Translate

الأحد، 24 سبتمبر 2023

المقامر قصة قصيرة بقلم / محمد نمر

 



قصة قصيرة
(المقامر)
ما أن قام بفتح باب منزله، حتى قابلته زوجته بعاصفة من السباب الذى أعتاد عليه منذ زمن ولم يعد يحرك به ساكنا.
فى بداية الأمر كان يرد إليها الصاع صاعين، دائما ما كانت تنتهي ليلتهما بشجار عنيف يصل للتشابك بالأيدي، لا يهدأ إلا بعد تدخل الجيران للفصل بينهما.
مع كثرة شجارهما الدائم، أعتاد الجيران على ما يحدث ولم يعودوا يعيروهما أهتماما، حتى أن اليوم الذى لا يسمع صوتهما ليلا، يظن الجميع أن خطبا ما قد أصابهما.
واصل سيرة بخطوات مترنحه نحو حجرته، جذبته بقوة من الخلف مما أدي لتمزق القميص الذى يرتديه وهى تخاطبه صارخه:
- يوميا تعود ثملا بعد منتصف الليل.. لتغط فى نومك ولا تستقيظ إلا بعد غروب الشمس .. لا تتحمل أى قدر من المسئولية و..
أستدار إليها وهو يرد قائلا:
- لقد حفظت حديثك عن ظهر قلب.. لا داعي لان تكملي سأكمل أنا.
وأردف قائلا:
- منذ عامان لم تنفق على المنزل جنيها واحدا.. ولدك يعمل لأكثر من أثنى عشر ساعة يوميا ليكفي مصروفات البيت بالكاد.. كلما دق أحداهما الباب طالبا الزواج من أبنتك، يفر مسرعا بعدما يعلم حقيقتك.
صمت للحظات وهو ينظر إليها واردف قائلا:
- أليس هذا ماتريدين قوله؟
قالها وهو يتراجع للخلف بضع خطوات من أثر الخمر الذى أذهب عقله، وبعدما أستطاع السيطرة على قدميه، أكمل حديثة قائلا:
- كدت أنسى أهم جزئية.. حياتنا أصبحت كالمشردين والمساكين بعدما قمت ببيع البناية التى ورثتها عن أبيك ..وخسرت المال على طاولات القمار.
كان يتحدث وهو يقوم بتقليد حركة جسدها وطريقة حديثها، وما أن أنتهي حتى أنفجر ضاحكا بصوت عالي قائلا:
- أرأيت أننى أحفظ ما تريدين قوله عن ظهر قلب.
نظرت إليه غير مصدقة الحال التى آل إليها، شعرت بغصة فى حلقها، لم تقوى على الحديث، فجأة أنفجرت فى البكاء بقوة، أفاق من سكره للحظات، لم يصدق عينيه وهو يراها تبكى بحرقة، بعدما جلست على الأريكة المتواجدة بالقرب منها.
لم تدم دهشته طويلا، أستدار بخطوات غير متزنه متوجها لغرفته، وبينما كان يغلق بابها خلفه، سمع صوت أبنته تواسى لوالدتها فى محاولة منها لتهدئتها.
ألقى بجسده الذى يشعر بثقله على الفراش، لا يمتلك القوة لنزع حذائه او تبديل ملابسه، وغط فى نوم عميق.
أستيقظ فى السادسة مساءا كعادته يوميا منذ عامان، يشعر بصداع قوى يكاد أن يجعل رأسه ينفجر.
نهض بصعوبة، نزع عنه الملابس التى كان يرتديها بالأمس، خرج من حجرته مرتديا ملابسه الداخلية، متوجها صوب المرحاض، توقع أن يراها جالسة كعادتها على الأريكة المتواجدة بالصالة، تلقى على أذنيه عبارات التوبيخ كما أعتاد دوما.
تعجب من عدم وجودها، شعر بالسعادة على الأقل سوف يبدأ يومه بدون سماع حديثها السخيف الذى يحفظه عن ظهر قلب.
خاطب نفسه بأنها لابد أن تكون جالسة بحجرة أبنتهما التى أصبحت تشاركها إياها، بعدما قررت عدم النوم بجواره على نفس الفراش منذ زمن.
بعدما أنتهي، خرج ينادي عليها لتقوم بأعداد القهوة والطعام كما جرت العادة.
فالبرغم من شجارهما المتكرر إلا أنها مازالت تحافظ على القدر الأدني بينهما كزوجين.
أذ تعد له الطعام، و تقوم بغسل ملابسه، تحافظ على بيتها مرتبا، يعلم أنها زوجة مثالية فى تلك الجزئية، لكنه يكرهه صوتها العالي والمشكلات التى تقوم بأفتعالها بدون أسباب مقنعة.
ليس أول ولا أخر من يشربون الخمر، هناك طبقة كاملة من المجتمع تتناوله كل ليلة، بل إنهم يسخرون من الذى لا يشرب.
أما بالنسبة للقمار الذى تتهمه بأنه بدد أمواله فيه، يدرك جيدا أن الذى يضع يده فى الماء ليس كمن يضعها فى النار.
هى لا تعلم شيئا عن اللذة التى يشعر بها عندما يربح أحد الأدوار، شعور لا يمكن وصفه، ولا يستطيع أن يتصوره إلا من أقدم على التجربة بنفسه.
فمهما تحدث فاقد البصر عن ما يعانيه، لا يمكن للمبصرين أن يتخيلوا حجم معاناته.
ثم إنه لا يرى أن الامر يستحق كل ذلك، هو يحب أن يقوم بذلك وكفى، هكذا تؤخذ الأمور ببساطة.
دائما ما كان يتحدث إليها ضاربا لها مثال بكرة القدم، كرة من الجلد ممتلئة بالهواء يركض خلفها مجموعة من البلهاء مدعين إنهم يمارسون رياضة.
تقوم الأندية بشراء لاعبين بملايين الدولارات من أجل الحصول على كأس، ومكافأة مالية أقل بكثير من ما يتقاضاه لاعب واحد فى الشهر.
كذلك من يقوموا بالتشجيع، يسافرون من دوله لاخرى، قاطعين الالاف الأميال، للجلوس فى ستاد لساعة ونصف، يعودوا بعدها لبلادهم شاعرين بالسعادة، هو أيضا يشعر بسعادة عندما يمارس اللعب.
تعجب من عدم ردها، توجه لحجرة أبنته، طرق الباب عدة مرات لم يتلقى أجابه، قام بفتح الباب، تفاجأ من عدم وجود أحد بالداخل.
لفت أنتباهه خزانة الثياب المفتوحه على مصرعيها، الخالية من الثياب، شعر لوهلة بأنه يحلم، هل يمكن أن يكون مادار بخلده حقيقة ؟
لقد غادرت زوجته وأبناءه المنزل، توجه لحجرة ابنه، كان حالها كحال الغرفة السابقة، أيقن أن شكوكه تحولت لأمر واقع، لقد تركوه بمفرده.
توجه مسرعا نحو غرفته ليحضر هاتفه ليحاول الأتصال بهم، توقف أمام الباب بعدما تذكر إنه قام ببيعه بالأمس لحاجته للمال لمواصلة اللعب.
تحولت دهشته لغضب شديد، أخذ يكيل السباب لهم بصوت مرتفع، أمسك بكوب زجاجي موضوع على طاولة الطعام، قام بالقاءه غاضبا نحو الصورة التى تجمعه بزوجته فى حفل زفافهما ليتهشما الأثنان و يساقطا أرضا.
جلس على الأريكة، لا يدري كيف أنسابت الدموع من عينيه !
أخذ ينعت زوجته بالحمقاء، لاتدري إنه يفعل كل ذلك من أجلها هى وأبنائها، يتمنى لو إنه أستطاع الفوز بمبلغ كبير، كالأشخاص الذين يراهم يفعلوا ذلك كل ليلة، بعدها سوف يتوقف عن اللعب تماما، ولكن حظه العاثر لا يقف بجواره للنهاية.
دوما عندما يبدأ فى اللعب يحصل على بعض المكاسب المرضية، التى تدفعه لان يزيد من قيمة مراهناته للحصول على مبلغ أكبر من المال، لكنه فى نهاية الجلسة يعود لبيته بخفي حنين.
كل مرة يخاطب نفسه بأن يكتفى بالمكسب البسيط ويتوقف عن اللعب، لكنه لايدري ماذا يحدث له !
كل مرة يظن إنها الليلة المرتقبة التى ينتظرها، ربما هذا مايدفعه لمواصلة اللعب للحصول على أكبر مكسب ممكن.
نهض متوجها لحجرته، قام بتبديل ثيابه، توجه صوب الكازينو،
وجد رفاقه ملتفين حول المنضدة كعادتهم كل ليلة، ألقى عليهم التحية وجلس بالقرب منهم، يحتسي الشراب الذى أحضره له النادل.
أقترب منه مدير الكازينو، ألقى عليه التحية وهو يخاطبه قائلا:
- ألن تلعب الليلة ؟
- لا أمتلك مال.
- لا عليك يارجل ..سوف أقرضك.
- لكنني لم أسدد ديوني السابقة
أخرج مدير الكازينو دفتر شيكات من جيب بذته الداخلي، وضعه أمامه على الطاوله.
بلا تردد أخرج القلم، قام بالتوقيع على الشيك الذى لم يحدد به المبلغ، كأنه أعتاد على الأمر.
أشار مدير الكازينو لأحد مساعديه، الذى أتى حاملا مبلغ مالي كبير، قام بوضعه أمامهما على الطاوله وانصرف مسرعا.
تناول المبلغ ونهض مسرعا ليجلس على على طاولة اللعب.
بدأ بمبلغ صغير كما أعتاد دائما، كان الحظ حليفه فى البداية، ضاعف المبلغ السابق وبدأ يلعب مجددا.
عجبا ! للمرة الثانية يفوز، جمع الأموال أمامه وهو يشعر بنشوة الفوز، وبدت على شفتيه أبتسامة زهو.
أستمر فى اللعب لثلاث ساعات متواصلة، لم يخسر خلالهما مطلقا، قرر الجالسين أن ينهضوا بسبب سوء الحظ الذى يلازمهم تلك الليلة، ليتفاجأ بأنه ربح مبلغ ضخم لم يكن يحلم به.
أقترب منه مدير الكازينو مطالبا إياه بسداد المبالغ التى أقرضه إياها.
بعدما قام بتسديد ديونه، وجد إنه مازال بحوزته الكثير من المال، أطلق ضحكة عالية تردد صداها فى أرجاء المكان، جعلت المتواجدين ينظرون إليه بدهشة.
حدث نفسه بأن الليلة التى تمناها طويلا، جاءت أخيرا بعد طول أنتظار .
سوف يبحث عن أبناءه وزوجته، ليخبر تلك الأخيرة بأنه لن يعود للعب مجددا، بعدما ربح ذلك المبلغ الضخم، أشار لأحد العاملين بالكازينو طالبا منه إحضار حقيبة، ليضع بداخلها النقود.
أخذ يضع المال بداخل الحقيبة وهو يشعر بسعادة لم يشعر بها من قبل.
هم بالنهوض، شعر بقلبه يخفق بشدة، بدأت قطرات العرق تغزو جبينه، ألم قوي يغزو صدره، وضع يده على موضع الألم الذى كان يزداد بشدة، شعر بدوار حاد، بدأت الرؤيا تبدو ضبابية أمام عينيه، لم تعد قدماه تقوى على حمله، سقط أرضا.
هرع الحاضرين نحوه، محاولين مساعدته، تحدث أحد المتواجدين ليعرف نفسه بأنه طبيب ويخبر الملتفين حوله بالأبتعاد، ليتمكن من مساعدته.
أنحنى ليضع رأسه على صدره ليستمع لنبضاته، بعد أقل من دقيقة أعتدل وهو يتحدث قائلا:
- لقد فارق الحياة يبدو انه تعرض لأزمة قلبية حادة

عٍشْقى وعٍشْقُكُم بقلم د.ابراهيم محمد ابراهيم

قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏ابتسام‏‏ و‏نظارة‏‏

 

عٍشْقى وعٍشْقُكُم

بقلم
د.ابراهيم محمد ابراهيم
العِشْقُ عَندى ليس كَعِشقَكم*
فعِشْقى هو للحَبيبِ مُحَمَدا
فيه السمَاحةِ ونُورُه سَاطعُ*
وبوَجهِه كُلُ الجَمَالِ تَجَسّدا
وَسيمٌ قَسيمٌ أحورٌ أكْحلٌ*
حُلو المنطقِ بقولِ أُم مِعبدا
وأبو الطُفيلِ حين وَصَفَه*
بْكَونِه أبيضًا مليحًا مُقصّدًا
دعاه ربهَ من السماءِ محمدًا*
وسمّاه فى الإنجيلِ الأحْمَدا
فى السَما محمودٌ بين المَلْك*
وفى الأرضِ، البَشيرُ الشَاهدا
ولْدَ فى عامٍ كُل مَكّة تعرفه*
طَغى نَجَاشى بجيشه وعربدا
طيرٌ أبابيل لحَقت به ترميه*
حجارةَ سجّيل فقَضَى وشُرّدا
ماتَ أبُوه وهذا جَده يكفُله*
أعقَبه عمهَ لما يُتمَه تجَددا
أما حَليمُ السّعدِ فكانت له*
مُرضَعًا حين الجميع تَرددا
هْجَرَ المَعَاصى شرخَ الصبا*
وعلى أقرانِه والشَبابِ تسَيّدا
نَكِرَ أصنام مكّة وما حَولها*
آتاه اليقينَ بربٍ واحدٍ يُعبدا
كان حَنيفَا والأحْنافَ زانهُم*
وبدينُ الخليلِ تَبتّل وتشهّدا
ما حَاد يومًا عن صدقٍ قَاله*
وللأمانةِ كان بصْدرِ المَشهدا
آتاه جبريل ليلًا يقْرأ له*
بإسْم الإلهُ الخالقُ الأوحَدا
أبَانَ علمًا من العليمِ العَلى*
يُؤتيهُ لمن يشاءُ، من تَمجَّدا
ختمَ به الرُسُل الكرام لكَونه*
قالَ بالتَوحيدِ والقرآن أشْهدا
مافَرّط فى الكتابٍ وبنَهجه*
سار بين الناسِ سهلًا ما شَددا
صلّى عليه الله والمَلكُ كُلهُم*
ماداموا أمام العرشِ لله سُجّدا
وصلاةُ المؤْمنِ عليه واجْبة*
فيردُ له السّلام عَشرًا مُعدِّدا
عَرّْفَ الإيمَانَ الحَقّ وتْمامَه*
تقوى الإلهُ وبكل رسولِ تَشْهَدا
أقام الدْينَ حنيفًا بلا رِيْبَة*
وأركانٌ خَمْس للإسلامِ حَددا
ماطلبَ أجرًا ولا لمَغنمِ سعى*
بل الفضيلةُ وتْرْكُ الشْركُِ مؤبدا
قالَ بالتوحيد دون مُواربة*
وَرَدَ دعَاوى أهل الكُفر وفَندا
إنّ البنات كُنّ قَبلَك يوأدوا*
فرُزقتَهُن وكنتَ لهنّ مُرشدا
دْعُوكَ أبا الزهراءِ بين الوَرى*
فزدتَ النساءَ تشريفًا مؤكّدا
قالوا شاعرًا يأتيه شيطَانَه*
ومسّحورٌ بسحرِ باتَ مُعقَدا
زلقُوكَ بأبصارِهم لما وَعْووا*
ذكرًا للعالمين يَعلو ويتمَددا
زعموا سفَاهةً للمؤمنينِ بظنهم*
ولهم السفاهةُ مذْهبٌ ومَعْبَدا
هاجرتَ وتركتَ مكّة لمكرِهم*
وأتيتَ المدينة بدرًا وافدا
البْشْرُ فاضَ والجموع تَهلّلت*
وبنيتَ للإسلامِ أولَ مَسجدا
فحاربوكَ ببدرٍ وما بَعدها*
ما اسْتكنتَ وكان اللهُ مؤيدا
مشيتَ بالقرآنِ فكنتَ هاديا*
أصلَحتَ ما كان الزمانُ أفسدا
آذاكَ قومَ نفاقٍ فعابوا أهْلَك*
وكَبيرُهُم بالإفكِ قالَ وردّدا
فنُصرتَ من فوقِ سبعٍ عُلا*
بآياتٍ تُتْلى حتى يومِ الموعدا
عاهدوكَ عهدًا وخانوا عَهدَهم*
وغْدرُ بكرٍ مع خُزَاعة يؤكدا
غَزوتَ مَكّة بجيشٍ عَرمرم*
أطلقتَهم وعفو الكريمِ تجسّدا
أصنامُ مَكّة صارت والعَدم*
وطهّرتَ البيتَ العتيقَ مُجَدَدا
رأيتَ الناس أفواجًا أقْبلوا*
وصرتَ للتَوحِيد الحق رائدا
أقمتَ بعدْلِك دولةٌ راشدة*
لا فرق فيها بين بيضٍ وأسْودا
تقوى النُفُوس معيارُ صلاحَها*
تركُ المعاصى وكل أمرٍ مفسدا
محَجةٌ بيضاءُ تركتَ لنا*
فازَ من سارَ كما أمرت واقتدا
إنّ الشفاعَةَ منك تُرتَجى*
مَرحى لقومٍ إذ الشَفيعُ مُحمَدا
طبتَ حيًا وميتًا خيرَ الورَى*
شُوقى لرؤياكَ باتَ منى مُؤكدا
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏ابتسام‏‏ و‏نظارة‏‏

بائعة البخور بقلم / مها حيدر - العراق

 

قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏طفل‏‏ و‏ابتسام‏‏

بائعة البخور

أطلت أمي من الشباك عند سماعها صوتا عاليًا خارج المنزل .
- بخور… بخور…بخور
- يا إبنتي اسرعي قبل أن تذهب ..
- أين المال؟
- اذهبي بسرعة وساحضره .
ركضت اليها قائلة :
-كم سعر البخور؟
لم تجب ، وأعطتني علبة ممتلئة منه !!
ناديتها من بعيد : انتظري … انتظري ، خذي ثمنه .
رجعت إلى المنزل مستغربة ، أخذته أمي من يدي متلهفة .
- وأخيرًا جاءت بائعة البخور ، كنت أنتظرها منذ أسابيع ، لكن الحمدلله جاءت قبل أن يحصل ما أخشاه !!
- ما الشيء الذي تخشينه يا أمي ؟!
ذهبت إلى غرفتها ولم تتفوه بحرف واحد.
جلست على الكرسي الخشبي الهزاز ، وقد وضعت سبابتي قرب حاجبي الأيمن متفكرة …
- لو كنت روحًا… فاين أنا ؟!! .
مها حيدر
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏طفل‏‏ و‏ابتسام‏‏

حوار الإعلامية / هناء سالم مع الشاعر والأديب السوري / مصطفى الحاج حسين


قد تكون صورة ‏شخصين‏

** من العاصمة (بيروت) العربية.. إلى ولاية (إسطنبول) التركية
كان هذا الحوار مع الشاعر والأديب السوري (مصطفى الحاج حسين) .
أجرت هذا الحوار : الأديبة والإعلاميّة
الأستاذة (هناء أبو سالم).
# دعوني أرحب بضيفنا الأستاذ القاص والشاعر القدير مصطفى الحاج حسين أهلا وسهلا منور بحضورك أستاذ تحياتي لك.
# : يسعدني ويشرفني وجودك معنا شاعرنا القدير.. هل تسمح لي أن أشكرك باسمي وباسم مجموعات الهناء للثقافة والآداب ولا ننسى إذاعة الهناء للثقافة والمجتمع أهديك تكريم التميز بإسم إدارة المجموعة ألف مبروووك.
# س١-
دكتور مصطفى من خلال مسيرتك الثقافية والأدبية. كيف كانت بداية كتاباتك وهل واجهت صعوبه..؟
** ج١-
كنت في بداية مراهقتي مشغوفاً بقراءة الأدب الشعبي وبطولات عنترة وأبو زيد والزبر سالم وجساس ذلك الأدب الغني بالخيال والثري بأسلوب الحكاية والسرد القصصي والمفعم بالشعر الوجداني المتجسد بفخر القبيلة والتغزل العذري ثم تتابعت قراءاتي لقصص إحسان عبد القدوس وأشعار نزار وغيرهما،ورحت أكتب على نمطهم،ثم تواصلت مع من سبقني في هذه التجربة من الكتاب والنقاد في المدينة التي أقطنها مدينة حلب،وقد نلت التشجيع وانتزعت الاعتراف منهم بموهبتي التي لا أنكر دورهم في صقلها بملاحظاتهم واقتراحاتهم النقدية التي نورتني .
ومما عزز ثقتي وإيماني بأهمية إبداعي استحواذي على الجوائز التشجيعية العديدة من خلال مشاركاتي التنافسية في مسابقات الأدباء الشباب التي كان يقيمها فرع اتحاد الكتاب في حلب،علاوة على ما كان ينشر لي في الصحف الرسمية من قصص وأشعار.
عموماً لم تكن المعاناة عندي فيما أكتب لكن معاناتي كانت بسبب صعوبة وأعباء الحياة المادية التي لم تكن تسمح لي بالتفرغ والشعور بالأمان وتلبية الاحتياجات.
# س2-
انا كنت رأيت لك ما يقارب التسعة عشر ديوان ماشاء الله تبارك الرحمن وغير القصص والروايات من كان الداعم لك دكتور من خلال مسيرتك الثقافية.
** ج2-
الداعمون لي كثر وهم من شجعني منذ البدايات ومازالوا،واليوم تدعمني معنويا العشرات من القنوات الأدبية المختلفة في عالمنا العربي..
لكن الأهم في استمراريتي وغزارة عطائي هو ليس الدعم الخارجي بقدر مالدي من دوافع شخصية واجتهاد وغنى المعاناة لي ولشعبي ووطني،تلك المعاناة التي استشعرها بقوة وتؤثر بي وتستنطقني.
# س٣:
أي أقرب لك دكتور كتابة القصيد أو كتابة القصة.
** ج٣:
أتمنى أن تسنح لي ظروفي لكتابة القصة والرواية، لكن عصرنا الراهن وأوضاعي الصحية والنفسية، يسلماني لمشيئة القصيدة.. ليتني أمتلك الوقت الكافي لناصية الكتابة في مختلف أصناف أجناسنا الأدبية، حيث أجدني سعيدا في التعبير الإبداعي الشعري والنثري،رغم اختلاف أدواتهما، وتباين معجميهما اللغويين .
# س٤:
من من الشعراء. يشعر الدكتور مصطفى الحاج حسين الأقرب له من خلال كتاباته.
** ج٤:
الإبداع مسألة فردية ولاأظنني أشابه
أحداً سوى نفسي..لكن ماهم أقرب إلى ذائقتي وإحساسي كثرون، منهم على سبيل المثال : نزار قباني.. محمود درويش.. محمد الماغوط.. أنسي الحاج.. يوسف الخال.. أدونيس.. ممدوح عدوان.. عصام ترشحاني.. نوري الجراح.. رياض صالح الحسين.. سلام حلوم.. لقمان ديركي.. وغيرهم كثر.. ومن كافة البلدان العربية.. كالسياب، والجواهري، وعمر أبو ريشة.
# س٥:
هل تعتقد أن كتابه القصة القصيرة أو القصيدة مسؤولية الشاعر وإلى أي حد.
** ج ٥:
طبعاً هو مسؤول بالتأكيد عن محتوى كتاباته وأسلوبه الفني المبتكر فالمبدع يكتب للمتلقين في النهاية وهو المسؤول المسؤولية الكبرى، عن نصه وعن لغته، وعن رؤيته، التي تخصه وآلامه وجدانات، وتعبر بشكل مؤثر عن القضايا العامة لمجتمعه .
# س٦:
ماذا يعني الحرف للكاتب أو الشاعر ومتى يصبح الحرف صديقاً للكاتب.
** ج٦:
الحرف هو سلاح قوي وفعّال فهو المنقذ والحامي والمدافع عن كاتبه أو مبدعه حتى وإن حدث أن اغتيل مبدعه هذا، فإن حرفه كفيل بالانتقام له وخلوده، إنه كالابن والحفيد والنسل بالنسبة له.. فالحرف ثمرة الروح والقلب والتجربة والصبر والمعاناة والتحدي.
# س٧:
دكتور أريد أن أسألك هل هناك فرق بين الشعر الحديث والشعر التقليدي وماذا تعني لك الحداثة؟.
** ج٧:
الإحساس هو واحد لا يتغير ولا يتراجع.. لكنّ التجربة أو الرؤية يمكن أن تتبلور وتتطور وتتعمق وتغتني وتتفتح..
والفرق بين شعر تقليدي وشعر حديث كالفرق بين ركوب حصان وركوب طائرة..
ففي الشعر التقليدي زوائد وحشو ونظم وتقليد وتشتت أوعدم تركيز.. بل هناك ضعف في الثقافة وبساطة في الرؤية إلى درجة السذاجة أحياناً.. بينما في الحداثة فهناك التركيز والتكثيف والاختصار والقوة والجزالة والصورة المدهشة والجديدة والابتكار والرؤية العميقة والنافذة في التبصر.
# س٨:
دكتور هل شاركت في مهرجانات وتلقيت جوائز.
** ج٨:
شاركت في مطلع شبابي كثيراً.. وحزت على جوائز عديدة من منابر محلية كثيرة ومن مدن ودول عربية مختلفة.. حتى أخذ بعض الأدباء يحتجون على مشاركتي وحصد الجوائز.. وأخذ بعضهم ينسحب من المشاركات لأنني كنت أستحوذ على الجائزة الكبرى في معظم الأحيان
وأقطع عليهم الطريق بالفوز.. إذ قالوا لو تقدمت أم كلثوم لمسابقة في الغناء فستكون الأولى في كل مرة وهكذا مصطفى الحاج حسين، سيحرمنا من الجائزة إذ اشترك في المسابقة.
من الجوائز التي نلتها عربياً جائزة الأميرة الشاعرة د.سعاد الصباح، من الكويت، ومن الأردن نلت الجائزة الأولى من التجمع العربي للأدب والإبداع.. ومن تونس أيضا.. وعلى الصعيد المحلي الجوائز الكثيرة والعديدة.
# س٩:
ما نظرتك للتكنولوجيا بعصرنا الحالي وكم كانت مفيدة للدكتور مصطفى؟.
** ج٩:
لاشك أننا نعيش اليوم في عصر التقدم التقني الذي أدى إلى التواصل الاجتماعي والمعرفي المباشرين وهذا أمر في غاية الأهمية التثاقف الفكري بين الناس شريطة أن نحسن استخدام البرامج باستثمار الوقت في ما هو مفيد..فالآلة حيادية دائماً والإنسان هو الذي يختار ما ينشر أو ما يقرأ ولو على حساب الوقت ..
أما على صعيد النشر والإبداع فلا مجال هنا للشللية والوساطات إذ يمكن لأي كاتب أن ينشر بحريته عم أن لهذه السهولة في النشر محاذيرها إذ أخذ يختلط الحابل بالنابل وبدأنا نرى كثيراً من الدخلاء على مايسمى فن الشعر أو القص أو المقال.
# س١٠:
دكتور مصطفى هل تشعر بأنك حققت حلمك أم بعد؟.
** ج١٠:
يموت الإنسان ولا يستطيع أن يحقق بعض أحلامه، فطوح الإنسان يبقى بلاحدود، سيما طموح الشاعر الذي يحلق بخياله إلى أماكن لا تخطر في بال أحد.
أعتقد أنني لازلت في بداية الطريق وأن والدرب أمامي طويل ووعر وشاق ومخيف وغامض وموحش.
# س١١:
هل تعرضت لنقد من خلال مسيرتك الثقافية دكتور.
** ج١١:
نقد تجريحي أو يحط من قيمة ما أكتب لا.. كنت دائماً ألقى التشجيع والتصفيق الحار والابتسامات المشجعة والاحترام والتقدير من السادة الجمهور وهو بالطبع على درجة عظيمة من الثقافة والوعي والرقي والتحضر.. و أيضاً وجدت التشجيع الكبير والهائل من الأساتذة الأدباء والنقاد والإعلاميين.. ولقد كتب عني الكثير، لو أردت أن أجمعه لأمكنني توزيعه على كتب عديدة.
# س١٢:
دكتور مصطفى أكيد لك حلم. بماذا تحلم ولم تنجزه بعد.
** ج١٢:
لي أحلام.. بل حدائق جمة من الأحلام والرغبات والأماني، ولكن العين بصيرة واليد قصيرة..
أهم حلم عندي اليوم أن تعود بلدي سوريّة للأمان والسلام، وأن نعود جميعاً إلى وطننا الذي نعشقه، وأن نموت وندفن في ترابه.. أحن إلى بلدي.. إلى أهلي.. إلى أصدقائي.. إلى أقاربي. إلى جيراني.. إلى كل سوري يقول لي مرحبا.. أو السلام عليكم.
# س١٣:
بماذا تنصح الجيل الجديد من من يهوى كتابه الشعر؟.
** ج١٣:
أنصح بعدم الانقطاع عن القراءة والتذوق والتأمل النقدي،وبخوض التجربة الإبداعية دون خوف، والإفادة ممن لهم باع طويل في مضمار الكتابة الإبداعية شعرا أم نثرا أم نقدا..فليس من اديب كبير لأمع إلا وله تاريخ طويل من التثقيف والمحاولات والتجارب التي أدت به في النهاية ألى نضجه وتطوره .
# س١٤:
رأيك بالبرنامج ضيف خلف الكواليس وبهناء كمعدة ومقدمة لعدة برامج لشعراء وصاحبه مجموعات الهناء بحكمك كاتب وشاعر دكتور.
** ج١٤:
إنه برنامج جميل ورائع وهام وضروري وخاصة حين يقوم على إدارته أساتذة في غاية من الرقي والثقافة والتحضر، ومجهز أستاذة متمكنة وبشدة من الإعداد والتقديم.. فمن أهم معرفتنا بأسرار وتفاصيل النص الأدبي، أن نعرف من هو صاحب النص، وما هي حياته وتجاربه معاناته.
**: بعد شكري وتقديري ومودتي وإحترامي لأكاديمية جامعة بيروت الثقافية، وللأعضاء الإداريين / الدكتور أحمد سالم، والأستاذة شاعرة حرة، والأعضاء الكرام، والأصدقاء وجميع الشعراء والأدباء، والفنانين والملحنين والمطربين والممثلين والصحافة والإعلام والأطباء والمهندسين / ولكل من يشارك ويتابع ويقرأ فيما بعد..وأخص بالذكر الأستاذة الراقية (هناء أبو سالم،مقدمة ومعدة هذا البرنامج الرائع والنجاح والهام و الضروري)، ولكني أحتج وأخجل من أن تنادوني بالدكتور، فأنا إنسان بسيط لا أحمل حتى الإبتدائية، شرف عظيم لي أن أنال الإعدادية، فكيف بلقب دكتور.. أنا أتشرف ولكن لا يحق لي، فهذا سيكون انتحال صفة، وأنا صفتي شاعر وقاص فقط.
**: من الضروري أولاً أن أرد على أسئلة الأستاذ الكريم (ياسر موسى) حيث وجه لي مشكوراً ثلاثة أسئلة، وهي :
* ياسر موسى :
سأترك أسئلتي هنا للضيف الكريم الشاعر الأستاذ مصطفى الحاج حسين.
السؤال الأول:
كيف تؤثر البيئة على حروف الشاعر وأسلوبه خاصة انك ولدت في مدينة الباب التي تعتبر من اكثر المناطق تعصبا وتشددا.
السؤال الثاني:
متى تتفجر قريحة الشاعر ليعطي أجمل كتاباته ومتى يفقد حرفه.
السؤال الثالث:
هل نستطيع ان نقول ان الشعر العربي في تحسن في هذه المرحلة أم انه يعاني من انحدار شديد يدل عليه مانراه من كثرة دواوين المستشعرين الذين لايمتلكون أبسط أدوات الشاعر.
** ج1:
تحياتي صديقي ..صحيح أن مسقط رأسي كان في مدينة الباب،ولعلي اوافقك نسبياُ بأن نعدها من المدن المحافظة لكن التعصب ليس حكرا عليها وحدها ولا يجوز هنا التعميم على سكانها بالمطلق..
وأنا شخصياً انتقلت مع أهلي حيث استوطنت أسرتنا في حلب منذ طفولتي الثانية وتأثرت بتناقضاتها.
مع ذلك أعتقد بأن الشاعر لا ينغمس كلية ببيئته الاجتماعية ليكون نسخة متجانسة عن الآخرين بل إنه ينهل من معين قراءاته المتواصلة لكتاب عرب وأجانب ويتأثر بفكرهم وفنهم.
** ج2 :
الإبداع الشعري هو تعبير عن حالات وجدانية لاوقت محدد لها..فقد يعبر عن حالاته الاخيلة المتلونة بحسب مايحسه ومايتأثر به من عاطفة فرح أو حزن أو خوف أو غضب أو تمرد أو حب أو كره.
** ج3 :
في كل زمان نجد فحولا للشعر ونجد دخلاء عليه ..
فلا تخلو الساحة على امتداد الوطن من مبدعين كبار رغم كثرة المتطفلين على الكتابة والمدعين وهذا أمر طبيعي،فالعرب لهم تاريخ سحيق في قرض الشعر،إلا أننا نلحظ اليوم تطوراً ملفتاً في اختلاف الشكل الشعري الذي أخذ يتجسد في قصيدة التفعيلة والقصيدة النثرية وعلى اعتبار أن قصيدة النثر قد تحررت من الوزن الشعري ولم يتبلور مفهوم الشعر الحر بعد عند كثير من الناس بتنا نقرأ عبر وسائل التواصل الاجتماعي كتابات عادية جدا باسم الشعر للأسف ،حيث نجدها خالية من الرؤية والتصوير والعاطفة والخيال والتكثيف والرمز وتماسك الموضوع وهذه الكتابات لا تمت للشعر بأية حال@.
أجرت الحوار : هناء أبو سالم.
قد تكون صورة ‏شخصين‏



مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة