الذِّئبُ العَطُوفُ ...
أمسَكَها مِن عُنُقِها وبدَأ يُعانِقُها ويُداعبُها ، سالَتْ لعابُهُ ، هزّ ذيلَهُ الحَريريَّ ، بدَتْ مَخالبُهُ النَّاعِمةُ ، جرّها بلُطفٍ إليه ليُديرَها على ظهرِها ، رفعتْ حوافِرَها نحو السّماءِ ليُلبسَها حِزاماً مِن الذّهبِ تَثْميناً لِودَاعتِها وٱنقيَّادِها ، وكان يُغازلُها في كلّ حَركةٍ وسَكنةٍ ، إنَّه الذِّئبُ الحَنونُ ، جرّدَها من ذلك الصُّوفِ الخَشِنِ النَّتِنِ ، فألبسَها جِلداً رقيقاً مُخضّباً بلونِ هنديٍّ أحمَر ، ثمّ حمَلها بيْن مَخالبِهِ
خَندَقٍ ليَفتَرِسَها في سلامٍ وأمانٍ
بعيداً عن أعيُنِ المُتَطفّلينَ .!!
بقلم / فريد المصباحي- المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق