الحصاد المر
جففت بمنديلها ألم الدموع الساقط على وجنتيها، علقته على غصن شجرة الليمون ليجففه الهواء البارد لهذا الصباح، ربطت رأسها بإيشارب صوف.. أخذته من على حبل الغسيل، أحكمت شالها على كتفيها،جلست على كرسي تحت نافذته المغلقة، انتظرت بزوغ الشمس من بين السحب المتراكمة وسقوط أشعتها فوق وجهها.
في لحظة سهو ابتسمت قائلة: هما يلهوان الأن
فردت ذراعيها.. احضنتهما، صرخت، عندما لم تجدهما بين يديها، أدمى صراخها قلب أبيها الكهل، المستند على عكازه في منتصف الدار، ذهب إليها متحملا أوجاعه، تحت شجرة الليمون خاطبها:
-ابنتي ابنتي أنه قضاء الله
- يخرجان جثة هامدة من بئر الساقية
تطير الرياح التي بدأت في الهبوب منديلها.. يسقط على وجهها.. تتركه وتغلق عينيها.
يقطف الكهل بعض حبات الليمون، تسقط من بين أصابع قبضته المرتجفة أربع حبات.. يتركهم ويترحم.
بقلم / محمد عبد الهادي - مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق