عرس لا شبيه له
بقلم
محمد سلاك
ثلاثون نفرا جاؤوا لأخذ العروس، هم لا يشبهون أحدا، يسكنون في أعالي الجبال و لعل الطبيعة مارست حقها الطبيعي فيهم و جعلت منهم أشخاصا غلاضا ذوو عضلات ترتعد منها الكلاب، و تنفر الدواب ربما بدافع الخوف أو الفطرة، في فصل الشتاء يلزمون البيوت و لا يخرجون الا للضرورة، يتلذذون بتسخين اجسادهم عبر تعريضها للحرارة المنبعثة من أفران التدفئة.
مع ذوبان الثلوج و بزوغ شمس الربيع ينفضون الجلابيب الصوفية، و يذوبون كغيرهم بين المنحذرات و الأودية العميقة
و لا يعودون إلا مساءا بغناءم تتنوع بتنوع التضاريس، حتى الأعشاب البرية يقطفونها و يبيعونها في المدينة، دون نسيان تربية الماشية النشاط الوحيد المدر للدخل على طول السنة.
هنا نشأ ميمون حتى سن السابعة عشرة، هنا قرر أبوه تزويجه
ليكون قريبا منه ، يساعده في تدبير شؤون الأسرة. و لعل قراره بإرسال كتيبة من الرعاة كان لها الفضل في تيسير حفلة الزفاف.
وصلوا مع ساعات الظهر و رفضوا إطعام أهل العريس بل عاثوا فسادا و اخرجوا عصيهم المدبدبة لتبدأ عمليات القنص. يستدرجون أحدا من الغرباء و يشبعونه ضربا ، انينهم لا ينقطع
صيحات النساء تملأ المكان استبدلن الزغاريد بالنواح .
تقدم كبيرهم نحو العروس و جرها بقوة، حملها بين ذراعيه و كأنها فراشة ،تحيط به تلك الزمرة الشرسة ،وضعها على ظهر الدابة ثم اطلق لها العنان، ربما تعرف الطريق لوحدها إذ لم تتوقف إلا بعد وصولها لمنزل العريس، وجدته الفتاة في الإستقبال، و لعله يعلم الخطة بعد أن تراءت له جماعته تسابق الريح، لتنعم بالوليمة التي أعدت لهم خصيصا، قبل الشروع في أي مغامرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق