النباش
قصه قصيره
محمود عبد الفضيل
مصر
جلس الزنفلي امام المقابر يدخن سيجارته المحشوه بنبات البانجو المخدر و بيده الأخرى زجاجه من البيره في هدؤ ليلى بديع لا تجده الا في تلك المنطقه و هي منطقه المقابر في جو صيفي وليله قمريه جعلته يجتر ذكرياته في ذلك المكان
ولد زنفلي في تلك المنطقه وعاش فيها مثله مثل الالاف الأسر الفقيره التي لا تملك ثمن السكن فوجد الملجأ في السكن في هذا المكان الذي وصلت فيه العشوائيه الي درجه النظام
ترعرع في مكان مفعم برائحه الموت يستيقظ كل يوم على عويل السيدات و صراخ الثكالي و انات الأيتام
يتكرر نفس المشهد امام كله يوم عده مرات و لكن تختلف الوجوه
لم يجد زنفلي للموت هيبه لانه يشاهده كل يوم فأصبح مالوفا لديه
بل كان وجود حاله دفن او زياره المقابر بالنسبه له و لاقرانه من سكان المكان هي بمثابه الفرج حيث يحمل الزوار المخبوزات و العيش باللحمه و الفواكه و خاصه اليَوسيفي لتوزيع ها على سكان المكان من الأطفال رحمه ونور على المتوفي
وتزداد الزيارات ايام الخميس من كل أسبوع و الأعياد
خاصه بعد صلاه العيد فكان لا ينام في تلك الليله انتظرا لتلك الوفود التي تحمل ما لذ و طاب للأطفال المشردين في هذا المكان
ولما شب على الطوق لم يعد انتظار الطعام و الأموال البسيطه ترضى احتياجته
فبدا مع بعض اقرانه من شباب المقابر والذين يعانون نفس معاناته من عدم تعليم و فقر مدقع و تطلعات للغد الذي لا يأتي تكوين تشكيل عصابي و جعل منطقه المقابر مسرحا للعمليات لكل انواع الجريمه
فكانت البدايه في السطو على كل من يمر بالمقابر ليلا و الاستيلاء على موبايله و أمواله وكان الصيد الثمين بالنسبه لهم هو اصطياد المحبين و العاشقين حيث التواعد بين المقابر المتعه المحرمه
فبعد ان يتركوا العاشقين للدخول الي المناطق المظلمه و البدء في الممارسه ينقض عليهم زنفلي و رفاقه و يتم الاستيلاء على كل متعلقات الحبيبين ثم ترك الرجل يهرب و يتناوبون الاعتداء على الفتاه او للسيده بطريقه جماعيه و مهينه مع تهديده في حال الابلاغ سيتم فضحها
بعدها تم تطور التشكيل في اعماله فأصبح على علاقه بتجار المخدرات لتخزين المخدرات داخل المقابر المهجوره التي لا يزورها احد منذ زمن بعيد و التي لا يعرف سكان المنطقه مالكيها مع فتح دولاب لبيع المخدرات و إعطاء حقن الماكس فورت للمدمنين
كما كان للزنفلي ورفقائه مساهمات كبري في مجال الطب و البحث العلمي بدايه من توفير الجثث و قطع الغيار البشريه لطلاب كليه الطب لدراسه ماده التشريح الانتومي والأبحاث العلميه
مرورا بالتنسيق مع بعض المراكز لتوريد المدمنين الراغبين في التبرع بالأعضاء البشريه و الدم لتلك المراكز
وكان للزنفلي ورفاقه جزء داعم في توريد مستلزمات الاعمال السفليه للسحره و المشعوذين واختفاء الأعمال السفليه في المقابر مقابل مبالغ ماليه
لم يفق للزنفلي من تلك الذكريات الا عندما لسعت السيجاره يده ايذا بانتهائها و عندما هم باخد جرعه من البيره و جدها أيضا نفذت
وقتها غمضت عيناه ولم يقم
فكشفنا عنك غطائك
فبصرك اليوم حديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق