Translate

الأربعاء، 12 يوليو 2023

خوف للكاتب المبدع / عبدالله محمد حسن - مصر


 خوف

هل تحتملين يوما
بكائي
بين ذراعيك
على صدرك
أم أنك أعتدتى
أن يسكن الخوف منى
داخل قلبك
تتسارع أنفاسك
وقرارك
يعجل بالهرب
من أكثر شخص
فى هذا العالم يحبك
يحاول أن يشاركك
جرحه النازف
فى بعدك
يلتمس
وسط ظلام اليأس
‏طريقا
‏ينبت فيه
‏زهره وزهرك
‏حبيبتى
‏من سواى
‏يراك له حلما
‏فكل من يراك
‏يطمع فى حسنك
‏مثلك عنده
‏مثل فراشة
‏زاهية الالوان
‏حطت على شرفة
‏وظلت تتباهى
‏بحسنها
‏فتعلو وتهبط
‏حتى أنهكها التعب
‏وراحت تصمت
‏ألقى بها
‏من شرفته
‏إلى خيوط عنكبوت
‏همجى أحمق
‏وراح يبحث بين الفراشات
‏عن غيرك
‏تتباهى بجمالها
‏وتعلو وتهبط
‏أسمع دقات فؤادك
‏شئ بداخلك
‏ورثتيه
‏دون أن يخبرك أحد
‏خطر قربك
‏انتزعى من هذا الموقف
‏سريعا نفسك
‏قبل أن تغرق
‏فى بحر أحساس
‏يسكت فيها
‏نبض الهرب
‏من هذا المازق
‏فأنت امراة
‏ستظلين سالمة
‏مادمت بعيدة
‏كل البعد عن نار تحرق
‏هل تحتملين قربى
‏لا أظن أمراة
‏تحتمل أن تهوى بحق
‏وأن تعشق
‏النار تحرق
‏من يقترب منها
‏تحيله رمادا
‏ورغم ذلك
‏لايستغنى المرء عنها
‏لأنها الحياة
‏نلقى إليها
‏مانريد لينضج
‏وننتظر حتى يبرد
‏هل عواطفنا
‏تحتاج لإعادة تشكيل؟
‏لنعيد بها بعد ذلك
‏الرؤية بتجدد
‏أصعب شئ أن نتغيير
‏من شئ إعتاد
‏أن يحيا على عقولنا
‏فلانستطيع أن نرفض
‏الواقع يرفض
‏حين تجد حياة
‏من لايسايرها
‏يهوى
‏تتركه الدنيا وتمضى
‏وهو
‏مازال يعد العدة
‏كى يستعيد الماضى
‏يرفض معه أن يرجع
‏يظل حزينا
‏يتأسف عن عن ماض ولى
‏وحاضر لايعرف كيف
‏يعيش فيه وينهض
‏هل تحتملين الحب
‏بقاموسه وعالمه
‏دون تمرد؟
‏تبحرين في بحره
‏ومعك حرية قلب
‏لايتردد
‏على مركب الطمأنينة
‏والوعد الأوفى
‏تتهادى أمواجه
‏موجة تتبعها موجة
‏تحكى كل منها
‏حكايات الحب
‏منذ غابر الزمان
‏وكيف تفرد
‏كيف كان الحب
‏غذاء قلوب
‏تحدت كل عواصف المنع
‏حين أعتقدت
‏أن الحب وجود
‏من أجله
‏خلق الله العالم
‏وأباح علومه
‏لقلب يرى فيه
‏صدق ينبت مثل الزهر
‏شيئا فشيئا حتى يرشد
‏مد يدك
‏فالغوص يحتاج
‏لثقة كبرى
‏وصمود أقوى
‏من كل جبال العالم
‏دون تردد
‏يقاسمك الخوف
‏من الرجل طعامك
‏لايشبع هذا الخوف
‏من مشاعرك
‏حتى يتركك
‏وأنت تذبلين
‏كزهرة نسيها الساقى
‏فراحت تتحلى بالأمل
‏الغارب فى بئر النسيان

مناداة للكاتبة المبدعة / الأديبة والشاعرة د. سلوى بنموسى المملكة المغربية


 مناداة

قال لي القلم !! أكتبي ابدعي ؛ واكبي تطورات عصرك
التحمي كالبنيان المرصود ؛ نقبي عن الدرر.
ابحثي عن السبل والغايات
تحركي يا إمرأة !!
أجبته : وأنا لمسكينة متلي أن تدلو بدلوها !!
ألا ترى الفضاء المعرفي قد اكتمل
واكتمل معه البدر ضياء ورونقا
أردف : بلى بلى ولكن لا تستهيني ؛ بقدراتك الفكرية والنفسية والثقافية .
خجلانة يا أنا رددت عليه : لا تعظمونني رجاء لكي لا أصبح مختالة ومتكبرة كالطاووس
ضحك بملئي شدقيه قائلا : دوما متواضعة سيدتي النقية .
كفاك تقليلا من قيمتك .انطلقي وتوكلي على المولى القدير
حفزني صاحبي ؛ فأخذته بين أناملي ؛ ألفه يمينا وشمالا
أجره جرا ما اشتكى ولا بكى !!
أطربه عذب الكلمات وأتغنى معه بأروع الألحان .
تركني أفعل ما أشاء ! بل شجعني أكثر بضحكته الماكرة
فدنوت أسأله عن حال البلاد والعباد ؛ عن الآفات والشرور
عن الوباء والابتلاء
عن وساوس الشيطان ؛ وعن النفس الأمارة بالسوء
بقي طوع بناني صامدا مطواعا
ذهلت من أمره ومن صمته العجيب
وكأن القطة قد أكلت رصاصه
قلت له : ويحك ألا تشاطرني الكلمات والمعاني والرأي السديد والعرفان بالجميل
قال لي : سيدتي لقد أصابك مس من الجنون ؛ تكتبين كل شيء وتنسين مسألة مهمة
أجبته : ايتيني بها اذا !!
قال : سمعا وطاعة يا ست الستات .
لقد نسيت أمر ملكوت الله العظيم
إذ إذا أراد شيئا يقول له كن فيكن
فما قولك بالإدعان للمولى الحكيم ؛ في كل صغيرة وكبيرة !؟
في حب البقاء والعطاء
في القناعة والصبر
في التفائل والمناجاة
في البر والتقوى
في الصلوات والصدقات
في الأدعية والارتسامات
في القبول بالقدر خيره وشره .
فتحت فاه دهشة أجبته : حيلك حيلك عني
ابتعد ابتعد فأنت تتير حماقاتي وصبيانيتي
أردف : لا لا أنت تذاكين دوما معي ! أعرف خبثك
وضحك إبن الجنة معي ههههههه
عانقته وأنا ممنونة له ؛ إذ فتح عيوني على حقائق تابتة
ربانية صرفة ؛ وعن المبادئ الإسلامية السمحاء
وعن الاعتزاز بالروح وبالكينونة وبالهوية ؛ وبشرف الإنتماء
وعليه أيها الحضور الكريم ؛ وجب ان نستبشروا خيرا خيرا بمولانا العظيم ؛ ربي ورب العالمين أجمعين ؛ وبواقعنا
ونعلم علم اليقين ؛ بأن لنا إله كريم
سيجود علينا ولو بعد حين ..
إن أخلصنا الدعاء والنية الحسنة
وأنه سيزيل عنا همنا وغمنا وكدرنا
وعللنا وأوجاعنا وانكساراتنا
وبأن غدا ستشرق شمس جديدة ؛ ويوم جديد وجميل
لذا لزما علينا أن نتفائل ؛ وأن نستبشر بالله عز علاه
بشرى تنير قلوبنا وعقولنا وتدخل الطمأنينة والسعادة على أرواحنا ؛ وستملأ حتما رؤوسنا ؛ مواهب ومواقف ومواعظ ودروس وحكم
لن نخرج من مطباتنا والله ؛ ونحن خاليوا الوفاض
بل سنغتني بالتجارب والارشادات.وبالتالي سيكون هناك تطور المبدئ والثروات الفكرية المتنوعة والمتشعبة . وكل هاته الأشياء والمزايا ستصب حتما في قاموس الإبداع والرقي والسؤدد
وسنترفع بها عن أنفسنا إلى حقل وفضاء النماء والطوباوية وإلى توصيل الإنسان ليحضى بمكانة رفيعة ومحترمة
يسعد بها آدميته وإنسانيته سيان !! ويسعد بها الآخر
أشهذ أنني قد بلغت !! ولا قول غير الحق يجدي
نتوكل على المنان القدير الرزاق الحكيم
ونعمل ما نراه مناسبا وكفى !!
والله المعين لنا وللجميع .
الأديبة والشاعرة د. سلوى بنموسى
المملكة المغربية

قصة قصيرة: "علامة فارقة" للكاتب المبدع / حميد الهاشم - العراق

 قصة قصيرة:

"علامة فارقة"
في لحظة واحدة ،كنت أرى الكل ، ليس لاني في مكان مرتفع ، بل لأنني هكذا ، أرى اللحظة كلها ، ميّتها وحيّها.
بلهفة دخلوا القاعة ، دخل بعدهم، نازلا من سلم جانبي ، نحن المعلقين كنا ننتظر أن يدخلوا ، ننتظر أن ينظروا لنا ،لم يأت أحد لي ، سوى هذا الرجل الذي وقف قُبالتي ، يدّعي أنه يعرفني ، بيد إني في نسيان منه.. خاطبني:
" لقد فعلتُ كل الذي تمردتَ أنت عليه، هربتُ بعدك إلى الغرب ، التجأت إليه ، حتى إني تزوجت فيما بعد هذا الغرب، وتزوجني".
ما زلت لا أتذكره، لكني أشتقتُ لمعرفة تفاصيل ادعائه صداقتي أو مرافقتي قبل أن أكون معلّقا.
هو يعرف مع من يتحدث ، أنا لا أعرف من الذي يتحدث معي الآن ، رغم أنه يبدو ليس متيقنا تماماً من أنني أنا أنا.
للوهلة الأولى كنت أجهله، أنْ أجهله ؛ذلك يخّلف عندي شلالا ً من الأسئلة، وأنْ عرفته أشعر أنه سيوّلد عندي تيارا من الندم...كل الذين عرفتهم بعد تحديقهم..أما شلالا وأما ندما.
اقترب مني أكثر ، عيناه تسمرتا في ملامحي ،أحنى رأسه الأشيب على كتفه الأيمن ، غرق في الذاكرة بعيدا ، كأنني لمحت بللَ دمعةٍ بدأ ينزّ من عينه، نعم..نعم، أنها دمعة، رفع يده لمسحها بكم جاكيته الفاخر.
دعها يا رجل ، يبدو أنها أجمل ما في لحظاتك الآن.
خاطبته دون أن أخاطبه.
أطلق آهة مع كلمات أربعة بينما هو يمسح دمعته.: " أنه..هو".. "أنه هو".
الآن تيقن من أنني أنا هو المُراد.
كنت قد تركتُ الزمن خلفي ، تركت الوطن لزمن هذا الرجل الذي يحدق بي ويحادثني منذ نصف ساعة أو أكثر.
بعد تلكم الكلمات ، أطلق جملة طويلة:
" ما كان الأجدر أن أن ترحل وتتركني..ما كان الأجدر أن تدخل الجنة وحدك وتتركني".
ثم أكمل، شيء أقرب للفضيحة:
لقد عاشرت امرأة شقراء ، تقطن إحدى ضواحي باريس ، عامان من الزنا العلني ، قبل الحب كانت مرحلة الخمر يا صديقي ، أعذرني ..ليس لي أن أنسى من إنك أحد أبطال الفضيلة."
أنا أرى الجميع في هذه القاعة المليئة بالجميع.
نصف هذا الجميع أموات ،نصفهم الآخر على قيد التأمل لما هو معلق ما فوق الجدران..صور كثير معلقة ربما بقدر المجازر الجماعية ، الأنين والحنين والحشرجات والآهات تتعالى في هذه القاعة ، قاعة الشهداء ، الشهداء ممن لم يعودوا إلى ذويهم ، لاخبرَ ، لاجثمانَ ، لا عزاء ،السكوت قبل ثلاثين عاماً مع حبس الأنفاس علامات العزاء العلنية ،ومن يخرق السكوت بدمعة ومن لم يلتزم بذلك يلتحق بهم.
الآن نحن معلقون ، صورا فقط ، بعد الأطاحة بمن أطاح بحياتنا.
أنا.. صورتي تلك ، وهذا الرجل يدُعي صداقتي والتي أنكرها عليه الآن، لا أعرفه ، هو مهمتي الآن ، وإلاّ ليس له الحق ادعاء رفقتي ، الأكثر من ذلك أنه يحاججني إني..تركته ومضيت إلى جنتي.
تذكرت أمي التي لا توحد في هذه القاعة، تذكرت أبي وأمي الذي ربما الآن في قاعة أخرى للبحث عني وهما يتفحصان الجدران المزّينة بنا.
إخوتي ، لا أحد.
صورتي دون ألوان، أسود وأبيض.. وصديقي مطاطيء الرأس مازال قُبالتي ويعلن أمام البياض متمتما:
" الأسود نحن.. والأبيض أنتم".
تحدث الرجل بصيغة الجمع هذه المرة.
ثم أردف بصيغة المفرد، مستعيناً بفقرة الأجدر:
" كان الأجدر بي أن أترك الجحيم.. الحياة..وألتحق بك..معك"
المتعاكسات التي أردفها والتي جمعتها منه.
مرة الجنة.. وأخرى الجحيم.
أنتم الأبيض..نحن الأسود.. يتوسط ما بين الجمع والمفرد.
"يا صديقي... أنني لم أعد أنا.. أنا قبلتُ القسمة على نفسي.. وأصبحت أكثر من واحد.. أما أنت فلم تكن كذلك..فمضيتَ إلى وحدك بوحدك."
هكذا الآن يخاطبني.
"أنا ذاك الذي كنت أشبهك..حين تم اعتقالك.. حين كنا طلبة في الإعدادية.. لا أدري لماذا لم أُعتقل وقتها..لم أكن أعرف الحكمة من ذلك..يبدو أنني أعرف هذه الحكمة الآن "
ويبدو أن ملامحه بدت تطفو في ذاكرتي ، تماشياً مع ادعائه في معرفة حكمته.
حسنا..حسنا..تذكرتُ..
القلب هو العلامة الفارقة ، حين كنا معا كنت أعرف قلبك، وحين ذهبت العلامة الفارقة لم أجد الطريق كي أعثر عليه، أو عليك.
أكمل مناجاته معي:
" أعرف أنك ستبصق على وجهي بعد ما سمعت، لا أخفي عليك أني أصبحت من المرابين الكبار ، الربا جعلني مليارديرا ، السياسة أعادتني إلى القمة حين عدت إلى بلادنا ، بلادنا التي اعتقلتكَ وأنت في ربيع العمر قبل سنوات وسنوات ،وذنبك الوحيد هو أنك تحب الحرية والفضيلة.
الغريب يا صديقي ، اني بكل آثامي وتحولاتي الآثمة صرت مديراً لميراثك، نعم صرت مديرا لكل ميراثك؛ كل ما تبقى منك، وماتبقى لك في دائرة الشهداء السياسين ، بعد أن عدتُ ، صرت مديراً لها... أنا المسخ.. أنا الذي لا أشبهك في شيء"
حميد الهاشم / العراق.
*( القصة فائزة بالمركز الأول في منتدى المشكاة الأدبي/ تموز 2023)
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏

وكشَّر عن أنيابه ثانية قصة قصيرة للكاتبة المبدعة / ليلى عبدالواحد المرّاني - العراق


 وكشَّر عن أنيابه ثانية …./ قصة قصيرة

ليلى عبدالواحد المرّاني / العراق
اصطدم بي.. سقطت حقيبتي، رفعها.. التقت أعيننا. قشعريرةٌ أصابتني كمن دُلقٓ عليه جردل ثلج، (اختضّت) لها كلّ خلايا جسدي. معتذراً، وابتسامةٌ حاول رسمها، أطلقت خوف فأرةٍ وقعت في مصيدة، سحبت ابنتي الصغيرة لأهرب. قوةٌ خارقة تفجّرت في عروقي فجأة، وتحدّيت خوفاً عتيقاً سكن أعماقي، وأعلنتها مواجهةً مفتوحةً لأوّل مرّة، أسلحتي كانت حقداً دفيناً، وصرخة مكتومة ظلّت تعذّبني سنين وسنين..
نظراته اللّزجة، لا تزال كما كانت، قيحاً يلوّث وجهي، فأمسحه، وألف شيطانٍ يتراقص فوق ابتسامته، أنيابه استطالت أكثر، حتى أحسستها تقطِّر دمي ودم ضحاياه الأخريات.
ذئباً جائعاً لا يزال.. لهثت أنفاسي خوفاً.. وشهوةً قديمةً تنزُّ عفناً أنفاسه تلفحني، تحوم حولي. تصبّبتُ عرقاً في يومٍ تمّوزيٍّ بامتياز، أشعلته جحيماً حممُ غضبي وتشظّيات ثورةٍ مكتومة كست معالمي.
سياطُ لهبٍ تضرب عشراتِ الأجساد المنهكة من الانتظار، طابورٌ طويل يقفُ بإعياء، وحفيفُ أوراقٍ يحملونها، يحاولون تحريك الهواء، علّ نسمةً باردة ترطّبُ أفواههم الجافّة، وأنا لا أزال متحدّيةً، أنظر إليه بكلّ عنفوان ثورتي وحقدي المفاجئين، وأمسح عرقاً أخذ يتصبّب حتى من أظافري. أحسستُ بانغراس أنيابه في جسدي، حتى أكاد أخلع جلدي، تطهيرا من تهمة لصقت به.
عذبةً، رقراقةً كانت مياهي، تعكّرت حين ألقى حجره وسدّ مجراها، فأنبتت أشواكاً مسمومة، ظلّت ترافقني.
وسط فوضى الذكريات وتداعياتها، سألني، وليس من صدى لكلماته في أذني. جملة قالها اقتلعتني من متاهاتي: ابنتك جميلة، تشبهك..
وبخوف، خبّأت طفلتي خلف ظهري، أحمي جلدها الطريّ من إثم نظراته الباحثة عن الخطيئة. تتذمّر صغيرتي، بنت السابعة عشرة أجدها فجأة أصبحت، لا تمشي بقدمين، بجناحين شفّافين صارت تحلّق، كما كنت أنا الصغيرة القادمة من أعماق قرية جنوبيّة، نهارها تقاليدٌ وعيونٌ تترصّدك وتحصي أنفاسك، وليلها رصاصٌ مجنون يشقّ سكون الليل بين حين وحين، ومآتم في الصباح تقام..
متعثّرة خطاي، دخلت حرم الجامعة، حاملةً وعوداً وأحلاماً كبيرة احتواها، واحتواني.. هو ابن المدينة بخبرة وتمرّس وتحت جناحيه طواني، وأطّر حركاتي وتطلّعاتي بإطارٍ اختاره، يناسب رغباته.
تقبّلته طوعاً وفرحاً أول الأمر.. انتفضت، وتمرّدت حين أصبحت أغلالاً تشلّ حركتي، وطوقاً ثقيلاً يلتفّ حول رقبتي، فأختنق..
الجمال لعنة، حقيقةٌ لم أدركها الاّ لاحقاً. نظراتٌ تلاحقني، وتطاردني أينما كنت، ارتحتُ لها، وفرحت، وامتلأت غروراً وزهواً، وحين استجبت، انتفض غول ُغضبه.. فاجأته جرأةٌ لم يعهدها من تلك الصغيرة، قابعةً تحت جناحيه كانت، متعثّرة الخطى، وطوقٌ ثقيلٌ تنوء تحت وطأته.. نبت لها جناحان، وطارت تستقبل الحياة.
عشت أحلاماً جميلة حملتها معي من قرية الشمس والرصاص، اغتالها بغفلة مني..
ــ تزوّجتِ؟ كم من الأبناء أنجبتِ؟
انتفضت من استغراقي وهذيان ذكرياتي على صوته يسأل..
ــ ثلاثة، وأنت؟
ــ ثلاثة أيضا، ولدان وبنت..
وبحقد عشرين عاماً، ملأها خيبةً وخوفاً، وخذلاناً، حين اغتال أحلى سنيني، وأطفأ جذوة أحلامي، وشوّه ناصع صفحتي، قلت:
ـ قد تقع ابنتك فريسة ذئبٍ، مثلك.
انتفض، وابتسامة أحسستها مرعوبةً طافت على فمه..
ــ ليست جميلة، كما كنت أنت.
الجمال إذن كان لعنتي، ومحنتي.
انتشلني صوت الموظّف المتثائب من جحيم آلامٍ حملتها عشرين عاماً، كفّنتها ودفنتها في مقبرة مهجورة، وها هي الآن تنتصب أمامي بكلِّ جبروتها وقسوتها، تنخر في جسدي حدّ العظم.
أخذت معاملتي من يد الموظف الكهل، وسحبت ابنتي هاربة، وبلوعة وحرقة سنين ظننتها انطفأت، وأنا أرمي سؤالي رصاصًا في وجهه
ـ لماذا فعلت ذلك؟
صوتي منتحباً تفجّر، وضحكةٌ لم أدرك مغزاها صاحبت صوته الذي مزّقني..
ـ كي أنفرد بك.. ينبذك الجميع، حتى معجبينك.. وتبقين لي.. لي وحدي..

في واحة الهايكو للكاتبة المبدعة / د. جيهان هلال


في واحة الهايكو

بيداء قاحلة
الحروف ظمأي تحتضر
جفاف العقول
............. ...............
في بيداء القلوب
يصدح الصدى لا جدوى
هذيان
بيداء قاحلة
الحروف ظمأي تحتضر
جفاف العقول
............. ...............
في بيداء القلوب
يصدح الصدى لا جدوى
هذيان

ضاعت ؟! للكاتبة المبدعة / د.سلوى بنموسى المغرب


 ضاعت ؟!

ضاعت حقيبة أحزاني
فيها تعاستي ونحيبي
آلامي وأوجاعي
دموعي وأشجاني
انكساراتي واعوجاجي
رب العالمين عوضني
حقيبة نصر تسعدي
وضعت فيها
ما تبقى من نجمي
من آفاقي وأحلامي
من كرامتي وانسانيتي
من ضوئي
ونور وجداني
ضاعت مخاوفي
واهتزازي وسؤمي
عوضني الهي
سكينة تحمدي
ويمن ويسر يطمحي
وخاطر يتمددي
وتبوتا يسجدي
وضحكة من القلب تسطعي
سبحانك ربي منقدي
فمن لي سواك على كتفي يربثي
ويقوي ايماني وخلقي
ويضيف سؤددي
وعزتي ونعيمي
وسعادتي وفرجي
ضاعت ؟؟؟!
لا لن يضيع شيئا أحبائي
فالكل مخلوف يؤخذي
عند الباري تعالى يضاعفي
فبالنية والكفاح والصبر
نجزمي وننطلقي ونغنمي
الحمد لله دوما وابدا
على كل حال
د.سلوى بنموسى
المغرب

مشاركات الأعضاء

قدر العرب للشاعر متولي بصل

    قدْرَ العربْ متولي بصل مصر *** غدا يعرفُ الناسُ قدْرَ العربْ وأنَّ العروبةَ  مثل الذهبْ وأنَّ البلاءَ على قدْرِها عظيمٌ وكمْ منْ بلاءٍ ح...

المشاركات الشائعة