Translate

الجمعة، 7 يناير 2022

المكيدة عبدالباسط تتان / سوريا

 


المكيدة
صلاح رجل قد تجاوز الأربعين بعدة سنوات، كان ثريا يمتلك شركة يمارس فيها عمله بكل نجاح، وكان نشيطا ولكنه اتخذ قراره بعدم الزواج، بسبب مايراه من نزاعات بين الأزواج من خلال أقاربه وأصدقائه، ومن صفاته أنه لايحب المشاحنات والمشاكل، كان يعشق الهدوء.
فشلت كل محاولات أصدقائه وأهله لإقناعه بالزواج، وكان له صديق مقرب جدا منه اسمه أحمد، لم ييأس من الحديث اليه بأمر الزواج، يقابله صلاح بالرفض الدائم، ولذلك فكر أحمد باللجوء الى الحيلة، كانت له قريبة أرملة ولديها إبنة عمرها ستة عشر عاما تدعى وفاء، فاتحها بموضوع الزواج من صديقه ولكنها رفضت فقالت: اريد ان أضمن مستقبل ابنتي، فقال لها: ان صديقه عمره بالأربعين وهو ذوأخلاق راقية وثري هل تزوجينها له، رفضت الأم ففارق السن كبير، ولكن الفتاة الصغيرة والجميلة راقت لها الفكرة، فاتفقت مع أحمد بأنها توافق على الزواج، فروى لها ظروف صديقه بأنه رافض للزواج وعليهم أن يجدوا طريقة لإقناعه.. وضعوا خطة مناسبة وبدؤوا بحياكة الشبكة للإيقاع به.
بينما صلاح جالس بمنزله يطالع في كتاب رن جرس الهاتف، تناول سماعة الهاتف؛ ألو... جاءه صوت رقيق جميل كيف حالك، رد عليها؛ الحمد لله من تريدين، أريدك أنت الأستاذ صلاح، استغرب من هذا الأمر لأنه كل عمره كان يبتعد عن كل ماهو أنثى.. استدرك الأمر، وماذا تريدين مني، ردت عليه أريد أن أقابلك فأنا معجبة بك، فقال لها ليس لدي وقت لهذه التفاهات.. وأغلق سماعة الهاتف.
بعد حين كررت وفاء الاتصال بصلاح وبدأت تشغل حيزا من تفكيره وبقي الأمر على هذا المنوال حتى بدأ النوم يهجره.
تطورت الأمور وبدأ يطلب لقاؤها وهي تماطل، وبعد أن تأكدت من أنه وقع في شبكة الحب لاسيما هي أيضا أحبته وعشقته حد الثمالة لأنه كان أنيقا بحديثه، وأخيرا تحدد موعد اللقاء.
وفي مكان الموعد انتظر بشوق حبيبته التي سيراها للمرة الأولى... بعد لحظات طلت فتاة صغيرة بضفيرة، كانت تبدو رائعة الجمال وقد لفت نظره جمالها الأخاذ وبراءة وجهها، ولكنه لايأبه لها فهي صغيرة جدا، وكانت المفاجأة الكبرى له أن مدت يدها وسلمت عليه، واذ نفس الصوت الذي يسمعه على الهاتف، تشتت تفكيره لبعض الوقت من هول المفاجأة ولكنه رد عليها السلام، ودعاها الى مقهى قريب.
لازالت الدهشة والاستغراب تسيطران عليه ويتبادل معها أطراف الحديث وهو رافض لها لفارق السن الكبير انتهت الجلسة وقال لها هيا اوصلك الى منزلك ياصغيرتي، وبحركة سريعة فكت ضفيرتها وقالت؛ انظر الي هل لازلت صغيرة، التفت اليها فوجد أنثى رائعة الجمال دون أن يكون هناك أثرا لمساحيق الزينة، دون وعي احتضنها وقال لها أحبك.
وكانت لدى وفاء وأحمد مشكلة اقناع والدتها بهذا الزواج، وبعد جهد جهيد استسلمت الأم لرغبة ابنتها حين رأت بأن صلاح يستطيع أن يؤمن لها متطلباتها التي لاتستطيع هي تأمينها لها، ويجعلها سعيدة..
تمت مراسيم الزواج وبعد نهاية الحفل ذهبوا الى عش الزوجية ولكن وفاء أبت إلا أن تقول له الحقيقة قبل أن يبدؤوا حياتهم الزوجية، لأنها تريد أن تبدأ حياتها بصدق، وعندما أخبرته بحقيقة الاتفاق بينها وبين صديقه أحمد الذي لم يظهر بالصورة أبدا، اصابه الذهول من هذه المكيدة ولكنه بدأ يردد وهو يضحك ضحكة شبه هستيرية ولكنه سعيد جدا.. لقد وقعت الفأس بالرأس.... لقد وقعت الفأس بالرأس...
ضحكا معا وكانا من أسعد الأزواج.
عبدالباسط تتان/سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة