مقال
الموهبة الادبية
إنها الشمس التي يشع ضياؤها في دياجر النفس، هي ذلك النسيم الذي يحمل إلينا الحنين والتَّطَلُّع إلى المجهول، هي الهزَّة التي تعترينا إزاء منظَرٍ جميل، أو لوحة فنية رائعة، هي الثورة الجامحة، وقولة الحق التي تغلفنا أمام مآسي الظلم والاستبداد، هي الدفعة الصاعدة من أعماق كِياننا، تسوق في طريقها الدمع إلى اعيننا، والقُشَعْريرةَ إلى الجلد عند سماع خُطبةٍ صادقةٍ، أو قصيدةٍ مؤثّرةٍ، أو نغمٍ حزينٍ، هي تلك القُوَّة الخفيَّة التي تحول دون انغلاق أبواب النفس والذهن، فتدعها مفتوحة على مصاريعها لكل فكرة خيِّرة أو مَثَل أعلى، أو عمل نبيل، هي تلك النفحة العلوية التي ترفعنا فوق صخب الدنيا، وصراع البقاء الدامي، وحقارات البشر لتعيش هنيهات في أجْواء المحبَّة والتَّسامُح والسلام، هي ذلك الصوت الخافت، الذي يهمس بإلحاح في أُذُنَيْنا كلَّما استَفَاضَتْ النَفْسُ بما رأت وسمعت وشعرت، قائلة: اكتب، اكتب، اكتب. وقد تم تعريفها في تراثنا ب "الطبع".
يهتم الاستاذ الفاضل متولي بصل بكل ما يكتب عن الأدب ويجعله طافيا بارزا فوق كل كتابة، وهذه سمة وموهبة راقية. أرى مجلة القصة تغرد بفضل الله ثم بجهوده الجبارة الرائعة فوق جميع المجلات. بارك الله للأدباء في مجلتنا الرائدة.
ردحذف