Translate

الاثنين، 13 يونيو 2022

للموت أنفاس بقلم / فوزية الكوراني - سوريا

 



للموت أنفاس
بقلم / فوزية الكوراني - سوريا

في مكتبي الذي في مبنى المجلة التي أعمل فيها كمحررة لزاوية( افتح قلبك تجد حلًا) أَستقبل مئات الرسائل وأضع حلولًا لمشاكلهم، وأنا سعيدة بهذا العمل ظنًا مني أنني أقدم خدمة تفرح القلوب وتبعد الوصب عنها.لكن عندما عملت إستفتاء مضمونه (هل تستفيد من الحل)كانت النتيجة/ ٢٥% نعم /٢٥%لا/ والمذهل أن/ ٥٠ %/ كانت إجاباتهم أنهم لايعودون لقراءة الحل لأنهم يشعرون بالراحة لمجرد أنهم يبعثون مشكلتهم إلى المجلة!
إذًا هي الراحة في الفضفضة..
قررت أن أكتب قصتي وأبعثها لزوايتي ب اسمٍ مستعار لعلي أجد الراحة...!
أناخريجة كلية الفلسفة قسم /علم نفس / كنت أعيش في بلدة صغيرة تزوجت زواجًا تقليديًا خطبة أهل. زوجي يحمل شهادةً من كلية العلوم الحيوية، ونعمل كمدرسين.. ورزقنا الله بطفل جميل جدًا
جعل حياتنا جميلة. كان زوجي رجلاً متزمتًا، وكنت أنا من النوع التي لاتصمت عن ارتكاب الخطأ . لقد كان بعيدًا عن الدين وحتى لا يصلي
لذلك كان الخلاف بيننا دوما في أتفه الأمور..
في العام السادس من زواجي، حملت حملي الثاني تحت إلحاح أهلي وأهله أن ولدًا واحدًا لا يكفي.. مع أن زوجي بدأ يتغير ، كان يجلس كثيرًا على الإنترنت، و يسهر خارج المنزل. أرخى لحيته و أصبح انعزاليًا.
بدأت الحرب تضع أوزارها؛ البعض يُخطف ويُقتل، والبعض يعتقل... وبدأ التهجير. التحقت عائلته ب ابنٍ لهم في العاصمة وأهلي أيضا ذهبوا لعند خالي في العاصمة أيضا ريثما جائتهم الفيزا للسفر عند إخوتي في الخليج لأنهم كانوا يعملون هناك قبل الحرب.. طلبت منه أن نغادر من هذا البلد خوفًا من بطش (داعش) ومايفعلونه لكنه رفض بشدة وانصعت له خوفا منه لأنه كان يهدد إذا ذهبت لن يسمح لي أخذ ابني معي..
دخلت (داعش) البلد . من بقيّ فيها كانوا أغلبهم موالين لها بما فيهم زوجي!!، هكذا اكتشفت بعد فوات الآوان و وقعت في المصيدة! كشف زوجي عن حقيقته وعرفت أنه كان يخطط لهم ويساعدهم لدخول بلدتنا.. وفي تلك الليلة العقيمة؛ جاء أميرهم لزيارتنا وكان من الشيشان
وجبرني على تحضير العشاء وادخاله لهم!.. كنت مستغربة كيف يكون هذا وهم يمنعون الاختلاط!، وكان رد زوجي هذا أميرنا يحق له مالايحق لغيره!!.. كانت نظرات الأمير أحد من السيف .
خرجت من الغرفة مسرعةً وهالني ماشاهدت وكأنه شيطانًا في هيئة إنسان!
قررت في نفسي الهروب مع ابني عند أول فرصة، غير أن شيطنتهم كانت أسرع؛ عند الفجر أخذ زوجي أغراضه وقال أنه مسافر ليجاهد في سبيل الله، ويمكن ألايعود منها وأنني غير مؤهلة لتربية ولدنا تربية صالحة و هو سيأخذه ويلحقه في مدرسة المجاهدين!! ورمى عليّ يمين الطلاق، وقال أنه وهبني إلى أميرهم لأصبح في جمع نساءه.خرج وأنا في ذهول وبكاء وصراخ وابني يبكي لايريد الخروج معه. توسلت إليه أن يبقيه معي لكنه لم يأبه لي. قلت له : وابنتنا؟ لأنني كنت في الشهر الخامس من الحمل وقد عرفت من خلال جهاز(الإيكو) أن الجنين أنثى..
قال: لا يهم لااريدها تركتها لك!! حاولت اللحاق به منعي الحراس الذين وضعهم أميرهم عند الباب. وبعدها امتلأ المنزل بالنساء وكلهم إماء كما يقولون إلا ثلاث هن زوجاته الشرعيات من جنسيات مختلفة،
امتنعت عن الطعام والشراب. غبت عن الوعي ثلاثة أيام ، وعندما استقيظت علمت أنني فقدت حملي بفضل إبرة مسقطه للحمل لكي يستطيع الأمير الدخول عليّ...!، حمدت الله على ذلك لأنني لا أريد لابنتي مصيرًا مجهولاً..
ولأن أميرهم كان مزاجي فهو في كل بلد يغزوه أو مع كل سبيّ للنساء يغير زوجاته، ويهديهم لأمراء مثله! وهكذا مررت على أكثر من أمير وأيضا على خدامهم ، تعرضت لأقسى حالات الاغتصاب والذل ! وكل بلد، أحاول السؤال عن ابني وعن أبوه الذي باعني
لكن لا أحد يساعدني. نحن النساء ذليلات عندهم ليس لنا سوى الخضوع لأوامرهم.. وفي كل مرة يغزونا الجيش أتلكأ بالهروب عسى أن أموت وأنتهي من مأساتي .لكن لاأفلح . كانت السياط تسوقنا كما تسوق الحيوانات!! إلى أن باغتنا الجيش مرة فلم يستطيعوا جرنا لكنهم احكموا الأقفال ، ورمونا بقنبلة ، ثم هربوا. مات من مات ، ومنا من كتب الله لهن السلامة على بعض الحروق والكسور والعاهات ومنهن أنا . فقدت قدمايّ وعيني اليسرى .عشت عند خالي وبعد علاجي لم أشأ اللحاق بأهلي في الخليج، فضلت البقاء عند خالي عسى أن أعلم شيئًا عن ابني.لكن ليس لديّ صورة له لكي أعلن عنه في الجرائد والتلفزة. كان خالي لا يوفر أي جهد في السؤال والتحري عنه وهو صحفي كبير وله معارف كثر. لكن دون جدوى.. أعطيت أوصافه التي كان عليها منذ عشرة أعوام إلى رسام ورسمه ليّ. لكن لم أستفد لأنه من المفترض أن ابني أصبح في الخامسة عشر من عمره، وكيف لي أن أعرف ملامحه التي هو عليها الآن؟!
أريد حلًا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة