Translate

الخميس، 28 أكتوبر 2021

الجرح والذكرى بقلم / ناجح صالح


 

الجرح والذكرى
جلست الصبية ذات الربيع الثالث عشر الى جانب أمها تستمع اليها وهي تروي لها رواية أبيها الراحل ، ورغم أن الصبية لم تذكر عن أبيها منذ فارقها قبل سنوات سوى الشيء القليل حينما كان يحملها ويداعبها الا أنها كانت تشعر بأنه كان قريبا منها وأن أنفاسه تلاصق أنفاسها .
نظرت الأم بحنان كبير الى ابنتها وهي تقول :
- حسنا .. لقد أعدت عليك الحكاية عشرات المرات لكني لن أخيب رجاءك ما دمت لا تشبعين من سردها .
- انه أبي .. أفتقده يا أمي ، لو أنه كان معنا لكانت حياتنا أفضل .
- كان أبوك رجلا شريفا فاضلا وكانت يده نظيفة . عرف بين أقرانه بالنزاهة والاخلاص ، ولكن هكذا شاءت الأقدار أن يفارقنا في ساعة لم نكن نحسب حسابها ، لقد مات مقتولا ..أتدركين ذلك ؟
رفعت الصبية رأسها من خلال شعر أشقر وعينين صفراوين قائلة :
- أدرك ذلك يا أمي وأفهمه .
- كان عائدا عصر ذلك اليوم الى الدار واذا بيد غادرة تمتد اليه وتطلق عليه النار ثم تلوذ بالفرار ..هكذا كانت الحادثة كما رواها شهود عيان .
- ترى من فعل ذلك ؟ هل كان له أعداء ؟
- لا يا ابنتي لا ، لم يكن له عدو البتة ، لقد أحبه الناس بعد أن بادلهم هذا الحب .
- والجاني ألم يعرفه أحد ؟
- أتظنين أن أباك وحده الذي قتل على هذه الصورة .. آلاف مثله قتلوا هكذا وليس ثمة خيط لمعرفة الجناة أو هكذا يقولون .
- أين القضاء من هذا كله ؟ وأين هي العدالة ؟ أيعقل أن تزهق أرواح الناس دون معرفة الجناة !
- ما تزالين أنت على الفطرة يا ابنتي .. ان هذا الوطن يعيش اليوم أسوأ أوقاته ، لم نكن نعرف هذا من قبل الا أنه منذ جاء الاحتلال الى وطننا تغيرت الأخلاق وسادت الفوضى واضطرب حبل الأمن .
من جديد احتضنت الأم ابنتها وغمرتها بوابل من القبلات .. ليست لها سواها وهي بذرة أبيها وتوأم روحها،
لم تعد لذة الحياة مجدية لولا أنها بقربها .
يا له من جرح أليم يمزق فؤادها كل يوم بل كل ساعة منذ رحيل الزوج العزيز .
أضحت حياتها خاوية منذ ذلك الحين غير أنها تجد في ابنتها عزاء لهذه الحياة .
كل ساعة تستذكر الحادثة حتى في نومها ، حادثة مشئومة جزعت لها جزعا قاتلا الا أنها حين فاقت من الصدمة وجدت في ابنتها بعض الملاذ الذي تركن اليه .
وتذرف الدمع وتمسح دموعها ،ثم تبتسم في وجه ابنتها لعلها تحيي بادرة أمل تلوح لها تنقذها من جحيم الفراق الذي يجتاح كيانها .
وقالت الصبية بعد فترة صمت :
- أنت شجاعة يا أمي ، وقفت وحدك تواجهين هذه المحنة بصلابة ، وها أنا أراك تزاولين الخياطة لتوفري لنا لقمة العيش من غير ذل السؤال لأحد .
- أجل لا أريد أن أكون عالة على أحد ، وعزة النفس هي خير ألف مرة من السؤال ، أتريدين أن أذل بعد ذلك العيش الكريم !
- لا ، ان روح أبي لا ترضى ذلك .
صبية ذكية تشعر بالمرارة لفراق أبيها وبالرثاء لأمها ، وهي في هذه السن تتحسس الفاجعة كأنما حدثت أمام عينيها ، انه الخيال الخصب الذي يحتويها وانه السرد المتكرر من لدن أمها عن ذكرى أبيها وساعة استشهاده .
ويطوف بها الخيال كأنما هي تحادث أباها وتكشف له خبايا نفسها ، ترى هل غابت صورته الحقيقية عن عينيها أم أنها ومضات تأتيها بين حين وحين عن طول قامته وملامح وجهه وابتسامته وحديثه وكرمه .
وهي هذه الصبية الجميلة تقف الى جانب أمها تطيعها في كل أمر ، وتتمنى لو كانت ذكرا لتبحث عن الجاني الذي أحال حياة أسرة الى حزن وشقاء .
وقالت لأمها وهي تسترجع صورة أبيها :
- أراك كنت تحبينه حبا شديدا .
- أحبه ! لن يبرح قلبي حبه ، ليتني افتديته بنفسي ، ليتني كنت حاضرة معه في تلك الساعة لوهبته روحي ولكن هكذا شاء القدر ، غير أني أقول مع نفسي مرارا شلت اليد التي اغتالته ، وأرى أن الله سيأخذ بثأري من قاتله لا محالة لأن الظالم لن يتمهل بحياته طويلا ، أجل وأفوض أمري الى الله .
- ترى ما الذي جناه القاتل من فعلته .. سفك دما فحسب بلا مبرر وبلا ذنب .
- نفس مريضة ملطخة بالعار ، واني أجزم بأن حسابه بل وعقابه لن يتأخر ، ان دعوة المظلوم لن ترد .. كوني على يقين يا ابنتي أن الله سيرد مظلمتي في يوم قريب .
ورفعت رأسها الى السماء تتمتم بكلمات بينما بدا وجهها مشرقا كأنما كسي نورا .
وقفت الصبية تنظر الى أمها باجلال واكبار قائلة :
- أنا على يقين يا أمي بأن دم أبي لن يذهب هدرا .

نفوذ بقلم / تيسيرمغاصبه

 



نفوذ

بعد أن اقام القلم الأحمر حملة اعتقالات واسعة
على الأقلام الزرقاء وزج بها في السجون ،
تبين إنه جاسوس .
تيسيرمغاصبه

اِنْحياز بقلم / هيثم العوادي

 


اِنْحياز

نشرتُ وزَمِيلتي في ذاتِ اللَحظة، كان الجمالُ يشعُ من جبين نَصَّينا، كلما مَرَّ الوقت؛ قَفَزَ أَرْنَب عَدَّادها يَحْصُدُ التَعْلِيقات والقُلُوب...
بعد ساعات من الاِنتِظار وَجَدْت سُلَحفاة عَدَّادي تحْتَضن إعجابًا واحدًا، طَلَبتهُ من زوجتي؛ فَوضَعته مُرغَمة على عَجَل!.
هيثم العوادي







شموع الآباء… بقلم محمد أحمد العليوي السلطان…

 شموع الآباء…


حينما تأتي ياغلا ..
يرقص قلبي من هَنَا ..
حبك عمري في الملا ..
تشبه وردات لنا ..
يانسيما فيه انجلا ..
كل هم فينا عَنَا ..
فيك نهنى مستقبلا ..
من دعاء فيه لنا ..
أنت سبَّاقٌ للعلا ..
نور علم ارشدتنا ..
والدي حقا منهلا ..
من يديه اسقى لنا..
صفو ماء فيه الحلا ..
حبه أعطاه لنا ..
حاملا هما مثقلا ..
من حياة أضنت لنا ..
كم وكم فينا قد تلا ..
كل ما يسعد عيشنا ..
باسم الوجه مقبلا ..
همه يخفي معلنا ..
فَرْحَهُ هما مبدلا ..
كل خير يبدو لنا ..
سوءه في النهج خلا ..
حسنه حقا حسننا ..
لايعيش عيشا خلا ..
ابنه أو بنت هَنا ..
عمره أمضى عاملا ..
كي يروا السعد ها هنا ..
في القلوب عشق الغلا ..
أصلها طيبا قد بنا ..
دين أبناء للغلا ..
فطرة الله ربنا ..
حيث فيها مستقبلا ..
دين أطفال قد عنا ..
حيثما ماكانت تقبلا ..
والدي يامن خصَّنا ..
كل مايملك من حلا ..
من عمره شهدا أعطنا ..
إنه النبع المعسلا ..
مثل نحل يبني لنا ..
منزلا راقٍ في العلا ..
والدي الأغلى نورنا ..
رحمة الله يا غلا ..
دعوة منا كلنا ..
خصصت منا في الملا ..
أُهديت منا للغلا ..
والذي يحيا بيننا ..
نسأل الله للغلا ..
طيب عيش فيه غنا ..
شمعة تضوي اجملا ..
والدا منه علمنا..
والدا شهدا معسلا


الأربعاء، 13 أكتوبر 2021

حفيدة الباشا بقلم / متولي بصل دمياط - مصر

 




حفيدة الباشا

       رغم أن الثورة ألغت البشوية؛ والبكوية، إلا أن زوجتي كانت دائما تزعم أنها من أصول تركية؛ وأن جدها الأكبر كان باشا؛ بل كان من كبار باشوات دمياط قبل الثورة؛ كما تقول أن السنانية كلها كانت من أملاك جدها! ولولا الثورة والتأميم لكانت تعيش اليوم في أفخم القصور!

       كنت أضحك كثيرا؛ وأنا مجبر على الاستماع إليها، ولم أكن أصدق حرفا مما تقول؛ فقد كنت أعرف أسرتها جيدا؛ إنهم جيراننا منذ زمن ٍ؛ ويعيشون في منزل قديم مجاور لمحطة القطار؛ وأهلها بُسطاء، وفقراء جدا، مثل أهلي! والعجيب والمؤسف في نفس الوقت أنها كانت تتمادى كثيرا عندما تقترب ذكرى ثورة 23 يوليو أو ذكرى التأميم؛ فكانت تحوّل البيت إلى جحيم؛ فتحرمنا من فتح التلفاز، وكأننا في سرادق عزاء؛ وترتدي ملابس الحداد السوداء! وبدأ الأولاد يقلدونها بتلقائية؛ فأجد نفسي في هذه الأيام وحيدا شريدا في الشوارع، لا أجرؤ على دخول البيت إلا في ساعة متأخرة من الليل!

       ربما هي مريضة نفسيا؛ أو أنها تعاني من عقدة ما! لكنها رقيقة؛ مرهفة الحس؛ وتحبني؛ وهذا هو كل ما يهمني! حاولت بقدر المستطاع أن أوفر لها كل ما تريد، لكن هذا العِرق التركي العجيب كان يُفسد علينا حياتنا، فمهما فعلت لن أستطيع تحقيق الأحلام التي تتمناها من كان جدها باشا. كنت مثل ثور الساقية، أدور وأعمل ليل نهار دون كلل، ورغم حرصي على تلبية طلباتها الكثيرة، والتي يفوق بعضها حدود دخلي المتواضع، إلا أنني استطعت أن أدخر مبلغا من المال يُمكنني من شراء قطعة أرض صغيرة؛ فقد كنت أطمع أن أصبح يوما من الأعيان أصحاب الأطيان!

       ولأن الأراضي مثل الذهب؛ والمبلغ الذي ادخرته بسيط! لم أجد شيئا يناسبني إلا في منطقة نائية على طريق رأس البر القديم؛ قيراطان - تتوسطهما دار قديمة لا تصلح للسكنى -  سأضع فيهما تحويشة العمر، إنهما يطلان على الطريق مباشرة، ذلك الطريق الذي يقع بين ترعتين، ورغم سفلتته، وإشارات المرور المنتشرة عليه، وأعمدة الإنارة ، إلا أنه لا يكاد يمر أسبوع إلا وتقع حادثة أو أكثر؛ لدرجة أن الأهالي يسمونه طريق الموت، هذا ما عرفته من الأهالي وأنا جالس في المقهى أنتظر البائع.

       لم يمنعني سماع هذا الكلام، ولا حكايات الموت المريرة التي تفنن الأهالي في قصها عليَّ بعبارات حزينة؛ وعيون دامعة! إنني غريب بينهم؛ وجئت لشراء قيراطين، ومن الطبيعي أن  هؤلاء الناس يريدون بث الذعر في قلبي حتى لا أتمم إجراءات الشراء، هذا ما وقع في قلبي؛ فذهبت مع البائع إلى المحامي؛ وكتبنا العقد؛ وأكد المحامي أنه سيتمم التوثيق في الشهر العقاري في غضون أيام.

       لم أهتم بما قاله لي بعض الأهالي من أن الأرض مسكونة من كثرة الحوادث التي وقعت قريبا منها؛ فقد كان كل ما يشغلني أن أحفظ المبلغ الذي ادخرته؛ وأن أصبح من ذوي الأملاك! اشتريت القيراطين؛ ولم أخبر أحدا من قريب أو بعيد؛ تكتَّمت الأمر خوفا من الحسد ولم أخبر زوجتي خشية أن تطالبني ببيعهما؛ لأشتري لها ذهبا؛ أو غسالة جديدة؛ أو .. .. إلخ!

       ومرَّت الأيام ؛ وحدث ما لم يكن في الحسبان؛ قامت الثورة ( ثورة يناير)  وتوقف كل شيء ! ولأول مرة منذ سنوات أعجز عن دفع إيجار شقتي! وانقلب الرجل الطيب البشوش مالك العمارة إلى وحش لا يرحم! فوجئت به يُحضر لي عصابة من المجرمين؛ لطردي أنا وزوجتي وعيالي؛ إنهم يعرفون أن الشرطة، وكل مؤسسات الدولة مشغولة بالثورة والثوار.

       في ليلة سوداء؛ هجموا علينا؛ وهددونا بالسواطير والسكاكين؛ وبالكلاب المفترسة؛ ورمونا خارج الشقة؛ ولجأت زوجتي إلى أهلها؛ لتبيت عندهم هي والأولاد؛ ولم أجد مكانا أنقل إليه العفش والأثاث إلا تلك الدار القديمة التي تتوسط القيراطين ! ومن شدة التعب والإرهاق نمت وسط كومة الأثاث الذي أصبح حطاما، كان نوما متقطّعا، رأيت فيه أحلاما كثيرة بعدد كل الأحلام التي رأيتها في عمري الماضي كله! رأيت وجوها مخيفة؛ وأشياء عجيبة ورهيبة! ولكنني كنت خائر القوى؛ ومنهكا بطريقة لا أستطيع معها الوقوف على قدمي َّ! فقط كنت أفتح عيني َّ بصعوبة؛ ثم أغمضهما بسرعة! كنت أحاول أن أميز تلك الوجوه الكثيرة التي تتشكل من دخان ثم تختفي ثم تعود فتتشكل من جديد؛ وكان أحدها يصيح بصوت رهيب، والآخرون يصرخون صرخات مدوية :

-         لا تتركوه ينام! أحرقوه بالنار حتى لا ينام!

وكنت بالفعل أشعر باحتراق أجزاء من جسدي؛ لدرجة أنني شممت رائحة جلدي وهو يحترق، لكنني لم أستطع النهوض، ولم أستيقظ إلا في اليوم التالي؛ وبعد أن انتصف النهار، عرفت ذلك من آشعة الشمس التي كانت تتسلل من الخروق والشقوق الكثيرة  المنتشرة في السقف والجدران؛ قمت وقلبي يكاد يتوقف من الرعب الذي أصابه؛ وومررت بيدي على جسدي؛ لأتأكد من هذه الحروق؛ فلم أجد أي أثر لما كنت أشعر به؛ ولم أجد أثرا لأي شخص في الدار!   قلت بصوت مسموع كأنما أكلم نفسي:

-         ربما كل هذا مجرد كوابيس بسبب الرعب الذي أصابني أنا وزوجتي وأولادي من المجرمين الذين طردونا من شقتنا بالأمس!

         حزنت على الأثاث الذي تحطم، وبكيت وأنا أنظر إلى حياتي وقد تحولت إلى ركام، ولو كنت أعلم ما سيصيبنا لتركنا لهم الشقة؛ ونجونا بأنفسنا وبالمتاع والأثاث. انتبهت إلى أن الدار قديمة؛ والسقف متهالك؛ والجدران متآكلة؛ والأرضية قد نخر السوس ألواح الخشب التي تبطنها، كما أن فيها حفرا استوطنتها الجرذان والحشرات؛ تساءلت بصوت مسموع؛ عسى صوتي يبعد عني شبح الوحدة المميتة :

-         كيف سأعيش أنا وزوجتي وأولادي في هذا المكان الذي لا يصلح لكي يكون قبرا؟!

فكرت في أن أقوم بعملية ترميم سريعة؛ فأشتري مترا أو مترين من الرمل؛ وبضع شكائر من الأسمنت؛ وأسد بنفسي تلك الخروق والشقوق؛ وأُسَفلت الأرضية بالأسمنت؛ ثم أحضر أحدا يقوم بمحارة السقف والجدران، ولكن قبل أي شيء كان علي َّ أولا  أن أنزع كل هذه الألواح المسوسة من الأرضية؛ فمن المؤكد أن تحتها جيوشا من الحشرات والجرذان! وبالفعل بدأت في ذلك، كنت حريصا على نزع كل الألواح قبل حلول الليل؛ فلم أكن مستعدا للمبيت وحدي في هذا المكان مرة أخرى؛ ولو اقتضى الأمر سأبيت في محطة القطار القريبة.

       غرقت في عَرَقي؛ وملأ التراب أنفي ورئتي َّ؛ ولم أعد أرى من ملوحة العرق الذي يتصبب من جبهتي ويسيل ويملأ عيني ! ذهبت إلى الحمام؛ وغسلت وجهي؛ ثم خرجت لاستنشاق بعض الهواء النقي؛ أشجار الجوافة، والتوت، ونخيل البلح في كل مكان؛ عليها أطايب الثمر؛ قطفت منها؛ وأكلت حتى شبعت. المنظر الجميل حولي جعلني أشعر ببعض الراحة والسكينة؛ واندهشت من نفسي كيف لم أكلف أحدا من الفلاحين بجني كل هذا الخير طيلة السنوات الماضية! كمية كبيرة من ثمار الجوافة والتوت والبلح كانت تذهب سدى؛ أو ربما في الجوار من كان يسرقها! عدت من جديد إلى الداخل، لكن هذه المرة كنت أكثر حماسا وأوفر قوة؛ فأخذت أنزع ما تبقى من الألواح، وبينما كنت أقوم بذلك شعرت بشيء يتكسَّر تحت قدمي؛ وعندما انحنيت لاكتشاف الأمر؛ فوجئت بوعاء كبير من الفخار؛ يشبه تماما ذلك البلاص الذي تحمله الفلاحات في الأفلام القديمة! كان مدفونا في الأرض تحت الألواح الخشبية، وفي داخله لمحت بريقا شد انتباهي؛ ولم أصدق عينيَّ وأنا أرى كومة ضخمة من القطع الذهبية والمجوهرات ترقد في بطن هذا البلاص!

       لم تستقر الأحوال بعد في البلد، الثورة طحنت الكثير من الناس، ولا تزال تحطم عظام البقية؛ والكساد الذي أصاب الجميع بالإفلاس؛ جعلهم يشعرون أنهم على أعتاب مجاعة ! لقد سقطت أسماء كبيرة؛ واختفت وجوه كثيرة؛ وظهرت وجوه جديدة لم يسمع عنها أحد من قبل! خرجت من تحت الأرض ؛ وفي وقت قصير ظهرت على هذه الوجوه علامات الثراء الفاحش!            في غفلة من أجهزة الدولة التي أنهكتها الثورة؛ انتفخت كروش  اصحاب الأعمال المشبوهة مثل تجار المخدرات والسلاح والآثار وانتشرت عمليات الخطف والسرقة ؛ .. .. إلخ

       أصبحت  واحدا من هؤلاء الذين ظهرت عليهم آثار النعيم دون سابق إنذار؛ وكنت أسمع من حولي يتهامسون، وهم في حيرة شديدة من هذا الثراء، والنعيم المفاجئ الذي أصبحت أعيش فيه أنا وزوجتي وأولادي؛ الجميع يعتقدون أنني أتاجر في آثار بلدي! لم يخطر على بال أحدهم قط أن الأرض المسكونة بالعفاريت كان مدفونا في بطنها كل هذه الكمية من الذهب والحلي ؛ والتي تُقدَّر بالملايين!

       بمرور الوقت بدأ الناس يطلقون علي لقب الباشا! ولا ينادون زوجتي إلا ويسبقون اسمها بكلمة ( هانم ) لدرجة أنني بدأت أصدق أنها بالفعل حفيدة باشا؛ وربما تكون هذه الثروة ملكا لجدها الأكبر الذي هرب من مصر أيام التأميم؛ ولكنه لم يتمكن من تهريبها معه؛ فدفنها في هذا المكان !.

متولي بصل

مصر – دمياط

24  / 7 /  2021 م 

 

 

 

 

رسالة خوف بقلم / هيثم العوادي

 رسالة خوف

منكس الرأس، معصوب العينين، اسحب قدميي المثقلتين، قادوني موثوق الكتاف، بخطوات متعثرة نحو مصيري، لم اشك لحظة بأني ميت لا محالة، منذ ان نزلت في ذلك الكمين، وانا انعى نفسي، سحقوا الورود اليانعة، قطفوا رؤؤسها في ذلك المكان.. هنالك حيث رقص شيطانهم في بركة الدم، وولغ فيها حد الانتشاء، تركوا النساء في احضان العويل، تتقاطر من عيونهن صور وذكريات، كنت وحيدا حين امسكوني، لست بشاب لأعدم في الميدان ولا عجوزا يُترك لمصيره. صوت صرير الباب الرئيسي الذي يفتح على مصراعيه، واصوات بلهجات شتى ترحب بالفاتحين، تتصاعد كلما توغلنا في المعسكر، انصت جيداً، لعل من بينهم من يخلصني سمعت احدهم يقول: -خذوه الى الحبس، سننظر في امره غدا. في غرفة شديدة الحلكة، معتمة الدياجير، فكوا وثاقي وعصبة عيني، جلست اتحسس المكان لعلي اهتدي الى سبيل، او شيء ادافع فيه عن نفسي.. امسكت بكيس كبير، مدت يدي ببطئ الى داخله لمست سائلاً لزجاً ، اخرجت يدي بسرعة زادت دقات قلبي، استجمعت شجاعتي، مدت يدي مرة اخرى عدت مرعوبا الى الخلف ازدادت وتيرة انفاسي بتصاعد مستمر: - ياالهي انه رأس إنسان!!. عدت مرة اخرى زاحفا نحوه تفقدته من الخارج هذه المرة، تأكدت بأنها ثلاثة رؤوس..كمية الرعب تكاد تفقدني اتزاني.. بل انها جمدت الدماء في عروقي..وانتفخت اوداجي..وجحظت عيوني التي كدت ابصقها من محاجري.. استجمعت قواي حدثت نفسي: -لا داعي للخوف والقلق فبعد ساعات قليلة سأكون في هذا الكيس، لا ادري اين يرمون بجسدي لكني متأكد ان رأسي سيكون هنا.. جاشت بي عاطفتي وسرحت في عالمهم، وانا افكر واستنطق مناحرهم لعلها تجيبني وتدر الدموع واستمع الى نشيجي فجلست مخاطبا احد الرؤوس: -ماذا تفعل امك الآن هل علمت بك؟ هل قالت (مسيت العافية عليك يايمه)؟ تحسب كل يوم طولك على الجدار..تتحسس شاربك عندما ينبت.. تشم عطرك المنبعث من رقبتك.. واظنها تتسأل عن ذلك العطر هل لازال في نحرك.. قلبها الآن يخفق بقوة ويضطرب، يكاد يخرج من مكانه اشفاقا عليك، لأنه يعلم كل شيء. التفتُ الى الرأس الثاني وقلت له: -زوجتك الحبيبة مشتاقة لترى سنابل العشق في رموش عينيك، وجنة الأمان التي وعدتها، وانهار الحب وقصر الحنان، لتملئ البيت لها اولادا يسعدونها، لقد قلبت جنتها لهيب شوق مستعر، وجحيم فراق مستمر، تلك الأحلام التي رسمتها في لوحة أيامها البيضاء بالوان الربيع الزاهية، مابالك اليوم اجمعت على تحويل حياتها الى ايام خريف بالية!!. سحبت الكيس وقربته أكثر لتتسرب قشعريرة برد في جسدي، اريد ان اقضي تلك الليلة بمونلوج وجع وحزن لعلي انعى نفسي قبل رحيلها، او اشق من جدار صمتي منفذا تتسربل منه روحي.. التي تكاد تخرج من بين مسامات جلدي وينقضي ذلك الوقت الذي يفصلني عن فصل رأسي. بعد مضي برهة ذلك الصمت توجهت للرأس الثالثة: - اين بنتك ذات الاربعة سنين الآن، الا تشعر بها لقد فزت من نومها، وهي تصيح ابي، يزداد حرقة صوتها ولهيب شوقها، تريد ان تنام بحضنك كما كل ليلة، الا تتحرك الا تنطق؟، مطلوب منها هي ان تطالب برأسك كما فعلت رقية، اتريد ان تلفظ ابنتك اخر انفاسها وهي تحتضن رأسك. بين اسنة الرماح وقعقعة السيوف في احلامي، صحوت من اغفائتي فوجدتني متوسدا تلك الرؤوس، لم اعلم ان ليلتي انقضت مع تلك المناحر الا حينما دخل شابين يلبسان الزي العسكري،اجلساني وامسكا يدي واخذاني الى جهة الباب،لازالت الغرفة معتمة حين فتحوا الباب نظرت النظرة الاخيرة لرفقائي في تلك الليلة، فلمحت ان ما في الكيس ثلاث رؤوس دمى ملابس!! اتجهت صوب الباب نصبت قامتي، هدأت نبضات قلبي، ضحكت في سري، بانت ابتسامتي، ظهرت من السر الى العلن فوق قسمات وجهي، مع قهقهة بصوت عال، تعجب منها السجانان، وعلامات الاستفهام تطرق رأسيهما، زاد تمسكهم بيداي قوة وعنفا، دخلنا دهليزا طويلا،انفرجت في نهايته ساحة كبيرة كان السياف منتظرا قدومي،ثلاث شبان معصوبي العيون جاثين على ركبتيهم، نظر الي السياف ابتسم بخبث رفع سيفه الى الاعلى صاح الله اكبر، فقطع رأس الاول ثم كبر الثانية والثالثة..، ونظر الي ضاحكا،.. انفغر فمي تعجبا، خفقان قلبي ووجيفه حطما ضلوعي... افلتت يدي بدون شعور، هرولت نحو الرؤوس، انها حقيقية والدماء لازالت حية، تصب مع كل نبضة، وتلك النحور تشخر بمرارة، اخذت اصرخ واصرخ لعله حلم لعلي استيقظ منه، حاولت ضرب نفسي ، امسكوا يداي بقوة.. وضعوا قماشا اسودا على رأسي، انهارت قواي، استسلمت، غبت عن الوعي، ظننت انني قد مت واني في الجنة، لولا اني صحوت على رائحة نتنة وانا نائم في حاوية نفايات معدنية بالقرب من منطقة سكني.

خيوط الحزن بقلم / محسن سعيد فتحي

 







خيوط الحزن
بقلم الكاتب / محسن سعيد فتحي
الحزن شعور قاس يدب فى الجسد وخاصة فى منطقة القلب ليبعث شعور بالفقدان وأن هناك قطعة مهمة كانت وفقدت بدون سابق إنذار
فى الماضي كان الحزن ينطوي على فراق الأحبة ولكن تطور شعور التعلق لدرجة التملك
لأن الإنسان يحب ويكره ويفكر بالقلب فلو وضع كل تفكيره بالعقل لوقع فى فخ الحياة
غريب ذلك الوجع فلو خيروني بأن أفقد جزء من اعضائى لخترتها ولكن الخسارة تكون أكبر مما قد نتخيل
هو أن جزء من منطقة القلب يموت ويذبل مع الوقت كلما استمرت حالة الحزن
أتعرف شعور كون خيط رفيع متصل بقلبك وفجأة انقطع يحدث لنا أن ذلك الحبل اللاواعي ومع الصلة والمكانة وذلك السند يفقد الإنسان عنصر الحنان والبوح بما فى القلب من مشاعر وهموم
كأن هناك شخص مسك سهم ووضعه
فى القلب بدون سهم وفجأة شاهدك
تنزف الدم والدموع تذرف من قلبك الجريح
الحزن كما يصفه عنترة " وقد ابعدوني عن حبيب بحبه فأصبحت فى كفر عن الانس نازح "
الحقيقة هي أنني أنهار يوميا عدة مرات وأنهض، أرمم روحي دون أن يدري أي أحد بما يدور فى احشائي من الداخل كون الكلمات تعجز واحيانا القدرة على التعبير عن ما فى الداخل لا يبقي سوى البكاء هو الطريق الوحيد أمام النفوس الأبية للسقوط حتى تستعيد نظرة الثقة مرة أخري
لا أبجل الحزن كونه شيء مقدس ولكن فيه رسالة تعود على الإنسان أن هذا العالم فيه الفرح والحزن وأنا الزمن متقلب كمزاج الطفل لذلك الذي يسعي فى حياته فى سبيل المتعة والعيش من أجل النفس المخادعة المختبئة وراء جسد مادي أصله تراب ولكنه خداع لمن اتخذ منه طريق للاعجاب بالنفس وبالمظهر هنا الإدراك والفلسفة تلعب دورا هاما فى العقول المفكرة وليست المتغطية بالطين يزداد كثافة ولأن الكثافة هى الكتلة على الحجم كلما زادت كمية الكتلة زاد معها الحجم وسقطت الأنا فى الأنا الدنيا وهى النفس الامارة بالسوء
وهى التى تحث الإنسان على المعصية
وجاءت النفس اللوامة فى المرتبة الثانية التى تلوم على فعل الخير والشر.. تري كيف تلوم على فعل الخير؟ بماذا لم تكثر منه هل هذا مالك لك أن تتخيل نفسك مكان هذا الشخص لقدر الله.
وأنا ارئ أنها نفس جميلة يصل إليها الإنسان بعد تجاوز حاجز النفس الامارة لذلك لاتعجب على العصاة المستمرين بافعالهم فهم يعمون فيها فى اقتناع تام أنها هى الصواب بدون بصيرة
وهذا ما جعل العلماء يقترحون لماذا الغرب أكثر ذكاء فى العلوم وتجد البعض يعبد البقر والنار وفيهم من يعبد هوي نفسه وكانت الإجابة أن الجزء المسؤول الديني ضعيف فى الناصية عنصر الوجود لا أصدق إلا ما أراه أنا أمامي
وجاءت النفس المطمئنة وهى ارقي النفوس التي تشبه شخصية الشيخ سلام فى مسلسل شيخ العرب همام
منعزلة عن الناس حبها الوحيد هى حب الله والعيش من أجله هو وحده فقط وتلك النفس قليل جدا من يصل إليها.. أما باقي النفوس تندرج تحت هؤلاء النفوس بمعني أنهم قد يوجدوا فى النفسين السابق الإشارة إليهم
الحزن جميل يجعلنا نشتاق إلى روح نحبها ولكن العيش فيه لفترة طويلة
يحدث آثر سريع على النفس ينعكس على كل خلية فى جسم الإنسان
لذلك يفضل عدم الإكثار منه.. أعلم إنك الآن حزين وتود أن تقتلع الحزن من رقبتي لتزيله عني وعنك
ولكنه يزول عند خضوعك لله والدعاء منه بالسند والعوض والصبر من رب الأرباب
كلمة " آه " عندما تخرج من القلب أرجوك لا تستهتر بها لأن ألم الفراق يذيب صاحبه لدرجة قد يمرضه ويحتار الأطباء فى حالتك فاحذر أن تكون مجرد لقمة سائغة وأرجوك أمسح دموعك الآن وكفي نواح واخرج لكي تواجه هذا العالم برضا
وحتى اخر نفس فى خلياك حتى ينقضي عمرك المحسوب بالثواني داخل جسدك فأنت لم تخلق هباء وإنما من أجل رسالة ما عليك معرفتها قبل أن تخرج منها ياصديقي العراب الصغير.


مريم الراشدي قصة قصيرة أول نبض

 


مريم الراشدي

قصة قصيرة
أول نبض
من إحدى نوافذ بيتهما العتيق، كانت تلقي "جليلة" بنظرها على أجمل من رأت عينها وهفا له قلبها، وحيد أمه الذي أنجبته بشوق بعد ست بنات. كانت تسترق الإطلالة من نوافذ الطابق الأول الذي كانت تقطنه وعائلتها على بهو المنزل بالطابق السفلي الذي تقطنه أسرة "عبد الوهاب".
كانت جليلة أكبر إخوتها وتسكن مع والديها اللذين قررا الاستقرار بتلك المدينة بعد ان احترق معمل النسيج الذي كان يعمل به أبوها في العاصمة الاقتصادية، وكان عبد الوهاب الابن ما قبل الأخير في عائلة اختطفت منها المنية الأب في ظروف قاسية للغاية.
كانت في السنة النهائية ابتدائي وكانت تفتعل ضعفا في مادة الرياضيات وتشتكي لأمها في كل المرات. كان الأب قليل الدخل وصعب الطباع، وكانت الأم تتعايش مع بخله وتحاول توفير بعض المال لكن مع متطلبات أطفالها التي لا تنتهي، ما كان باستطاعتها توفير أجر الدروس الخصوصية.
- "يا عبد الوهاب، الله يرضي عنك، ممكن تصعد عندي ؟
- حاضر خالتي فاطمة.
نبض جليلة يتسارع، كأنها ستُجري امتحانا عسيرا. وجود عبد الوهاب يفرحها لكنه يذكي توترها ذات الآن.
- لو سمحت يا ابني، أنت تفوق جليلة بأربع سنوات دراسية، وهي عندي تعاني بعض الهنات في الرياضيات. هلا أمكنك مساعدتها في تلك المادة ؟ ولك علي مبلغا يسيرا تستعين به أنت بدورك في أمور ربما تحتاج فيها إلى مال.
- طبعا خالتي، بكل سرور، أساعدها. لكن لا عليك، لن آخذ منك فلسا واحدا. أنا مثل ابنك سي محمد. فهل ستعطينه مالا إن هو ساعدك ؟
- حفظك المولى يا بني. لكن لا تظنَّ أنني سأقبل بمجاملتك. أشكرك عليها .... "أعرف البئر وغطاه" كما يقال.
خفض عبد الوهاب عينيه وقارا للسيدة فاطمة وأجابها بالقبول ثم استأذن في النزول.
كانت جليلة تتتبع كل حرف من أمها وكل حركة وحرف من عبد الوهاب وكاد يغمى عليها من الفرحة حين وافق على مساعدتها. أسرعت لمذكرتها الشخصية وبثت فيها :
12 أبريل 1980
كان ببيتنا أجمل شاب بالدنيا.
وافق أن يساعدني في الرياضيات. ليست مادتي الصعبة.
لكن أمي ابتلعت الطعم وفزت أنا بقرب عبد الوهاب.
ياااا سعدي ويا هناي، قد نلت أول مناي، قلبي يدقّ يدقّ ...
كانت أولى حصصها الأسبوعية مساء يوم السبت الموالي ليوم الاتفاق والثانية يوم الأربعاء وكانت جليلة تنتظر هذين الموعدين على أحر من الجمر طيلة الأيام الأخرى. لم يكن أبوها يعلم بهذه الدروس ولئن عرف لكانت مشكلة كبيرة بينه بين أمها لأنه لم يكن فقط بخيلا بل رافضا تمام الرفض لهكذا لقاءات بين ابنته وشاب غريب بالتأكيد، وإن كان جاره الأقرب وبالبيت وتحت ناظريه ولمصلحة ابنته في قمة الاعتبارات.
توالت المرّات وتوالت الأسابيع وكبر في قلب جليلة ذاك النبض العذب ولكنها ما مرة أخطأت ولا باحت بسرها الجميل إلا لمذكرتها الشخصية والتي تخبئها بدهاء بين أغراض لأمها غير مستعملة. بوحها الجميل ذاك وسرها الأجمل قنبلة موقوتة هناك ... فهل سيدوم سرّا أم ستعصف به إحدى الأشعال المنزلية الكبرى ؟! ترى ماذا تخفي لها الأيام والسنون الموالية ؟
مربم الراشدي
المملكة المغربية

الاثنين، 11 أكتوبر 2021

أنا فلسطين ........ شاعرالعاميه جلال محمد

 أنا فلسطين

........
........
ستبقي يافلسطين
رمزاً للكرامه
وستبقي يا أقصي
رمزاً للصلابه
أنا فلسطين
أرض الأنبياء
ومُصلي المرسلين
أنا فلسطين
الصبيه الأبيه
أرض الشموخ والتحدي
وسأبقي شوكةً
في ظهورهم وأعناقهم
وسيبقي الأقصي
رمزاً للصلابه
مهما مرالزمان
وسيبقي علمي شامخاً
في عيون أبنائي
ومُحبيني من العرب
أنا فلسطين
قد تكون صورة لـ ‏نص‏
شاعرالعاميه جلال محمد

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة