Translate

السبت، 4 يونيو 2022

حول نتائج مسابقة القصة القصيرة 2022 عبدالعزيز محمد عطية - كاتب - قاص سوداني.


 حول نتائج مسابقة القصة القصيرة 2022
...

تحية وأجلال وكل الإحترام لهئية تحرير مجلة القصة
أرجو أن تسمحوا لنا أن نقدم بعض الملاحظات العابرة دون حساسية ودون غرض ما؛ مجرد أجتهاد يقبل الصواب والخطأ.
فى هئية التحكيم جناس مُختلفُ ألوانه ولكنه ذو بئية ثقافية ومزاجية ومن بئية ديمغرافية يغلب عليها أرض الهلال الخصيب ومنعرجات الشام ودمسق ونواصى مقاهي المرج وتونس ومصر القديمة وأطلال بغداد وهلمجر!!
  • حينما أجتمعت فى القاهرة لجنة مسابقة النصوص العربية 1985 تشتت أمزجة القوم وأجتمعوا بأن نص وأحد للرؤية(موسم الهجرة للشمال - للطيب صالح السوداني) لا يؤهل صاحبه بالفوز بالجائزة مع العلم أن الرواية تخططت كل المعائر القياسية للنص كنص؛ وكانت تجبرك على قرأتها عدت مرات لمزيد من الإمتاع والإستمتاع والدهشة وهو ما عبروا عنه القوم فى نهاية المطاف؛ وفى نفس اللحظات كانت الرواية تفوز بالطبعة الخامسة للغة الإنجليزية والفرنسية وتنال جائزة الملكية البريطانية للرواية المترجمة للغة الإنجليزية لذلك العام.
  • حينما يتسلل فى النص المتسابق لمزاج (الحكم) لغة وثقافة و(بئية ثقافية)يعلمها (الحكم) وقريبة من نفسه ومزاجه الشخصى يسرع بوضع العلامة الكاملة تضامنيا قبل حتى أن يكمل النص تضامنا حسيا دون تحفظ عنصري بقدر ما هو جذب غير إرادي تضامنا ثقافي لأنتصار لثقافته الشخصية التى تتغمصه وجدانيا دون شعور بحرج ما.
  • نعم اللغة العربية موحدة وأحدة ولكن البئية الثقافية متباينه وتبرز خلال النص وتتسرب من خلال محاور القصة كنمط محفوظ من خلال النص فى الزمان والمكان والشخوص وسرد الحكاية الذى يشبه حركة المواسم على ضفاف البعض فى مخيلة البعض التاريخية المغروسه بدواخله التى لا يتحكم فيها غرائزيا ولا يعلمها إلا علام الغيوب ولا تقبل المراجعة كحكم نقض أو نقصا شخصيا لدى البعض كنوع من التشكيك الشخصي؛ دون عيارية تتوازن بين النص والحكم النهائي ودون طرح حثيات الحكم القابل للنقد.
  • هب أن (الحكام) على قلب رجلِ وأحد؛ ماهي المقايس النصوص لديهم؛ هل هي مقايس لحظية مزاجية أو قرأة مزاجية للنص المعروض؛ أم تحتكم لقياس محدد مثلا
  • علم الجمال بكل مدارسه(التقليدي - الواقعي -البرجوازي - الماركسي - الكلاسيكي - النمطي -...الخ لمئات من كل شكل ولون)
  • لإى مدرسة نقدية يجتمع طيف قوس قزح حول النصوص المتاحه؛ وكل الفائزين من بئية ديمغرافية وثقافية لصيقة لهؤلاء الحكام الإجلاء وطريقة السرد والشخوص والزمان والمكان والتداخل وهو الجزئية المتاحة للتسريب مافى داخل النص الذى يعبر ويعبر معظم الوان طيف (المُحكِمّين) والتى تؤكد حيادتها بتنوعها الجغرافي شكلا والمتقاربة جماليا مع بعضها البعض مثلا عمان - دمشق - بيروت - القاهرة وبالعكس.
  • هناك قمعا نمطيا من الثقافة السائده فى أدبيات الفكر العربي الحديث (راجع كتابات د.غالي شكري - ومحمد الجابري) من شروط المسابقة؛ ممنوع الإحتجاج على قرار لجنة التحكيم نقطة أنتهى.
  • نعم لم أطلع على جميع النصوص ولكن أيضا لم تنشر المجموعة حثيات التحكيم والنتائج التفصيلة للمسابقة والإكتفاء بنشر مؤجز قصير للنتيجة للعشرة الأوائل والمشتركين فى الدرجات المبشرين بالفوز.
  • مع كل الود والتقدير وأكيد الإحترام للأستاذه الإجلاء برعاية الأستاذه الأديبة فاطمة الزغاري والأستاذ محمد شداد شداد وبقية الكوكبة الأدبية الرفيعة مدير التحرير الأستاذه جيهان هلال والأستاذ الأديب مهاب حسين.
  • عبدالعزيز محمد عطية - كاتب - قاص سوداني.

الجمعة، 3 يونيو 2022

قَبَس بقلم / جلال ابن الشموس


 قصة قصيرة جدا

قَبَس
أبهر المحبين والأعداء بنبوغه، دعا المنبوذين للهداية، تجشم القوم خوفا كأن على رؤوسهم الطير، جلاوزة الغدر يتحولون في طريق العودة، بعد أن أتمهن خمساً وأربعين حجة…
كللته أهازيج النجاح الى الثرى.
جلال ابن الشموس

أمي بقلم / إدريس الزياتي المغرب


 أمي

بابي المفتوح
إلى دار الخلود
دعاء أمي
*********
قمر مكتمل
في رابعة النهار
وجه أمي
**********
كم من جفاء
يتسع إليه صدرك
يا أمي؟
********'
بين البعد و الفراق
يتمزق قلبها أشلاء
أمي
********
كلما تقدمت في العمر
يزداد حبها
أم معطاء
**********
بين الصبر والدعاء
تقضي بقية عمرها
أمي
*******
بين تسبيح وصلاة
تنسج زر بية ليلها
أمي
*********
سيل هادر
لا ينضب أبدا
قلب أمى
**********
بلا ضفاف
خضم لا يهدأ
قلب أمي
*********
كقوس قزح
تتكامل ألوانه
أطباق أمي
**********
شفاء ودواء
تعالج كل الأدواء
كف أمي
**********
ندى دافئ
يملأ كل أضلعي
صوت أمى
**********
أمان واطمئنان
على يمين الباب يتربع
حذاء أمي
*********
مضمخة بدموعها
يفوح منها عطر الجنة
سجادة أمي.
إدريس الزياتي
المغرب

عصف حنين بقلم / سمية جمعة - سورية


 عصف حنين

في خضم غرقه بالتأمل مع سفر افكاره عبر الزمن ..
بلا ادراك احس بشيء ينتشي في روحه...
رعشة باغتته... دخلت جسده دون استئذان .
فجأة
رن الهاتف ..قالت الو ..
هو يعرف تلك النغمه . حفظها غيبا . كفيروز .
عم المكان سكون اللهفة يكاد ينطلق عبر السماعه . دائما كان يسافر عبر ذاك السلك الاسود .
اغرورقت عيناه مازال الحنين ينبش في رحم الماضي . بين الفرح والألم . بين قلبه وعقله .
وبدأت تنهار فرائضه تباعا .
. كان الليل يعلن عن ثورة حقيقية و حرب باردة بين قلبه و عقله،موعد انتظره آلاف السنين،انتظره في يقظته و في حلمه،و في كافة الآعياد،انتظره حتى مع زوجته...يا لقسوة الحياة في ضبط الوقت،
كم كانت لديه رغبة جامحة بفتح صندوق أحلامه، أن يقول لها: أشياء قد خبآها في ذاكرة منسية ،كم من الصرخات استوطنت روحه و هو على حافة الإنهيار،صوتها كسر حاجز صمته و فجرّ شرايين رغبته،اقتحم أسوار حصنه المنيع و ها هو أمام حقيقة سافرة بأنها هي،ذاك الحلم المعلّق على آعتاب عمر يشتهي الرجوع.في كل محاولة يائسة لتبرئة نفسه من سجن سكنه،تراه متشبثّا أكثر ،و في حالة نشوى مع ذكرياته أشعل سيجارة و بات يمتطي سحب الدخان في حسرة الهذيان.
اللقاء بعد سنين . كفنجان قهوة ترك على الطاوله لفترة طويلا حين نشربه لن نشعر بلذته البارده.
خالطه شعور ممزوج بالخوف و اللهفة،و تساءل بينه و بين نفسه،لماذا عادت؟
و ارتجفت يده و راحت نبضات القلب تتسارع،يا الله ما الذي يحدث؟
كان صوت طفلته يعلو على ضجيج أفكاره و يأخذه في دوامة الصمت،
ألو...
قالت: لا شيء أحببت أن أطمئن عليك بعد القصف،كل الأسئلة تسابقت في عقله،كان يريد أن يعرف كل ما حصل لها.
و في حالة نشوى مع ذكرياته،كانت الصور تتراقص أمام ناظريه،صورة أول لقاء على مدرج الجامعة،و صورة أول حديث بينهما،تلك الخجولة التي احتلت المكان الأكثر اتساعا في القلب.هنا استيقظت المشاعر الراكدة في بحيرة أفكاره،و راح القلب يستجمع قواه كي يعيش تلك اللحظات بكل تفاصيلها،و عاد حصانه الأسطوري الأبيض إلى غرفته ،إلى كينونته الدفينة و استطرد بالحديث ،كيف حالك الآن ،كان يقولها و كأنه يريد احتواء تلك اللحظات المسروقة من زمن كان يشتهيه فبقي على ذمة انتظاره.اعتصر قلبه هي ليست بخير ،كان كحصوة رميت في بحر أحزانه،فتش عن نفسه فوجدها قابعة في عمق روحها.
هي ليست بخير
رددها و كأنه يستيقظ من حلم طويل،هل يقول لها أنه أصبح كاتبا،و هي من كانت ملهمته؟ و سراج دربه حين يمتطي صهوة القلم،أيصارحها بما قد دفن لها من كنوز فرعونية ؟ أيحادثها و يفرغ بما في صندوقه من جواهر؟ صمت قليلا و أردف لها
أصبحت كاتبا قصصيا و راحت الكلمات تهوي في يمّ حبها،تنقله الأفكار متعثرة في طريقها،يستعجل الوقت كي يبقى معها،و سرعان ما تنقطع تغطية المكان
ألو
تاق لبداية جديدة ،مر الوقت متثاقلا و بكلمة واحدة انفضّ اشتباك قلبه،و بكلمات موجعة كان قلبه يرددها ليتنا نستطيع أن نخبئ لحظاتنا الجميلة فنجففها كالورد و نحتفظ بها للأبد، سأكتب عن حزن تملكنّي في غيابك فنقطة الحبر متصلة بالأفكار و بصرخة مدوية لم يدر بأنه عاد للواقع إلا بدخول زوجته.
بقلم / سمية جمعة - سورية

- عالم الزقاق في روايات نجيب محفوظ – بقلم / ناجح صالح


 - عالم الزقاق في روايات نجيب محفوظ –

------------------------------
لم تكن أولاد حارتنا أول روايات نجيب محفوظ التي يتحدث فيها عن عالم الزقاق بكل تفاصيله ، بل سبقتها زقاق المدق وخان الخليلي في حقبة الأربعينيات والثلاثية في حقبة الخمسينيات ، تلتها بعد ذلك حكايات حارتنا والحرافيش وغيرها من الروايات في حقبة السبعينات والثمانينات .
ان شخصيات هذه الروايات هي شخصيات شعبية تستمد وجودها من عالم الزقاق الذي ترعرعت فيه وتنفست عبقه ، وليس زقاق المدق وبين القصرين وقصر الشوق والسكرية الا أزقة من أحياء القاهرة كانت تنبض بالحياة في تلك السنوات التي خلت وقبل التغييرات التي فرضتها حضارة العصر وما رافقها من كثافة سكانية وعمران امتد بمساحات عمودية وأفقية ، فلم يعد للزقاق بمفهومه التقليدي الأثر الذي يمكن أن نستدل عليه ، فقد اختفى من حياتنا سواء في مصر أو في العراق أو في أقطار عربية أخرى واختفت معه قيم وتقاليد كانت لها أصالتها وجذورها في أجيال سابقة .
ان عالم الزقاق الذي يتحدث عنه نجيب محفوظ عالم ممتع حقا ، وهو قد عايشه شخصيا في طفولته وصباه وشبابه سواء في الجمالية أو العباسية أو خان الخليلي ، قريبا من مسجد الحسين ومسجد السيدة زينب .
وفي هذه الأجواء تبرز شخصيات الفتوات التي كان لها حضورها الفاعل على ساحة الزقاق وأهله ، فالفتوة له سلطته التي يفرضها على الزقاق بما فيها من ظلم وتجبر ، غير أن العدل يأخذ مجراه آخر المطاف .
تتبين هذه الصورة جلية واضحة في رواية أولاد حارتنا اذ يحتدم الصراع بين الفتوات من جهة وخصومهم الذين وقع عليهم الغبن والاجحاف من جهة أخرى ، يقودهم ممن تتوسم فيه الشجاعة والأمانة .
وقد استمد نجيب محفوظ هذه الوقائع من سيرة الأنبياء ( موسى وعيسى ومحمد ) وهم من حملوا رسالة التوحيد الى أقوامهم في حرب شرسة مع الشرك والظلم والعبودية ، فهذا النبي موسى يقف متحديا لفرعون الذي اغتر وتكبر ونصب نفسه الها ، ولم يزل موسى يقارع فرعون حتى نصره الله وأغرق فرعون في البحر ، أما النبي عيسى فقد لبث في بني اسرائيل زمنا يريد أن يهديهم الى الحق وهم له كارهون حتى تآمروا عليه آخر الأمر يريدون تسليمه الى الرومان فرفعه الله اليه وصلب من شبه به في أعينهم ، أما النبي محمد فقد آذاه قومه من قريش الأذى كله الا أنه صبر وجاهد حتى قيض له أن يمحو الوثنية ويرفع راية الاسلام .
وقد شهد الزقاق في أولاد حارتنا أحداثا ساخنة وصراعات مريرة بين الحق والباطل حتى اذا ضاقت الأمور واستفحلت ظهر المنقذ ليطهر الأرض من براثن الأدران .
أما زقاق المدق فالشخصيات فيه تتقاذفها أهواء ورغبات فيها صدى شديد الوطأة على النفوس ، فهذه حميدة تلعب اللعبة القاتلة لتطيح بعرش الحب الذي يكنه عباس لها لتخرج من عالم الزقاق الى دنيا جديدة عليها فيها لهو وعبث ورذيلة ، لقد خدعها أحد الشياطين لتستسلم بلا قيد أو شرط .
ولعل أغرب ما في الزقاق هي شخصية صانع العاهات ، الحاذق في مهنته في تشويه الأجساد ليحمل أصحابها علامات فارقة في كونهم شحاذين بحق يستحقون عطف الناس ، علاوة على أن الزقاق يضم بين دفتيه أشخاص مسحوقين فيهم دراويش وأصحاب مهن شعبية .
غير أنه في ( خان الخليلي ) تختلف الصورة اذ يبدو المشهد فيه نوع من الرومانسية في تلك العلاقة بين الرجل الكهل وبين الفتاة التي تجاوره في السكن ، هو من جانبه متردد لا يجرأ على البوح بمكنونات قلبه وهي تنتظر منه خطوة جريئة ولكن دون جدوى ، غير أن الأخ الذي يأتي متأخرا هو من يفوز بها دون أن يعرف أن أخاه مغرم بها ، ومع ذلك فالنهاية تأتي على غير توقع .
والواقع أن عالم الزقاق في هذه الرواية تبدو ملامحه من وراء ستار ، ذلك لأن خان الخليلي يضم بين دفتيه أزقة متعددة وسط سوق تراثي يعج بالحرفيين ،ولم يكن يبدو من المشهد سوى الحجرة التي يعتكف بها الرجل الكهل وهو يطل من النافذة ليلقي النظرة على فتاته ، وليس سوى المقهى التي يرتادها علاوة على الطريق الذي يسلكه في غدوه وعودته من عمله في الوظيفة الحكومية .
أما الثلاثية فهي نسيج لوحدها في عالم الزقاق ، ذلك لأن أحداثها احتوت بين القصرين وقصر الشوق والسكرية ،
وهي بعد ذلك نقلة من جيل الى جيل مرورا بالأب وأبنائه وأحفاده .
انه من الصعب أن نلم بالرواية بأجزائها الثلاثة أو أن نضع النقاط على حروفها ولكن السيد أحمد عبد الجواد هو بطلها المطلق ، هو هذا الرجل المستبد في أسرته الذي يهابه الجميع ، وهو خارج نطاق الدار يعبث كما يحلو له ،
كما أنه هو من يقرر مستقبل أبنائه بما في ذلك اختيار الأزواج والزيجات لهم .
وعلى أية حال فان ما يحمله الزقاق من صدى على الأحداث التي تزخر بها الرواية يترك نكهته الخاصة على الشخصيات الأساسية فيها مخلفة رائحة الماضي بجماله وتألقه وعذوبته في تلك الحقبة من الزمن من عشرينات القرن الماضي حتى أواخر الأربعينيات منه .
والحق أن الثلاثية هي التي أهلت نجيب محفوظ لنيل جائزة نوبل .
أما حكايات حارتنا فهي عودة جديدة للزقاق بعد توقف لعقدين من الزمن ، يستأنف فيها نجيب محفظ رحلته الى عالمه القديم الذي يبدو أنه حن اليه ليسترجع ذكرياته من الأيام السالفة ، انها حكايات وقصص فيها ألغاز وأسرار مع صراع مرير بين الحق والباطل والعدل والظلم والوفاء والخيانة .
وتأتي الحرافيش في آخر المطاف في تكملة مسيرة الزقاق في ذلك العهد الغابر مع عذوبته وأنغامه الجميلة .
والحرافيش هذه ملحمة تكون فيها سطوة الفتوات بغير حدود بحيث تتجاوز الأموال والحرمات حتى يضج الناس من هذه المظالم غير أنه ليست لهم حيلة في مقارعة هذا البغي حتى يأتي المنقذ بشجاعته وجرأته لينهي هذه المأساة ويرد الحقوق الى أصحابها .
لقد نجح نجيب محفوظ في رسم معالم الزقاق في تلك الحقبة من الزمن ، بل كان بارعا في وصف تفاصيله دون أن تفوته شاردة أو واردة , وتلك لعمري مقدرة قد تكون حكرا لقلمه ، ذلك أنه لم يلج هذا الباب غيره من الأدباء بهذا العطاء وبهذه الرؤية الشاملة ، لا من قبل ولا من بعد ، انه فن الرواية الذي يحتويه نجيب محفوظ وكفى به من فن .

لو أنني د.سلوى بنموسى المغرب


 لو أنني

لو أنني..
أستطيع أن أصبح صفحة بيضاء ..
امسح ذكرياتي الأليمة وسيئاتي وأفعالي وأقوالي
وألبس مزيدا من الإيمان والطهارة ؛ وأتطلع للأفق البعيد بعين تفائلية ؛ وقلب منشرح ؛ وبطيب الأشواق والمتمنيات .
لو أنني..
أستطيع أن أغير نفسي للأروع !! وأستعيد نشاطي وهمتي ؛ ونخوتي وكرامتي وشبابي وجمالي ؛ ونبلي وطيبتي وعفويتي ؛ وحلمي وحياتي ؛ وأكمل دراستي وأكون أهلا للأدب والعلم ؛ وأغذق العطاء لآبائي حبا وكرامة ؛ من اجل رعايتهم لي وحنانهم الزائد ؛ وأرد لهم ولو جزءا بسيطا ؛ لما قدموه لي من جميل ..
لو أنني ..
مازلت صغيرة أضحك من كل قلبي ؛ وأرقص طربا ؛ ولا أبالي بغذاء الغد ؛ وبقساوة الأيام ؛ ولا بالمشاكل والآهات والأوجاع
لو أنني ..
سافرت واضحت لي حياتي الخاصة ؛ واستقلاليتي من السي سيد ؛ وتبعت حلمي واستنرت وأنرت
وافدت واستفدت
لو أنني ..
أستطيع نسيان جروحي وندوباتي لكي أبدأ من جديد ..
واكسب محبة الجميع ..
لو انني..
أستطيع أن أكون شكل تاني وأعجن جيدا لأستعمل العاطفة والعقل معا !!
وآخذ العصى من الوسط
دنيا وآخرة
عمل وتضحية
سلم وحرب مع الذات والآخر
لو أنني ..
لو أنني استطيع برمجة عقلي المتعب ؛ وأزيل عنه المعلومات الخاطئة؛ واكتسب معلومات تليق بالمقام
لو أنني ..لو أنني ..
أملك عصاة سحرية !!
نحن نريد
والله تعالى فعال لما يريد
معذرة يا رب العالمين
اني كنت جهولا كظوما
سقط القلم !!
د.سلوى بنموسى
المغرب

المرأة التى لازالت تعبر المَمَر الطويل بقلم /محمد السلاموني - مصر

 


قصة قصيرة

المرأة التى لازالت تعبر المَمَر الطويل:
وضع نفسه على المائدة، وراح يتأملها طويلا...
كان يتساءل عن ذلك الشئ الذى انكسر بداخله .
أيام، وأيام مضت، وهو يفعل نفس الشئ، هو نفسه... اليوم خطر له أن يُهَشِّمها ويحولها إلى قطع صغيرة جدا، ليتفَحَّصها جيدا، عسى أن...
بعد عناء، انفصلت قطعة صغيرة من ضحك قديم، عدَّها نُكتَة قالها أحدهم لازالت عالقة لسبب ما، ثم انفصلت قطعة أخرى أكبر قليلا لإمرأة تعبر ممرا طويلا...
وضع تلك القِطَع جانبا، ونظر إلى القِطعة الجديدة التى سقطت برجال ما أن يصعدوا حتى يهبطوا سريعا على دَرَج زلق، مد يده ليمسح الدَّرَج، فتلطخت بالدماء... هى دمائى التى أعرفها... نعم...؟!.
القِطع الأخرى التى تناثرت على المائدة كانت تتقافز كأسماك مختلفة الأحجام، غير أنه أحسَّ بألم صاخب، فخطر له أنها تأكل بعضها بعضا وبقسوة... فى قِطعة هائلة لبيت يتهاوى رأى أحدهم عالقا بنافذة مرتفعة تحطَّمت قبل أن يقفز... ظل ينظر إليه ليرى ما يمكن أن يحدث لرجل عالق بنافذة مرتفعة تحطَّمت قبل أن يقفز!...
قطعة صغيرة أخرى من أغنية تناثرت إلى قِطع أصغر حجما، تحولت إلى موسيقى من غبار كثيف... حتى أنه اختنق وظل يسعل...
جلس على المقعد المقابل للمائدة، وأعاد النظر إلى القِطَع التى أمامه، وفيما انتهى الرجال الأسماك من التهام بعضهم، انفجر الرجل الأخير...
غير أنه حين حدَّق جيدا، إنتبه إلى أن الرجال الأسماك عادوا للصعود والهبوط على الدَّرَج الزَّلِق- بينما جدران البيت لازالت تتهاوى بقوة فى غبار كثيف، أما المرأة- تلك المرأة- فلازالت تعبر الممر الطويل، وتغنى...
بقلم / محمد السلاموني - مصر

أحمد بو قرّاعة: تونس "عيش عرفي"


 أحمد بو قرّاعة: تونس

"عيش عرفي"
فرِح فرحًا أجْبَر شفتيْه على فكّ اللّصاق بينهما ابتسامًا و الإنفراج ضحكًا لمّا صادف لافتةً كبيرةً نصبتْ في ساحة المدينة محاذيةً لتمثال الحاكمِ السّابق مكتوبٌ عليها بحروف لمّاعةٍ "عيش عرفي" تحتها أرقام هواتف كثيرة.
قرأ مليّا و حفظ المكتوب حفظ الأئمّة فاتحة الكتاب .نظر في التمثال نظرة العارف بأسباب تركيز اللّافتة إلى جواره .و مشى يحاذر الزّحام متحدّثا كمن يُخافتُ صديقا بصوت رقيق يقول"الحمد لله أن أبدلنا حاكما خيرا من سابقٍ كان يحكمنا ففكّ أسرا و وسّع ضيّقا فلعلّه أقرب إلى الله و أقصر مسلكا إليه و أيسر على من ضاقت نفسه بوجه مألوفٍ غير موصوفٍ في بيت ما خطا فيه خطوة إلّا أحسّ أنّ الحيطان تُزاحمُ بعضها حتّى تكاد تعصره إنّ بعد العسر يسرًا عسرُ المحاكمِ و نكدها و الخوف من قاضٍ يضحكُ للمرأة بعين و يتوعّدُ الرّجلَ بأخرَى و أذنُه سمّاعةٌ لكذبِها و صمّاء عن صدقِه و لسانُه منبسطٌ لها و متوعّد إيّاه .يُسْرٌ يُبْعِد عن النفس وحشة مكتب المحامي و طلاقة لسانه جريًا بالكذب و حذقه ، إنّه مخرج حسن من"أبغض الحلال عند الله الطّلاق"
وقادته قدمٌ كأنّها الحمار ألف الثنيّةَ و المربطَ إلى عمارة أرشده حارسُهَا إلى مقصدِهِ .استأذن فأُذِنَ إليه:مكتبٌ فاخرٌ يجلسُ إليه رجلٌ أنيق سمة النّعيم في وجهه ،و على الطّاولة جرائد و مجلّات و أوراق مطبوعة و أشياء أُخَر .
رحّب به صاحب المكتب حتّى كاد يستأنس ، ثمّ قال كمن يمازحه "سبحان الذي سخّر لنا هذا و ما كتّا له بمستطيعين الآن و قد صَلُح الدّهر و توسّعت بصيرة الحاكم و أُغمضَت عينه فأجاز و أباح فالمصنع مصانع و الشّركة شركات و الواحدة كثيرات ، وليأت كلّ إنسات حرثه و لكن من حيث أمره الله و يسّر له أمره"
و سرّته و أفرحته إشارة إلى "نساؤكم حرثٌ لكم فآتوا حرقكم .."فقال :"قول مريحٌ وافتكاكٌ من عصفٍ و قصف و رعد و ريح لغُولٍ فصيح مخيف في منزل غير فسيح"فأجابه:"عتدنا الفاخرة الضخمة الفخمة والبيضاء و الفحمة و جاءتنا حديثا الصغيرة الجميلة ،و لنا أيضا من ركبها غيرك سهلة القَوْدِ و لكلّ ثمن...
و أضاف يمازحه :"لكلّ مركوب ثمنه أمهرُ البكر كالأرملة أو المطلّقة فأيًّا منها ترِيدُ؟
فردّ مستبشرًا :"ذلولًا أُريدُها ، صمّاء بكماء ، لا ظفر لها ولا حافر ، طيِّعة طائعة سهلة القود، وجهها مغرٍ و قفاها مشوّقٌ ، إذا ركبتها نسيت عيرها..." فقال له :"عندنا من كلّ ما يريحك أصناف و أنواع ، فكم يومًا تُرِيدُها ؟"فأجابه :" زوجتي تغربُ السبت عشيّة و ساء مطرُها الإثنين ضُحَى ،ليومين إذن ...فُسحة و متعة و راحة "فضحك صاحب المكتب و قال:"فتح الله لنا جميعا أبواب الرّزقه ، لنا منك بخمسين لكبّ يوم ،و الإنفاق عليك"فقال له :"أَليس يحتاج ذلك إلى عدل إشهاد و شاهد و مشهود و بيّنة و أشياء أخرى ؟"فضحك له وقال :"نحن الملّاك و العدول و الأشهاد و كلّ الأشياء الأخرى ، و هذه العقود موثَّقة "و قدّم له ورقة خُطَّ قي أعلاها "عَيَّشْ عَرْفِي"لكراء السيَّارَات :عناية دَائبة و صيانة دائمة.فاسودّ وجهه و يبست شفتاه وارتعشت يده وضغط بالأخرى على أسفل بطنه ،و بعد صمت قال:"سآتيك بعد حين ، وخرج متثاقلا يقول:"صدق الجاحظ حين يقول "لعمري إنّ العيون لتخطىءُ...يوقع الضّيق في الكرب و الغلط...لقد قرأت عيني المتضرّرة "عِيشْ عُرْفِي" و صدَّقَتهَا نفسي الملتاعة...
لعن الله العُرْفَ و العَرْفَ و الأَعْراف...

القافلة.. بقلم / محمد الرازحي رزوح


 القافلة..

القافلة تمشي
في مسار غير
مأمون..
يقودها الذئاب
المعتدون ..
والأسود في
سبات نائمون..
وعليها بغباء
الكلاب ينبحون..
بقلم / محمد الرازحي رزوح

لعنة بقلم / محمد عبد الهادي- مصر


 لعنة

بعد مائة عام من التنقيب عن الجذور، تدفق النفط، تساقطت الدولارات فوق رأسي، لاحقتني الهزيمة، رجعت أبحث عن وتد خيمتي.
بقلم / محمد عبد الهادي- مصر

كواليس بقلم / م. سمر محمدعيد


 كواليس

مزهوًا يرفعُ قبّعتَه، يحيّي جمهورًا احتشد مصفّقًا له، مُعجبًا به.
يهبّ للتحليق عالياً؛ تمنعهُ قدمان غارقتان في الوحل.

قصة قصيرة جدا: مسعى بقلم / جمال الدين خنفري - الجزائر

 



قصة قصيرة جدا:

مسعى
انبهر بأضواء المسرح، احتكم إلى الركح إلا من ورقة التوت، اعترى الغضب الكراسي، استعصت عليه نفسه، اعتصم بالأفق.
بقلم / جمال الدين خنفري - الجزائر

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة