طفلة صغيرة والفراشات تتقافز حول اكوانها الخاصة ومحاورها.
طفلة حالمة تتميز بمناخها المنفرد ،
وفي مساءً ما كبرت فجأة وبلا مقدمات ،بلا تفكير،بلا تردد ،بِلا بكل ما تحمله تلك الكلمة من ابتلاء!!
كبرت فجأة فوجدت نفسها بثوب الزفاف الابيض،أمام القسم لتأدية مراسيم الزفاف!
ويقف امامها رجل صخم، مفتول العضلات، تقاسيم وجهه مخيفة!
وكُلما يقترب منها خطوة ،كلما لسعتها أنفاسه الموبوءة كهواء الثكنات المزدحمة بالسجناء فتتراجع خطوتين !!
لا تستطيع الصمود اكثر اصبح داخلها كبركانٍ سُدت فوهتهُ ،فأغمضت عيناها والتفتت للوراء حيث تقف والدتها وصرخت قائلة:
-لا أريد الزواج يا أمي ،أريد ان اكمل دراستي، قالت باكية وبأسىٍ ،
-اصمتِ ابن عمكِ أفضل من غيره شاب متعلم ،وسيم، ذو نفوذ،
-لكني لا أحبه يا أمي؟
-لا تتفوهي بمثل هذا الكلام لأن أبيكِ سيقتلكِ إذ سمع هرائكِ يـــــا دارين ،
جرت لاهثةً يتملكها العبوس والحزن بفستانها ذات الاكمام الطويلة،
تركت الحفل في منتصفه وواصلت الركض الى غرفتها ، وقفت وحيدةً وكلهم ذهبوا، بقت عالقة كانها تدور في ذاتها كقلادة علقت في مرآة سيارة،
في مكان يبعثُ للغثيان ، كانت العتمة تحتقر الظل، طبقية قاتمة ،وعلى ضوء شمعة شحمية قصصت شعرها الطويل ذات الخصل السميكة،
ثُم اتجهت إلى سريرها جلست واضعة رأسها بين كفيها تفكر كيف تنام وتصحوا بلا هذا الهراء!!
تبرعم الحزن داخلها كثيراً،
بعد وقت قصير تلمست ناصيتها حرارتها مرتفعة ،صدرها يعلو ويهبط ، ثم وضعت يدها على جعبة الالمونيوم وتناولت قبضة حبوب مهدئة !
ولم تستطيع ابتلاعها ولكن رشفة ماء ساعدتها على ابتلاعها بالكامل ، بعد لحظات شعرت بصفعة مدوية التصقت على وجهها مما جعلتها تتكوم على سريرها من جديد،
وفي الصباح الباكر فززت على اصوات غريبة، بريقٍ جاف وفمٍ محقن ، على أصوت المنبهِ واصوت نقرات المطر وهي تــــــــتــــــــرك ندوباً على الزجاج !!
رفعت رأسها وإذ هيَ تغفوا في الصالة ،ورأسها ممدد على الطاولة ،كانت مجهدة جدًا ،ثم قالت وهي تضحك ضحكة هيستريا : أنه وقت الدوام،
الحمدلله أنه حُلم مزعج ظننته حقيقة…
العراق/بغداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق