Translate

الثلاثاء، 14 فبراير 2023

وَجْبَةٌ شَهِيَّةٌ وكأسُ نبيذٍ- قصّة قصيرة للكاتب المبدع / عامر عودة فلسطين

 وَجْبَةٌ شَهِيَّةٌ وكأسُ نبيذٍ- 

قصّة قصيرة

للكاتب المبدع / عامر عودة

 فلسطين

أَفْرِدُ الكتبَ الّتي اقتنيتُها أَمامي على الطّاولة. كِتابٌ بجانب الآخر. أنظر إليها بمتعة وكأنّي أنظر إلى وَجبات شهيّة بِنَهَمٍ. كم هو جميل أنْ تَتَنَوّع وجباتك، وأنْ لا تقتصر على نوع واحد فقط. فهذه فرنسيّة، وتلك روسيّة، أَمّا هذه فأمريكيّة جنوبيّة، وتلك بكلِّ فخر عربيّة.
أَقف محتارًا في أيِّ وجبة أَبدأ. فأنا في المُدَّةِ الأخيرة شَرِهٌ، ألْتَهِمُ الوجبات واحدة وراء الأخرى بِنَزْوَةٍ دون شعور بالشّبع. بَلْ على العكس، فَكُلَّما انتهيت منِ الْتِهام وجبة تزداد شهيّتي لوجبة أخرى!
أحيانًا أبدأ باجترار ما أَكلْتُ! بعض الحيوانات تَجْتَرُّ ما أَكَلَتْهُ من طعام، أمّا أنا فاجترُّ ما قَرَأْتُهُ من قصص وحكايات. هُم يَجْتَرّون من مِعَدِهم وجهازهم الهضمي، أمّا أنا فأجترُّ من وعاء ذاكرتي. هذا هو الفرق بيننا كبشر وبين تلك الحيوانات. هم يأكلون ليعيشوا فقط، ويجترّون ما أكلوا لأنَّ كلَّ همهم هو الأكل ثمّ الأكل. أمّا نحنُ البشر، فنأكل لا لنعيش فقط، بل لنستطيع أنْ نُفَكِّر ونَعمل ونُبدع ونَخترع. ألَمْ يقولون أنَّ الحاجة أُمُّ الاختراع؟ القوّة الجسمانية تراجعت أهمّيتها كثيرًا أمام العقل الّذي استطعنا بواسطته أنْ نسيطر على العالم. لذا أصبحتِ العلوم والثقافة من مميّزاتنا. وكما قالَ الفيلسوفُ الفرنسي ديكارت "أنا أفكِّر إذًا أنا موجود".
أتركُ ديكارت وفلسفته وأعودُ إلى وجباتي. فما زلتُ محتارًا بأيّ وجبة أبدأ. الأدبُ الفرنسي له طعمُ النّبيذِ المعتّق منذُ الثّورة الفرنسيّة وكومونتها الشّجاعة. أمّا الرّوسيّ فهو مُعَطَّر بِعَرَقِ الفلّاحين الكولخوزيّين الثّائرين على قيصرهم ونظامه الإقطاعي، مُغَيّرينَ وجهَ العالم بإرادة وتصميم لا مثيل لهما. وهذا الأمريكيّ الجنوبيّ له رائحةُ السّيجارِ الكوبيّ، الّذي انتصر على أقوى دولة في العالم. قصصهم لها طعمُ الانتصارات في جميعِ المجالات. أمّا الأدبُ العربيّ فكان وما زال ذا نكهة مُحَبَّبة خاصّة، رغم أنّه عالق منذ فترة طويلة بين مطرقةِ الحُكّام وسَدّان الظّلاميّين. لكن أولئكَ الّذين يَتَحَدّونَ الظَّلام ويضيئونه بشموع فكرهمِ النًّيِّر، هُم هُم مَنِ استطاعوا الحفاظ على أصالته ونكهتهِ القديمةِ الطّيّبة.
بما أَبدأ إذًا؟ كلّ كِتاب منَ الكتبِ الّتي اقتنيتُها له طعمهُ الخاص. زِد على ذلك أنّها من تأليف كبارِ الكُتّاب والرّوائيّين المشهورين الّذين يُغَذّونَ الرّوح بأجملِ الكلمات، ويرفعونَ الوعي لأعلى الدّرجات.
تجوس عيناي بين تلكَ الكتب مَرّة أُخرى، لعلَّ إحداها يكون مرفأ لقراري، لكنّهما تدوران كغريق وسط حوامة بَحْرِيّة...
تُخرجني من حَوّامتي نقراتٌ لحبّاتِ مطرٍ على شبّاكي... أقوم من مكاني متّجهًا إلى النّافذة لِاسْتَقْبِلها بترحاب وحُبور. إنّها تدعوني لِأستمع إلى "كونسِرت" موسيقاها الّتي تؤلّفها وقع قطراتها على النّافذة. وأجد نفسي لا شعوريًّا أُغنّي معها أُغنية فيروز الّتي أَلَّفها الأخوان رحباني على لحن إحدى سيمفونياتِ الموسيقارِ موتسارت:
"يا أنا يا أنا أَنا ويّاك
صرنا القصص الغريبة
يا أنا يا أنا أنا ويّاك
وانسرقت مكاتيبي
وعرفوا إنّك حبيبي
وعرفوا إنّك حبيبي..."
أعود لِحَوّامتي وأَنا أُدندن تلكَ الأغنيةَ الجميلة، وإذا بديكارد يُطلُّ عليَّ ِمن بينَ الكتب، وبيده كأس نبيذ فرنسيٍّ مُعَتَّق، يدعوني بأَنْ أَشرب وإياه كأَسًا مع أَبطال إحدى الرّوايات الفرنسيّة...
(عامر عودة- فلسطين)
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏

أنين الناي للكاتب المبدع / زاهر سليمان أبو موسى سوريا

 أنين الناي

للكاتب المبدع / زاهر سليمان أبو موسى 

سوريا

في مكان ما من هذا العالم المتناقض أعلنت الدايه أم حسن رحمها الله ولادة طفل اسمه عبد الله وهي تضعه على طبق من القش بلطف كانت قد أتمت عمله أم عبد الله قبل ساعات قليله من الولاده لأغراض أخرى كانت صرخات عبد الله تشق جدران الدار الطيني لتصل إلى باقي الديار القريبه والناس حوله يباركون وينتقون له بعض الأسماء فمنهم يقول أسموه على اسم جده ومنهم يقول أسموه أحمد وأخر يقول فلان لقد كان عبد الله الطفل البكر في العائله يعتقد أن حدود الدنيا لا تتجاوز مساحة المحيط الذي يسكن فيه مع عائلته وبعض الأشخاص اللذين يأتون بقصد الزياره أو يمرون بجانب المكان وان هؤلاء الأشخاص لا يتغيرون في الشكل أوالمضمون أو العمر لكن صوت المذياع كان بوحي إليه بأن العالم أكبر مما يتخيل وإن صوت فيروز أن عندي حنين ما بعرف لمين دليل أن هناك أشخاص غير اللذين يعرفهم وأن والده الذي كان يغيب عن المنزل أيام طويله بقصد العمل كان في ذاك المكان الذي يسمى لبنان ليس بقريب لقد كان عبد الله يدرك بالفطره أن الأشياء التي حوله قد تؤلمه إن لم يحسن التعامل معها لكنه لم يعلم أن هناك أشخاص أيضا كذلك عندما أراد والده أن يعلمه الأحرف الأبجدية بعصا الرمان البري عن طريق العد في العده الثالثه كان قد شرخ إحدى أذنيه من مكانها اتسعت مساحات العالم وكبر عبد الله قبل صبيان الحي وأصبح راعي العنز الوحيد في مكان يبعد عن رفاق الحي الذي كان يقطنه قبل نصف عقد من الزمن المشار إليه وبالرغم أن رعاية الماعز كانت شبه مستحيلة بين تلك الصخور المعلقه التي تسمى قلع الضبعه و شقيف الكبير إلا انها كانت تعلمه رياضة القفز بدون مدرب
لم تكن أحلام عبد الله كبيره جدا في تلك الفتره الزمنية كبقية الفتيه كان حلمه الوحيد هو ترك رعية الماعز أو العثور على رفيق درب في ذلك المكان الموحش وكان فارق السن بينه وبين أخاه الأصغر يقف عائقا أمام ذلك الحلم
وفي أحد الأيام سمع عبد الله صوت من خلفه يقطع السكون البائس سيك سيك سيك بالرغم أن تلك الكلمه إن سجلت بتاريخ عبد الله ستكون الأكثر ذكر حتى يومنا هذا إلا أنها في ذلك الوقت كانت تخرج من فم ابن الجيران كأجمل لحن تعرفه الأرض و الحساسين و الآلات الموسيقية إنه لحن الأنس
زاهر سليمان أبو موسى سوريا
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

الحُبُّ الصّامتُ ... بقلم الكاتب المبدع / فريد المصباحي المغرب

 الحُبُّ الصّامتُ ...

بقلم الكاتب المبدع / فريد المصباحي
 المغرب
تسلّلتُ خُفيةً إلى بيتِ والدي لأكتشفَ معالمَ مجهولةً ...
مكانٌ ضيّقٌ فيه كثيرٌ من الكتُبِ ، كان يُبهرني والدي بسرْدِ بعض الحكاياتِ وكنتُ أظنُّها جزء من حياته ، يَحكيها وهو في غايةٍ من السعادةِ ، يفتحُ عيناهُ أحياناً ، ويغمضُهما أحياناً ، يرى ذاتَهُ فيها ، يوحي إليَّ أنها مُدوّنةٌ في مُخيلتهِ ، ويحاولُ أن نستمعَ إليه ، خوفاً من أن يطالَها النّسيانُ ...
متعةُ التخيُّل لتفاصيلَ ما يَحكيهِ ، جعلتْني أدخلُ عالمَهُ الخاصّ لأُزيلَ عنهُ غبارَ الأيامِ ، وأقتحمَ تلك الكنوز ...
أول عبارة صادفتْني عبارة " لا يمَسّه إلاّ المطهّرون" ، تراجعتُ قليلاً ، تجنّبتُ الكتابَ ، فمدَدتُ يدي إلى كتابٍ لم يُطبَعْ بطريقة عصرية ، بل هو مخطوطٌ باليدِ ، تصفّحتُهُ فوقعَت عينايَ على عنوانٍ بارزٍ كُتِبَ بالمدادِ الأحمرِ (طرائف ونوادر) ، تأبطتُهُ فخرجتُ مُسرعاً ...
جاذبيةٌ لم أكدْ أقاومُها ، حبّبَ إليَّ والدي بطريقةِ سردِهِ لمغامراتِ أبطالِ قصصِهِ القراءةَ إلى درجةِ العِشقِ ، لمّا أدخُل عالمَ الكتبِ تراني كرائدِ فضاءٍ ، أحلّق في الأجواءِ ، فرحةً وٱستكشافاً ، يستولي عليّ نَهمُ القراءةِ ...
أعمارُنا الصغيرة كانت مع المجلاّتِ المصوّرةِ ...
كانت تلكَ المجلاتُ مشوّقةً ، مثيرةً للإهتمامِ ...
ولاحقاً تنوّعت قراءاتي أكثرَ ومضيتُ نحو القراءةِ المحترفةِ ...
كنتُ في وقتٍ ما أقرأ أربعُ ساعاتٍ يومياً ، اليومُ الذي لا يُسعفني فيه الوقتُ أعوّضُه بالليلِ ...
كنتُ أجالسُ صديقاً لي يشاركني القراءةَ ، قلتُ له يوماً :
" تذكّر يا محمّد سيأتي يومٌ لن نجدَ هذا الفراغَ الذي نحنُ فيه ، والظُّروفَ التي نتمتّعُ بها ، فلْنغتَنِم هذه النّعمة في القراءةِ والإستفادَةِ ..."
كنتُ أقرأ الكتابَ والسعادةُ تغمُرني ولا أبدأ في الآخر حتى أكملَ الأوّل وبعد الإنتهاء منه أرتاحُ يوماً أو يومين لأستشعرَ المُتعةَ التي عشتُها أثناء قراءتي لهُ ، خارجاً منهُ بخلاصةٍ مفيدةٍ ما زالتْ تلكَ الكُراساتِ بحوزتي ...
فالكتاب عالمٌ نُحيطهُ ومحيطُهُ لهُ شاطىءٌ تنتهي إليه سُفنُنا ، لنأخذَ قسطاً من الراحةِ ، والتزوّد بالمؤونةِ لٱستكمال المسير وإكمال الرحلة في القراءة وٱكتشاف المعرفة ...
لقوة حُبّي المجنون للقراءة كنتُ أقرأ حرفاً حرفاً كُتب على جريدة ما ...
أجمعُ الصفحاتِ مِن على جنباتِ الطريقِ وأمسحُ الجُزءَ المُتَّسِخَ منها وأحتفظُ بالنظيفِ لأقرأهُ لاحقاً ، عزّ الكتابُ ونادراً ما نجدُهُ لنقرأهُ ...
أما الآن وقدِ ٱستحوذتِ الأجهزةُ الإلكترونيةُ الحديثةُ على الناسِ ، لم نعُد نرى أحداً يحملُ كتاباً ، وهَمَ مَن ظنّ أنّهُ يقرأ من الأنترنيت ...
وكذِب مَنِ إدّعى أنهُ يقرأ كتاباً على شاشة الكمبيوتر أو الهاتف ...
توهّمَ من ظنّ أن صيغة PDF للقراءة ، هي خزانةٌ وليستْ كتاباً ..!
عالم الأنترنيت عالمٌ وبحرٌ لا شاطىء لهُ ، يحتَوينا ولا نحتويهِ ، يجمعنا ولا نجمعُه ، يستحوذُ علينا ولا نكادُ نَستوعبُه ...
يؤدّي بنا لعوالمَ لا نكاد نعودُ منها ، نتيهُ في عوالمِه ، أقفاصٌ من حديدٍ ، وأوهامٌ كبيتِ العنكبوت ، إرتفعت جهودُنا وقلّت معرفتُنا ...
عالمٌ أبعدنا عن الحقيقةِ ، كثُرت الحقائقُ فضاعتِ الحقيقةُ ، سادَ فيه التّافهُ ، وتاهَ فيه ذو المبادىء وغابتِ الكرامةُ ، وعُزِلتِ الأُسرُ عن بعضِها ، وغابت فيه العِزة والرجولةُ والشهامةُ ، ماتت فيه الضمائرُ والقلوبُ ، وكثرتِ فيه المذاهبُ والآراء والتعصّب لها ، حتى حارَ فيها اللّبيبُ والحكيمُ ...
عالمُ الأنترنيت رغمَ فوائدِه ، قضى على ما تبقّى من الحياءِ ، فلم تعُد الأنثى تخجلُ من مُبارزة الذّكرِ وجهاً لوجهٍ ...
تُخاطبهُ بكلمات الغَزلِ والمجاملةِ وكلماتِ العشقِ والغرامِ وبدون خجلٍ ولا وجلٍ ...
وتجرّأَ التّافهُ في الإنتقادِ والتنقيصِ من شأن الأنبياء والأولياء والعُلماء ...
والهجومُ على القرآن وكتبِ الأوّلين والآخرين صارَ ديدَنَ الأصاغِر ...
بقلم : فريد المصباحي/ المغرب
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏

ليلة بيضاء قصة قصيرة بقلم الكاتب المبدع / عبدالكريم جماعي تونس

 قصة قصيرة

بقلم الكاتب المبدع / عبدالكريم جماعي
تونس
- ليلة بيضاء -
(لم يكن في الأمر سوء نية..أو حيلة شيطانية.. فما وقع في تلك الليلة..كان مفاجئا..أتت به فكرة جهنمية بريئة..وليدة اللحظة الصبيانية..بلا سابق إضمار..أو نيّة مبيّتة..لكنها كانت حركة من حركات الطيش..عفوية مثل حياتنا في تلك السن.. لم تخطر على بال أحد..وبلا أدنى تفكير في عواقبها التي ربما تكون وخيمة..مثل أغلب أفعالنا في تلك الطفولة البعيدة..حين كنا نحن الأطفال نتنافس في افتعال المقالب بروح ناصعة بريئة..لم تدنسها بعد دسائس الكبار و شرورهم..!
كنا نقضي أغلب أوقات السمر الصيفية -ونحن فتية- في ريفنا البسيط..بالقرب من ذلك الدكان الوحيد الذي يغلق أبوابه عند المغيب..فنلتقي كل ليلة للسهر على ضوء القمر..نتجاذب أطراف الحديث حينا أو نطبخ الشاي و نلعب الورق أحيانا أخرى..وكثيرا ما تحصل المشاحنات بيننا..لكنها لم تصل أبدا إلى الخصام أو الجفاء..بل كانت تنتهي بالصلح السريع..وحتى من يغادر منا مغتاظا أو حزينا..يعود في الليلة القادمة في نفس الميعاد..أو نبعث من يأتي به من بيته..مرغما أو راضيا..!
وفي إحدى الليالي..تخلف ثلاثة شبان..عن الحضور في الموعد المحدد بعد صلاة العشاء..كلفوني بالذهاب إلى منازلهم حتى يلتحقوا بمجلسنا كالمعتاد..و في الطريق حدث ما حدث..!
و إلى حد هذه اللحظة.. حتى بعد مرور سنوات طوال على تلك الحادثة..مازالت تصيبني قشعريرة..يسيل معها العرق البارد..كلما تذكرتها..أو جالت بخاطري..!
كنت وقتها في مستهل مرحلة الشباب الغر..أبلغ من العمر حوالي ستة عشر..مندفعا..في كل شيء..راغبا في سبر أغوار الحياة..بكل ما تحتويه من أخطار و تقلبات..!
تركت شلة الأنس تنتظر الغائبين عن مجلس السهرة..سرت باتجاه منازلهم..كان القمر بدرا..ونسائم الصيف تلطف الأجواء..اخترت طريقا مختصرا لربح الوقت..السكون يلف المكان لا يسمع فيه سوى نباح كلاب متقطع..حثثت الخطى في مسار ملتوٍ..يمر قرب المقبرة..لمحت من بعيد خيال ثلاثة أشخاص يسيرون الهوينى..قادمين نحوي..وقفت في مكاني بمحاذاة القبور لأتأكد منهم..صار صوتهم واضحا عندما اقتربوا..عرفت أنهم هم الذين كنت ذاهبا لأستحثهم على القدوم..وفجأة لمعت في ذهني حيلة طريفة..لإخافتهم..نظرت حولي بسرعة..وشرعت في تنفيذ ما خططت له..كنت أرتدي قميصا طويلا أبيض( هركة) كالذي يتم جلبه من بلاد الحج..رأيت أنه مناسب جدا فهو تقريبا يشبه الكفن..لم أتردد..فكل شيء جاهز..ثوب أبيض و قبور و قمر بازغ..وفي هذا الليل...ستكون مفاجأة مضحكة ومدوّية..اخترت لحدًا مطليا بالدهن الابيض قريبا من مكان عبورهم للمكان..استلقيت على ظهري بكل ثقة..فوق القبر..بقيت في وضع ثابت بلا حراك..كنت أقاوم الضحكات التي في داخلي..وأنتظر القادمين..حتى وصلوا..كانوا منهمكين في حديثهم..لم يروني..عندما شعرت أنّ خطواتهم أصبحت بقربي..نهضت واقفا..لم أنبس بأي كلمة..لم أصدر أي صوت..فقط..قمت بالوقوف بسرعة..وأنا أغالب القهقهة..التي تكاد تنفجر..في كل لحظة..و من هول المفاجأة..أطلقوا سيقانهم للريح..هرب كل منهم في الإتجاه الذي رآه مناسبا..للنجاة من شبح الميت الذي خرج لهم من القبور..!!)
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏

البحث عن الموت للكاتب المبدع / النعمة محمد مولود جنوب المغرب

 البحث عن الموت 

للكاتب المبدع / النعمة محمد مولود
جنوب المغرب
في بقعة عرفت منذ الأزل ، عرفت كأحد اهم الطرق التجارية ، يعج اليها التجار من كل فج عميق ، ولد مع الفقر والتهميش و قلة ذات اليد ،كابد الاب الويلات من اجل تحصيله العلمي ليرتقى الى اعلى الرتب ، سافر عبر الزمن رحل وارتحل بين الجامعات ليصل الحلم الذي رسمه ابوه و كد وكافح من اجله ، نجح رتب شواهد السنوات على رف عالي بعيدا عن الايادي ، كومة من الغبار تراكمت عليها ، تعب من الجلوس بمقهى الحي ولم يعد يلبي طلباته لكثرة الديون المتراكمة عليه ، باعت الام إرثها وماتبقى من رائحة امها لتمده به ، نقاش الخلان دائما يحوم حول هجرة بلدته البئيسة لون جدرانها الداكن جعل عقولهم تكره النظر اليها نهارا ، مما جعلهم يغيروون نمط عيشهم النوم طول النهار و الجلوس على صخرة المجد كما يحلو لهم تسميتها على قارعة الزقاق المظلم طول الليل ليتسامرو بينهم مع حلول فصل الصيف من كل سنة يحل احد قدماء المكان بسيارته التي تكون موضوع ليالي من السهر ، كبر الحلم عنده بعد ان وفر المبلغ المحدد ، هجرو المكان لأيام صخب الزقاق الليلي قل وضجيجهم الذي ارهق السكان زال، وصلوا الى شاطئ قريب منهم ركبوا عباب البحر لتتلاطم امواجه العالية ، تكسرت اظلافه المبللة ، صمت الزقاق وصدمة الأمهات تخطت كل الحدود ،انتشلوا الجثث بعد ان لفظهم البحر على مجموعات ،حتى السمك لم يكن يجرأ على مساس لحهم بعد ان تبين له انهم مسحوقيين كانوا يحلمون بالفرار الى الفردوس المفقود ، كانوا يحرصون سياراتنا مجانا قال رجل من المدينة ، سواد ليل امهاتهم لايعرفه المسؤول القاطن بالجنب من بعضهم ،لانه مشغول بعد ارباحه التي لم يتعب من أجلها، الموت أهون من العيشة النكد في بلاد العجب .........
النعمة محمد مولود
جنوب المغرب
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

رأس لا ترسو على مرفأ للكاتب المبدع / أبوالقاسم محمود المغرب_الزاك

 رأس لا ترسو على مرفأ

للكاتب المبدع / أبوالقاسم محمود

المغرب_الزاك

يرابط منذ سنين في المقهى نفسه، يتبوأ مقعده في الجزء المقابل لصالون التجميل سارحا في أشكال زوار المحل، كلما خرجت إحداهن ٱستشاط غضبا من مظهرها وهو يصرخ : من غشنا فليس منا..
يزداد دهشة بعد كل لحظة كلما ٱلتقت عيناه بمنظر فاتك بالعيون كان قد بدى له عاديا قبل لحظات..
تعود من النادل أن يأتيه بمشروبه دون طلب ، فهو يعرف ما يريد دوما ، إبريق شاي ،
بدعوى التجمعات قرر صاحب المقهى القطع مع هذا المشروب ،
ٱقنعه أخيرا ليستجيب لطلب إفراغ محتوى الإبريق في كأس زجاجي كبير ..
أي ربح سيوفره إبريق يجتمع على كؤوسه خمسة أشخاص؟! كيف يحلو لهم التناوب بأفواههم على عنق قارورة ماء ؟! يتساءل مالك المقهى،
من خلف نظارته يتابع المشهد، نساء من كل الأعمار يبتلعهن المحل بالجملة، عجائز حل بهن التصابي، صغيرات ينطلقن نحو الحياة يتلمسن نضجا قبل الأوان، سراويلهن المثقوبة كنوافذ مترعة سهلت تسلل الريح لأجسادهن الغضة، خصلات شعر مصبوغة بألوان قوس قزح ، نسوة كفئران تجارب تختبر فيهن كل أنواع المراهم الرديئة..
تقول لي تزوج! قالها وهو يكلم صديقا ٱلتحق بطاولته، وأردف: تختار حمامة لتجد نفسك في اليوم الموالي تقتسم سريرا مع بومة ، أي مسخ هذا ؟! إنه عصر الخداع..
- بعد أن يستل نفسا عميقا، يرد : مبرراتك غير مقنعة ، زواجك المتأخر مهما اجتهدت في تبريره ومهما قدمت من أعذار لشرعنته لن تقنعني بطرحك ، ثم إن الجمال غير مرتبط بالمظهر فحسب ..
- ما يبنى على الغش لا يستقيم ، ستسقط الأقنعة كأحجار الضومينو على عجل فتدرك بعد فوات الأوان حجم الخديعة والمؤامرة،لم يبق شيء صادق في هذه الدنيا سوى المطر ، لأنه يأتي من السماء ، وحده يزيل الغبش والضباب عن وجوه النساء والأرض..
على مقربة من الرصيف المحاذي لطاولته رسمت طريقها ، آخذة بزمام كرسي متحرك تدفعه بكلتا يديها ، يبدو من ملامح الرجل أنه والدها البصير ، بدأ قلبه بالإبتعاد عن ضلوعه مع كل دورة تنفذها عجلات الكرسي المدفوع ، ليست ككل النساء ، بدت في عينيه ٱستثناءا قلب كل ٱنطباعاته ، هل هو الحب ؟
قدها الممشوق المستتر خلف الجلباب الأسود ، شعرها الطويل المقبوض إلى الخلف ، تبددت في لحظة بشاعة النساء في عينيه ، حولهن العشق من شيطان لحمل وديع، قسمات وجهها الرحب المبتسم كوطن بديل ، لطالما أغرته قوارب الموت بالرحيل نحو حياة أفضل ما وراء البحار! هاهو يعثر على ملاذ آمن دون عناء، الحياة رزقان واحد تأتيه وآخر يأتيك كنيزك يسقط قربك بغتة دون مقدمات..
نسي النادل وضع السكر في كأسه المنعنع ، لم يتفطن للأمر ، كان يحتسي الشاي ممزوجا بحلاوة اللحظة ، ليست قطع السكر دائما منبعا للحلاوة فٱستشعار الحب أحلى وأعذب،
شد من أزر أقدام أصابتها الصبابة بالوهن ، كانت شمسه على وشك المغيب ، قسمت عيناه الأدوار بين محل التجميل وسائقة الكرسي، بدأت السماء تمطر ، مساحيق الوجوه آخدة في التشوه، ٱشتبك الكحل والحمرة بالشفاه القرمزية فٱختلطت الملامح تحت السحاب ، سابق الخطى يتبع قلبه وهو هارب من حفلة تنكرية يردد : يا لعظمة السماء،
خلف الجلباب الأسود باشر مشروعا طاله التأجيل ، وبعزيمة متقدة مسح الغبار الذي جثم على لسانه ، فيما تدثرت ذات الضفائر بغطاء الصمت الناطق..
سألها : أتقبلينني زوجا ؟!
بين جبينها قرأ القبول ، شد على مقود الكرسي ، غير الإتجاه نحو الخياط ، طلب فستان زفاف وقمصانا صغيرة تناسب سلالته المستقبلية ، أشترطها كاملة لا ثقوب بها آملا في غد لا تتسلل من نوافذه رياح التعري.
-أبوالقاسم محمود/المغرب_الزاك
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏‏وقوف‏، و‏شجرة‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

يوم ليس كباقي الأيام للكاتبة المبدعة / مريم الراشدي المملكة المغربية

 يوم ليس كباقي الأيام

للكاتبة المبدعة / مريم الراشدي
المملكة المغربية
مطر غزير وغيم كثيف وأفق رمادي داكن وبرد قارس يكتوي به كل من يلوذ بإحدى خيمات المخيمات والتي لا تتوفر على أدنى ملحقة تقيها تقلبات الطقس بين الفصول الأربعة ولا عوازل لا أرضية ولا مطرية. بين كل ذلك، تمشي عبير وصديقتها رشا قبل المغيب بحوالي نصف ساعة والأيدي والأرجل ترتجف من شدة البرد، تبحثان عما سقط من الحطب الذي جاء به والديهما من الغابة المجاورة بعد الزوال. فجأة، رجّت الأرض من تحتهما، تزحلقتا، تدحرجتا وصارتا تريان أطفال مخيم اللاجئين وبعض أهلهم فوق رأسيهما وهما تصرخان وتستنجدان :
عبير : "إمّي ساعديني، دخليلك أمي، انا هوووون، آاااااه"
رشا، وصراخها يتداخل وما تقول عبير : عبيييييير، إلحقينيييي عبيييير، أنا علقانة ف هاي البركة، ثيابي مبَللين ".
تسرع إليهما أمهات أخريات يحاولن إنقاذهما فإذا بهن والجميع صار يجري في كل اتجاه وصار الصراخ يتصاعد من داخل الخيمات ومن خارجها. صغارا وشيبا وشبابا، كلّهم يركضون في اتجاه الغابة. التقطت عبير ورشا نفسيهما مما وقعتا فيه وصارتا تبحثان عن أهليهما وتناديان بعلو صوتيهما.
عبير : رشا، شو للي حاصل، كأن الأرض بتهتز ولّا أنا غلطانة ؟! يا رب شو ها اليوم ؟!
رشا : ايه والله عبير، أنا خايفة، شو نعمل ؟!
إحدى الأمهات تحثهما على الجري في اتجاه الغابة بصوت عال : اركضوا، اركضوا، الثلج راح يعملهاااااا. اركضوا ركْضْ !!! ع الغابة ! ع الغابة ! يلّا يلّا !!
أمسكت الصغيرتان يدا بيد وصارتا تسابقان الريح، ضاعت إحدى فردتي رشا في كومة ثلج غير صلب. ومع ذلك، أكملت عدوها مع عبير. توقفتا للحظة. قلباهما الصغيران لا يتحملان كل هذا. تنتبهان، الجميع يجري. وما إن استدارتا حتى رأتا أن ثلج الجهة الجبلية العليا عن يمين المخيم يتساقط .. انهيار ثلجي. افترقت أيديهما لتنطلقا كالسهم رغم كل المعيقات وكانت رشا أسرع، تسابق روحُها جسدَها، لم تعد تسمع مما يجري حولها إلا نبضات قلبها وصدى في جوفها : اركضي رشا، لا تموتي، اركضييي !اركضييي !!
غابت الشمس ولا صوت لعبير في محيطها، توقفت، استدارت يمنة ويسرة : عبييييييير !!! وينك عبيييير ؟! استدارت وراءها ويا لَلهول : الانهياور الثلجي أتى على نصف المخيم. بياض السفح يعانق بياض القمة. بكاء وصراخ ونحيب، محاولات إنقاذ بائسة ودمع منهمر من عينيها. ولا عبير !!
- رشا، رشا، قومي حبيبتي، . شو هاد ؟! ليش بتبكي يا عمري ؟!
- العاصفة الثلجية كملت بانهيار يا ماما، (ونوبة بكاء خانقة) .
- ربنا يلطف حبيبتي، في الفضائيات كلها قالوا إن الوضع مستقر والأرصاد الجوية بتتوقّع أن الأسبوع المقبل، الحرارة حترتفع شوي. ربنا يعين اللاجئين، يا رب.
- يا رب ماما، يا رب. والله عشت يوم بمنامي غير كل الأيام !!
مريم الراشدي
المملكة المغربية
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏

الشهادة بقلم الكاتبة المبدعة / نعيمة مفيد المغرب

 الشهادة

بقلم الكاتبة المبدعة / نعيمة مفيد
المغرب
لا أزال أذكر ذلك المساء الصيفي، عندما حصلت على شهادة الماجستير،كانت فرحتي عارمة لا تضاهيها فرحة،اعتقدت أنني سأعبر وأسرتي مستنقع الفقر،وأعالج والدي الذي كان منغمسا في فراش المرض لشهور،وأغادر سراديب هذه الفئة المسحوقة التي أتشرف بأن أكون منها، أردت أن أجتاز نظرات الشفقة التي تلاحقني من المعارف والمقربين، لا أريد أن أرى نظرة العطف في أعين الجيران والأصدقاء، لأن لي إرث من كبرياء، قد بعثت من رحم القيم، أكدح ولا أتسول ولوكان بي شلل والأمل في روحي كل يوم يتجدد.
اجتزت الزقاق بسرعة، دققت الباب، فتحت والدتي التي زغردت من الفرحة، فقفز والدي كعاصفة من صدر الغرفة وهو الذي لم يبرحها منذ مدة طويلة، قال بصوت ملؤه الفرحة وابتسامة عريضة تدثر وجهه: عرفت أنك حصلت على الشهادة قبل أن تتكلم، عرفت من خلال عينيك المضيئتين والمتوهجتين كالمنارة، والذي من زمان لم أر فيهما هذه السعادة . أول مرة وبعد سنوات من المرض أرى والدي يضحك كالطفل، أما والدتي فقد دعت كل جاراتها لتريهم الشهادة وتحتفل بها، أنفقت كل معاش والدي على هذه الحفلة مرددة باسم الله ماشاء الله ابني نال الشهادة الكبرى.
اعتقدت أن هذه الشهادة ستحلق بي بعيدا عن الفقر والحاجة في فضاء تملأه الورود، لكني وجدت أشواكا وعراقيل، وجدت أن الشغل صعب المنال، وأبواب الوظائف موصدة، صار حلمي إلى محرقة الضياع، أصبح نسيم فجري جافا،تحولت أحلامي إلى أضغات، عبست الأيام في وجهي ولاح على محياها الحزن، فدخلت في صراع مع البطالة التي تؤثر على الكرامة، ومع أسرتي التي تشكو أحيانا وتعاتب أخرى. انضممت إلى فئة المعطلين، فئة الأغنياء في عقولهم والفقراء في جيوبهم، ركبنا نفس المركب الذي كان يؤدي بنا أحيانا إلى نيل حظ وافر من الضرب والشتم والقمع أن نحن نظمنا وقفة احتجاجية للفت الانتباه والمطالبة بحقنا في الشغل.
كنا نجلس كل مساء بمقهى الحي نكتتب لجمع ثمن براد أتاي نتحلق حوله، وكل واحد منا ينفس عن الحرب المشتعلة داخله التي تضغط على أعصابه بكل قوة منتظرا أن تضع أوزاها بعد أن يجد عملا ليتصالح مع ذاته.
عندما تبدأ طلائع الظلام تزحف على ما تبقى من ضوء النهار أعود إلى البيت الذي يلفه الصمت إلا من أنين أبي المتقطع الذي يصدره بين الفينة والأخرى أو من همهماته بالدعاء والابتهال إلى الله عساه يخفف عنه وطأة المرض وضيق الحال. أجلس بغرفتي حيث أجد سلوتي في خزانتي، أسافر في متون الكتب وثمارها، أغازل هذا وأحاور ذاك وأراقص الآخر يحملونني على جناح المتعة فأنسى زماني ومكاني، حين يهجم علي النوم وينتصر أضع رأسي على علبتي السوداء، أتقاسم معها أحداث يومي وكل أفراحي وأحزاني ، أبللها بدموعي، وسادتي التي شاركتي حياتي التي تنقصها الحياة.
أصبحت الأصباح والأماسي سيان، ولكن لابد من مصاحبة الرجاء، في كل صباح كنت أتأبط شهادتي، وأبدأ رحلة التسكع بحثا عن عمل، لأعود مساء خاوي الوفاض كمن يمسك بزبد البحر فيصير رغاء في كفه وإن أصر على إمساكه تقاطر من بين أصابعه، ولكنني سأتشبث بالأمل حالما..ناظرا.. إلى الأفق البعيد لعلها تطالعني إشراقة من وراء التخوم. أخبرني صديقي بأن وزارة التربية الوطنية أعلنت عن تنظيم مباراة لتوظيف الأساتذة، سعدت كثيرا بهذا الخبر وقلت: هذه المرة ابتسم لي الحظ ابتسامة عريضة عازفا لحن الحياة فهذه الوظيفة ستنتشلني من البطالة رغم أن دراستي كانت بعيدة عن مجال التدريس، أعرف أن من الصعب أن يزاول الإنسان مهنة بعيدة عن اختصاصه كأن يصبح الأستاذ طبيبا والحداد نجارا ،كمن يعيش مع زوجة لا يحبها ولإعتبارات لا يمكن تركها، لا قيدا ولا حبالا تربطهما ومع ذلك لا يتركها، هذا ما سأفعل بالضبط، سأتشبت بالفرصة فإن ضيعتها قد لا تأتي مرة أخرى، أو سيطول انتظارها. سأرضى بهذا النصيب وأركب قطار التحدي لعله يوصلني إلى مبتغاي، لأن التحدي عندي من الشيم.
غادرت البيت متوجها إلى مركز تكوين الأساتذة، وقفت في الصف و قلبي يخفق من الفرحة، حين وصل دوري قدمت ملف الترشيح للموظف، تفحصه كطبيب يتفحص جثة فارقتها الروح وقال: ملفك مرفوض.
قلت: ولماذا سيدي؟
قال: لقد تجاوزت الثلاثين عاما وهو الحد الأدنى لقبول الترشيحات.
قلت: أبلغ من العمر ثلاثين سنة سيدي.
قال: لا ، لقد تجاوزتها بخمسة أشهر.
لفت بي الدنيا لفات عديدة، وارتجفت من هول الصدمة حتى كدت أقع على الأرض، تمالكت نفسي وبلعت ريقي الذي كان يخنقني وقلت شكرا وخرجت. قرار تعسفي عصف بكل أحلامي في لحظة وصوب لي طعنة قاتلة للأمل الذي عقدته على هذه الوظيفة. عدت إلى البيت محطما أجر أذيال الخيبة، لأبدأ رحلة البحث عن عمل من جديد.
بقلم نعيمة مفيد
المغرب
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نظارة‏‏

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة