير من الكلمات و تعبت من لغة العتاب المزيفة .
وقف غاضباً و لكم كتفي :هيا من هنا ... أنت تزعجينني !.
و لكن الآن أثار البركان في داخلي صرخت في وجهه: أنا متعبة .. أنا مجروحة .. أنا مريضةً بشيء اسمه راحة و أمان ، أبحث عن الحب بين براعم الزهور الصغيرة و بين الوسادات الباردة التي لم استطيع غسل آثار الدم منها و دموعي زرعت على أطرافها أسيرة .
أنا منهكة .. أنا منهكة .
فأمسكت بالكأس الذي بين يديه و سكبته على وجهه الذي كالشيطان الرجيم و دفعت به على مقعده المعتوه فكسر ، و صرت أرمي عليه كل ما تطاله يدي و صوتي بح من حرقة بكائي.
فتجمد على الأرض و لم يعدل نفسه كان مصدوماً من قوتي التي خلقت في جسدي الذي يملؤه الكدمات .
فاستفاق صغاري من ضجيج غضبي فأخذت بيدهم و وقفت عند الباب و بصقت في وجهه المعفر و قلت له : الآن أنا اتحرر منك للأبد و الآن أنا خلقت من جديد.
ففتحت الباب على وسعه و تنفست بشهقة وسعت من أسارير صدري الذي لطالما كان منحنياً و خرجت من ذلك السجن البغيض لحياة سأرسم فيها لوحة يكون فيها وجهي ابيض و شعري منساب طويل و جسدي خالٍ من الكدمات و شطآن عيني متكحله بسرور عمري الآت.
تمت بعون الله

الواحدة ليلا .....(وليد مليجي .. مصر)....


 الواحدة ليلا 

.....(وليد مليجي .. مصر)....

عُرِف الرجلُ بدقتِه الشديدةِ و ذاكرتِه القويةِ . يتذكرُ عن كلِ شيءٍ أدقَ تفاصيلِه .. يساعدُه في ذلك قلمُه و مذكرتُه التي يدوِّن فيها أحداثا يراها هامة أو ما قد يشعرُ أنه قد يحتاجُ إليها يوما ما . يجلسُ في شرفةِ بيتِه في ساعةٍ متأخرةٍ من الليلِ يقلِّبُ في مذكراتِه و يتذكرُ على إثرِ كلِ ملحوظةٍ دونَّها أحداثا ارتبطت بها . تستوقفه ملحوظةٌ كتبها تمامَ الواحدة ليلا منذ خمسةِ أيامٍ ..( مرَّ العاطلُ بشكلِه المريبِ فأنرت الطريقَ ) . يشردُ قليلا محدثا نفسَه . كنتُ محقا عندما رأيتُه يسيرُ وراءَ تلك الأرملةِ الكادحةِ فأنرتُ المصباحَ ليكشفَ معالمَ المنطقةِ المظلمةِ المهجورةِ بعد بيتي . يتذكرُ أنه كتبَ ملاحظات تالية بنفس المضمون فيقلب سريعا متجاوزا عدةَ ملاحظاتٍ حتى يصلَ إلى ( مرَّ العاطلُ متتبعا خُطَى المرأة فأنرتُ الطريقَ و رفعتُ صوتَ الموسيقى ) . يقلب سريعا ليصلَ إلى ملاحظةٍ مشابهةٍ كتبها في اليوم الثالثِ في نفس توقيتِ الملاحظتين السابقتين . (مر العاطل فأنرت الطريق بمصباحين يكشفان تفاصيل أكثرَ و مساحةً أبعد ) يسائل نفسه : ماذا يريدُ من هذه المرأةِ البائسة التي تعملُ ليلَ نهارَ كي تغطيَ مصاريفَ أبنائِها ؟ يقلُّبُ سريعا باحثا عن مذكرةِ الأمسِ فيجد (مر العاطل و المسكينة أمامه تسرع في خطاها و هو دؤوب في ملاحقتها لكني كشفتُ الطريقَ بالمصابيحِ و أزعجته بصوتِ الموسيقى الصاخبة) .. ماذا يجري ؟؟ هل ثَمةَ خطرٍ على أمنِ و شرفِ تلك المسكينة ؟؟ الساعةُ تفصلها دقائقٌ عن الواحدةِ .. موعد مرورِه اليومي ..

هل أنتظرُ ؟؟ أم أذهبُ للنوم ؟؟ و ماذا لو نمت و هجمَ عليها هذا الذئبُ في الظلام ؟؟ القريةُ نائمةٌ ولا صوتَ في هذا الجو الشتوي إلا للريحِ و حفيفِ الأشجار ؟؟ فمن ينقذها من بين يديِه لو حدثَ ما أخشاه ؟؟ و هل بالفعل يتربص بها أم أنها توقعات خاطئة ؟؟ اقتربت الساعةُ من الواحدةِ أكثر .. هَمَّ بتشغيلِ الأنوارِ فلم تعملْ .. ينظر إلى المصابيح ليفاجا بأنها َمهشمة جميعها .. يشعر بانقباضة، يُلقِي بالمذكرةِ على المكتب .. يتجهُ نحوَ المخزنِ . يمسكُ بعصا غليظةٍ و يتجه سريعا إلى ما بعدَ بيتِه و يختبئُ في المكانِ المظلمِ المهجور . يدقُّ قلبُه سريعا . و سرعانَ ما يراها بصعوبةٍ قادمةً يتبعها العاطلُ و ما هي إلا ثوان حتى انقضَ عليها العاطلُ كاتما أنفاسها شاهرا المطواة في وجهِها ساحبا إياها إلى المكانِ الأكثرِ حلكةً قائلا : لو صوتك طلع و الله لادبحك . يطرحها أرضا . كاتما صوتها بيده محاولا تعريتها باليد الأخري .. صراع ما بين الهجوم و الدفاع تتخلله صرخات مكتومة لم يدرك العاطل بعدها شيئا بعدما انهالتْ على رأسِه عصا غليظة استجمعَ صاحبُها كل قواه فيها . قامت السيدة سريعا و أطلقت ساقيها للريح .. يستجمعُ الرجلُ قواه و يهوي بعصاه مرة أخرى على رأسِ العاطلِ .
يعود سريعا لبيته . يعيدُ العصا لمكانها .. يسترخي على سريرِه تماما . يمدُّ يدَه نحوَ مذكرته . يمسكُ بالقلمِ و يكتبُ . (لن يمرَ العاطلُ من هنا مرةً أخرى في الواحدةِ ليلا )..

مُعذبي بقلم / اليس حسين يونس سوريا

مُعذبي

بقلم / اليس حسين يونس

سوريا


جدّتنا الأكبر تبلغ من العمر ما تعجز عنهُ تراكيب اللغة مجتمعةً إنصافه وكآنها اللغز الأعظم رغم بساطتها، يداها من تُراب ولها من الوجوه أربع، تشتعل حيناً لإثبات صرامتها وتارة يلامس رمادها أنفاسنا دون أذية!
لا تبرح قسوتها أن تخبو إلى أن تعصف بوجهنا مُعربةً عن اضمحلال أفكارنا المتعطشة للأمان المُستهلك، نحاول مسايرتها لعلها تحنّو!
أُربت على أجفانها المندثرة بخيبات وانكسارات الزمن تلطمني مبتعدة، ألعنها في باطني.
نمتطي صهوات جيادنا مبتعدين عن تلك المشعوذة المُستهلكة، تجف أوردتنا، ننكمش على أنفسنا، نرى التُراب يتساقط منّا كلما ابتعدنا، يداها.. لعنة الله على يداها.
تمتزج الذرات الذائبة من النفوس العطشى مع المصدر المتبقي وتعاود سيرتها الأولى لعلها ترتوي، نجد أنفسنا في حياة أخرى بوجوهٍ أخرى برسائل وقصاصات غير منتهية، تحنو عليّ الجدة تقترب مني أُلامس أجفانها لا تلطمني، تبتسم لي بانكسار تمنحني مصقلة للاقتصاص من مسبب آلامي المشابهة لعمر جدتي، تبتعد الجدة أستشعر بدموعها تلامسني، لا عليّ أريد أن أقتص من ذلك الوغد معذبي، معذبي!!
يا لمُكره يتلبس وجهي...

الإعتذار بقلم / منيرة شليح الجزائر


 الإعتذار
بقلم / منيرة شليح
الجزائر

جلسا في نفس المكان الذي إلتقيا فيه أول مرة.كانت ترتجف وشفتيها يلحفهما البياض،كأنها عطشة،لم تشرب منذ زمن بعيد.كانت تبدو مرهقة أو كأنها لم تنم لأيام.أما هو،فقد كان يبدو نحيفا وعينيه باهتتين.
لقد إختفى ذلك الشغف منهما.
قال لها،المعذرة ماذا؟لم أفهم.وتنحنح في مكانه.
قالت،أتكلم عن عينيك،لقد إختفى ذلك الشغف الذي كنت أراه فيهما،ذلك البريق الذي كان يملأهما،لم يعد موجودا،او لم أعد أستطيع رؤيته.اتسعت عيونه و بحركة لا إرادية اشاح بوجهه الى ناصية الطريق في الإتجاه المعاكس لها،كأنه يحاول الهروب من نظراتها وتشتيت انتباهها المركز على عينيه.تلملم في مكانه،ثم أخرج سيجارة من علبة نحاس قرمزية اللون،تعلوها زخرافات بأشكال و رموز أمازيغية جميلة،تعبر عن الخصوبة والإزدهار.كانت قد أهدتهال له في عيد ميلاده قبيل سفره الى كندا.
قال ،هل تسمحين،اشارة الى رغبته في التدخين،وقبل أن يتم جملته،تبسمت وقالت،طبعا ،يمكنك التدخين فلقد إعتدت على الأمر بعد كل هذه السنين.
ثم أردفت،يدهشني أنك مازلت تحتفظ بالعلبة.خطف نظرة عابرة نحوها،كأنه يحتج على كلامها هذا.قال و هو يشعل سيجارته،إنها هدية مميزة جدا وتعني الكثير لي.فالرموز التي تحملها،كان أجدادنا يؤمنون بقوة تأثيرها على حمايتنا ومنحنا الإزدهار في كل مناحي الحياة،كما انها تمنح الخصوبة والذرية للناس المتمسكين بها.
مرت فترة من الصمت،لكأن كل واحد منهما غائص في عالمه الخاص،مسافر بالزمان نحو أيام كانت تعني الشباب،الإندفاع والتهور في مرحلة ما في حياتهما.
وفجأة ودون سابق إنذار صرخت،لماذا؟لماذا بحق كل ماكان بيننا فعلت فعلتك تلك؟.انتفظ في مكانه من هول المفاجأة،ونظر في وجهها.كان يحاول أن يستوعب الأمر،محدقا في تقاسيم وجهها الدائري الصغير.متفرسا في ملامحها الغاضبة.خذلتها أعصابها و الدموع أخذت تنهمر من مقلتيها.تلك العيون الواسعة التي خطفت عقله في يوم من الايام.حدث نفسه بذلك.كانت تعض شفتها السفلية و تفرك أصابعها مع بعضها البعض من شدة التوتر مثل طفلة صغيرة.لم ينبت بكلمة واحدة.تركها حتى تعبت من صراخها وتوقفت لوحدها.
قال ،عندما قلتي لي إذهب ذلك النهار،ظننت أنها رغبتك،فذهبت.
توترت أكثر،وقالت أنتم الرجال أغبياء،لا تفهمون شيفرات كلماتنا نحن النساء.ايها الغبي.عندما قلت لك إذهب لم اكن أعنيها البتة.كنت غاضبة منك و من نفسي ومن ظروفنا.المشاكل تأزمت في حياتي ذلك الوقت،و....قاطعها.
قال ،انا آسف.تفاجأت.حدقت فيه كأنها لم تصدق ماسمعت أذناها.قالت في إرتباك،ماسين،مابك؟هل أنت بخير؟.
إبتسم إبتسامة عريضة،ثم قال لا شيء،أنا بخير.لكن لماذا سألت هذا السؤال؟.
قالت،لأنها أول مرة تعتذر لي،هل تدرك ذلك.أنت ماسين المعتد بنفسه يعتذر!منذ خمسة عشرة سنة،منذ أن إلتقينا أول مرة في هذا المكان بالذات لم تعتذر او تعترف باي من أخطائك ولو لمرة واحدة.
زال ذلك الغضب،وعادت البسمة لشفتيها.إنفرجت أسارير محياها،فلقد أصبحت تبدو مثل الطفلة الصغيرة.بكلمة واحدة منه أزاح كل الحزن الذي كان يعتلي كاهلها.
بدأ المطر يتهاطل.قال،هيا يا داميا،تعالي نذهب إلى ذلك المقهى حتى لا نتبلل.نهضا يجريان،وبدل أن تدخل معه،بقيت في الخارج.عندما استدار لم يجدها.نادته من خارج المقهى،ماسين،تعالى،أخرج.تعالى لترقص معي تحت المطر مثل الأيام الخوالي.قال لها،ماذا تفعلين؟داميا،هيا أدخلي سوف تمرضين.لم تعر كلامه اي إهتمام،وبقيت في الخارج ترقص تحت المطر.تبسم ثم قال ،عنيدة.وقف يتأملها بإعجاب،كأنه كان يتأمل تمثال تانيت بملحفتها البيضاء.فكرفي نفسه،إنه نفس الشعور،نفس المشاعر،نفس الانفعالات.أجل إنها نفس الفتاة التي أحببتها منذ لقائنا الأول،إنها داميا حبيبتي.
النهاية
منيرة شليح
....
Copyright 
©️
 Mounira chelih,28/11/2021/الجزائر
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، ‏‏وقوف‏، ‏حجاب‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

ذنب الحالم بقلم / خالد العجماوي مصر


ذنب الحالم

بقلم / خالد العجماوي
مصر
لم يعد أحد يحلم في قريتنا. كأن الأحلام قد نضبت فلا تكاد تصل إلى أخيلة النائمين. كان ذلك منذ زمن ليس بيسير، ربما منذ جيل أوجيلين. حيث تبدلت الوجوه فصارت واجمة، كأنها منحوتة من حجر، أو كأن الشفتين قد نسيتا معنى البسمة وتعابير الفرح. أنا لا أذكر أني حلمت يوما. قالوا إنه بالأحلام أستطيع أن أرى أمي، والتي لم أرها طوال سني العشرين. أذكر أن جدي حكى لي مرة إنه وجد نفسه يطير فوق منزلنا. وقتها لمعت عيناه وابتسم للحظة، ثم رجع إلى ملامحه الصخرية وهو يأمرني ألا أخبر أحدا، فلو كان قد نما إلى كبيرنا "الحقاني" ما حكاه جدي فلم يكن ليسلم قط. ربما عنفه وزجره. بل وربما أمر فحكم على جدي بأنه من المجدفين. والحق أن كبيرنا كان يهتم لأمر القرية. قال إن الأحلام من الشيطان، وإنها من ذهاب العقل وزوال الحكمة، كما قال إنه الواقع وكفى ما نحتاجه كي ينمو العمل، فتستمر حيواتنا وتزيد غلالنا وما نجنيه من محاصيل. كان يرى أن الأحلام صنف من صنوف الكذب، وأنه لا مكان للكذب إن أردنا أن نعيش قوة ذات بأس وكرامة. ولأجل ذلك فقد عين لديه مساعدا كالوزير؛ يكشف له الرجل الكاذب من نظرة عينه، فإن حكم بكذب رجل أو امرأة، حكم عليه الكبير "الحقاني" بما يتراءى له من العقاب. لم يخطيء ذلك الرجل قط، كان يكشف الكذاب من عينيه، حتى عرفته قريتنا باسم أفردته له وحده "الكشّاف". ورغم جبروت الخوف وسطوته، إلا أنه لم يقدر على شعور أهل القرية بالفضول، والرغبة في تداول الممنوع، في جوف الليل، حيث يفر بعض من خيالهم من محبس النهار، ومن عيون "الكشاف" وأحكام "الحقاني" الكبير.
سمعوا أن ثمة من يزعم أنه يحلم، وأنه يمارس الأحلام منذ سنين، وأنه يجالس بعضهم في جيوب الليل البهيم، فيحكي لهم ما قد حلم به بالأمس، على أن يعدهم بأن يجتمع معهم في غده، فيدر عليهم خيالاته وأحلامه. كانوا يخرجون من عنده وفي قلوبهم وجل من أثر الذهول والدهشة، كما كانت في عيونهم لمعة، وبعض ابتسام.
كان أمره سرا يكاد يكون شائعة لا حقيقة. خبر بدأ كنطفة تخلقت في أرحام الظلمة، ثم نمت رويدا رويدا حتى صارت حقيقة يتداولونها حين سدول الليل، وينكرونها مع أنوار النهار.
ذهبت إليه. عيناه لامعة، وجهه نحيل، ولحيته سارحة.
لا تسلني من أوصلني إليه، ولا كيف رحت. ولكن سلني عن الدهشة، عن الحيرة، عن الذهول والارتباك كلما حكى وسرد. كم من مرة انتبهت على فمي منفرجا كأبله، ولعابي يسيل وقد نسيت أن أبلع ريقي. كان وحده الخوف متربعا في النفوس، ثم وجد كائنا جديدا يريد أن يأخذ مكانه. شيء يشبه الوله، ويسمونه الخيال والجموح. كانوا يطرقون برؤوسهم بين يديه، ويبكون، ويطلقون الزفرات، ويذكرون له أحلامهم كأنها اعترافات. كانوا يقبلون يديه، ويعترفون أنه لولاه لما عرفت أحلامهم طريق النور، ولا أدركت أخيلتهم معنى الوجود.
اقتربت منه، وأطرقت برأسي، وبكيت:
- رأيت أمي بالأمس. احتضنتني بين ذراعيها وحملتني نحو السحب.
مسح على رأسي، وهو يرفع وجهي كي أواجه عينيه:
- وستراها غدا..وبعد غد..لم يعد بينكما حجاب..
- صرت أطير!
- مبارك لك الأحلام!
- هل أذنبت؟
- أذنبت في عرف "الكشاف" وعند قانون "الحقاني" ..ولكنك بالنسبة لأمك، فإنك أخيرا وصلت!
شعرت بغصة في نفسي..كأنها وكزة حادة نبتت في جنبات صدري.
تركته وذهبت، ثم سمعت جلبة من حيث تركته هناك. دخلوا عليه، وقيدوه ، ثم أخرجوه ليواجه السماء بجسد عار. تفسخ الليل، وحضر النهار ومعه سياط من لهيب الشمس، وحضر "الحقاني" وسط حاشية من الجموع. وخلفه كان "الكشاف" يتفرس فيه كذئب ينوي الانقضاض، أخذ يتفرس في وجهه النحيل، ولحيته السارحة. تواجهت العيون كما الفرسان في المعارك. عيناهما تحملان بريقا حادا، بريقا كنصول السيوف. أطرق "الكشاف" رأسه، ثم استدار نحو "الحقاني" وقد احمرت عيناه كالدم. لم نره بعدها. اختفى ذلك الذي حرر فينا الجموح، وألهم خيالاتنا الحرية. وشعرت بغصة في نفسي ووكزة.
ظللت أمارس الأحلام. طرت فوق السحب، وسبحت فوق الموج، ورأيت أمي، بيد أنها كانت حزينة، كأنها تبكي، أو تعاتبني، ثم تلكزني في جنبات صدري. لم يا أمي؟ هل أذنبت؟ حين كنت أسألها كنت أصحو. لم يبلغ الحلم حد الجواب قط، ثم إني لم أعد أراها. وحين كنا أنا وبعضهم نجتمع في الخفاء، حين يجن الليل، نتحاكى عن أحلامنا، لنمارس معا معاني الدهشة والجموح، أسمعهم يتهامسون بأنهم رأوه، إلا أنا! كلهم حكوا أنه ذهب إليهم وذهبوا إليه..وأنهم بكوا بين يديه. ولكنه بالنسبة إلي لم يزرني ولا مرة. فقط كنت أسمع أنينه. ضعيفا خافتا يتهادى. لماذا أيها الحالم؟ هل أذنبت؟ توقفت لدي كل الأحلام، ولم أعد أرى جموحا أو خيالات طائرة. ما عدت أرى سوى فمي، يبدو كبيرا وأسود، وهو يهمس في أذن رجل ما، بعينين كبيرتين، وحادتين، تحملان بريقا كعين الكشاف!
قل لي أيها الحالم..هل أذنبت؟

استدراج بقلم / نضال ضهير فلسطين

 



استدراج
 بقلم / نضال ضهير
 فلسطين
يذهب إلى عمله كمعتاد كل يوم، ذات يوم حاول حاسد له أن يوقع به بقصد الإيذاء، صاحبنا في هذا اليوم المشؤوم استيقظ من نومه ومن ثم ذهب إلى عمله كمعتاد، في الطريق اعترضه رجل وأخذ يتحدث معه ويتنقل من موضوع إلى آخر ، في اليوم التالي أعترض طريقه وطلب منه أن يقابله في مكان ما، فحدث صاحبنا زملائه في العمل عن ما حدث معه، فنصحوه أن لا يذهب إلى هذا المكان لأن الذي دعاه معروف عنه الحسد والغيرة وتدبير المكايد للناجحين، فصدق زملائه ولم يذهب إلى المكان، في اليوم التالي زملائه في العمل يخبروه بأن الرجل الذي حدثهم عنه محبوس عند الشرطة على ذمة قضايا تمس بالشرف والأخلاق والسلوك الغير السوي في المكان الذي كان قد طلب منك الذهاب إليه، فشعر بسعادة لا توصف بأنه لم يذهب إلى المكان، وبذلك فشلت عملية استدراج صاحبنا والإيقاع به في الممنوع.

قد تكون صورة ‏‏‏‏٣‏ أشخاص‏، ‏‏لحية‏، ‏أشخاص يجلسون‏‏‏ و‏أشخاص يقفون‏‏

ساندي بقلم / محمد فاروق عبدالعليم سوهاج مصر

  


ساندي

بقلم / محمد فاروق عبدالعليم
سوهاج مصر
انه ذاك الرجل الذي ضاقت به
الحياة فقرر الهجرة من قريته الي تلك المدينة الساحلية في اقصي الشمال
مصطحبا زوجته واولاده وافتتح مشروعا صغيرا يتعايش منه سرعان ما راجت تجارته وتوسع فيها وبدون سابق انذار
توفت زوجته وهو في ريعان شبابه الا انه رفض الزواج من اخري حرصا علي راحة اولاده واكتفي بخادمة تقوم بلوازم المنزل ورعاية ابناءه الصغار تعرف علي جاره وصارت بينهما صداقة قوية فهوا يعيش وحيدا مع ابنته الصغيرة ساندي
فقط بعدما توفت زوجته وهاجر ابناءه الكبار الي بلاد العم سام وانقطعت اخبارهم وصار يعيش وحيدا مع ابنته ساندي
ومع كل مساء يجتمع العائلتين يتثامرون ويتجاذبون اطراف الحديث
حتي جاء يوم و مرض والد ساندي واحس باقتراب اجله
قام بجمع كل ما لديه من اموال ومدخرات وسلمهم الي صديقه
قائلا له هذه كل اموالي اعهد بها اليك علي سبيل الامانه تعطيها لابنتي ساندي عندما تكبر وتستطيع تحمل مسؤليتها
ونادي علي ابنته والدموع تملأ عينيه قائلا لها
ساندي يا بنيتي لقد اقترب الاجل فاذا توفيت انت في عهدة صديقي فكوني نعم الابنه المطيعه والمؤدبه حسنة الاخلاق
اجتهدي في دروسك وتعليمك
واخذوا يبكون فقال له صديقه هون عليك يا رجل لاتخف علي ساندي فهي بمثابة ابنتي التي لم الدها ساكون لها نعم الاب ونعم المعين
ومات والد ساندي واصبحت يتيمة بلا اب وبلا ام حزنت كثيرا وانتقلت للعيش لدي صديق والدها
الذي وفر لها كل شئ تحتاجة غرفة مخصصة لها مفروشة ومنظمة وانيقه
ومع كل صباح تذهب الي بيتهم تنظفه وتسقي الورد وتعتني بالاشجار
كبرت ساندي وانهت المرحلة الثانوية والتحقت بالجامعه بكليه الهندسة
وانهت دراستها بتفوق وامتياز
تقدم زميل لها بالجامعه لخطبتها والزواج منها فوافقوا عليه لحسن اخلاقه
وقام والدها الذي رباهاوبعد اتمام كافة التجهيزات للزواج
وقبل رحيلها الي بيت الزوجية
ناداها وقال لها يا بنيتي لقد ترك لك والدك قبل وفاته معي امانه
مبلغا من المال قمت باستثماره وتنميتة لك ولم انتقص منه شيئا رغم مضاعفته عدة اضعاف
تفاجئت ساندي
من ذلك الرجل حيث منذ عشر سنوات يصرف عليها من ماله الخاص وكذلك جهزها للعرس من ماله الخاص ومع ذلك يقوم برد لها اموالها كامله دون نقص مع كل ما ربحته
فبكت ساندي واحتضنته وقالت له لقد وفيت بوعدك مع والدي ولن انسي ما فعلته طوال تلك السنوات لقد قدمت لي كل شئ لسعادتي واحسانك في تربيتي وتعليمي فانا مهما قدمت لك فلن اوفي لك حقك و ما فعلته لي
ورحلت مع زوجها الي عش الزوجية و كانت كل تذهب تطمئن علي والدها وعلي دارها
وتقف امام صورة والدها في منزلهم تحدثه عما فعل معها ذاك الرجل صديقه معها وحسن تربيتها
والي القاء مع الجزء الثاني من القصة



قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، ‏جلوس‏‏ و‏منظر داخلي‏‏

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة