انقلاب
قصد عمله كعادته كل صباح. فوجئ بالمشهد الجديد للمدينة: الشوارع نظيفة، والحديقة العمومية تبدت في أبهى حلة. ولشد ما أسعدته البسمات المرتسمة على وجوه المواطنين. قدمت الحافلة في الموعد، صعد دون ازدحام. ابتهج وهو يرى الركاب في مقاعدهم، فلا مجال للوقوف بعد اليوم. وصل لمقر عمله. اعترضه رئيسه، فبادره بالتحية وهو مبتسم.
دخل مكتبه، فلحقت به فتاة جميلة قدمت له قهوة وجريدة. نظرت له وقدتلألأ وجهها، وقالت:
- صباحك سكر. أنا في خدمتك.
- وأين العم أحمد؟
- أحيل على التقاعد.
ترشف القهوة. كانت فواحة لذيذة لم يذق مثلها في حياته.
رن جرس الهاتف. كانت زوجته:
- حبيبي أنا في انتظارك مساء بكل شوق. أعددت لك مفاجأة أرجو أن تنال إعجابك.
كاد يجن. ما الذي حدث؟ ما هذا الانقلاب الذي غير كل شيء.
نهض على صوت المنبه وشخير زوجته ليضرب موعدا جديدا مع العفونة والروتين.
سمير الخياري
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق