Translate

الأربعاء، 22 يونيو 2022

الشاعر والكلاب بقلم / حميد محمد الهاشم - بغداد


 قصة قصيرة:

الشاعر والكلاب
بقلم / حميد محمد الهاشم
بغداد
بقميصهِ ( الغيمي اللون).. الغيميُ الذي خلّف أخْا لهُ يعاني من ضربةِ شمسٍ معلقاً على حبل الغسيل وبلونٍ سماوي.. بحرارةِِ يقاطعهُ سكانُ تلك القاعة.. وقوفاً وجلوساً بين الحين والآخر بتصفيقِ إعجابٍ ساخنٍ وهو يمسحُ قطراتِ تعرقهِ الخجولِ بمنديلٍ مرَّ على عشرته معه أكثر من ثلاثة أعوام كحال ذلكما الاخوين
.... دخانٌ.. همهماتٌ.. آهاتُ التعجب.. سعالُ بعضِ الصدورِ الطاعنةِ في زحمةِ الذكرياتِ والأنفاس.. وملامحُ رؤى ماطرة تغمرُ تلك الساعة.. وسبعونَ عاماً تشعُ كقمرٍ لتلك الأمسية الخاطفة والمخطوفه.
أحمْرَّ وجهُ شاعرنا بمباغتةِ سؤالٍ وبراءةِ مقصدٍ وهو ما زال يضيئ على منصتهِ ببلاغةِ العمر....
(لِمَ كلّ هذا العمرُ الطويلُ بلا ديوانٍ واحدٍ... سيدي الشاعر المتألق)؟!
صمتٌ... لحظاتٌ قلقةٌ.. ترّقبُ عيونٍ الحاضرين.. ولفائفُ دخانِ التبغِ تتلوى أمام أعينهم.. تدّفقَ الدمُ في تجاعيدِ وجههِ:
-لأن سبعينَ عاماً وكلابٌ تنبحُ في.. جيبي. وحنجرتي!!
ألتهبتْ القاعةُ بالتصفيق.. ثم أردفَ:
-سبعون عاما تنبحني كلابٌ.. وكلابٌ.. وكلاب!!
مرة أخرىم تصاعدت القاعةُ سخونةً و.. وتساؤلاً دون أن يعرف أحدٌ.. أين نبحت.. أو تنبحُ بقيةُ الكلاب..!!؟

* القصة فائزة بالمركز الثاني في أكاديمية سفير القلم الدولية/ هولندا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة