Translate

الأحد، 8 مايو 2022

صورة من الماضي للكاتب / حسن عبد المنعم رفاعي /القاهره


 صورة من الماضي

كان ينطلق بسيارته في شوارع القاهرة والمذياع يصدح "إنت وبس اللي حبيبي وما فيش غيرك ع البال" لا يدري لماذا قفزت إلى مخيلته الآن بعد عشرة أعوام كاملة يتذكر لقاءهما الأخير كأنه الأمس، ترقد قمر على سريرها شاحبة الوجه هزيلة الجسد قد سقط شعرها تماما ؛ وهو يجلس جوارها وقد حلق رأسه بالموس حتى يشبهها ؛ تعلقت بعنقه كطفلة صغيرة (عدني) قال أعدك وضعت سبابتها على فمه عدني ألا تتزوج بعدي قال أعدك ألا أعرف بعدك امرأة، أحاطت عنقه بيديها ثم قالت إن فعلتها سأعود وأنتقم ؛ تراخت ذراعاها فجأة لقد رحلت؛ اليوم يوم زفافه، عشر سنوات مرت صمت المذياع نظر بمرآة السيارة، رأي صورتها، قالت لقد عدت لأنتقم ثم تذكر أسعد لحظات عاشها معا والأماني الجميلة أن يجمعهم بيت صغير يسعدا سويا ولكن كان القدر أقوى من الجميع وماتت بين يدي وتكسرت أشرعتي وتحطمت سفني ومرت السنوات، ويوم زفافي موعد ذكراك والله ما نسيتك يومًا وإن تباعد جسدانا ستبقى روحانا متعانقتين، لكن حبيبتي أردت أن أحيي ذكراكِ بمنح ابنتي شرفَ اسمك لتظلي معي وأذكرك كلما ناديت عليها أو داعبتها أو طبعت على وجنتيها قبلة، أنت خلالها، فهل يشفع لي ذلك عندك وأجدك صافية القلب وكريمة الأخلاق كعادتك؟ ونزلت على نفسه السكينة والاطمئنان ونظر نحو المرآة فقد تبددت الصورة السابقة وظهرت بصورتها الجميلة التي أحبها حينما رآها أول مرة وتبتسم له كما كانت تبتسم حين كانا يلتقيان وهمست في أذنيه تقول حبيبي سوف أنتظرك لنحيا معًا من جديد، واختفت صورتها في المرآة وحينها فهم أنها موافقة ومضى في طريقه من جديد...
===================
للكاتب / حسن عبد المنعم رفاعي /القاهره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة