وجه بدون ملامح
بقلم :
مراد العمري
في غرفته المتواضعة التي سكنها منذ زمن طويل وكان الهدوء والصمت قد خيم على المكان بعد يوم من المتاعب وشاق من كثرة الضوضاء ، دوما كان يحب الجلوس هنا ونفسه تشتاق للعيش بعيدا كذلك عن هذا الضجيج الذي عكر صفوة المكان ، كان يحب أن ينظر من خلف نافذة الغرفة للحياة وللناس وللعالم الذي يتغير بسرعة ، يسترجع ذكرياته، وكل تلك السنوات التي مرت فجأة وهو يحاول بصعوبة أن يتذكرها ويتذكر كل شيء مع ذاكرته التي ضعفت وأتبعها الزمن وخانها النسيان لم يتوقع بأن قطار العمر قد فات بهذه السرعة ،وفجأة تذكر أيام الحرمان والشقاء ،أيام لم يستطع نسيانها أبدا، إنها حياته البائسة وأيامه الماضية التي جعلته يغادر وللأبد لايريد العودة لأنه خسر كل شيء حتى زوجته فقدها وللأبد . وأصبح سجين هذه الغرفة بل سجين كل الذكريات ، التي لم يستطع نسيانها رغم المسافات البعيدة وكل هذا البعد إلا أنه لا يزال مشتاق للعودة مرة آخرى إلى وطنه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق