Translate

الاثنين، 10 أبريل 2023

مجلة القصة الذهبية ص 14



قصة قصيرة
للكاتب السوري سالم سلوم
صراخ المقابر


رموه كشاة نافقة في حفرة واسعة، تزخر بأمثاله من الناس الذين لا حول لهم ولا قوة جُلّهم أبرياء، منهم أطفال ونساء وشيوخ..كانت المقبرة لهم ومثواهم الأخير.

تذكَّر أيامه السّابقة، وبدأ الأنين والتّحسّر، أخذتْ أنفاسُه تخرج بتقطُّع مخيف، حشرجات من هم حوله وآهاتهم بعد أن أثخنتْهم جراحُهم النّازفة.

تأمّل المكان المُعتم المخيف.

أطلق صرخة كانت مسموعة للجميع، وعلا الصراخ في المكان حتى بُحَّتِ الحناجر.

حقيقة لم يكن وحده، بل كانت مأساة الجميع. كنتُ أصغي إليه بحذر وصمت رهيب، كوني كنتُ ملاصقا له. أخرجَ من جوفه آهات متتابعة، في كلّ آه كنتُ أقرأ فيها أحلامه وخيباته و..

عمَّ صمته للحظات، رغم أن صراخَ الآخرين وآهاتهم كانت كافية لأعلمَ بأنّني لستُ الوحيدَ ها هنا..!

أخذ يسرد بصوت مسموع.. آه كيف

كنّا نعيش بسلام وهدوء، رغم النّفاق الذي يحيط بنا، كان كل شيء ممكنا وموجودا، أصابتِ التخمةُ كروشنا، ابتعدنا عن الله، فابتعد عنّا كل شيء.

على حين غرّة نَخَرَ السّوسُ عِظامنا ، طَفَتْ وجوهٌ جديدةٌ وغريبةٌ تسلّلتْ عبر أحيائنا،

أمطرونا بوابل شعاراتهم البرّاقة، انقسمنا فرقاء، أعجبتنا أقوالهم، ولا تسمع سوى الأنا..أنا.. ، تاهت بنا السبل وفقدنا البوصلة.

حينها خلعوا أقنعتهم المزيّفة واقتادونا جميعا دون هوادة.

حين استطالت أحلامهم، قصّوا ألسنتنا قبل أيادينا، ونحن خائرون لا نقوى على شيء سوى التحسُّر على ماضينا الجميل الذي لم نعرف حقّه إلّا بعد فقده.

إنّها ضحالة عقولنا الهشّة، إنّه زيف ادعائنا بالمحبّة والوطنيّة، إنّه نفاقنا الذي تبجّحنا به طويلًا.

فجأة يعلو الضحيج خارجًا..تُفتَحُ حفرةٌ جديدةٌ، يُقذَفُ بها مجموعة أخرى، ردموها على رؤوسهم، غير آسفين.، عم الصّراخ ثانية، أحدهم سقط بالقرب مني، أخذ يصرخ بأعلى صوته..

ربّاه..

ماذا فعلتُ ؟!

أهذه هي نهايتنا.؟!!

بعد ذُلِّنا، بعد سنوات من القهر والجوع والتشرّد، بادرتُه بسؤالي قائلًا:

- لا عليك ، هوِّن على نفسك ..!

تفاجأ بوجودي هدأ قليلا، فقلتُ له: أخبرني كيف أتيتم إلى هنا..؟!

أخرج من جوفه آهًا مؤلمة كحد السيف، واسترسل قائلا:

- صبرنا على أحوالنا القاسية، بعد هول حرب اجتاحت ربيعنا، جعلتْه مُصفَرًّا ، قطّعوا أغصاننا وبتروا الجذور، قتلوا الطفل قبل الكبير ، فبدأتْ أوراقُه بالتساقط. وبعضها مازال ينتظر، حاولوا كسر صمودنا وعقيدتنا، بشتى الوسائل والطرق، لم يألوا جهدا في سبيل ذلك، حتى وصل بهم المطاف إلى محاربتنا بلقمة عيشنا، أتحفونا بقانون جديد وحصار غاشم، إنّه الحَظْرُ، إنّه خط الكسر والإذلال، هي سياستهم المعهودة ضد الشعوب، والآن كما ترى .. حين وقفنا في وجوههم فتكوا بنا وقتلونا بدم بارد، بعد أن أرجعونا عهودا إلى الخلف،

لم يكن لدينا إلّا الصبر، حتى هو قد سَئِمَنا وفرَّ مِنّا، فقدتُ كلّ أهلي تقريبا حين قرّرتُ الرّحيل والهجرة بعد معاناة حقيقية، في طريقِ هروبي، كانت سماسرة الطريق، وعواصف البحار، وأشياء أخرى أيضا لا أستطيع وصفها .. قبضوا عليّ بِتُهَمٍ شتّى، اقتادوني مكبّلا وحاكموني صوريّا، كانت تلك هي نهايتي مع مجموعة من رفاقي، كم تمنيت الموت، وها قد نُلتُه أخيرا، لكنه في الحقيقة موحش جدًا.

قاطعه من كان يصغي إليه:

- تلك هي نهاياتنا جميعا..اعتقدنا بأن هناك راحة بعد الموت ""

قاطعتُه قائلا:

- انظر لما حولك، كم من أبرياء هنا لا ذنب لهم إلّا أنّهم وُلدوا على هذه الأرض..!

عذرا منك محمود درويش (على هذه الأرض هناك ما يستحق الحياة )

لا… أنت مخطئ، اعذرني..!

صاح بي:

- أنت إذا الصحفي أو الكاتب الذي.... ؟!

قلتُ له بحزنٍ، كنتُ..!

- ما هي تهمتك إذًا.. ؟!

- لقد حاربتُ فكرَهم بقلمي، بعد أن غسلوا عقولَ شبابنا، وكتبتُ في مذكّراتي، زيف ادعائهم، وضَّحتُ نفاقهم وعهرهم، وحتى شريعتهم النكراء، فقبضوا عليّ بتهمة التحريض ضد الدولة المزعومة،

وصفوني بالمارق، قصّوا أصابعي قبل أن يرموني ها هنا..!

أذكر أنني قبل إلقاء القبض عليّ كتبتُ مقالًا بعنوان: صراخ المقابر..

حقيقة لاقى العنوان إقبالا شديدا وبيعت نسخُ الصّحيفة بوقت قصير؛ أعيدَتْ طباعة المقال مرّات عديدة؛ حقّقت أرباحًا كثيرة، بدأ نجمي يسطع حينها، في ليلة مظلمة داهموا منزلي وعاثوا فسادا، قتلوا جميع أهلي، عَمَّ حزنٌ كبيرٌ في داخلي، وأنا مكبّل معصب العينين، لا أعلم إلى أي ديار أخذوني حتى لحظة إعدامي، ورَميي هنا دون عنوان. فجأة عَلا صراخُ امرأةٍ تقول ابتعدوا عني إنني حامل.؟!

عمَّ صمتٌ رهيبٌ داخل المقبرة، أقصد الحفرة..! حين بقروا بطنها، خرجت صيحة من جوفها أيقظت الجميع من سُباتهم الأبدي، حتى أنا أفَقتُ مذعورًا صارخًا..

حينها تأملت نفسي على سريري الذي تبلّل خوفا، جرّاء كابوس لعين، داهمَ نومي العميق. تأملت طاولتي التي اكتظَّت بكتبي وأوراقي المتناثرة، حين وقعت عيناي على تلك القِصة(صراخ المقابر) التي دفعتُ ثمنها كابوسا مازالت ذكراه تجثم على صدري حتى الآن.


جلست تنتظر

للكاتبة المغربية د. سلوى بنموسى

 

 


في غرفتها الضيقة وتقاطع أنفاسها وهديانها ؛ وشحوب معالم أفكارها ؛ وتعالي الصيحات داخلها بحثت بين أناملها عن صديقها الوفي

تحاول استدراجه يمينا وشمالا ؛ لعله يرضخ لطلباتها ولكن هيهات هيهات.إن ملكة الأفكار لم تنزل من السماء بعد أتنتظر هبوطها المفاجئ ؟ أم تراها ترتجل ؛ أو تعيد كالببغاء ماكان وقيل : بضاعتنا ردت إلينا

لا أبدا ستخلق فدوة من بنات أفكارها شيئا جديدا غير مبتدل ؛ ولا خارج عن المألوف

تستهدي بالله . هاهي الآن تتقاذفها كلمات عسلية ؛ تنير تفائلها وتلمع مقلتيها وتترنح مشيتها ؛ ويثوق القلب والفكر والوجدان لسماعهم . ولكن ماذا حصل؟ اسودت الغيوم ؛ ومس صاحبتنا لمسة حزن وانقباض وجنون : آه تذكرت موت الغالي مشجعها والآخذ بيدها إذ كل فتاة بأبيها معجبة . لا لن تستسلم للخسارة قط غسلت أحزانها وشرعت تخيط أعذب كلام للوالد الطيب الراحل وتثنو على أفضاله وشيمه الحميدة .

وتطلب من الرحمن أن يودع روحه الطاهرة

في رحاب جنان النعيم .. لا لن تخذله بعد منيته .. بل ستحقق له حلمه أكيد أكيد

إنه يشجعها دوما ؛ تحس بطيفه يلامسها وينصحها . ويربث على كتفها هامسا : إلى الأمام يا امرأة !! كوني امرأة فولادية !!

وإياك والخوف والجبن. فالله معك يا ابنتي الغالية تبتسم فدوة وترد له الدين معلنة الانتصار؛ والعمل إلى آخر نفس لتسعد ذكراه وتكون الفتاة المتفوقة والبارة والمطيعة والناجحة في حياتها المهنية والعامة شكرا صديقي القلم تبحر بي في متاهات خلتها منسية وتعيدها للواقع بكل ود ونقاء وطيبة

 

 ذكريات

للشاعر  المصري أحمد عمران


...... ذكريات ......

عايز تطل على اللى فات

افتح بيبان الذكريات

وانت ماشى بص فيها

تلقى فيها كتير اهات

ذكرى حلوه ذكرى مره

مانت هاتقولها حكايات

بس اوعى تبكى تانى

اوعى تبقى يوم انانى

خلى كلمة ذكريات

فيها شيئ اسمه الامانى

عيش تملى خد وهات

عيش وكافح يوم عشانى

ياللى بلقاك زى طير

جوه سجن وفيه اسير

كل مايحلق بيرجع

تانى مش عارف يطير

جرحه زايد مالمناهده

جرح بيقولوا خطير

خلى كل سنين حياتك

ذكرى حلوه ليوم مماتك

قوم ودور عاللى باقى

مالهنا هاتكون نجاتك

خلى قلبك قلب طيب

طيبته مرهونه بصفاتك

أحمد عمران 

 



 

 




 

مجلة القصة الذهبية ص 13

 


قصة قصيرة
للكاتب المصري  السيد علي القن
مشوار نغم
الفصل الرابع

وعادت نغم الي البيت وهي تعلم انه سوف يمر وقت طويل قبل ان تري آسر مره أخري واخذت تفكر نغم فيما قاله آسر وفيما دار بينهم و كيف سارت خائفه ودقات قلبها سريعه وتسأل نفسها ماهذا ؟ ماذا حدث ؟ ومرت عدت ايام ثم خرجت أخوة نغم الي خالتهم صفيه يزورنها وبقيت هي بالبيت وهنا توجهت نغم الي دولاب ملابسها فاخرجت الهاتف وفتحته ثم رنت علي الرقم الذي سجله آسر فدق جرس الهاتف آجاب آسر علي الفور ألو الو آسر نعم كيف حالك ؟ بخير ‘ وانت ؟ الحمد لله بخير وبدا صوت نغم مرتعشا وأحس آسر بذلك فأخذ يطمأنها ويقول لها لا تقلقي ليس في الامر شئ آتعرفين ان صوتك رائع وجميل وأنا معجب جدا به منذ غنينا معا في الحفل قالت نغم اشكرك وانت كذلك ياآسر قال آسر هل تذكرين الحفل وما حدث به ؟ قالت. نغم نعم. قال آسر أترين كيف كان الجميع معجبون بنا ويصفقون لنا ؟ نعم رأيت ولن انسي ذلك اليوم ابدا فهو من أجمل الذكريات عندي قال آسر وهو كذلك بالنسبة لي ومن يومها اشعر اني لا اطيق ان ابعد عنك واني اري طيفك يحدثني ويغني لي بل واحيانا اسمع صوتك يوقظني من نومي ومما اقلقني عليك هو غيابك عن المدرسه فخشيت ان يكون قد حدث امر ما الي أن أتيت الي منزلكم ورأيتك وكنت بمنتهي السعاده والان ماذا عنك ؟ انا مثلك تماما كانك تتحدث عني غير اني خشيت ان تلاحظ أمي شئ وان يفتضح أمر الهاتف ومع ذلك مازلت حائره ماذا اقول لامي وانا لست معتاده علي الكذب عليها وأخشي لو عرفت ان تغضب مني قولي لها أعطاني أياه المدير او احد اولياء الامور تقديرا للمجهود الذي بذلناه في الحفل سأحاول. والآن علينا ان ننهي المكالمه وارجوا ان لا تتصل بي حتي اتصل أنا بك اولا مع السلامه مع السلامه وأقفلت نغم الخط وانقطع الاتصال ثم اخذ آسر يفكر والسعاده علي وجهه وهو غير مصدق ان نغم قد أتصلت به ومرت عدة ايام وجاء يوم أعلان النتيجه وأستأذنت نغم امها الخروج الي المدرسة لتأتي بالنتيجه وهناك كان اللقاء الاجمل حيث قابلت آسر عند الباب ودخلا معا الي فناء المدرسه ووجد كثير من الطلبه وكلهم فرحون وانطلق مهاب أفرح ياعم طلت الثالث علي المدرسه وأنت يانغم طلعت الخامس الف مبروك أيه يعم آسر مش هتعزمنا علي حاجه بمناسبة المجموع ده قال آسر . حاضر ياجماعه تحت امركم اطلبوا اللي انتو عايزينه وهنا انطلق الاولاد الي خارج المدرسه وذهبوا جميعا الي محل الايس كريم وطلبوا آيس كريم واخذا يتبادلون الحديث والضحك الي انتهوا من تناول الايس كريم ثم بدأو بالانصراف وعاد كل واحد الي منزله وفرحت ام نغم بأبنتها جدا وكذلك اخوتها التي باركوا لها تفوقها وكان بالبيت خالتها صفيه واولاد خالتها محمد وهو اكبر من صفيه بثلاث سنوات وأحمد وهو في الجيش وحاصل علي مؤهل متوسط ويعمل نقاش بأجازة الصيف وكذا اختهم سمر والتي كانت في الصف الثاني الثانوي بينما كان زوج صفيه يعمل موظفا أداريا في وزارة العدل بمؤهله المتوسط وكان يحمل بين يديه قضايا وملفات مهمه وبينما هم يحتفلون بنجاح نغم كانت امها و خالتها قد أعد طعام الغداء واجتمع الاسرتان الي مائدة السفره القديمه نوعا ما واخذت سمر تناول اولاد خالتها في تحضير السفره وجلس الجميع الي المائده وبدأو في تناول طعام الغداء وتبادولوا الحديث علي الاكل قال الاستاذ نبيل والد محمد واحمد وزوج خالتها شدي خيلك يانغم عايزين نشوفك دكتوره كبيره وردت أم نغم يارب ياأخويا بس مين هيقدر يصرف عليها في كلية الطب دي مصاريفها كبيره جدا وا احنا مش قدها ام صفيه سيبها علي الله ساعتها ربنا يدبرها بس هي تجيب بس المجموع وبعدين ربنا يحلها المهم سمر نشوفها دكتوره لا ياخالتوا انا ادبي وماينفعش ادخل الطب انا عايزه ادخل كلية الاعلام ام نغم ودي بيطلعوا منها أيه دي دي ياأما صحفيه أو مذيعه في التلفزيون ياسلام طب والله حلو ربنا يوفقكم ياولاد يارب ونشوفكم حاجه كبيره ام محمد أهم حاجه للبنت ياأختي الستره يعني الجواز وتواصل الحديث والضحك الي انتهوا من الغداء وكذلك انقضت شهور الصيف بين أمنيات نغم التي كانت تخفيها عن الجميع وكذلك أمنيات ساهر الذي حاول مرارا ان يري نغم لكنه فشل في ذلك حتي انه انتظر كثيرا حتي كان العيد وفي يوم العيد رن الهاتف وجاءه صوت نغم من بعيد يزف بشري خروجها وصحبتها ندي وشذي للفسحه في ملاهي المدينه وما هي الا دقائق قليله حتي اتصل آسر بكريم ومهاب وطلب منهم الخروج ليلتقوا معا بالملاهي وهناك التقي الاولاد بالبنات فتصافح الجميع وقال آسر مارأيكم انا عازمكم نجرب الالعاب دي كلها نغم بس بلاش لعبة بيت الرعب و لا العجله كفايه لعبه واحده شذي انا بخاف من الالعاب دي مهاب ماشي نركب الاول لعبة العربات دي يالله بينا وبعد ان ركب الجميع الالعاب تعالي الضحك و كذا الصراخ حتي انقضي وقت طويل وحين فرغ الاولاد من الالعاب تناولوا بعض المشروبات وكذا الكيك والشيبسي ثم انصرفوا عائدين الي بيوتهم وحاول كريم وآسر وشذي ومهاب وندي ان يتفقوا علي موعد الا ان نغم رفضت ذلك وقالت ان امي وافقت علي خروجي مع ندي وشذي بعد الحاح شديد وهي لن تقبل بذلك مره اخري وانتهي يوم من أجمل الايام بالنسبة للاولاد .

قصص قصيرة جدا

للكاتب العراقي

رعد الأمارة

عابر سبيل

(أحدهم فطر قلبي)

 

١ (أتبع قلبي)

لطفاً أخبريني أنتِ، بعضهم يقول بأنكِ امرأة سيئة السمعة، أنا لا أصدقهم، ببساطة، أنا اتبع قلبي، مع ذلك سيكون لطيفاً لو قلتِ شيئاً ما، حرفاً ما!.

٢ (انتظار)

لن أمهلك كثيراً حتى تعودي لرشدك، أنفاسكْ مليئة بالكثير من الذنوب، رأيت أبتسامتك الوقحة له، طيب مالحلُّ برأيك؟ ونَصلُ سكيني ينتظر!.

٣ (هزّة واحدة)

سأتماسكْ، من العار أن أبكِ أمامك، فقط لاتحدقي بي هكذا، تريدين أن ترحلي، طيب ليكن، لن أخسر أكثر من هزة كتف واحدة !.

٤ ( انتصار)

لن تجذبني صورتك بعد الآن ، ولن يغريني شذا القداح الغافي في وسادتك، لاتقلقي، وكفّي عن ازعاجي برسائلك، لن أموت بالسكتة، أي أحمق خدعك بذلك، لاتهتمي، فالصور تتغير، وشذا القداح يمكنه أن يذهب للجحيم!.

٥ ( بين الأمس واليوم)

كنت تديرين كلتا ذراعيك حول عنقي، حين يداهمك الحزن، الآن أصبحتِ تديرين يديكِ حول نفسكْ فحسب.

٦ (عاصفة)

ماكل هذه الضجة الكبيرة التي يثيرها حضورك، يلوّح الكثير لكِ وبعضهم يتعثر، ماذا عني؟ أنا لا أهتم، لكن ما بال أصابعي ترتعش وأنا أرتشف القهوة.

٧ (غبية)

أنتِ لن تفهمي ، لكني خبأتُ لكِ أفضلُ ماعندي، كنت حريصا وأنا أفعل ذلك، بل كنت مبهورا، حتى أني تمسكتُ بكلمة يا إلهي ياإلهي، ورددتها حتى أكثر من سنين عمركْ وعمري!.

 ٨ ( المرة الأخيرة)

وماذا سيحمل لي الغد أكثر من أنكِ فطرتِ قلبي، توقعتُ أن تمسحي على رأسي، وأنا أجثو أمامك، لكنك أشحتِ بنظرك بعيداً عني، طيب ليكن، هذه المرة الأخيرة التي أركع فيها لغير الله!.


شعر عامية

 ( لك يوم )

يوميات رمضانية

للشاعر / متولي بصل



رمضان شهر الإحسان

والكلمة لازمها ميزان

فكَّر قوي فيها

قبل ما ترميها

وتصيب إنسان

ما هو سهل تلقَّح

واسهل لك تجرح

مش صعب عليك

تجرح بإيديك

وتصيب بعينيك

أو تؤذي بطرف لسان

وانت مفكَّر نفسك أستاذ

والناس حواليك شبابيكها إزاز

لك يوم دمَّك يتعكَّر

لمَّا إزازك يتكسَّر

وتلاقي حالك متبعتر

وتقول وقتها ندمان

ندمان أو مش ندمان

اللي اتجرَّح واتهان

بالزور أو بالبهتان

لا هيرجع زي زمان

ولا هينسيه نسيان

وهتفضل عنده شيطان

مش أي كلام يتقال

فيه كلام بيهد جبال

والكلمة اللي ما بتصيبش

زي ( الشقرف ) بتحش

وتسيب علامات في الوش

وتدمَّر في الوجدان


 




مجلة القصة الذهبية ص 15

 

قصة قصيرة
للكاتب التونسي  فتحي بوصيدة


في البطحاء

قصة قصيرة موجهة للأطفال

كنّا نُمَنّي أنفسنا و ندعو اللّه أن يكون "سي عبدالمجيد" في احسن حالاته دوْما ، فهو رجل تجاوز الخمسين من عمره، بدين، أسمر البشرة، ذو ملامح تنمّ عن شدّة و صلابة، لا يعجبه شيء، قلّما لاحت على وجهه ابتسامة. اللّعب في بطحاء الحي منوط بمزاجه، و حالته إن كان سعيدا مزهوًّا تَرَكَنا، و إن كان غير ذلك حَرَمنا و طَرَدَنَا...

و كأنّ اسبوعا غير كاف لينعم "سي عبدالمجيد" بالصّمت و الرّاحة، ماذا لو تنازل ليوم عطلتنا كي ننعم نحن أيضا باللّعب. فنحن ننتظر يوم عطلتنا بفارغ الصّبر لنهجر صمت أسبوع كامل بالتزاماته و واجباته المدرسيّة المرهقة...فبطحاء الحي هي المكان الوحيد الذي يمكن أن ترتفع فيه أصواتنا...

كم كانت كبيرة فرحتناعندما وصلنا خبر سفره إلى البلدة ليزور والدته، خلنا أنّ البطحاء هذا اليوم ملك لنا، و أنّ هتافنا و صراخنا لن يشدّه لجامٌ.

اجتمعنا منذ الصّباح الباكر على غير عادتنا، رسمنا خطوط التماس و كلّ الزّوايا المطلوبة بالملعب بمزيج سائل أبيض كنّا قد تدبّرناه، في الأثناء كانت حشود الأطفال تتوافدمع تقدّم الوقت. انقسمنا إلى فريقين بينما لزمت البقية أماكنها المخصّصة للجمهور...

انطلق اللّعب واشتدّ الحماس، مع كلّ ركلة صرخةٌ، و مع كلّ فرصة تصفيقٌ، و مع كلّ هدف فرحةٌ و عناقٌ. حتى جاءت الرّكلة الحاسمة، إما خسارة فريقي وانسحابه و إما تعادل و ركلات حظّ...تقدّم صديقي "هشام" فهو المختصّ في المخالفات فركلاته لا تصدّ و لا تردّ، ثبّت الكرة في مكانها، ثمّ تراجع إلى الوراء خطوات، جرى و ركل الكرة ركلة ادهشت الجميع حتّى خيّم على الملعب صمت رهيب، قَطَعَهُ صوت زجاج تهشّم... إنّه زجاج احدى نوافذ منزل " سي عبدالمجيد". لحظات فقط و خَلَتْ البطحاء من اللاّعبين و من الجمهور ،كأنّهم أشباح اختفت. كنّا نراقب من بعيد، و إذا "بسي عبدالمجيد" يظهر و الشّرر يتطاير من عينه مغمغما ساخطا و بيديه الكرة... صرخ فينا و كأنّه يعلم أننا كنّا نتابعه:" ألم أنبّهكم من قبل؟..العيب ليس فيكم بل في من ربّاكم... ! لو أنّكم راجعتم دروسكم لكان أفضل...هيا غادروا قبل أن أهشّم رأس أحدكم... ! "همسنا إلى بعضنا:

"بهذه الفعلة الشّنيعة ما نظنّ أنّ أقدامنا ستطأ البطحاء بعد اليوم".

لمّا رأيناه استدار راجعا إلى منزله، تشجّعت مجموعة منّا و عزمت على أن تذهب إليه و تطلب الصّفح، آملين أنّ ثورته قد هدأت.. ما إن سمع حثيث أقدامهم وراءه التفت إليهم و علت عبارات السبّ و الشتم تملأ فضاء السّاحة ،و إذا بالكرة نصفين حيث أقدامهم،

و دخل منزله متوعّدا "هكذا ستكون كلّ كرة تأتون بها...ان لم يكن أحدكم في المرة القادمة... !"


قصة قصيرة

للكاتب العراقي  د. نبراس سالم


قبيح

يفكك خطوط سطور الزنزانة المتوازية، أرى البطل يهرب من الكلمات، ويقفز خارج الورق، صفحة بعد صفحة، يغادر أحداث الرواية، فتبهت الحروف وتتهاوى في قعر الكتاب الكلمات ولم تستطع لحاقه والفرار معه.

... دون كل الروايات السابقة، لا أريد أن أكون جميلا، يا حبذا لو كنت قبيحا، ماذا لو خُلقتُ قبيحا؟

... ستفقد مكانتك في المجتمع، نجم أفلام يشار له بالبنان، تخسر معجبين يحومون حولك، يلتقطون صور معك كلما قابلتهم صدفة، لن تظهر صورتك على وسائل الإعلام أبدا.

... وهل كل من دخل التمثيل فلح، وهل كلهم يتصفون بالجمال؟

... ماذا لو جعلت فتاة ذات حسب وجاه تتزوجك، تعاند أهلها وتقبل بك، حتى لو كنت جاهلا وفقيرا.

... وماذا لو قاطعوها أهلها وحرموها الميراث والعز الذي هم عليه؟ ماذا سينفعني جمالي.

... سيقبلونك بوظائف كثيرة لجمال مظهرك، وستتدرج في سلم المراتب لأعلاها.

... حتى لو كنت أخرس؟

... حتى لو كنت أخرس، ابتسامتك وخصلات شعرك تكفي، فلنقل موديل رجالي للملابس!، تعرض الأزياء لدور تصاميم مشهورة.

... كلا، لا أريد أن أكون جميلا، ارسمني في روايتك قبيحا، أنا أريد ذلك، لندع قبح وجهي مقياس تعامل الناس معي.

... لن يقرئها أحد، ستبور على رفوف المكاتب، ستفشل ولن يمتدحها أي ناقد، لن ترى جوائز المسابقات بعد اليوم.

... أبدع بلغتك وتفنن بالفكرة، ولا تعتمد على المظاهر، وأجعل جمال روحي تغطي تجاعيد وجهي.

... الناس تهوى المظاهر، تحب أن تُخدع بما هو براق، لا تحب الحزن، لا تحب السواد، لا تحب قساوة التضاريس، من سيعرف رقة إحساس ونقاء روحك من أول نظرة بل حتى من عشرة نظرات.

... لماذا تأخذ انطباع أولي دون أن تتيقن أذن؟، مع ذلك، اجعلني قبيحا، وانظر ماذا سيفعل الناس تجاه ذلك.

... لن تكون نظراتهم مثل كل الروايات السابقة، سينظرون لك بعين الاشمئزاز، أو على أقل تقدير، بعين الشفقة، سينهار برجك العاجي، وتهوى إلى قعر المجتمع دون أي رحمة، لا وظيفة أو زواج ولا حتى ابتسامة من من يقابلك صدفة.

... السبب سببك لا سببهم، جعلتهم يتعودون على التزوق لا على ما هو طبيعي، تزاحم في الشارع من زرع شعر رأسه ومن صغَّر أنفه ومن حقن تجاعيد العمر في وجهه ومن سنفر مطبات المشاكل على خديه ومن... كلا لن أقبل أن أكون دمية للفرجة، ولن أخدع الناس بمظهر، سأتركك وضع أي جماد جميل بمكاني.

كان غير مقتنع بنظرتي ككاتب للأحداث، هذه المرة، حاول بين فصل وأخر، إقناعي بوجهة نظره، يدفع القلم عن السرد تارة، ويمنع الحبر من النزول تارة أخرى، لكن تعنتي بفكرتي، دفعه للهروب، تهاوت أركان الرواية بعده، وليس هناك مجال للترميم.

(من رواية من يطرق الباب ليلا ).


فنون تشكيلية

من إبداعات الموهوبة المصرية

حبيبة أيمن علي






 

 








 









مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة