Translate

الأربعاء، 26 يوليو 2023

قصيدة ( بح ) تأليف / متولي بصل

 

قصيدة ( بح )

تأليف / متولي بصل

قرَّب علينا العيد

ليه يا ابني مش فرحان

قاعد تقول وتزيد

وتشكي م الحرمان

نفسك في لبس جديد

تفرح به زي زمان

بطَّل يا واد تنكيد

هو انت إيه عريان

نفسك في مصروف إيد

للصحبه والخِلَّان

تتعشَّى وتبات سعيد

وتحس إنك كيان

فاكرني قلبي حديد

فاكرني يا ابني شيطان

ولا فاكرني بخيل

بخلي عليك إحسان

خايف عليك يا ابني

لو زاد معاك المال

في يوم تغلِّبني

وتمشي ف طريق بطَّال

سيبني يا واد أبني

واعلِّي في البنيان

ولمَّا تورثني

وجيبك يبات مليان

هتيجي تشكرني

وتقول لي علِّي كمان

خد مني واحرمني

جوَّعني واظلمني

***************

يا واد لا تتعبني !

ولا يوم تراجعني

أنا ريس المركب

يا واد أنا القبطان

أنا اللي احدد وأقول

إذا كنا نمشي يمين

والا هنمشي شمال

وانت عليك تسمع

يا واد لازم تسمع

وتقول حاضر في الحال

والا عايزهم يقولوا

باسمع كلام العيال

يا ابا   يا ابا   يا ابا

حاسس كأني يتيم

وانا بابكي زي الحريم

ده انا كنت شاب مستقيم

ماشي في الطريق السليم

لا عمري لفيت سيجارة

ولا عمري بصيت لجارة

ولا توب لبسته الا توبي

ولا بعمل الدين ستارة

راضي بحياتي وعيشتي

بس اللي تاعبني خيبتي

من قسوة امي حبيبتي

وابويا اللي حارمني

يا ابا   يا ابا   يا ابا

حاسس كأني يتيم

وانا بابكي زي الحريم

خدني يا ابويا في حضنك

حسسني لحظة اني إبنك !

دي الدنيا حواليا نار

والعيشة زي الهباب

الشهد طعمه مرار

وانا باسف التراب

مع كل طلِّة نهار

ألقى الشقى والعذاب

حتى اللي فاكره عمار

طلع النهارده خراب !

يا ابا   يا ابا   يا ابا

هيفيد بإيه البُنا

لما يضيع الضنا

ويفيد بإيه الغِنى

إن فات أوان الهَنا ؟!

يا ابا الفلوس دي ورق

عشانها ليه نتحرق ؟!

أخويا هج وغرق

وانا عمري كله انسرق !

انا يا با عمري انسرق !

العمر عدَّى وفات

وانا ع الترب ما داريش

نايم مع الأموات

تايه مع الدراويش

مش لاقي حلم جميل

إلا رغيف العيش !

حتى ان صحيت م النوم

ما قادرش أصلا أقوم !

العمر عدَّى خلاص

والحلم بَحْ ما فيش !

الاثنين، 24 يوليو 2023

العنونة الشخصية في قصة ( لقاء عابر ) للكاتبة المصرية / د . منال رضوان قراءة ورؤية أ.د مصطفى لطيف عارف ناقد وقاص عراقي

 العنونة الشخصية في قصة ( لقاء عابر ) للكاتبة المصرية / د . منال رضوان قراءة ورؤية  أ.د مصطفى لطيف عارف ناقد وقاص عراقي


 لقد تنبه كتاب القصة إلى خطورة العنوان في البناء الفني، فراحوا يتأنقون في صياغته، واختياره استجابة لوصايا نقادهم، حتى أنهم استهلكوا في صياغته، واختياره ضعف الوقت الذي استهلكوه في كتابة قصصهم، ذلك لأن عملية اختيار العنوان القصصي ليس بالعمل اليسير، تلك التي تكتشف فيها القاصة عنوانا لقصتها، لأنها في الحقيقة تكتشف عالمها القصصي، وعلى نحو عام أن العنوانات القصصية غالبا ما تلخص فكرة العمل القصصي نفسه أن العنوان القصصي يأتي أما على عبارة لغوية، أو رقما، وربما يأتيان معا، وأخيرا لابد لنا من الإشارة إلى أن كتاب القصة القصيرة يسلكون طريقين في اختيار عنوانات مجاميعهم القصصية هما: الاستعانة بعنوان إحدى القصص لجعلها العنوان الرئيس للمجموعة بأكملها، وهذه القصة أما أن تكون أحدث زمنا أو أكثر قصص المجموعة تطورا من الجانب الفني، أو أشهرها، أو أكثرها ذيوعا، أو أن عنوانها يتسم بعنصر جمالي أو دلالي يؤهله لأن يكون عنوانا للمجموعة برمتها، والطريق الثاني انصرافهم إلى عنوان آخر ينتزعونه من السياق العام للمجموعة القصصية، وهو ما فعلته القاصة (منال رضوان) عند اختيارها عنوانات لقصصها، بقي العنوان، قد يرتبط بالشخصية أو لا يرتبط تماما فهناك عنوانات بعض القصص باسم أحدى شخصياتها، وقد يكون العنوان لا يحمل اسم شخصية من شخصيات القصة، كما يبين إحجامه عن تقييد القارئ بعنوان ربما يوجه اهتمامه نحو مظهر من القصة دون آخر، إعتقادا منه أن العنوان يمثل جزءا حيويا من بنية النص إلى جانب كونه مفتاحا تأويليا، والعنوان في تركيبته التأويلية ينبئ عن علم مكتظ من العلامات، والشفرات التي تتحول إلى دوائر تدور حول بعضها مثيرا عددا غير قليل من الدلالات، والبنى الإيحائية، عنوان القصة القصيرة (لقاء عابر ) يظهر قاصرا على مفردته الأولى، وليس قاسما مشتركا لها، ووحدانية -القص- بوصفها كيانات، تحتسب لصالح- الحكاء- مع تكامل الصور لترسيمها عملا إبداعيا (إنتاج مادي,وروحي) وتطابق مجريات المتغيرات التي تحدث داخل المشاهد التصويرية سواء أكانت فاعلة أم هامشية حقيقة كانت أو مفتعلة، فنراها تقول : أذكر ليلة جلوسنا إلى طاولة نائية في ذلك النادي الشهير، كنت تود أن تتعرف إليّ أكثر من مجرد لقاءاتٍ عابرة، أو مكالماتٍ هاتفية تستغرق بضع دقائق، سألتني عن أشياء كثيرة، وأجبتك أكثر وأكثر؛ حتى بت أرتديك كثوب من العري لا يستر شيئًا من ندبات السنوات الماضية- الوعود المنسكبة على يديّ بأنها مرة أخيرة للبكاء لازلت أذكرها، كذا ابتسامتي الواهنة المنتهية.. بلا تعليق. كلماتك من قصيدة الورد والياسمين، لثمت عنقي كقرط من لآلىء تداعبها نسمات ربيع محببة باحت أخيرًا. إن النص الذي يأسر القاصة (منال رضوان )، ويدفعها لخلقه، ورميه إلى ذائقة المتلقي هو النص المتماوج على حدة اللغة، وقسوة الصورة، والإيغال في تشظيات النفس الإنسانية، هذه الركائز الثلاث هي ما يستطيع الوقوف على أثافيها ليخرج باعتقاد أن القاصة تحتفظ بخزين وفير من القدرة على السرد،

 



واقتناص الموضوع بيسر، وعرض النص بما قد لا يريح المتلقي، ويترك في نفس القارئ فسحة للابتهاج، فنراها تقول : اعتدت ابتسامة خافتة تتلعثم وسط الضجيج، لكنك سألتني أن أضحك بصوت أقوى، فصرت أضحك وأضحك؛ حتى تعرفت معك إلى صوتي للمرة الأولى!نظارتك الطبية التي ارتديتها؛ فَأُخذتُ في رجفة دوار رمادي غيبني عن واقعي، واكتفيت بلحظاتي الوامضة أنسج خلالها ملامحك التي أكاد أعرفها. خاتمك الفضي الضخم الذي انتزعته من إصبعك وتوجته إبهامي، فعلتْ ضحكاتنا أكثر وأكثر .أذكر أنه ليس بخاتم زفاف، فلم يكن لك امرأة كما أخبرتني، وربما لم تكن لك امرأة واحدة.. لست أدري، على أي حال لم أكن أريد الانشغال بغير نقراتي على الطاولة ورجع من همهمات أصابعي :(تِك تِك تِك.. تِك) حتى سألتني وأجبتك : - هذا عنوان قصتي الجديدة، طاولة. لذا فإن نص القاصة (منال رضوان ) هو نص الشفرة التي لا تترك ألما بل تصنع جرحا يحتاج القارئ لوقت غير قصير كي يشفى من صراخه أن عنوان القصة القصيرة تعطينا دلالات نقدية سيميائية تدل على مضامين القصة، فنراها تقول : نعم، طاولة تأنس إلي حديث الأصابع ويؤرقها جليد الكلمات.- كم منحتني ابتسامتك الدفء الذي جعلني أربت على طاولتي، ولا أعود ألكزها في عناد طفولي يستثير المزيد من أسئلتك. لم أنس النادل الصغير الذي لم يستسلم إلى مداعبتك حول نقاوة البن، فأتاني بقهوتك المتخمة بسكر، ووضع أمامك قهوتي المُرَّة، وكم كان ودودًا إذ أخبرنا بمؤامرته قبل أن أرتشف قهوتك؛ فأدمن حلاوتها، أو تجرع قهوتي؛ فتعودك ذكريات مذاقها..ولم نعد نملك الكثير من الوقت، كان علي أن أغادرك على وعد جديد باللقاء.غير أننا نسينا توديع الطاولة،كذلك هي، لم تعد تعبأ بنا؛ فكم خذلها الإنصات إلى حكايات العابرين. ومن خلال استنطاق قصة( لقاء عابر)نجد النص الذي تريده القاصة (منال رضوان) محمولا بالدلالات، لابد أن يأتي مستلا من تفاصيل سلوكيات اجتماعية ارتأت إحضارها من أزمنة مختلفة في العلائق، ومتفاوتة في التشابكات، فهي تستعين بالشخصية المحورية استحضارا للحكمة، وتتكئ على شخوص الحاضر معطيتن إياها دور الباحث المتفاعل الذي سيخرج بحصيلة تتكرس مدلولات تسهم في فائدة البشرية في التعامل، والحكم، إنها تمنح المتلقي أبوابا متعددة مواربة للقراءة، والتأويل اعتمادا على كون النص كرة كريستالية تبث الدلالات التي تستنهض رؤى المتلقي فتثير فيه مهمة البحث عن الشفرات, بصوته الموسيقي وأخيرا نقول يحسن النص السرد المختزل لإنتاج قصة قصيرة جدا مستلة الفحوى من نسيج الواقع.


السبت، 22 يوليو 2023

الإبداع الفني للفنان أ . أشرف النجار

 

الإبداع الفني بالقلم الرصاص

الفنان المبدع أ . أشرف النجار

الرسم بالقلم الرصاص

الرسم من الهوايات المحببة للكثير من الناس، لكنه عند الفنان رسالة وليس هواية، الرسم لغة الشعوب مثل الموسيقى تماما، وتتنوع طرق وأساليب وأدوات الرسم؛ فيرسم البعض بالألوان، وهناك من يرسم بالفحم، وهنا نجد الفنان أشرف النجار يفضل في معظم رسوماته، االرسم بالقلم الرصاص، يراه أفضل لرسم وتوضيح ملامح الوجه، وهذه نماذج من رسوماته :  

























الخميس، 20 يوليو 2023

لا تنتظريني تأليف / متولي بصل - مصر

 

لا تنتظريني

تأليف / متولي بصل - مصر

لا تنتظريني يا بنت العم

لا تنتظريني يا بنت الخال

واختاري غيري

فأنا مشغول

وسأبقى عمري

مشغول البال

مهموم وهمومي جبال !

لا وقت لديَّ لزواج وعيال

لا وقت لديَّ للحظة حب

يعقبها ندم وطلاق وقتال

ومعارك في محكمة الأسرة

ومعارك أخرى

تكفيني معركتي الكبرى

يكفيني أنِّي في كل صباح

أقف لساعات في طابور الخبز

أتنقل ما بين سؤال وسؤال

وجميع إجابات الأسئلة أراها

محض خيال !

وكأني أحد الأسرى في معتقل (غوانتانامو ) !

ينتظر اللحظة كي يعرف

ما سبب وجوده ؟!

ما سبب قيوده ؟!

ما سبب وروده تلك الأهوال ؟!

لو كل الذكران رجال ؟

ما كان الحال هو الحال !!

أخشى أن يأتي يوم

أصبح فيه رغيفا معروضا في الأسواق !

أو قطعة لحم كتب عليها للناس حلال !!

فأنا أحيا في قوم اتخذوا إلههم المال !

المال ولا شيء سوى المال !

الخميس، 13 يوليو 2023

قراءة الأديب / عبدالله النصر، في رواية (مع سبق الإصرار والترصد) للروائية / سهام مرضي


رواية (مع سبق الإصرار والترصد) للروائية سهام مرضي، الصادرة عن نادي حائل الأدبي، السعودي.
رواية تحكي قصة الأم التي بعد أن فقدت زوجها تاركاً لها ثلاث بنات وولد، لم يكن في وسعها إلا أن تخنع للرجل العنجهي الجاهل المتخلف الذي يتمسك بالدين قشرًا وماهو بالدين، ويتشدد فيه، فيطبقه على المرأة التي تم تجهيلها وحبسها في عادات وتقاليد مجتمع صلف جاهل يخترع أخلاقه من منبع القبيلة المتعجرفة والفخوذ المتعصبة وما تقضيه التقاليد والعادات وحب الذات والمصلحة الخاصة، ومن تفسير للآيات والأحاديث حسب الهوى وما يوافق الأهداف الظالمة المتعسفة.. تخنع و تستسلم لمزاج أخيها ذي الجبروت الذي يعمل في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحفل منه على نهايات سيئة لبناتها الطموحات. وتقود، وهي محنية الرأس صامتة، بيتها برفعة الرجل وإعطائه منزلة لا يستحقها ولو كان مخطئاً جاهلاً أحمقاً وتُدني المرأة ولو كانت صائبة متعلمة واعية. كما تُسيِّرُ بناتها خانعة مستسلمة وفق قوانين منحدرة خاوية يسنها أخوها المتدين ورجالات عائلتها وقبيلتها، قوانين عزل وتهم وتخويف وترهيب وتغريب، لتردي بنفسها وبناتها في الحضيض والمآسي والألم والانحدار والضياع، فعوضاً عن ضمها واحتوائها لهن وإعطائهن منزلتهن وقدرهن، تُكبر وتؤثر ابنها أصغرهن عليهن وهو في سن المراهقة بل الجاهل الذي لم يتعلم والعاطل السكير اللوطي وصاحب السجون وتتخذ منه ولي أمر عليها وعليهن إلى جانب أخيها خال البنات الثلاث..
تُطبق عليهن قوانين العبودية والسجن في البيت والخنوع والتذلل والمسكنة وعدم الحصول على أي حق من حقوقهن المشروعة في الحياة، التعلم، مخالطة المجتمع، المشاركة في الرأي والقرار، وقيادة السيارة من أجل تلبية شئون الحياة، وعدم الحب، وعدم الاختيار، وعدم الرفض، حتى حقها في أخذها للعلاج والاهتمام بها كإنسان لم تحفل به، الخ.. مما تتطلبه لأسباب الحياة والمشاركة فيها مع الرجل على حد سواء في البناء والتنمية والتقدم، إلا أن تخرج من البيت إلى بيت الزوج وربما يمارس عليها ذات القمع والترهيب حتى تقبر، وإن كان متعلماً ومبتعثاً، أو تبقى في ذل حتى ينزل عليها لطف من السماء ويخرجها من الظلمات إلى النور.
وتبين أيضًا حال فئة من المجتمع السعودي الذي تحول بأفكاره المستعارة من جهات الكفر والزندقة والإرهاب والمشردين إلى أناس إرهابيين دعاة للموت والقتل والتنكيل بمن يخالفهم في الرأي والفكر والدين ويجب قتلهم، ولاسيما من طرف النساء اللاتي انجررن بسذاجة وحمق لأولئك الحمقى فغدون يسمون الذي يفجر نفسه في الناس بأنه شهيد بطل.. كما تبين بأن هذه المآسي صارت في عين الغرب وجعلته ينظر إلى المجتمع السعودي بأنه مجتمع منغلق مسكون بالتخلف والسذاجة والحمق، بل ومضطهد وغير مقبول في وجوده على أراضيهم، حتى أصبح الفرد السعودي يتخفى خلف جنسيات أخرى.
كما تبين مجتمعاً تعتبره الكاتبه من الرعاع لأنه (نمطي لا يحب الخروج من نسقه) و(كأن الخروج معصية) ، هذا المجتمع يعتبر المرأة هي حق للغير، وخادمة للرجل لاقيمة لها، وليس لها ما للرجل أبدًا.. تبقى مقموعة حتى تنحدر إلى الشذوذ وتلبس شخصية الرجل وتمارس السحاق والرذيلة مع مثيلاتها بل وتطلب الزواج منهن.
وقباله هذا هناك الابنة الكبرى التي تتصدى لهذا الفكر التعنت رغم القسوة والاضطهاد والألم والضرب والشتم والتنكيل والحرمان والتغريب .. تتصدى بما لديها من قوة، وتواجه القوى الكبيرة التي تتشارك وتجتمع عليها مرة واحد، ليست فقط الأسرة، بل كل فئات المجتمع.. مناشدة في كل عبارة من عباراتها المؤلمة الوطن بأكمله بل وولي أمره ثم الواعين من المواطنين.. للخروج من هذا المأزق القذر والخندق الموحل..
رواية تزيدك ألما فوق ألم، لكنني كسارد أشيد بهذه الرواية من جانبها الصياغي الجميل، المليء بعبارات المتعة والروح الإنسانية، أشيد بأسلوبها المفعم بروح الشاعرية التي تبينها خواطر الألم والمناشدة وهي كثيرة بثت في أرجاء السرد ولو كانت عنوة أو غالبة على السرد ذاته، كما أشيد بالحوار المتشضي الذي يرفع منسوب المعاناة، وكذلك اللغة السهلة التي لم تتعالى على القاريء، فضلاً عن الحدث الذي يتفجر بنشوة التشويق حتى ليشدك إلي النهايات لكل شخصية من الشخوص. علماً بأن شخصية (سحر) وهي الابنة الكبرى، هي الراوية، ويدور حولها الحدث، وهي التي تلعب في كل الأدوار وتفجرها، وتبين رأيها ووجهات نظرها، وتظهر أنها البطلة الفاهمة الواعية المثقفة البناءة، وهي الوحيدة التي تهتم بالببت وتساعد وتراعي أخواتها وأمها والعطوف الودود اللطيفة عليهم، وتخدم أخاها رغم تلقي الصفعات منه، أما أخواتها (سناء وإيمان) ليس لهن دور في تفجير الأحداث وحلها، فقط يأتيان حسبما تتطلب الراوية إتيانهما، وكذلك الأخ سعيد له فقط جزء بسير جداً في تحريك الحدث في البداية وإلا يبقى بعيداً في المنتصف ثم يعود ويؤزم الحدث ويوصله إلى نهايته المفجعة، أما شخصية الأم رغم أن الراوية تتحدث عنها بأنها مصدر لكل الآلام والوجع والظلم والخنوع والذل والمهانة، إلا أننا لا نجدها تتحرك وتتحدث وتقول وتسير الأحداث كما ينبغي، أما شخصية الخال فهو الشخص الذي يلعب الدور الكبير بجانب البطلة يواجه كل تحركاتها بالصد والمنع والتحريم والشتم والضرب والمهانة وغيرها، حتى أنه ليكون هو الشخصية التي تجتمع فيها كل مساوىء العالم الوقح والمقيت وهو الرجل الذي له الكلمة الكبرى والمشورة حتى في وجود الأخ العائل، وأما شخصية الجد الذي لم يتضح لي بأنه جدٌ من جهة الأب أو جدٌ من جهة الأم، فهو شخصية رجل تركته زوجه لتهمة ما، وبقي وحيداً، تلجأ إليها البطلة لتأخذ منها العطف و المدد والتصبر والقوة لتكمل مشوارها، حتى يتوافاه الله، وأما مرام فهي الشخصية المساعدة لسحر ظهرت بعد فقد جد سحر حدها، تعينها على زواجها من أخيها فيصل الذي هو الحلم والأمل الذي تحاول التشبث به على تخوف للخروج به من النفق المظلم.. أما بقية الشخصيات فتحضرها الراوية لتظهر لنا بعض المظاهر السلبية المجتمعية وقبحها وسقوطها وترديها، ثم تغيب بلا أثر بالغ.
الفكرة والموضوع اللذين أعتقد أنني أبنتهما في عرض المقدمة، ليسا في عالم الكتابة الروائية بجديدين، فكثير من الروايات والقصص القصيرة والمقالات السعودية تناولتهما بما هما ضرب من الألم والجور والسلطة المجتمعية العمياء، للخروج بفكرة التحرر والخلاص، تحديداً، للمرأة المستعبدة الضعيفة المسكينة المرغمة، التي غُيِّبَتْ خلف الإسمنت، وعلى مقاعد الدراسة، وقبرت بذريعة المحافطة والغيرة عليها.
النهاية تخسر البطلة أحلامها وطموحاتها وامنياها وحقها في التعلم والوظيفة، والزواج ممن تحب ، بل تزوج قسرًا، وفتهرب إلى جبال مكة وتتوه وتموت، وتخسر الثانية كليتيها وتداوم على الغسيل، والابن بعد أن قضى مدة سجنه خرج وأصبح داعية وتزوج، وأمه بعد لم تزل تقدسه وتجله.
هذا غيض من فيض، تحياتي للكاتبة ولكم.
الكاتب السعودي / عبد الله النصر
قد تكون صورة ‏نص‏

الأربعاء، 12 يوليو 2023

قراءة انطباعية للكاتب المغربي المبدع محمد سحبان في نص " تقزم" للاديب المصري / إيهاب خضر

 

قراءة انطباعية في نص " تقزم" للاديب و القاص المصري #إيهاب خضر
تَقَّزُم
اعتلى قمة دائرته، تزاحمت أذنابه تقطف شهدًا، زاد الوهج، ارتمت الفراشات في حضن البريق، تصارع النمل على سكاكره المره، زاحم الضباب الضياء، فارتوى الجميع بعدما فاض العلقم.
... "تقزم" صراع طبقي يتمثله المعجم الدلالي المكون من الأفعال التالية:اعتلى/ تزاحمت/زاد/ارتمت/تصارع/زاحم/فارتوى).. ولعل تعالق العنوان مع فصول هذه القصة المرموزة هو ما قد يمكننا من فتح مغلاقها وفي يدنا معلم يقودنا للدليل على المعنى الأقرب إلى الصلب الاستعاري للنص .. وبقليل من التأمل ندرك أن الصور الملتقطة بحرفية وبعناية تجسد الواقع الممجوج والمتخم ألما وفسادا دون تزييف بلغة رمزية شفافة تعيد فتح دولاب الأسئلة الحارقة والمقلقة ...
التقزم عدا أنه حالة مرضية توصف بقصر القامة فهو تعبيز مجازي قد يراد به الانكماش والانحسار والتقلص والضعة والضياع وغيرها من المعاني الدالة.. وقزَّم الشّيءَ أو الشَّخصَ: قلّل أهمِّيَّته أو حجمه، صغَّره وهوّن من شأنه...
شخصية رئيسة عملاقة تعتلي القمة لتتصدر المشهد وهي صانعة الحدث على المسرح والمتحكمة في خيوط اللعبة.. في مواجهة طبقات تتراتب وتتفاوت في درجة القزامة ( شخصيات ثانوية) مجردة من الأحاسيس والمشاعر وتتحرك بطريقة آلية ووفق خطة مكيافللية ممنهجة لهدف معين.
/الشخصية الحيوانية :
-(الاذناب): المنتفعون الاسافل الذين يتزاحمون عند الاعتاب السامية ابتغاء الحلاوة والامتيازات ...
- (الفراشات): واغلب الظن أن العبارة لرقتها قد ترمز للانثى المنحرفة أو الإنتهازية أو المغرر بها التي تنجذب بشكل طوعي وممغنط للأضواء البراقة وتستسلم للاغراءات وإن كانت الفراشة تعني كذلك الرجل الخفيف الرأس / الطياشة ...
- (النمل) الشغال وهو يقبع في أسفل الهرم في تصوير ميكروسكوبي عن قرب للطبقة الكادحة التي تتصارع في القاع وعلى الهوامش على الفتات ( لقمة عيش) وعلى ما فضل عن أولياء النعمة وارباب العمل ( كسرة خبز) مثلما تتصارع جحافل النمل على قطعة سكر أو حلوى معسولة في مشهد كاريكاتوري ساخر ولاذع..
( زاحم الضباب الضياء)..حركة شعرية فارقة، تغلق الستار عما تتالى من أحداث مشكلة بؤرة دلالية تتقاطع فيها العلامات البصرية لهذه اللوحة في انزياح دلالي بليغ .. والضباب إذا كان ظاهرة طبيعية تحجب الرؤية فانه يحمل في اللغة المحكية معاني اللاشيء/ السراب /الفراغ/ الخواء و قد يومئ بذلك إلى المعنى الدارج : (زاحم الفراغ الضياء)..في تلميح شفيف لسياسة الالهاء التي تنتهجها القيادات المعاصرة لتغييب العقول وتبليد الأذهان ...وقد يقودنا التأويل إلى معان أخرى : (الضباب: الغموض / في مواجهة الضياء : الحقيقة )... في إشارة لحماة الفساد وكذا لصحافة التفاهة والاعلام الموالي ولسياسات اخفاء الحقائق والتستر والوساطات ..
(فارتوى الجميع بعدما فاض العلقم)..قفلة دراماتيكية صادمة، لكنه سيناريو محتمل جدا بل وحتمي ما لم يتم فتح الدائرة المغلقة على آفاق مستقبلية جديدة . ..ولعلها بايجاز مأساة الغرق الجماعي بفعل التيارات الجارفة وطوفان التبعية والتغريب ..!
والسارد هنا شاهد وناطق بلسان حال الجماعة المغيبة، وهو الاخر لا يخرج من السياق الممتنع وقد تجرع من نفس الكاس المرة التي ارتوى منها الجميع...وتماهيا مع هذا المطلب يحضرني قول بليغ لابي القاسم الشابي ( ..لا أعـنّـي نـفـسـي بـأحـزان شـعـبـي فـهـو حـيّ يعـيـش عـيـش الـجـمـاد!
نص يمتزج فيه الشعر بالمسرح؛ والرسم بالتشكيل والطبيعة بالتجريد والرمز بالواقع ويمكن تصنيفه رغم شساعة حقوله الدلالية ( اجتماعية / سياسية / اقتصادية / تاريخية / نفسية)ضمن أدب "الديستوبيا" الذي طفا على الساحة العربية من جديد، بعدما حدث من إخفاقات في السنوات الأخيرة وبالاخص منها ما تلا الربيع العربي من انتكاسات ونكبات،..
فهل هي قصة سوء لا تنتهي كما يقول عبد الرحمن الكواكبي في وصفه للاستبداد ؟!
"التقزم" كمحور ليس بنظري اختيارا متعمدا، أو صورة مشوهة أو وصفا مبالغا في النقل بقدر ما هو قراءة منهجية صريحة للذات الراهنة ، في استحضار واع لمجموعة من التراكمات والتناقضات والتجاوزات التي يحفل بها المشهد الحياتي بوجه عام غايته التوق المستقبلي..
ومن خلال هذا اللمسة الفنية الرائعة، يمكننا الوقوف بجلاء على بعض السمات اللغوية والتخييلية والرؤيوية المميزة والعميقة في تجربة الأستاذ والقاص المبدع ايهاب خضر.
تقديري.
#محمد أبو الفضل سحبان.

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة