Translate

الأربعاء، 7 ديسمبر 2022

قصة : حفّار قبور .. بقلم الكاتب المبدع / ** مصطفى الحاج حسين - حلب

 ** مصطفى الحاج حسين .

قصة : حفّار قبور ..
في مقالٍ نقديّ للأستاذ النّاقد " حسني أبو خليل " نشره في مجلةِ " لسان الأدباء " العدد
( 513 ) تحت عنوان " خريف البيادر وتزييف المشاعر " . وتجدر الإشارة إلى أنّ " خريف البيادر " هو عنوان مجموعة شعرية صدرت لي منذ أيام قليلة ، عن دار " الصمت " للطباعة والنشر ، وهي المجموعة التّاسعة لي على ما أعتقد ، لأنّني بصراحةٍ لا أملكُ نسخة واحدة من مجموعاتي السّابقة،فقد نفدت كلّها من المكتبات
لعلكم اطلعتم على مقالة الأستاذ " حسني " الذي راح من مطلعها ، يؤكد تزييف مشاعري في جميع قصائد المجموعة الأخيرة ، ومجموعتي كما تعلمون ، تتألّف من خمسة وأربعين قصيدة غزلية عذرية ، وهي مهداة " إلى صاحبة أجمل خصر في هذا العصر ".
وهو في اتهامه لي بتزييف مشاعري ، يكون قد حكم بالإعدام على قصائد مجموعتي ، التي أعتبرُها من أجمل مجموعاتي ، وأنتم تعرفون الصداقة المتينة التي تربطني بالأستاذ " أبو خليل " ، ولا بدّ أنّكم اطّلعتم على دراساته القيّمة عن مجموعاتي الثّمانية السّابقة ، وعلى كتابه النقديّ الرائع والشهير الذي ألّفه عنّي ، تحت عنوان " أنور عبد العليم ، شاعر الجزالة العظيم " ، ولكي لا يقع في التناقض ، حاول أن يبرّر امتداحاته وتعظيماته لي ، عن مجموعاتي السّابقة بقوله :
- " أنا مازلت مصرّاً على أنّ المجموعات السّابقة
للشاعر / أنور عبد العليم / عظيمة في صياغتها ونظمها ومشاعرها ، ولكنّي مندهش تماماً لهذا التراجع الكبير ، للشاعر في مجموعته / خريف البيادر / ! ، فجميع قصائد المجموعة ، لا ترتقي إلى مستوى الشعر ، وكم أنا آسف لأنّ صديقي الشاعر / أنور / قد أعلن افلاسه الشعريّ ، في وقت نحن بحاجةٍ ماسّة إلى شعر عظيم / . " .
ذلك مقتطف من مقالته المنشورة ، والتي تنضح بالعداء من مطلعها حتى آخر مفردة فيها ، وأنا لا أستغرب أن يكتب الأستاذ "حسني" مثل هذه المقالة ، وبمثل هذا العداء ، لأنّي أعرف دوافعه الدنيئة ، وغير الإنسانية لكتابته اللئيمة عنّي .
ولكن مايحزّ في نفسي ، هو أنّكم أيّها القراء الأعزاء ، لا تعرفون الأسباب الكامنة وراء مهاجمة هذا الناقد ، الذي كنت أعدّه صديقاً عزيزاً ذات يوم . لذلك قررت أن أكتب هذه المقالة لا للردّ عليه ، فهو لم يعد يعنيني على الإطلاق ، بل لأبرهن لكم بأنٌ هذا الناقد قد تجنّى على مجموعتي إلى درجة وحشيّة .
في الأيام القليلة لقراءتي مقالته ، اعتقدت أن يحمل أحد النقاد النزيهين قلمه ليصفعه بمقالة عظيمة تدافع عن مجموعتي الأخيرة ، لذلك لم أكتب مباشرة ، وعندما يئستُ من الانتظار وأنا أهرع كلّ يوم إلى الجرائد والمجلات الصّادرة ، أتصفّحها بشغفٍ علّي أعثر على ما يشفي غليلي ، أدركت مدى جبن النقاد ، فهم لا يجرؤون على مهاجمة الناقد " حسني أبو خليل " لخوفهم من قلمه اللاأخلاقي ، والذي لا يرحم ، حينها قررت أن أكتب بنفسي ، وأكشف لكم عن الأسباب التي دعته لكتابة مقالته السّخيفة تلك .
جميع قصائد المجموعة مهداة إلى حبيبتي " بيانكا " التي أحببتها منذ التقينا أوّل مرّة ، ومنذ أن عرّفته إليها ، أي الأستاذ " حسني " ، وجدته قد فتن بها وبمفاتنها السّاحرة الجمال ، كانت عيناه لا تفارقانها ، من وراء نظارته ، طوال الجلسة . كانت عيناه تلتهمان عينيها الخضراوين، ذاتَ الرّموش الملائكية ، وشعرها المسترسل، والذي كان بتطاير مع أخفّ نسمة ، وفمها المتدفق الابتسامة .
أقول :
- كاد يفترسها من رأسها الذي يشتهي المرء أن يضمّه إلى صدره حتّى قدميها العاجيتين ..
كنتُ أراقبه وأنا نادم لأنّي عرّفتهما إلى بعض .. وأدركت أنّه سيحاول أخذها منّي ، كما فعل منذ سنتين ، عندما طلب منّي أن أتخلّى له عن " نجاة " ، مقابل تأليفه للكتاب النّقدي " أنور عبد العليم ، شاعر الجزالة العظيم " ، حينها وافقت لأنني لم أكن أحبّها ، بقدر حبّي " بيانكا " ، وأيضاً كنت بحاجة إلى مثل هذا الكتاب الهام عنّي ، إذ لم تكن شهرتي كما الآن .
عندما بدأ يحاول احراجي أمام " بيانكا " أيقنت أنّه قرر أن يستأثر بها ، سألني بخبثه المعهود :
- أستاذ أنور .. أنت في جميع قصائدك ، تتغنّى بالسمراوات .. فكيف لك أن تحبّ فتاة شقراء وتتغزّل بها مثل " بيانكا " ؟!.
اضطربت ابتسامتي على شفتيّ ، وأنا أقول في داخلي :
- هل تريد احراجي ياوغد ؟!. قلت :
- الحبّ يصنع المعجزات ، وحبّي" لبيانكا" فاق جميع الألوان .
تألّقت الابتسامة السّاحرة على شفة " بيانكا" القرمزيّة ، ولكنٌ " حسني" كان مصمماً على المتابعة :
- أنتَ كلّما أحببتَ واحدةً تقول مثل هذا الكلام ، وعندما تتركها تأخذُ بشتمها . رمقتني " بيانكا " بنظرة استنكار واستغراب.
وقالت :
- هل صحيح ما يقوله الأستاذ "حسني "!؟.
- بيانكا .. لقد مررت بتجارب فاشلة .. هذا كلّ مافي الأمر .. ولكنّي أحبّكِ من كلّ قلبي.
دوت ضحكتهُ التي صارت مقيتةً لي منذ ذلك اليوم :
- " أنور " اطلع من تمثيل دور البراءة هذا !
أنتَ صديقي وأنا أعرفك جيداً .. زير نساء .
لم أعد أتمالك ، وانفلتت أعصابي ، رغم أنّي أعرف مسبقاً ، مدى حجم الخسارة ، إن عاديته ، فهو الناقد الوحيد الذي يكتب عنّي :
- " حسني " لماذا تحاول أن تفتن بيني وبين حبيبتي " بيانكا " ؟!.
- لأنّي أريدك ألاّ تخدعها ... من الجريمة أن تدمر هذا الملاك الرائع ، مقابل متعتكَ الفارغة .
- ولكنّني أحبها " ياحسني " .. فلماذا تحكم عليّ بالكذب ؟! .
- لأنّي أعرفك حقّ المعرفة .
صرخت بأعلى صوتي ، بينما كانت " بيانكا " مدهوشة من هذا الحوار :
- " حسني" .. لا تكن أنانياً ..أنا أعرف مرماك.
- إذاً عليك أن تفهم .
وفجأة .. نهضت " بيانكا "، واعتذرت عن متابعة حوارنا ، حملت حقيبتها ومضت ، بعد أن رمقتني بنظرة غضب وعتب.
وحين أصبحنا وحدنا ، قلت :
- ماكنت أحسبك أنانياً ولئيماً إلى هذا الحدّ ؟!.
ضحك ضحكته المجلجلة :
- أنا معجب " ببيانكا " يا" أنور " .
- ولكنّي أحبها يا " حسني " .. هل جننت ؟!.
- من يتخلّى عن " نجاة " يتخلّى عنها أيضاً.
صرخت بحدّة ، بعد أن ضربت بقبضتي
الطاولة :
- أنت " ياحسني " إنسان حقير .. وأنا أعتذر عن صداقتك .
نهض " حسني " عن كرسيه ، عدّل نطارته فوق أرنبة أنفه الضخم ، وقال :
- على كلّ حال سوف تدفع الثمن .. أنا الذي خلقتُ منكَ شاعراً ، وأنا الذي سيحطّمك .
هتفت :
- اذهب إلى جهنّم ، أنا شاعر رغماً عن أنفك ، وأنف كلّ النقاد .
ذهب " حسني أبو خليل " وانقطعت بيننا كلّ الصلات ، وعندما أصدرت ذات المجموعة " خريف البيادر " ، جاء دوره لينتقم . فهاجمني بمقالته اللئيمة . وسمعت من أحد الأصدقاء أنّه الآن يقوم بتأليف كتاب نقديّ ضخم ، عن سرقاتي الأدبية ..
بهذه الطريقة المنحطّة حاول أن يقنع " بيانكا " أنّ مشاعري نحوها مزيّفة .. فابتعدت عنّي ، وذهبت إليه .
مصطفى الحاج حسين .
حلب

وحدة عربية بقلم الكاتبة المبدعة / سيدة بن جازية - تونس

 وحدة عربية

الحمد لله الذي جعل الرياضة رياضة نفوس وعقول، الحمد لله الذي جعل الرياضة ترفيها و تنفيسا وتجميعا و توحيدا.
ما استعصى على السياسة الخارجية والداخلية و الثقافية و الايديولوجية ووو حققته الكرة، حققته لعبة، ليس ذلك بغريب فشكلها الكروي قريب من شكل رسمة الرأس والمخ،
وخطة اللعبة تعمل على تقسيم المهام والسير نحو الهدف،
وحدتنا اللعبة وتذكرنا أن العرب وحدة وأن نجاح أي دولة عربية هو نجاح الهوية، عشنا لحظات جميلة وحدتنا النجمة تحت راية الإسلام، وصدحنا كلنا المغرب والمغرب مغربنا، كلنا عرب، نصرا للعرب، كأسا عربية لبطولة عالمية.
نعيش في ملعب عربي حلما عربيا، دعونا نحلم بالوحدة، بالنجاح، بالنصر، بالفخر. نستعذب كل العذابات من أجل اللحظة، نرى فيها شموخ العراق وسوريا واليمن و مصر وقطر والسعودية والمغرب والجزائر و تونس و ليبيا و السودان وموريتانيا...و العروس الأبية فلسطين، كل الدول العربية تتجلى بأبهى الحلل تعيش الحلم تعيش الأمل، يكفينا ارتواء من الزمن لننسى كل العلل.
سيدة بن جازية تونس

القاتل بقلم / رعد الإمارة - العراق - بغداد

قصة (القاتل)
لم أكن قد تجاوزت الحادية عشرة من عمري، حين قتلت عصفور أمي، الكناري المدلل!. . كنت نائما عندما صحوت على ضحكات داعرة وصرخات متقطعة ،مصدرها تلك الغرفة التي ادعوها غرفة أمي، كتمت غضبي في داخلي، ورغم إنها لم تكن المرة الأولى التي كانت..... فيها مع الآخرين! إلا إن شعورا جديداً أخذ يطرأ على تصرفاتي،فقد باتت مشاعري الحقيقية كرجل صغير تطفو على السطح! ببساطة،وجدت نفسي أغار على أمي. رحت أمشي على أطراف اصابعي، الصقت أذني بالباب ورحت أصيخ السمع وقلبي يخفق! كان صوتها يصل خافتا مبتهلا ومتوسلا، تبا لك أمي! لطالما توسلت بك من أجل أشياء تافهة طلبتها، لكن دون جدوى ،وها أنت تتوسلين كطفلة خرقاء، وضعت عيني اليمنى في ثقب الباب، سحقا، اصطدم بصري بظلام الغرفة ،كان ثمة نور أحمر باهت، لكنه لا يُظهر كل التفاصيل التي أريدها ! أخذ صدري يعلو ويهبط وتجمعت الدموع في عيني، إنها تضحك الآن، سأريك ماما، سنعرف من هو رجل البيت!. كنت أعرف مدى تعلقها بصغيرها الكناري، حتى إنها كانت تطعمه من فمها في أحيان كثيرة، رحت أدور حول القفص ذي الأسلاك الفضّية، الملعون كان مستغرقاً في النوم وقد أسند رأسه الفاتن على صدره، نقرت بطرف سبّابتي على باب القفص، إرتبك الطائر وزعق بصوت خافت ثم تعلق بالزاوية وأخذ يحدق في عيني! لم يكن لدي وقت طويل للهو معه، ومادامت رغبة الإنتقام تغلي في صدري فعلي بالإسراع إذن! هكذا فكرت قبل أن أفتح باب القفص، وامسك بالطائر الرشيق. اخفيت الكناري اللعين خلف ظهري، لم اترك له مجالا للتنفس حتى!، أخذت أمشي على أطراف أصابعي، الصقت أذني وأرهفت سمعي جيدا، سكون مابعد العاصفة، حتما الإثنان غافيان الآن. كان قلب الطائر ينبض في يدي ، كنت أستطيع الشعور بذلك ،آه، مازال حيا إذن! فتحت كفي ببطء، حرك رأسه وحاول الأنتفاض لكني كنت أسرع منه، أمسكت بعنقه الهش بين الإبهام والسبابة، رحت اضغط بقوة، شيئا فشيئا همدت حركته، ثم أخذ رأسه يتأرجح مثل بندول الساعة. كان قلبي يخفق بسرعة،شعرت ببعض الخوف قليلا، إلتفت بسرعة للخلف، لاشيء، هدوء تام، انقلبت عائداً لسريري بعد أن مددّت جثة الطائر في القفص، سحبت الغطاء حتى رأسي، ثمة قشعريرة أخذت تعتري بدني، أسناني تصطك، مع ذلك فأنا أشعر براحة غريبة، لقد تخلصت من أحد غرمائي أخيراً . إستيقظت على صرخات أمي! وجدتها قد التفتْ بثوب نومها الأسود شبه العاري، وهي متسّمرة قرب القفص، كانت تضع الطائر بين كفيها ،وهي تحدق في جسده الصغير بشرود، قلت وكأن لا شأن لي بما حدث، حتى إن صوتي بدا صادقاً ومتعاطفاً :
-ماما، سلامتك ألف سلامة، سمعتك تصرخين، أوه، ماهذا؟ مابه طائر الكناري الجميل!؟. لويت عنقي صوب راحتيها، أرتني العصفور الذي بات ضئيل الحجم، قالت وقد تجمعت دموع كبيرة في عينيها :
-العزيز، وجدته هكذا في القفص، لم تسنح لي الفرصة لتقديم الفطور له! ظننته راقداً، لكن آه، إنظر صغيري ميت الآن. كدت أن أضحك، يالي من مغفّل، كيف لم أنتبه لمشاعر هذه المرأة من قبل، وكأني لست طفلها أو حتى عصفورها مثلا! تقدمت صوبها، رحنا نداعب معاً بلطف ريش الطائر الهامدْ، قالت وهي تتنهّد :
-خذه حبيبي، احفر له وكن رقيقا عندما تدفنه، هل سمعتني جيداً؟ . اومأت برأسي وأنا أمدُّ أصابعي بحذر صوب جسد الطائر الهش، تقدمت صوب الحديقة وقد قررت دفنه هناك، سمعتها تتحدث إلى نفسها :
-سأجلب واحداً غيره، نعم لابد أن أفعل وسيكون الأجمل هذه المرّة. تجمدَتْ قدمي للحظة، شعرت بأني سأبكي لامحالة، لكني تحاملت على نفسي، تقدمت للامام وانا اهمس لنفسي :
-سأقتله يا أمي، اعدك بأني سأفعل هذا في كل مرة!. (تمت)
بقلم / رعد الإمارة - العراق - بغداد

أسود المغرب شعر الأديبة والشاعرة / د.سلوى بنموسى المغرب

 اسود المغرب / شعر

الاديبة والشاعرة د.سلوى بنموسى
المغرب
أسود المغرب
دخلوا الملعب
أعطوا من روحهم وقلبهم
ثابروا وعرقوا
تألموا وواصلوا
أسود المغرب
آمال وأحلام لا تنتهي
كتب لكم تحقيق الشرف
تحقيق الحلم المشروع
توجوا وفازوا
فرحة المغاربة والعرب
لا تضاهي وليس لها مثيل
آمنوا بأنفسهم وبقدراتهم
ونهلوا تحقيق الهدف المستميت
وتوجوا بالنصر أكيد
فإلى الأمام دوما
يا أبطال ويا رجال
يا من زرعتم البسمة
والفرحة في قلوبنا
وجعلتموننا
نبكي فرحا ونشوة
وعزة وتألقا
سيكتب التاريخ أسماؤكم
بماء الذهب
فافرحوا وارقصوا
فطوبى لكم طوبى
وهنيئا لكم هنيئا
شرفتمونا ورفعتم
رأسنا شامخا
ألف شكر يا أسود المغرب
ننتظر منكم المزيد المزيد
فكونوا رجاء قوتنا وقدوتنا
وسر فخرنا وانتمائنا
وبلسم سعادتنا
ورقينا وتميزنا
بوركتم . بوركتم ..
ابطالنا البسلاء الأمجاد
قد تكون صورة ‏‏‏٨‏ أشخاص‏ و‏تحتوي على النص '‏مبروك الفوز للأسود‏'‏‏

لعبة في الوطن بقلم الكاتبة المبدعة / فوز حمزة

 لعبة في الوطن

- قصة قصيرة -
الجو شديد الحرارة والشمس عمودية كعادتها في مثل هذا الفصل حتى إنه شعر بقطرات العرق تنساب من كل مكان في جسده، كل ذلك لم يمنعه من البحث عن مجلة الوطن في عددها الأخير الصادر يوم أمس وكان الجواب واحدًا لدى أصحاب المكتبات في شارع المتنبي: لقد نفدت أعداد المجلة حال وصولها.
ما العمل الآن؟ تساءل حائرًا.
استمر بالسير داخل الشارع رغم الزحمة مواصلًا البحث عند باعة الكتب والصحف ممن يفترشون الرصيف. أخيرًا عثر على مجلته المفضلة.
توجه بالسير نحو يمين نهاية الشارع حيث المقهى الذي يعج برواده من المثقفين والأدباء الذين ردوا عليه التحية من بعيد قبل أن يتمكن من إيجاد مكان خالي في أقصى المقهى قريبًا من الموقد الممتلئ بقوارير الشاي ولوازمه.
ارتشف قليلًا من شاي الحامض بدون سكر بعد أن وضعه أمامه نادل المقهى الذي راح ينادي بأعلى صوته ملبيًا طلبات الزبائن .
خشخشة أوراق المجلة وهو يقلبها بين يديه ضاعت وسط موسيقى قادمة من مكتبة تحتل أحد أركان المقهى تبث أغنية على طرف جناحك يا حمام لنجاة الصغيرة بصوت مغنية أخرى لا يعرف اسمها.
تصفح مواضيع المجلة التي لم تعد تثير شهيته للقراءة ما عدا الصفحات الأخيرة التي كانت تتضمن نكت من قراء المجلة واحجيات رياضية وعمود لأحدهم يسرد فيه موقفًا طريفًا تعرض له.
سال لعابه وهو يرى المربعات الفارغة في فقرة الكلمات المتقاطعة. أخرج من جيبه قلم الحبر الجاف ليمارس هوايته التي تعلمها منذ نعومة أظفاره.
أصبح مدمنًا في ممارسة اللعبة حد هذه اللحظة. يشعر وهو ينظر للمربعات الفارغة كأنها تستنجد بذكائه ليملأها فتظهر بعدها الكلمة المطلوبة. في هذا العدد كان اسم دولة توجد فيها مناجم الفحم هو اللغز.
وضع اسم فريق كرة قدم رياضي إنجليزي عاموديًا، هذه الحروف ستسهل عليه المهمة التالية في معرفة اسم الدولة التي تشتهر بزراعة المانجو في المربعات الأفقية.
ارتشف قليلًا من الشاي بعدها كتب اسم ملاكم عالمي مسلم معتزل، أخذ ينقل نظره بين السماء والمجلة محاولا تذكر اسم مطربة سورية يبدأ اسمها بحرف الميم وهو الاسم الذي ظهر له في العمود التالي فكتب بسرعة اسم رئيس أميركي من أصول أفريقية عاموديًا بعد أن ظهر له الحرف المشترك. لم يكن صعبًا عليه إيجاد مرادف كلمة الحب أما المربعات التالية تطلبت منه البحث عن عكس كلمة ظلام والمربعات الأخيرة لم تسرق من وقته سوى ثوان عديدة ليعرف اسم الوباء العالمي المنتشر حاليًا.
نسي كل ما يحيط به منشغلا بتلك المربعات التي تقاطعت بذات الحروف مع مربعات أخرى،ليست بالمهمة المستحيلة. كانت فقط بحاجة لبارع مثله قضى حياته كلها في تعلم أسرار اللعبة ليتوصل إلى الحل.
شعر بالزهو والفخر وهو يرى كلمة الصين التي ظهرت له من تلقاء نفسها بفضل ذكائه وثقافته.
كان قد غادر المقهى وضاع بين رواد الشارع حين ناداه النادل قائلًا:
لقد نسيت الوطن!
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏منظر داخلي‏‏

الاثنين، 5 ديسمبر 2022

شجون كلمات / متولي بصل ( دمياط - مصر)


 

شجون

كلمات / متولي بصل

( دمياط  - مصر)

يعاديني القريب أو الغريب

وما بي من جذامٍ أو بهاقٍ !

ولكني إذا ما قلتُ رأياً

نطقتُ بلا رياءٍ أو نفاقٍ

وإن الصدق منجاةٌ ولكن

قلوبُ الخلقِ تجنحُ للشِقاقِ

مرضتُ فلم يعُدني من رفاقي

سوى همي وحزني واشتياقي !

وكلُ أحبتي لم يذكروني

وحتى إخوتي طاقوا فِراقي !

فما نفع الدواء وقد جفاني

أعزُّ الناس وأحبُّ الخلاقِ

أواسي في ظلام الليلِ نفسي

ونفسي تحت أرزاءٍ طِباقٍ

تقلِّبني على جمرٍ ظنوني

وتعلو بي وتهبطُ كالسواقي

ولا يجري بها ماءٌ ولكن

بها زيتٌ تزيد بهِ احتراقي !

جراحاتي شظايا من حريقٍ

ودمعي مثل جمرٍ في المآقي !

وعيشي بين أهلي كالغريبِ

سقاني المرَّ من كأسٍ دِهاقٍ

أنادي ربما أحد يجيب

فلا أسمع سوى صوت اختناقي

يطيبُ العيش إن طال الوصالُ

ويبقى الحبُّ حيّاً بالتلاقي

فإن حلَّ الجفاءُ فقم وأذن

وقل لا حي في الآفاق باقي

 

 

 

السبت، 29 أكتوبر 2022

ستار النوافذ بقلم / صالح عزوز

 ستار النوافد، يراقص النسمات الباردة، وقناديل الشوارع تغازل ألحان الموسيقى الهادئة، والليل يرقص وحيدا في ظلمته، بين هذا وذاك، طقوس الحب توثق في صمت، و عشاق يقطفون الشوق، و يغرسون بدله ذكريات وردية...

صالح عزوز

الإنسَانِيّةُ ... للكاتب / فريد المصباحي - المغرب

 الإنسَانِيّةُ ...

همسَ الصُّبحُ
في أذنِها مُعلِناً
عن " يومٍ سعيدٍ "
تَدحْرجتْ من سريرِ
الطفولةِ
وقعتْ على رصيفِ الحياةِ
اِبتسمتْ
رَسمتْ قلباً
على دفتَرِ الأيامِ
وكتَبتْ " ستُشرقُ
شمسِي
وتُزهرُ أيّامِي "
ركِبتْ زورَقَ الأملِ
فٱتّجَهتْ نحوَ
مَركزِ السّعادةِ
تلقّفتْها الأيَادي
يدٌ تـَدفَعُ
يَدٌ تَمــنَعُ
يَدٌ تقــمَعُ
يَدٌ تَشــنَعُ
يَدٌ تَجــمعُ
وقعتْ تَحتَ أحذِيّةِ الأنَا
ضَغطتْ على وجْنتَيْها حتّى
سالَ الدّمُ من مُقلتَيْها
بدِرهمٍ بَاعُوها
بدِينَارٍ شَرَوْها
على جُذوعِ
المَوجِ نَحَتُوها
كتَبواْ إسمَها
في آخِرِ لائِحةِ
المنْبوذِينَ
وعلى خَصرِها
كتَبُواْ :
" سَفيرَةُ السّلامِ والطُّفولةِ للبَيعِ "
من أرَادَ أن يَشتَريَ ، يَدفَعُ
بِ " بَلاَشْ "
الإنسَانيّةُ بِبَلاشْ
ثَمنُ حُرّيتِها
دمٌ تَدفَعُهُ
لخَفافِيشِ اللّيلِ
والنّهارِ
الأسودُ والأبيضُ
يليقُ بكِ
سَيّدَتي
كَم هُو قاسٍ
أنْ تَقُومَ
مِن سَريرِ الحياةِ
لتَقعَ في دهاليزِ
زَنَازِنِ المُتسَكّعينَ
الطّالبِينَ رَغِيفَ
الآهـــاتِ
والضّيَاعِ
واليـــأسِ
والحِرمانِ
في سُوقِ الخُردةِ
تُباعُ الأعضاءُ البشَريّةُ
يدٌ من تُــــرابٍ
قدمٌ مِن حديدٍ
عَينٌ من زجاجٍ
وجهٌ بلا ٱبتسامةٍ
بُندُقيّةُ صيْدٍ صَدِئةٍ
مُقابلَ خَصرٍ مُتهالِكٍ
تَمتَصُّهُ عيونُ
العابِرينَ
شيوخٌ
شبـابٌ
أطفـالٌ
ونسـاءٌ
تَجاوَزَهُنّ الزّمَنُ
فنَبذهُنّ نحو الهُراءِ
على رصيفِ المَدينةِ يَقبَعَنَ
وُلِدنَ في التّعاسةِ
يَفترِشْنَ كلابَ
اللّيلِ تَنهَشُهُنّ
عقاربُ السّاعةِ ،
على الضفّةِ الأخرَى
مُتشرّدُون من زمَنِ اللاّشيءِ
يَمتَطُونَ دَوابَّ
القصَبِ بِلِجامِ الفَقرِ والضياعِ
يَتَجَوّلُونَ في أقبِيّةِ الحِرمَانِ
بِناياتٌ من إسمَنتٍ
تُخسَفُ ، تَرقُصُ
على نَغمَاتِ العِنبِ
المَسكوبِ في كُؤوسِ
الحَيارَى
والجَواري يُعانِقنَ
السّماءَ ، ليَقعْنَ
على شَواطِىءَ مِن حَريرٍ
تَشتَمُّ مِن أفوَاهِهنّ رائحَةُ
عَوالمَ الجَحيمِ
المُتعَفِّنِ ،
بينَ ثَنايَا وشَظايَا
الأيامِ الغَارِقَة
في أوحَالِ اللاّمُبالاةِ
تَسقطُ الأقنِعةُ
لتُفرِزَ أجناساً مِن
أُناسٍ مِن حديدٍ
تَكشِفُ عن وجُــوهٍ
بلاَ ٱبتِسامةٍ
بلا حَـــــياءٍ
بِــــلا أفئِدةٍ
بِلا كرامــــةٍ
بِلا مَــبادِىءَ
بِلا رَحـــــمَةٍ ...
بقلم : فريد المصباحي / المغرب
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة