دار... داران... دور
رجعت لأبحث عنها؛ حتى كلت قدماي وكثرت معها همومي.
الدار لم تعد كما عهدتها من قبل، كبرنا وصغرت علينا غرف البيت، نضجنا حتى أفرغت أمي آخر قنينة حليب، ازدادت أحجامنا وبقيت ثيابنا معلقة بين دولابٍ وباب، هنا قميص أزرق مازالت عطر غسيله عطرة وهناك جاكيت داكنة زرارة مقطوعة، فرحنا بلعبنا كثيرا فهذه دميةُ ولعبة هنا وقطار العمر من هناك.
عادت أحلامنا وطرقت بابنا من جديد بصمت مخيف؛ ففتح لها صدى حنيننا، وصداها يثقل أبواب الجيران!
قالت:؛ مازلت أدور بصمتي بين الجدران الصماء؛ حتى عتقت بعتقِ قبضات الأبواب، وأصفر بعتق صوتي بياض الجدران؛ وتناغمت ذرات ترابي مع اثار بقايا خطواتكم بين سلالم و عتبة الدار وبين مغسلة الحمام وموقد النار!
وما بين هنا وهناك بحثت وبحثت، ولَم أجدكم فرجعت لأغفو في سرير عنكبوتي من جديد فدثرني بشباكه وقال لي: لا تيقظني مرة أخرى فما عادت تفزعني أحلامي.
علاء العتابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق