Translate

الأحد، 5 يونيو 2022

إطلالة جسد بقلم / عصام الدين محمد أحمد


 إطلالة جسد

تهطل الأمطاربالخصب على جميع الحقول إلا حقلي،تذر الرياح حبوب الطلع لتلقيح كل النخيل إلا نخيلي،قال شيخ القرية:
طاردت اللعنة أرضك ؛ استوطنتها الشياطين؛والعلاج إضرامها بالنيران المتأججة.
تكومت أطنان الحطب الجاف ؛بزغت مئات المشاعل المتوهجة ؛وبقيت الأرض هى ذات الأرض.
قال عراف الجبل الغربى :
أوقعها السحر فى شراكه، التهمتها نظرات الحنق والغيظ، والترياق:إغراقها بالنهر .
أمسكوا بضفتي النهر لدلق مياهه ،اغتسلت أراضي القرية إلا أرضي .
استحالت أرضى ظاهرة فقهية،سرعان ما تكالبت على دراستها الجامعات وهيئات البحث،ملايين من العينات والدوارق والأوراق ،النتيجة تكثيف التجارب البحثية،استهلكت أرضي حياتي؛ لو سُرقت أوتزحزت أونضب معينها ما أعتراني من شأنها شيء ؛ أتذكرحينما ألج كهف الهموم :
( العمر تعدى العقد الثالث بأربع من وحدات الزمن ، تفحم أخواي ونجا الثالث بتصاريف القدر، اكتحلت جلودهما بكل الألوان ؛ بثور ، نتوءات ، تقيحات ، دم متفحم ، شعاب قزحية متورمة .
دموع أمي الفياضة لا تندمل أو تلتئم ؛ أنين أبي الحائر يجمرني .)
بارت أرضي ، تزدان الدار بالنعيم المقيم ،ذاع صيت أخي التاجر فى أرجاء المعمورة ،اعتاد الموقد أن لا ينطفئ أبداً،صار أمر زواجي شغله الشاغل، تستغرقني المرآة طيلة اليوم ؛تنساب الخيوط الرقيقة فوق رأسي فى عفوية ، تكتسي بشرتي القمحية حمرة الخجل ، تترقب من يفض بكارتها ، أتحسس استدارة أردافي الفجة ؛ لا ينقصها شيء عن باقى الأستدارات.
تحط الرحال ؛ترحل الوفود ؛وصوري تملأ الجيوب ، أتموضع جالسة ،مضجعة ،واقفة ، ينشر المساء أجنحة الظلام الوارفة ،يعكف أخي الثري مهموماَ؛يشغله شأني ،يحيط به الشيخ الكهل والعراف الغربى ، بسمل الشيخ وحوقل وتلى المعوذتين ،ينثر حبات البخور واللبان والحبهان فى المبخرة ــ المدفأة ــ الطينية،أفرغ العراف كيس الأحجية، تفتق ذهنه المشغول عن حيلة بذخية، طير الاعلانات على أجنحة الصحف اليومية،أقرأ مواصفات العريس المرتقب،استحضرت مشهدًا تسجيلياَ :
ذكور النحل تتماوت ،يستأثر الأقوى بالملكة المتمرجحة فوق أجنحة الشغالات.
تأخر أخى عن موعد عودته المعتاد،التاع القلب قلقاَ،أطبقت ذوائب الاكتئاب على جوارحي،تجتاحني الأفكار:
ماذا لو مات ؟
سألطم الخدود ؛ ولكن كيف الحياة بعده ؟
لم أتخيلها بعد .
عاد ليتخلص من الأرض الموبوءة، تتعملق سيارات النقل،تكوم جبال الرمل والزلط ، تلد الخراطيم أنهار المياه ، تبدلت الأرض قصراَ،اعتكفت فى الركن الجنوبي ، أحيك جوارب الشتاء،أدع التطريز ،أهيم بمفاتنى غزلاَ، أستجدي العطاء من بئر جف ينبوعه، أتمرغ فى أتربة الزمن المتخثرة، توجتني السنوات بالكرمشات، أهرع إلى إطلال البدايات،أتموضع خلف مقام الست عزيزة ،أهب صندوق النذور بقايا جسدي، تتكسر المرآة ،أهذي:مدد يا بائعة الكرامات .
تمت بحمد الله
بقلم / عصام الدين محمد أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

قدر العرب للشاعر متولي بصل

    قدْرَ العربْ متولي بصل مصر *** غدا يعرفُ الناسُ قدْرَ العربْ وأنَّ العروبةَ  مثل الذهبْ وأنَّ البلاءَ على قدْرِها عظيمٌ وكمْ منْ بلاءٍ ح...

المشاركات الشائعة