Translate

الجمعة، 17 فبراير 2023

غربة للكاتب المبدع / سمير اسماعيل العراق / الموصل

 غربة

للكاتب المبدع / سمير اسماعيل

العراق / الموصل

روحهاالمسافرة عبر الغربة
عندما توقف قلبها ونظراتهاترنو نحو
الوطن
على عتبات السبعين ، الحياة أصبحت ضيقة عند مائدة انتظار حدث ما .. روح هادئة تفكر بما سيحدث لها وطريق الشيخوخة اخترق الرأس بانفلات شعرات بيض تدلين
عند حافة ونهايات صدغي الوجه ، ثمة انتفاخات حول العينين ، الصدر خشخش كاوراق الخريف المتساقطة لحظة عبور عاصفة خفيفة والغيمة تخطف القمر وتبتعد في عمق العتمة ، ربما أخر يوم لها تعيشه بعيدة في الغربة ، منتظرة لحظة مغادرة مدرج العمر والالم يتوقف في قلبها ، تتنهد ، تسقط ، تقذف مافي معدتها ،تتكئ على حافة النافذه ، خلفها يلوح الثلج والاكمات العارية من الاوراق كعري أفكارها ونار الشوق للوطن تلامس روحها ، تعود للرقود على سريرها منتظرة ابنتها الموظفة ، تسمع انفتاح الباب ، تصغي ، لا أحد، تعبرها الدقائق مع الزوابع وعواصف الثلج وهي مازالت مستلقية على السرير تعيش ألم الوحدة وانقباض الصدر فلعل الألم ينتظر صوتا ما ليستفيق ويزورها في حلم يقظة ، الدم يتعكر صفوه في شراينها والأوراق الخضراء على خارطة جسدها تذبل وتصفر....
( بدون ضجيج انحدر الوجع من الكتف نحو الصدر ، الوجع القاتل يفتك بها ويخترق القلب والوقت يمضي عبر بحر الليل المتسع الى ابعد مدى ..لتقفز لحظة الموت ، اه قد تشتهي الموت )
ولأن بعض الألم قد اشتد في جسدها لذا تهرب من نفسها بحثا عن صمت الروح الكامنة في البيت ، فتظل تدور على غير هدى تقاتل أشباح الموت المنتشرة في كل الزوايا .
(---مايرتق من قلبي العليل علة غربتي وشحة يأسي للعودة للوطن ، فاجعة ستحدث لي عند هذا الوقت وربما الان ..)
افاقت في منتصف النهار ..ذهبت مسرعة الى الحمام ، قذفت مافي معدتها وكادت ان تسقط ، تمسكت متكئة على الجدار ، تتلفت أين هي ،،؟راسها ينخر عباب الأفكار، ابنتها ، أولادها في الوطن ، احفادها ، تفنى الكلمات ، تفنى روحها في المكان ، لامفر من .. جسدها يهوي على الأرض وتنحدر روحها لتحلق في سقف السماء ، تتعب ، تتعب ذكرياتها ، أحلامها، منتظرة الحدث الأكبر، برد يسحق العظام ، برد يلمس الجسد فتمر الوجوه الأماكن، الطرقات ، غرف البيت العتيق ، الازقه، الأخوة مرة أخرى، الاولاد ، لحظتها يتجدد الدم في شراينها عند مخدة العناية المركزه في مستشفى الغربة والثلج ينهار على زجاج النافذة ، يالهي.. لم يعبر منتصف النهار بعد وأصوات الاذان تصدح في السماء كانت وحيدة على سرير المستشفى ، ظلها يبحث عن ظلها على الحائط ، ونظراتها تحلق بعيدا نحو ابنتها الواقعة خلف زجاج العناية المركزه ، عيناها تضيقان، وعند الظهر انفصلت عن سعادتها حاملة جموح افراس تنطلق في دمها ، عندها رحلت ، رحلت مالكة الريح والنور في عينيها وفي صوتها أنة البعد عن الوطن ...
سمير اسماعيل
العراق / الموصل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة