قصة قصيرة
صراخ الخيانة للقاصة الجزائرية
دنيازاد بوراس
راحت تردد كلماتها التابعة من أعماق قلبها صائحة صارخة أحبك ... أحبك .... أحبك.
أنت الحبيب الذي أستطاع أن يلمس شغاف قلبي وأن يبعث فيه نشوة الحب، تلك النشوة التي فسحت لعيني آفاقا واسعة، رائعة.
أنت من فرجت همي وجعلتني أحب طلوع الشمس ورونقها الزاهي، الباهي، والحلية التي تكتسيها الدنيا بالنور والضياء.
أنت من بددت ظلام يومي وفرجت كرب نهاري التعيس الزاخر بالهموم الثقال.
إليك مني هذا الحديث الذي أتمنى أن يكون بيني وبينك لا يشركنا فيه أحد.
تمر حياة المرء منا ثقيلة، متعبة، فيها من الرتابة والرواسب ما يكرهنا فيها، فنعيد الأيام ونكرر الليالي ونتابعها في بلاهة، ولا نكترث كثيرا لكوننا أحياء.
إذا حدث الزلزال المفاجئ قضى على هذا الرتوب الممل وحينئذ فقط تشق الحياة لها مجرى غير المجرى المألوف لها.
هكذا أنا... الفتاة الصامتة التي ظلت تحبك في صمت إلى أن وقع الزلزال....
كنت في كل ليلة أرتقب موعد عودتك وكم سهرت الليالي قرب الباب وعلى شرفة النافذة أنتظر قدومك وحين ألمح سيارتك أهرول مسرعة إلى فراشي حتى لا تراني ولا تعتقد أني أنتظرتك.
كنت تتسلل إلى الدار والليل ساج والأضواء خافتة والهدوء والصمت يشيع المكان فأحس نفسي تنتفض وأجدني أعدل عن المجادلات والمناقشات وأرى الليل وسكونه كفيل بكتم الفضائح .
طالما تساءلت:
أين تقضي هذه الساعات الطوال.....؟
أمع أصدقائك حقا أم هناك وراء سهراتك السر الدفين...؟
أكيد وجود إمرأة هو السبب ؟
أسأل دائما تساؤلاتي التي لا أجد لها الجواب أهي أجمل مني.....؟ أصغر مني ....؟
فتاة تبادلها القبلات ...؟ أم إمرأة تطارحها حديث الحب والهيام ....؟
في هذه الأثناء يشب في جسدي حريق وألعنك وألعن اليوم الذي دخلت فيه دارك وأقسم بكل القسم لألقننك عند عودتك الدرس الذي تستحقه وألعنك بكل اللعنات خاصة ومشاهد غرامياتك تترأى لي أمام عيني ينسجها خيالي المريض بك، الملهوف عليك.
-1-
وما إن تفتح الباب وتهل بقامتك المبسوطة ووجهك المبتسم وهداياك التي لا تنتهي حتى أحس التخاذل ويتملكني شعور برغبة جامحة في البكاء الحار وكأن الروح تريد أن تغتسل وتتطهر من فيض الدموع.
الخيانة مرض يقهر الزوجة ويسبب لها المتاعب النفسية الكثيرة، الخيانة مرة وأمر ما فيها أن تكتشف الزوجة وبعد أن عصر الزوج الأناني رحيق شبابها وكاد يلقي بها نفاية لا مأرب فيها لأحد، تكتشف بأنه لا يعبأ لشعورها فقد يخونها مع صديقة حميمة لها أو قريبة أو خادمة في بيتها وهكذا.....
وماذا تجني الزوجة ؟ ماذا ...؟
تجني من عيشتها الحاضرة إلا أن تقبع في ركن من أركان بيتها الزوجي، الموحش تبكي نهارها وليلها وهي التي أعطت الزوج فوق ما يستحق ووفرت له وإحتملت منه ما يضيق به صدر الحليم.
وفي يوم تمالكت كل قواتي وطاقاتي وصرخت في وجهه وكل ثقة وعزم ومعرفة صادقة للحقيقة التي يخفيها طول هذه السنوات.
تهاوت عليه الكلمات متخاذلة، متزايلة كموجة بلغت الشاطئ منهوكة القوى من طول الطواف. بقلم القاصة دنيازاد بوراس الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق