Translate

السبت، 9 أكتوبر 2021

قصة قصيرة :أمل وترقّب بقلم / نجاة كلش.

 



قصة قصيرة :أمل وترقّب

لم يرها أبدا في حياته، إلا من خلال صورة صغيرة ملصقة على إحدى الصفحات التي تكتب فيها, قرأ لها كثيرا ، أعجب بروعة الفكر والعمق , بدأت رحلة الدراسة لهذه الشخصية و هذا الفكر، من خلال ما يخطه قلمها هنا و هناك ، ازداد الإعجاب و الاحترام و الاهتمام الذي سرعان ما تحول إلى حب عميق لهذه الروح التي يراها من وجهة نظره روحاً ملائكية شفافه بيضاء نقية .
مضت سنة تلو الأخرى و صمم أن يفاتحها و يتحدث معها بعد أن حصل على الوسيلة المناسبة لذلك، و فعلاً تم ما أراد ، و عرفها ب نفسه ، و تحدث عن حياته و ظروفه ، و فهمت مراده و قصده من ثنايا الحروف و الكلمات , ولكنها و بكل ذوق و رقة و أدب أغلقت هذا الباب و أنهت الحديث فيه.
لم ييأس , استمر برحلة البحث و المراقبة و الدراسة بعمق , و ازداد التصميم على نيل المراد ،و الارتباط بروحٍ هي في نظره أروع الأرواح و أنقاها ، و بعد فترة ليست بالقصيرة ، صمم أن يعاود الحديث، فهو شخصية قوية لا تعرف اليأس و لا تؤمن بشيء اسمه المستحيل ، و للمرة الثانية تم الحديث و عبر الأثير ، و عاد للتعبير عن صدق المشاعر و جدّية الطلب و الارتباط, و شرح لها عن الكثير من جوانب شخصيته و ظروفه الخاصة ، و طلب منها التفكير العميق و عدم الإجابة الآن .
و فعلا فكرت كثيراً و كثيراً , لماذا أنا بالذات ؟ فهو لم يرني أبدا ، و كل ما هنالك أنه إعجاب روحيٌ و عقليٌ و فكري ، و هو شخصية بارزة لها وزنها و تقديرها و احترامها من الجميع ، و بإمكانه الارتباط بغيرها من ذوات الجمال و الحسب و المال ..... فكرت أكثر و أكثر , ولكنها اصطدمت بواقعها و ظروفها الخاصة و التي تعتبرها سداً منيعاً و مستحيلاً امام هذا الطلب .
حان وقت الرد، و أخبرته و بكل صدق و شفافية عن ظروفها التي تمنعها من الموافقة عليه ، و كذلك باحت له بما يشغل فكرها ، لمَ أنا بالذات؟! أمامك العديد من الجميلات الثريات و ذوات المناصب و المراتب .... كان رده على ذلك أرقى و أعمق الردود ،أخبرها أنه لم يخطُ هذه الخطوة إلا بعد دراسة عميقه ،و رحلة بحث و استقصاء ، كان نتيجتها الإصرار ، و بشدة على هذا الطلب و الارتباط ، و أنه عشق روحها و تعلق بها ، و أنه لا يؤمن بشيء اسمه المستحيل ، و أنه سيذلل كل الصعوبات المحيطة بها و بظرفها الخاصة .
صارت تخلو بنفسها كثيراً و ازداد تفكيرها و قررت أن تخبره بموافقتها على طلبه ، كانت هذه الموافقة المبدئية كعرفان منها و ردّ جميل لإنسان عظيم تمسّك بها و فضلها على كل بنات حواء.
استمر الحديث بينهما و دون رؤية أكثر من مرة ، و فهمته أكثر و أكثر و أعجبت بسمو أخلاقه و مبادئه و مثالياته ، التي تأكدت منها , فهو شخصية معروفة و مشهورة و محترمة من قبل الجميع ،أعجبت بروحه النقية الجميلة التي يفتقدها الكثيرون ،و تحول هذا الإعجاب يوماً بعد يوم إلى اهتمام ما لبث أن تحول إلى قناعة كبيرة و حب عميق ، فقد اجتمع حب الأرواح و توحد و صار روحا واحدة .
و ما زالا ينتظران النهاية ,يا ترى هل سينتصر حب الروح على كل المشاكل و الصعوبات و العوائق و الحواجز ؟! و هل سيهزمان المستحيل يوماً ليتحول إلى ممكن ؟!
نجاة كلش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة