Translate

الاثنين، 13 يونيو 2022

كأس و زمهرير بقلم / صفا ياسر الشجاع - سوريا

 


كأس و زمهرير

بقلم / صفا ياسر الشجاع - سوريا

وقفت أمام المرآة و مررت أناملي على انعكاس صورة وجهي العبوس و أطلت النظر إلى تفاصيلي التعيسة لقد كان اللون الأسود تحت عيناي طاغٍ على لون بشرتي الشاحبة و التجاعيد أخذت مني ما أخذت فارتسمت على شفتي القاحلة بسمة بلهاء فأنا لست سوى لوحة من صنع ريشتك اللعينة .
لقد كان صوتك في الغرفة المجاورة و أنت تدندن تلك الأهازيج التي تتلف أعصابي و تدمر كياني الذي لا أظن أنه مازال على قيد الحياة .
جلست على زاوية السرير و راحة يدي على ركبتي التي ترتجفان و أنا أشتم رائحة مشروبك الروحي لقد عبق في المكان و جال في أعماق صدري و أنفاسي.
و بنظرة حزينة جلت بها لأرقب صغاري النيام الذين لم يعلموا يوماً ما معنى الطفولة والنوم الهانيء ،لكن اليوم غطت أجفانهم الصغيرة حالمة بغدٍ جديد يكون فيه والدهم رجل يحتضن أطفاله و يحملهم و يدور بهم و يناغيهم ، لا أب مخمور و ثيابه مبتلة بنجاسته المثيرة للاشمئزاز.
فوقفت منتصبةً على قدماي التي لم أعرف من أين جاءت بقوتهما الغريبة و كانت قبضة يدي مجمرة مشدود قوية عنيفة.
مشيت بسرعة إلى حيث ذلك الوحش الغبي المخمور ، كان جالساً يتأرجح على مقعده الذي يصدر صريراً منذ زمن طويل .
اقتربت منه و لكن هذه المرة لم أكن خائفة ، لم يتملكني شعور الضعف الذي لطالما رافقني منذ عرفته .
أخذ يحدق بي ببلاهة و الكأس بين أنامله كراقصة عارية و صوت الثلج يتخبط فيقتل روحي و يدفعني لقتله لترتاح نفسي.
_ أنت ماذا تريدين يا غبية ؟لماذا تقفين مثل التمثال أمامي؟
لم أجبه فلم أعد أملك الكثير من الكلمات و تعبت من لغة العتاب المزيفة .
وقف غاضباً و لكم كتفي :هيا من هنا ... أنت تزعجينني !.
و لكن الآن أثار البركان في داخلي صرخت في وجهه: أنا متعبة .. أنا مجروحة .. أنا مريضةً بشيء اسمه راحة و أمان ، أبحث عن الحب بين براعم الزهور الصغيرة و بين الوسادات الباردة التي لم استطيع غسل آثار الدم منها و دموعي زرعت على أطرافها أسيرة .
أنا منهكة .. أنا منهكة .
فأمسكت بالكأس الذي بين يديه و سكبته على وجهه الذي كالشيطان الرجيم و دفعت به على مقعده المعتوه فكسر ، و صرت أرمي عليه كل ما تطاله يدي و صوتي بح من حرقة بكائي.
فتجمد على الأرض و لم يعدل نفسه كان مصدوماً من قوتي التي خلقت في جسدي الذي يملؤه الكدمات .
فاستفاق صغاري من ضجيج غضبي فأخذت بيدهم و وقفت عند الباب و بصقت في وجهه المعفر و قلت له : الآن أنا اتحرر منك للأبد و الآن أنا خلقت من جديد.
ففتحت الباب على وسعه و تنفست بشهقة وسعت من أسارير صدري الذي لطالما كان منحنياً و خرجت من ذلك السجن البغيض لحياة سأرسم فيها لوحة يكون فيها وجهي ابيض و شعري منساب طويل و جسدي خالٍ من الكدمات و شطآن عيني متكحله بسرور عمري الآت.
تمت بعون الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة