Translate

الاثنين، 25 يوليو 2022

هل تذكر؟ بقلم الكاتب / رشدي الخميري - جندوبة / تونس

 

هل تذكر؟
بقلم الكاتب / رشدي الخميري
جندوبة / تونس
هل تذكر أيّام الصّغر والعنفوان، عندما كنت تصول وتجول، ولا تسعك لا مياه ولا حقول ولا مسافات؟ هل تذكر الأصدقاء والأعداء وصنيعك مع هذا وذاك؟ والآن، هل تنام مرتاح البال بعد قضاء يومك في معتركات أصبت في بعضها وأخفقت في بعضها الآخر؟ ثمّ لماذا تسائل نفسك؟ هل شككت في مواقفك فأنت أمام صورتك تحاسبها؟ أم أنّك تقف حائرا أمام ما فعلته من خير فواجهوك بالعداء ونكران الجميل؟ ما يجب أن ندركه قبل فوات الأوان هو أنّنا مجبولين على الحركة وكلّ متحرّك بما هو إنسان قد يخطئ وقد يصيب، لذلك لا ذنب على من تحرّك وفكّر في اتّجاه نفسه والنّاس، إنّما الذّنب على من بقي متفرّجا متصيّدا ما فعله الغير ليثب بعد ذلك بوابل من الانتقادات والتفاهات راجما من تحرّك وفكّر أو ليقف "محايدا" كي يبقى صديق الجميع.. هههههه. يجب أن ندرك أنّ الحياة دروب مختلفة وفي بعض الأحيان متشعّبة ونحن ضمنها نتأثّر ونؤثّر وطوبى لمن نجح في الأمرين . عرف كيف يستوعب ما يحيط به وفهمه ثمّ تدبّر أمره ليضع بصمته فيغيّر بقدر ما أتيح له من إمكانيّات وحسب ما دبّر وقدّر. أما الّذي بقي من شرفته متفرّجا وهو يدوّن ملاحظاته ليهاجم بها من حاول أن يلعب دورا في حياته وحياة النّاس فلن يصيب سوى التّأثّر وبذلك الانقياد وراء الغير وربّما صار فردا من قطيع مستسلم لا يعرف معنى ل" لا" و"نعم" إلاّ من خلال ما سطّره غيره ودون ذلك العدم. إثبات الذّات أمر يكاد يكون جبلّة في الإنسان أو ربّما هو كذلك. ولكنّي أقول كيف نثبتها؟ المسألة لا تتعدّى كونها خيارا شخصيّا ينضبط إليه النّاس ويسخّرون له جميع ما يملكون وجميع ماهم عليه من استعداد وتحفّز لذلك الخيار. ولكن هل لخياراتنا الشّخصيّة تابعات أو انعكاسات على محيطنا البشري والطّبيعيّ؟ طبعا أقول نعم، فخياراتنا ستترجم إلى أفعال وأقوال وهذه الأقوال والأفعال هي من صميم دورنا في محيطنا وبالتّالي سنسعى إلى جمع النّاس حولها ليس للتّباهي بها وإثبات جدارتنا في القول والفعل بل لإثبات قدرتنا على التّغيير لأنّ التّنمية والتّطوّر يفرض ذلك. لا يمكن " للسّماء أن تمطر ذهبا" لنمتلكه نخن دون أيّ جهد. ولا يمكننا أن نكتسب صفة " الانسان" إذا ما ولدنا وأكلنا وشربنا ولبسنا ثمّ متنا وقبرنا. الفعل في الطّبيعة وفي المحيط البشري هما غاية ووسيلة وفرض للتّطوّر والتّقدّم ، والخطأ أثناء الانجاز وارد وهذا ليس ذنبا أو جرما إنّما هو نتيجة لقياسات وتقديرات غفلت عن بعض المعطيات المهمّة لذلك هي تتطلّب المراجعة والتّدقيق ثمّ التّصحيح على نهج إرادة حقيقيّة وخالية من الذّاتية المقيتة. أي نعم قد نتوق لغايات ورغبات فرديّة ولكن لنتأكّد أنّ ماهو فرديّ لن ينجح إلاّ ضمن المشترك مع النّاس في تشكّل أراد لنفسه التّقدّم والازدهار. لذلك أقول عندما نراجع فعلنا وقولنا فلنبدأ بما نالته منّا البلد وأهله وعند ذلك سنجد أحد الأمرين لا ثالث لهما إمّا أنّنا خدمنا البلد وأهله وحقّقنا ضمن ذلك مطامعنا وأهدافنا الخاصّة، أو أنّنا سننتبه أنّنا خضنا معارك مع طواحين الهوى فخذلنا البلد وأهله وما نلنا لذواتنا من وراء ذلك سوى ضجيج الطّواحين وعرق مهدور.
رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس
قد تكون صورة ‏‏طائر‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة