Translate

الثلاثاء، 5 أكتوبر 2021

قصة قصيرة هجرة الآباء بقلم / وفاءعبدالحفيظ

 قصة قصيرة



هجرة الآباء
أحتضنته يد تموج بالحنان ، عاش في كنفه منذ أن تركه والداه وهو عمره عشر سنواتٍ، يقوم على خدمته صباحا ومساء،بعدما تركه والداه مهاجرين إلى انجلترا عندما قررا السفر بعد أن قدما ليلحقا بالوظيفة التي كانت حلم كل منهما، هو طبيب وهي إعلامية، عندما أشرقت لهما الدنيا، أعدا كل ما يستلزم للرحيل ، كان الجد يعلم بعقلية ابنه أنه مهما كلمه لا يُنصت أبدًا لذلك فضّل الصمت، وواجه الأمر بالموافقة حرصا على نفسية الولد، قال مجدي: سأترك لك "وجيه " وأنا أعلم أنه سوف يكون في أمان معك يا بابا، هكذا صار الأمر، ظل الجد يقوم بكل الأعباء نحو " وجيه" حتى أصبح في الثانوية العامة كان والداه لم يرياه إلا بعد ست سنواتٍ من رحيلهما إلى إنجلترا مكثا شهرًا واحدًا، ثم غادرا مصر، بدأت الدروس وكان وجيه يتأخر كثيرًا بعد انتهاء الدرس، يسأله جده ؟يقول: كنت أنتظر اصحابي من أجل العودة معا، ثم ضبطه يدخن، فصال وجال، وبخهه ونهره وعده ألا يعود إليها ولكنه فاجأه مرة ثانية وهكذا ، ظهرت النتيجة وحصل على مجموع متوسط أدخله كليه الزراعة رغم كرهه إليها ، والده أعتقد أنه سيكون مثله ويصبح طبيبًا، تحولت الأمور إلى الجامعة، وهو أبدى الاستقامة، ذات يوم عاد من الجامعة متأخرًا أنّبه جده على ذلك وقد دب الخوف والقلق عليه، حذره من التأخير وأنه سوف يخبر والده عن سوء تصرفه، وجيه قال: ساستقيم ، وبدأت أموره تتغير ، تارة يأتي مبكرًا ثم يخرج ثانية وهكذا حتى جاءت الشرطة وهو نائم في ذلك اليوم ولم يخرج واقتادوه إلى المخفر، علم الجد من المحامي أنه ارتكب جريمة قتل وسرقة مع بعض الزملاء وأنه لا يريد أن يعترف عنهم، حاول الجد وهو في قمة الحزن أن يعلم شيئًا لم يقل،: سوى أنه مظلوم ولم يرتكب أي جريمة، بعد محاولات كثيرة وسين وجيم علم أن بعض أصدقائه من المرحلة الثانوية كانوا معه يتجمعون بين الحين والحين وفي ذلك اليوم تقابلوا وذهبوا سريعا إلى كافيه اعتادوا الجلوس فيه، طلبوا منه أن يذهب معهم لأن لديه سيارة لتوصيلهم إلى فيلة أحد الأصدقاء أدعوا أنّ ( اسمه طارق) سيصعد ليحضر شيئا وافق مصدقًا قولهم إلى أن رأي سمير يأتي مسرعا بفزع ويطلب منه أن يسوق بكل قوة سأله : لماذا ؟ أخبره أنه سوف يلحق بهم بعد قليل، وعندما أدار السيارة أسرع الصديقان ( خالد وعلى ليلحقا به ، توقف وهما يلهثان وركبا معه ، وجد نزاعًا كبيرًا بينهم أحدهم يوجه كلامه إلى سمير: موبخا ومؤنبا لأنه تركه بعد أن ضرب الرجل البواب بحجر وسالت دماؤه، وفر ليلحق وجيه ويهرب معه، قاطعهما بفزع قائلا: ( ياانهار أسود هي وصلت لضرب ودم بسرعة دي فيلة مين ) أخبره سمير بأنها يملكها والد" صبيح " وهم سرقوها علشان نصب عليهم في نقود المخدرات التي كان يجلبها لهم وقال: إنه تاب ولم يجلس معهم أو يعرفهم مرة ثانية ، ذُهِلَ وجيه لما سمعه منهم وقال: إياك أعرف أحدكم بعد ذلك لن أراكم مرة ثانية، وعلى ضوء ذلك أخبر المحامي الجد بأنه متهم مثلهم في ( جريمة السرقة ومحاولة قتل) أصيب الجد بوعكة صحية ولم يدر ماذا يصنع يخبر والديه أم يتركه لمصيره ؟! المحامي شدد عليه أن يبلغ والديه ليعلما ما حدث وما نسب إليه من تهم،
طلب الجد زيارته وهو في السجن المؤقت وجده يبكي بشده نظر إليه طويلا ثم قال : هذا أخرت الكذب وربت على كتفه وتركه.
وفاءعبدالحفيظ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة