Translate

السبت، 29 أكتوبر 2022

امرأة من زجاج خاطرة بقلم / د.سلوى بنموسى المغرب

 امرأة من زجاج

خاطرة
د.سلوى بنموسى
المغرب
وتستنجد بربها ايمانا واحتسابا
لأنه لن يدعها تسقط ؛ شهيذة معتقداتها وطموحاتها وتطلعاتها
ولكن كيف للزجاج ان يضحى حديدا ؟!
وكيف للدمعة ان تتحول لبسمة وفرح وسعادة تخرج من أركان الروح
هلعت لمرآتها تنزف حزنها وتزيحه !
وتتوكل من جديد على صاحب الملك
الله سبحانه وتعالى ومن دونه انسي ولا جني
ستواصل الحياة بكل اوجاعها ؛ إذ لن تصير زجاجية بعد اليوم
بل ستكون امرأة فولادية قبضتها من حديد
تساعد تفيد وتستفيد ؛ تنبغ وتسقط
وتقف من جديد
« يوم لك ويوم عليك»
ستتابع المسير لنهاية الدرب العسير
وستعانق قدرها بخيره وشره .

شرنقة بقلم / سمية جمعة - سورية

 شرنقة

كأي حلم يخرج من شرنقة الضجر،يعانق أكف السماء ليصل.
زغردت أوردتها ،و جلجلت كلماته جدران صمتها،كم كان عليها صعبا أن تصدق بأنها وجها لوجه أمام حقيقة سافرة ،بأنها هي أنثى الحلم، و اللوحة المعتقة في مرسمه،مضى بها الوقت سريعا و هي تعد نفسها للقائه،خزانتها فوضى ،تملأ روحها ،و حدثت نفسها ترى أي لون سأرتدي؟ هل أختار الأسود و أنا الأنيقة في حضوري،لا لا سأختار لونا يليق بقدومه ،كي يكون شاهدا على قلب قوانيني و تكسير كل ما بنيته من سنين، سأتمرّد على نفسي و أرتدي الأحمر،كي أكون تلك الجورية في حديقة روحه، و مالت على الطاولة حيث اصطفت زجاجات العطر،
و تذكرت بأنه يعشق العطور،و في مرة سألها :
عن عطرها،فأجابت هي لا تعتمد نوعا واحدا،مدت يدها على زجاجة كانت قد ادخرتها ليوم كهذا،و ابتسمت للمرآة
كم مرة رجعت كي تتأكد بأن كل شيء على ما يرام،
جرّت خطواتها..نحو الباب، و فجأة تذكرت بأن اليوم هو ليس موعدها،
مشت في الشارع كي تصل لعملها، كان الطريق مبللا برذاذ مطر و كأن السماء قد احتفلت بها،صوت العصافير لأول مرة تسمعه و هي على الأشجار، ما هذا الجمال،كل شيء قد تغير
كانت ملامحها تنّمّ عن فرح لا يتسع له كون
كانت تود لو تقول للجميع بأن هناك حلم سيتحقف و أن هناك انتظار جميل
يبشر بقدوم حب
ناولتها زميلتها فنجان القهوة
و تركته يبرد،كان الجميع مستغربا، هي لم تعتد أن تبرد قهوتها،و راح فكرها للبعيد ، للقاء قديم في زمن ما،حيث عاندها الوقت و هطلت السماء.. مطر الفراق،
حاولت إبعاد تلك الأفكار و العيش بفكرة واحدة ، بأنها ستلقاه،
و أن الوقت سيصالحها يوما،أسرعت في إنجاز كل شيء و لملمت أوراقها ،و خرجت،
على ناصية الشارع، تزاحمت الخطوات، و في مكان غير متوقع للقاء
كان هو...
ارتبكت و تعثرّت خطواتها،
لمحت في يده لوحة، ارتعدت أطرافها،و كأن شيئا ما سيحدث،حدثتها نفسها بأحاديث غريبة، في نهاية الأمر قررت أن تذهب إليه، وصلت،كانت عيونه حائرة و كأنه يراها لأول مرة،فجأة رفع الغطاء عن اللوحة كانت هي بشريطة سوداء تزينها.
سمية جمعة سورية

حلوى أبي بقلم / مها حيدر - العراق

 حلوى أبي

مساءً يطرق أبي الباب وهو ما أعتاده عند الرجوع من العمل؛ لكي يفرح باستقبالنا له وهو يحمل أكياس الفاكهة والحلوى؛ تعلو محياه ابتسامة عريضة تخفي وراءها تعب السنين؛ أخذ يوزع علينا بعض الحلوى ويطعمنا بيده؛ تصرخ أمي غاضبة :
- لمن طبخت العشاء ؟!
فنسرع مهرولين للاختباء تحت معطفه !!
مها حيدر
قد تكون صورة مقربة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏طفل‏‏

الأحد، 11 سبتمبر 2022

آخر المشوار الشاعر د. عبد الفتاح العربي

آخر المشوار
الشاعر د. عبد الفتاح العربي
كنت هناك على سرير
أناجي ربي
لا أن أبقى ،بل أن يحضنني
فترك الحياة
عراك من أجل الخلود
أين الجدود
أرى الان صخب
ضوضاء
نار حامية
موت بالحياة
و حياة بلا موت
أجساد عارية
مفضوحة
أكواب مسكوبة
دماء تسيل
عيون حزينة
قلوب سوداء
أجساد عرجاء
حتى الحدائق بلا ورود
و لا أشجار
و لا كراسي
حتى الجنة ابتعدت
عنا
و الحرائق اندلعت في كل مكان
في أجسادنا و ارواحنا
الدمع أصبح أحمر
لا يسقي وجنتاي
نمضي للسراب
دغدغني الملل على السرير
بحقنة التخدير
ودعت الحياة لبرهة
الى عالم آخر
أفقت و يا ليتني ما أفقت
عساني كنت سأمضي
الى آخر المشوار
لبداية المشوار
رجعت لك يا دنيا
لأكمل المشوار
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏




صندقچة بقلم / مها حيدر

 صندقچة

بقلم /

مها حيدر

صعدنا في ( الربل) ، عربة خشبية جميلة يجرها الحصان ، مكشوفة من الأعلى لنرى السماء وشمسها بأبها صورة تسعدنا بجمال منظرها ونسيم هوائها ، ذاهبين الى جدتي شوقًا لرؤيتها .
دخلنا الى بيتها ، جمال في كل شيء.. القهوة جاهزة في الدلة ، ورائحة ( الدولمة) تعم المكان ، المفروشات جميلة وألوانها زاهية تملأ المكان بهجة وسرورا .
- مرحبًا ( بيبي ) .. كيف حالك ؟
- أهلا وسهلًا حبيبتي الجميلة ، انا بخير ، (نورتوا) البيت .
أجتمعت العائلة في الحديقة قرب شجرة ( النارنج ) والسعادة لاتفارقهم ، أما أنا وبقية الأطفال فقد بدأنا اكتشاف البيت ومحتوياته باختصار ( مغامرة) .
وجدنا دمية جدتي القديمة فذهبنا بها إليها ..
- انظري ماذا وجدنا !
- ياااا… إنها دميتي ، كنت ألعب بها وأنا صغيرة ، جلبتها لي أمي من سوق ( رأس الحواش) في الأعظمية ، هدية عيد ميلادي ، كان حبي لها لا يوصف .
- كنت شابة بعمر الورود .. مازحها أبي مع قبلة على جبينها .
-ما زلت شابة بعمر الخامسة عشر ، ها.ها.ها.
تعالت أصوات الضحكات البريئة ، وشعرنا بالمحبة والحنان الذي غمر المكان بالدفء والأمان .
واصلنا التجول والبحث في باقي الغرف ، دخلنا غرفة جدتي القديمة ، رأينا في الزاوية صندوقًا خشبيًا له باب يفتح للأعلى مطرز بأحجار فيروزية مع نقوش و مسامير ذهبية غاية في الروعة .
حاولنا فتحه ، لكنه مقفل بقفل كبير لا يشبه ما نراه اليوم .
جاءت الجدة مسرعة :
- يا إلهي .. لا.لا.لا تقتربوا من (الصندقچة ) .. هل فتحتموها ؟!
- لقد أفزعتنا يا (بيبي) وما هذا الاسم الغريب ؟!
- ماذا ؟! إنها خصوصياتي ، لا أسمح لأحد بالعبث بها ، هذا الصندوق هو هدية عرسي وكنا نسميه أيام زمان ( الصندقچة ) ، رجاءً لا تخالفوا هذا ، ولا تقتربوا منه .
- ماذا يوجد بداخله يا ( جدتنا الحبيبة ) ؟
- أشياء تخص المرأة ، ملابسها ، أحمر الشفاه ، المشط ، الأكسسوارات وغيرها .
- أنا أريد واحدة إذًا .
ضحكت أمي وقالت :
- ها.ها.ها . عندما تكبرين قليلًا .
وضعت يداي على خصري …
-أنا أيضًا لدي خصوصيات ، مثل حلوياتي التي أراها ناقصة باستمرار ، فستاني الأحمر ، حذائي المدرسي ، ألعابي التي تضيع دائمًا ، ألم تقولي إني أشبه جدتي …
سمعت أصوات ضحك عائلتي… فضحكت معهم .

قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏‏طفل‏، و‏جلوس‏‏‏ و‏منظر داخلي‏‏

ملك عماد سويد ( الموهبة الصاعدة التي تمتلك ريشة ذهبية ترسم بها المشاعر قبل الملامح !)




ملك عماد سويد الطفلة الموهوبة التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها، مواليد محافظة دمياط، تدرس في المرحلة الابتدائية، تمارس هواية الرسم، وقد شجعها والداها ومدرسوها على ممارسة هذه الهواية،  استطاعت بالفرشاة والورق أن تقدم أعمالا فنية تبهر من يراها، ولفتت إليها الأنظار من خلال رسوماتها الرائعة؛ فحصلت على العديد من شهادات التقدير والتكريم، كما أنها تجيد الإلقاء والتمثيل، شاركت في مبادرة ريحانة لحياة كريمة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وحصلت علي تكريم من المستشارة الفنية ورئيس التوجيه الفني، وشاركت في معرض نتائج ٢٠٢٢ بحضور وكيل وزارة التربية والتعليم والتوجيه الفني وتم تكريمها من وكيل التربية والتعليم، وأيضاً بمعرض الأنشطة وتم تكريمها بحضور وكيل وزارة التربية والتعليم، وشاركت في المعرض الدولي الأول لمرضي الكلي والأورام ريشتي بصمتي،

شاركت في معرض كوين بقصر ثقافة الأنفوشي بالأسكندرية بحضور الدكتور حيدر طارق الجبوري وزير مفوض بجامعة الدول العربية، و شاركت في افتتاح معرض مكتبة مصر العامة بعزبة البرج بحضور السفراء والفنانين.

شاركت أيضاً في معرض المجلس القومي للمرأة في مكتبة مصر العامة بحضور محافظ دمياط دكتورة منال عوض، وفي معرض ختام الأنشطة بحضور رئيس التوجيه الفني ووكيل الوزارة ومحافظ دمياط.

وتم تكريمها في معرض بصمة ابداع الملتقي الثاني للفن التشكيلي بالاسكندرية تحت إشراف ساقية الإبداع السكندري وتم تكريمها أيضاً في معرض لمسة مبدع الثاني عشر وحصلت لوحتها على الأكثر مشاهدة علي موقع وطن مصر حوار بجريدة ذا مومنت الدولية ونشرت لها رسومات في مجلة قطر الندى الورقية وفي مجلة ألوان الدولية.

وحصلت على شهادة تقدير عن جائزة الفنان التشكيلي بمتابعة عبد الفتاح حبيب الألقاب الفخرية، وحصلت على لقب سفيرة الطفولة من مبادرة الجيل القادم بجمهورية مصر العربية.

 

 


(قصة قصيرة ) - حبة زيتون خضراء - بقلم:عبدالكريم جماعي/تونس.

 (قصة قصيرة )

- حبة زيتون خضراء -
بقلم:عبدالكريم جماعي/تونس.
(كنا نلهو كعادتنا..ذات صيف حارق..في ذلك الريف الهادىء..نستظل تحت اشجار الزيتون عندما تشتد الحرارة و يلتهب القيظ..او نمرح في شعاب الجبال اذا مال الظل واستطال..كنا نستشعر سعادة طفولية ترفرف حولنا..فتجعل من ألعابنا البسيطة منتهى الغاية والمنى..نهرب احيانا كثيرة من جحيم القيلولة الاجبارية في تحدّ غريب لوصايا الكبار..غير عابئين بحفلات العقاب الجسدي التي تنتظرنا بعد عودتنا مساء..!
كنت شقيا مشاغبا عنيدا..لم تفد معي حصص الضرب او قواميس التقريع و سيل الاهانات التي أتلقاها خاصة من والدتي كلما عصيت اوامرها..بل زادتني اصرارا على تكرار كل أفعال الشقاوة الطفولية..!!
كنت شديد الرغبة في تجربة كل شيء..حد التهور..ساعيا الى اشباع ذلك الفضول الصبياني في شجاعة غريبة..واقدام مخيف..!!
لكن ما وقع في ذلك اليوم..جعلني أعيد حساباتي بكثير من الحيطة والحذر..!!!!
كنا اجتمعنا نحن الاطفال كعادتنا بعيدا عن اعين الكبار الذين خلدوا لقيلولة طويلة..في ذلك الجو اللاهب..احتمينا في ظل الاشجار..نلهو بالتراب أو نقفز كالقردة بين الأغصان..حتى اقترح فجأة أحدنا على البقية..لعبة طريفة غريبة..تتمثل في سد منخري أنوفنا بحبات الزيتون الخضراء..في كل ثقب حبة واحدة ثم يبقيها هناك لاطول فترة ممكنة..اشتد الرهان على من بامكانه النجاح في تلك التجربة العجيبة الساذجة..انهمك الكل في المحاولة تلو المحاولة..كانت اغلبها تنتهي بالفشل..بسبب كبر حجم حبات الزيتون فلا نستطيع وضعها في مدخل المنخر أو أنها صغيرة على فتحة الانف فلا تثبت في مكانها بل تسقط أرضا بمجرد ابعاد يدك عنها..وبتكرار العملية استطعت أخيرا ان أجد حبتين مناسبتين لأنفي..وضعتهما برفق في مدخل خياشيمي..حرصت على ثباتهما..حركت رأسي مرار..لم يسقطا..صحت بأعلى صوتي..لقد فعلتها..لكن المفاجأة أنني لم أتمكن من اخراجهما..حاولت مرارا وتكرارا دون جدوى..انتبه الصبيان لورطتي..تجمعوا حولي لمساعدتي..حاولوا الامساك بالحبتين بأصابعهم..لكنهم فشلوا..أصبت بالاحباط..واعتراني الذعر..ضغطت على انفي من الخارج بلا فائدة..جذبت طرفي المنخر بالابهام والسبابة لكي أقوم بتوسيع ثقب الأنف..دون جدوى..بل أحسست وانّ الحبتين تغوصان الى الداخل أكثر وأكثر..شرعت في البكاء..صرت أرفع رأسي وأخفضه وانا أدور حول نفسي رافضا أي يد تمتد نحوي..لم أفلح في زحزحة حبات الزيتون من مكانها..جربت اخراجها بواسطة استنثار الهواء بأنفي..فلم أنجح..أسقط في يدي..هرع بعض الصبية بالخبر الى والدتي..جاءت على عجل..أمسكتني من أذني وقادتني الى المنزل..أشبعتني تقريعا وضربا كعادتها..اختلطت دموعي بالمخاط السائل فوق فمي..قامت من فورها وجلبت ملقطا حديديا صغيرا الذي تستعمله النسوة في نزع شعر الوجه..أدخلت طرفه في مناخيري بقوة..فخرجت الحبتان وسال الدم بغزارة..انفرجت أساريري غبطة و سرورا..ضحكت بفرح غامر..غير آبه بالضربات التي كنت أتلقاها على ظهري من أمي..أو الضحكات التي كانت تصل مسمعي من أترابي الذين يتابعون المشهد..خرجت اليهم وعلى وجهي ابتسامة عريضة برغم بقايا الدمع في الاحداق وعلى الخدين..وخيوط الدم الخارجة من أنفي التي اختلطت بالمخاط الاصفر حتى وصلت فمي..فكان لها مذاقا مرا مرارة الزيتون الاخضر..!!)

قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة