Translate

السبت، 29 أكتوبر 2022

شرنقة بقلم / سمية جمعة - سورية

 شرنقة

كأي حلم يخرج من شرنقة الضجر،يعانق أكف السماء ليصل.
زغردت أوردتها ،و جلجلت كلماته جدران صمتها،كم كان عليها صعبا أن تصدق بأنها وجها لوجه أمام حقيقة سافرة ،بأنها هي أنثى الحلم، و اللوحة المعتقة في مرسمه،مضى بها الوقت سريعا و هي تعد نفسها للقائه،خزانتها فوضى ،تملأ روحها ،و حدثت نفسها ترى أي لون سأرتدي؟ هل أختار الأسود و أنا الأنيقة في حضوري،لا لا سأختار لونا يليق بقدومه ،كي يكون شاهدا على قلب قوانيني و تكسير كل ما بنيته من سنين، سأتمرّد على نفسي و أرتدي الأحمر،كي أكون تلك الجورية في حديقة روحه، و مالت على الطاولة حيث اصطفت زجاجات العطر،
و تذكرت بأنه يعشق العطور،و في مرة سألها :
عن عطرها،فأجابت هي لا تعتمد نوعا واحدا،مدت يدها على زجاجة كانت قد ادخرتها ليوم كهذا،و ابتسمت للمرآة
كم مرة رجعت كي تتأكد بأن كل شيء على ما يرام،
جرّت خطواتها..نحو الباب، و فجأة تذكرت بأن اليوم هو ليس موعدها،
مشت في الشارع كي تصل لعملها، كان الطريق مبللا برذاذ مطر و كأن السماء قد احتفلت بها،صوت العصافير لأول مرة تسمعه و هي على الأشجار، ما هذا الجمال،كل شيء قد تغير
كانت ملامحها تنّمّ عن فرح لا يتسع له كون
كانت تود لو تقول للجميع بأن هناك حلم سيتحقف و أن هناك انتظار جميل
يبشر بقدوم حب
ناولتها زميلتها فنجان القهوة
و تركته يبرد،كان الجميع مستغربا، هي لم تعتد أن تبرد قهوتها،و راح فكرها للبعيد ، للقاء قديم في زمن ما،حيث عاندها الوقت و هطلت السماء.. مطر الفراق،
حاولت إبعاد تلك الأفكار و العيش بفكرة واحدة ، بأنها ستلقاه،
و أن الوقت سيصالحها يوما،أسرعت في إنجاز كل شيء و لملمت أوراقها ،و خرجت،
على ناصية الشارع، تزاحمت الخطوات، و في مكان غير متوقع للقاء
كان هو...
ارتبكت و تعثرّت خطواتها،
لمحت في يده لوحة، ارتعدت أطرافها،و كأن شيئا ما سيحدث،حدثتها نفسها بأحاديث غريبة، في نهاية الأمر قررت أن تذهب إليه، وصلت،كانت عيونه حائرة و كأنه يراها لأول مرة،فجأة رفع الغطاء عن اللوحة كانت هي بشريطة سوداء تزينها.
سمية جمعة سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة