انْتِصارٌ
بقلم : لحسن ملواني
في قلبه تتواجه المتناقضات ،ألوان تريك المقاساة ، وأخرى تريك النعومة بأزهى وجوهها أو ترسم الشحوب بكل تقاسيمه...
سيخرج إليهم هذه المرة... قال ذلك وهي تشك في عزمه أدار وجهه في كل الجهات أمَرَّ كفيه على صدره ،صعد إلى السطح ،حدق في السماء دقائق ،عاد إليها ، ودعها وانسحب من عالمها منذ ذلك اليوم.
كانت تتذكره وهي تغسل ملابسها وملابس ابنتها وابنته الصغيرة...تتذكره وهي تهوي على فراشها متعبة ...كان يقول لها لن أفارقك إلى الأبد ،وإن كان لابد من الفراق ، ففي قلبي مسكنك الحديدي الذي لن يهدم أبدا..
اتهموه بالتجسس وهو البريء الطاهر الذي يتقي كل ما يخرم المروءة..قالوا عنه جبان ، وهو الذي خلص شبانا ورجالا ونساء من ظلم متمردين..للأسف تم ذلك بعيدا عن أنظار هؤلاء الأغبياء الجناء بحق..
أحمد حميد الصفات ، صافي القلب ،سيعود أخيرا ..كانت امرأته في ذلك اليوم تستبشر خيرا حين تراءى لها في الحلم مكللا بتاج النصر..
ماذا فعلت يا أحمد ؟
قال والفرح مشرق على وجهه :دخلت مدرسة صناعة المناعة ، فكما للماء سدود تمنع انتشارها لتضعف وقد تفرقت في الأرجاء فللنفوس سدود وأبواب تمنع التفاهة كي تنفذ إليها ..يطمئن صاحبها ، يصير صخرة لا تزعزعها لا الرياح ولا الأمواج..أبشري يا فاطمة لقد عدت عالما معلما... لن نقنط أبدا.
لحسن ملواني ـ قاص مغربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق