Translate

الخميس، 14 يوليو 2022

مرارةُ قلب بقلم / فلسطين/ العراق


 مرارةُ قلب
بقلم / فلسطين/ العراق

كان كل يوم يجلسُ على مقهىً شعبي وقد غزى شعرهُ الشيّب، وبين طيات وجههُ تعب الأيام، وبيدهُ المرتعشة( أستكان الشاي) هذا ما يطلق عليه العراقيين على كوب الشاي. وينظرُ في وجوه المارّة؛ كأنهُ ينتظرُ شخص ما، وآخر النهار يدفع ثمن عدد استكانات الشاي التي يشربها ويغادر دون أن ينطق كلمةُ واحدة، وهو على هذه الحالة من سنين طويلة.
وجدوه ميتاً بعد أن أفتقدهُ صاحب المقهى ليومين متتاليين، في غرفتهِ المزرية المستأجرة القريبة من المقهى، التي كانت فيها بعض بقايا طعام وأواني متسخة، وصورة قديمة لأبنهُ؛ معلقّةُ على جدرانِ الغرفة المتآكلة الوانها، وروحُ هرمةُ عائمةُ تفاصيلها ما بين طراز الأشياء القديمة؛ بعد أن أقنعهُ ابنهُ ببيع بيتهِ؛ ليقبض ثمنهُ ويبني مستقبلهُ ويكمل مشوار حياتهُ.
كان ينتظرُ وفاءً لعهدٍ، قطعهُ ابنه من عشرِ سنواتٍ انهُ سيأتي يوم ما؛ ليأخذه بعد أن تستقر أمورهُ في بلاد الغرب.
أستهلكت خزائن الصبر وتكسرّت سدود الإطمئنان
وهو ينادي من منبرِ قلبه!.. ابني.
زهرة خليل حبيب
فلسطين/ العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

قدر العرب للشاعر متولي بصل

    قدْرَ العربْ متولي بصل مصر *** غدا يعرفُ الناسُ قدْرَ العربْ وأنَّ العروبةَ  مثل الذهبْ وأنَّ البلاءَ على قدْرِها عظيمٌ وكمْ منْ بلاءٍ ح...

المشاركات الشائعة