Translate

الاثنين، 30 يونيو 2025

(مَالِي بِغَيْرِ الْقُدْسِ أَحْبَابُ) للشاعر : سامي رضوان

(مَالِي بِغَيْرِ 
الْقُدْسِ أَحْبَابُ) 

ضَرِيعٌ كِفَايَ إِلَى
 نَجْوَاكَ يَحْمِلُنِي 
لَا غَيْرَ بَابِكَ يَا إِلَهَ 
الْكَوْنِ لِي بَابٌ 
رَحْمَاكَ رَبَّاهُ نَاحَتْ
 بِهَا عَيْنِي وَمَالِي
 إِلَهِي بِغَيْرِ بِلَادِ
 الْقُدْسِ أَحْبَابُ 
أَرْجُوكَ يَا رَبِّي
 صَبَرْنَا عَلَى صَبْرِي 
دَمُ الْأَطْفَالِ نَحْوَ 
الْقُدْسِ يَنْسَابُ 
بَاتَتْ عُرُوبَتُنَا 
حَمْلًا عَلَى ظَهْرِي
 وَحْدِي بِهِ أَمْضَى 
الذِّئْبُ يَعْوِي
 وَلِلْكَلْبِ أَنْيَابٌ
 نِصْفُ رَغِيفِ الْخُبْزِ 
أَلْقَى بِهِ قَدَرِي مَا أَظْلَمَ 
اللَّيْلُ وَلِلْغَرْبَانِ أَسْرَابٌ
 أَحْيَا جَرِيحٌ مَزَّقُوا 
وَتُرَى هَلْ بَانَ فِي
 الْقُدْسِ لِلْأَنْجَاسِ مِحْرَابٌ
لَا يُبَرِّأ الْخِنْزِيرَ؛ مِمَّا
 اُبْتُلِيَ بِهِ جَسَدِي لَا تَعْتَلِي
 الْأَنْجَاسُ لِلْخَيْلِ رِكَابُ
نَاهِيكَ عَمَّنْ بَاعُوا 
أَوْطَانِي قَدْ يَعْلَمُ التَّارِيخُ 
أَنَّ الْعَرَبَ أَنْسَابٌ
يَوْمٌ سَيَأْتِي غَدًا 
يُجْرَى يَا أُمَّةَ الْعَرَبِ
 فِي دِيَارِكُمْ أَمْرِي
 وَلِى بِالدَّارِ أَبْوَابُ
يَا لَيْتَ لَوْ سَنَحَتْ
 لَنَا الدُّنْيَا بِمَا نَسْعَى
 مَا كَانَ فِي الْعَرَبِ
 أَشْلَاءٌ وَأَغْرَابٌ
جَرْحَى بِهِ أَمْضَى 
وَالْأَحْلَامُ ضَائِعَةٌ كَمْ 
ضَيَّعَ الْعَرَبُ فِي
 الْأَوْطَانِ أَعْرَابُ! 
مَاتَتْ إِذًا لَيْلِي، وَفِي
عَيْنِهَا حُلْمًا أَسْفَاهُ
 يَا لَيْلِي مَا عَادَ فِي
 الْأُفُقِ وَصْفًا وَإِعْرَابُ
 يَا أُمَّةً نَالَتْ يَوْمًا 
مَشَارِفَهَا الشَّمْسُ تَنْدُو
 نَحْوَ مَشْرِقِهَا وَاللَّيْلُ 
يَمْدَحُ نَجْمَهَا إِعْجَابٌ
 هَلْ يَا تُرَى جَفَّتْ
 أَنْهَارُهَا يَبِسُّ أَمْ حَالُ؟
 فِي الْأُفُقِ لَيْلًا، 
فَعَانَقَهُ الضَّبَابُ

الجمعة، 20 يونيو 2025

"مرثيّةُ البنفسج" بقلم طاهر عرابي

"مرثيّةُ البنفسج"
في مرثيّة البنفسج حاولتُ أن أُجسّد حالة وجودية تتحدث فيها أدوات كالقلم والرخام واللون البنفسجي، لتعبّر عن صمتٍ عميق وحيرة في زمن تلاشت فيه المعاني.
البنفسجي هنا ليس لونًا فقط، بل رمزٌ للانتظار والتعفّن الروحي، بينما يحمل القلم والرخام عبء الكتابة والذاكرة. إنها محاولة للتأمل في العلاقة بين الشاعر والكلمة، بين الحضور والغياب، وبين الألم والأمل، في زمن تبدّلت فيه الأدوار، وصار العالم يبحث عن معنى جديد.

"مرثيّةُ البنفسج"
(قصيدة للشاعر والمهندس طاهر عرابي)
دريسدن – 17.06.2025

ماذا سيكتبُ الشاعر،
إن وجد قلمًا بنفسجيًّا مُلقىً في الشارع،
وعلى الرصيفِ صفحةٌ من رخامٍ
ترتعشُ من الفراغ، في قلبِ النسيان؟

هل يُمسكُ بالقلم؟
أم يُواسي الرخام؟
يدلّكه، يمسحه بأكمام قميصه،
يُظهر له عروقَهُ الملساء…
وهل القلمُ البنفسجيّ
يُجيدُ مواساةَ المرتعشين؟

ثلاثتُهم مساكين:
القلم، والرخام، واللونُ الضائع،
قرّروا أن يصمتوا…

حتى صرخ الطريق:
“خذوا القلم!”
فكتبوا شيئًا
عن دبيبِ القوافل،
عن زَبَدِ أفواهِ الجِمال،
التي غرِقتْ في حنينِ المسافرين،
حتى صار في وجهي
صوتُ الرحيل…
وأنا ممتدٌّ
مثلَ خُطىً نسيتْ آخرَ الأمل.

وصرخ الرصيف:
“قتلني الرخامُ المسكين!
يا ليتني نحّات،
لأصنعَ له فراشة،
أو أحملهُ شاهدةَ حزنٍ لحسناءَ
أهملها الغرام،
فانتحرت في عينيها السماء!”

فقال البنفسجيُّ:
“سئمتُ الانتظار،
لونُ الذكرى يتعفّنُ بي،
وسأصفرُّ…
أو أبهت،
كقعرِ فنجانٍ
يبكيه من سكب عليه الرقة.
فمن يواسيني؟
كنتُ لونًا وصرتُ حيرة.”

وأما الشاعر؟
فلا يهاب، ولا يغار،
يتغنّى بشمسِ النهار،
وفي الليلِ يعزفُ
أنشودةَ الحروف،
وكأنها ثقلٌ على كتفيه،
أو جرحٌ لا تُطيبه الأشعار.

مسكينٌ،
قد طلب من الحياة
أن يكون قرميدًا
في سقفٍ ينهار.

الكلُّ مجبولٌ بوحلِ السأم،
فماذا ينفعُ الانتظار،
في زمنٍ
صار فيه البحرُ قبطانًا،
والسفينةُ
تبحثُ عن مخابئ المحار؟

وسمع الشاعر ما وجب أن يُسمَع،
فأخذ القلم…
وكتب على الرخام:

**“ستمُرُّ عليكم أيّام
تُمسكون فيها بالذهب،
فيصيرُ ترابًا…
فلا تحزنوا.

وستمُرّ أخرى،
تُمسكون فيها بالتراب،
فيصيرُ حجرًا —
وهذا، في الأقل،
أفضلُ من الخيبة.

لا تُفكّروا بالخيبة كثيرًا،
فحتى الحجر… نجاح.

ليست الوحدةُ ما يُؤرّقكم،
بل تلك الأفكارُ المتسلّلة
من أفواهِ الآخرين —
هي التي تصنعُ الألم.”**

ثم قال وهو يميل على الرخام:

“انظروا إلى وجهي…
لا حرفَ يَطلع،
ولا شِعرٌ يلمع،
على حاجبِ شاعرٍ
أنهكهُ صبرٌ…
ظنَّهُ الناسُ شفقَ انتحار.”

حكاية صورة بقلم طاهر عرابي

حكاية صورة 
في يوم من ايام ربيع 1960 وكنا في مدرسة منشاة بخاتي الابتدائية ببخاتي وكانت تسمي المدرسة الصغيرة وكنا ندرس فيها الي الصف الرابع الابتدائي ثم ننتقل الي المدرسة الكبيرة المجاورة لها لنكمل الي الصف السادس . وكانت مكونة من اربع فصول وحجرة الناظر ودورة مياه ولعمري مارأيتها مفتوحة في يوم من الايام ولك ان تتخيل ؟
في هذا اليوم سمعنا ضجيج وحركة غير عادية عند مدخل المدرسة وكنا في الصف الثاني الابتدائي وكان باب الفصل ملاصق لبوابة المدرسة فأردنا أن نستكشف الأمر بمجرد خروج رءوسنا من باب الفصل لأنه كان ممنوع علينا الخروج فوجدنا عربة حنطور ينزل منها رجل قصير القامة يلبس كاسكتة علي رأسه كالخواجة ولفيف من الناس يساعده في حمل صندوق أسود ذو أرجل ثلاث مكسو بكسوة سوداء وله عين نحاسية فأخذ كل منا يخمن ما هذا الجسم الفضائي الغريب منا من قال دي الكعبة ياولاد وهذا العين هوا مكان الحجر الاسود ورد الآخر ياعم اسكت دا كسوة الكعبة مزخرفة بآيات القرآن وملهاش رجلين . المهم وبصفتنا كنا نملك موقع جغرافي متميز وملاصق لبوابة المدرسة وأمام غرفة الناظر كان لنا السبق الصحفي في مشاهدة الحدث عن قرب . وبدء الرجل في نصب آلته الغريبة ذات الثلاث أرجل ويقول بصوت جهوري إنت جاهز ياشيخ محمد وبدأ المدرسين في الإصتفاف بجانب الشيخ محمد يعقوب ناظر المدرسة والرجل واضع يده في مؤخرة الصندوق وبدأ ينمنم بكلمات غير مفهومة فقال أحد الزملاء الراجل بيولد الصندوق ورد عليه آخر ياعم هوا الصندوق بيولد وبعدين الراجل دا مش عمك السباعي وكان رحمة الله عليه المسئول البيطري في القرية في هذه الحقبة..عمك السباعي طويل والراجل دا صغنن . المهم اخرج الرجل يده من مؤخرة الصندوق ونحن في شوق لنري المولود الصغير وذهب الرجل لمقدمة الصندوق وكالحاوي وبكل رفق أخرج ورقة وأمسكها بين أنامله بكل رفق . فقال زميلنا الاول مش قولتلكم الصندوق طرح ومطلعش حامل . وفي النهاية علمنا أن هذا اليوم هو يوم بلوغ سن المعاش لناظر المدرسة الشيخ محمد يعقوب وهذا الصندوق هو آلة التصوير وبعد خمس سنوات عندما ذهبنا الي شبين للتصوير لشهادة الابتدائية عرفنا ان هذا الرجل القصير هو المصور العالمي الحاج محمد المنوفي المصور الوحيد في شبين في ذاك الوقت . وهذه واحدة من الذكريات التي لاأنساها .

مشاركات الأعضاء

قدر العرب للشاعر متولي بصل

    قدْرَ العربْ متولي بصل مصر *** غدا يعرفُ الناسُ قدْرَ العربْ وأنَّ العروبةَ  مثل الذهبْ وأنَّ البلاءَ على قدْرِها عظيمٌ وكمْ منْ بلاءٍ ح...

المشاركات الشائعة