Translate

الأحد، 8 مايو 2022

زيارة بعد غياب سمير عبد العزيز - جمهورية مصر العربية


 زيارة بعد غياب

سمير عبد العزيز - جمهورية مصر العربية
وقفت أمام شقتها مباشرة وطرقت بابها عدة طرقات خفيفة ومتتالية مضت برهة من الوقت ولم تفتح الباب كررت الطرق وكان صوته على الباب واضحا..ولم أتلق ردا ايضا ..ضغط على زر جرس الباب وأصدر صوتا أنتظرت أن تفتح الباب ولكن دون جدوى ..تساءلت فى عقلى : ربما تكون خرجت لتبتاع شيئا ؟أو تزاور أحدى جاراتها ؟ عندما هممت بالرحيل سمعت صوتا يأتى من الداخل يقول فى وهن شديد : يا من تطرق الباب...الباب مفتوحا ..أدفعه ..فأنا غير قادرة على الحركة ..دفعت الباب ودلفت بداخل الشقة..كانت الأضاءة خافتة ..رأيتها راقدة على أرضية الصالة على جانبها الأيمن وتحتها مرتبه قديمة ومتدثرة ببطانية متهالكة ..كانت الصاله خالية من قطع الأثاث تقريبا .. ..على الوسادة وضعت هاتفها المحمول وبجوارها زجاجة مياه وهرتين...كانت قد شرعت فى تربية الهررة بعد أن أعتراها اليأس من عدم الأنجاب فوجدت فى تربيتها لها من يؤانس وحدتها ولاسيما بعد أن طلقها زوجها منذ ثلاثة عقود وتركها تتجرع الآم الوحدة وشظف العيش.
بدت شاحبة وهزيلة..تبددت ملامحها وبدت عجوز مسنه غزت التجاعيد وجهها.. ما أن رأتنى حتى انخرطت فى البكاء وقالت وهى تبكى :أخيرا تذكرتنى ...فأنا لم أرك منذ أن رحلت أمك من عشر سنوات الا مرة أو مرتين وكنت دائما فى عجلةمن أمرك..هانت عليك العشرة والجيرة ؟ هالنى منظرها وتغرغرت عينى وقلت لها والكلام تحشرج فى حلقى : منذ متى وأنت على هذه الحالة ...قالت وهى تبكى : منذ فترة ليست بالقصيرة ..قدماى متورمتان وأشعر وكأن موقدا فى باطنيهما لاينطفئ أبدا وأستطردت وهى لازالت تبكى: كل ما أرجوه أن أعود كسابق عهدى وأنهض من رقدتى وأستطيع أن أتحرك .
على كرسى كان موجودا فى الصاله مسحت ما علق به من أتربة وجلست عليه وقلت لها : هل ذهب بك أحد من الجيران الى المشفى أو الى الطبيب؟ هل عرفت شقيقتك التى تقيم بالأسكندرية عن حالتك ؟ أجابتنى وهى تمسح بيدها دموعها : جارتى أم فاطمه فهى لاتتركنى وتقوم على رعايتى ...فأنت تعرفها التى تقيم بالطابق الثالث.. أخذتنى الى المشفى وهناك فحصونى وأجروا لى التحاليل وأعطونى العلاج ومن وقتها وأنا أتناوله دون فائدة... وسيدة- تقصد شقيقتها- رحلت منذ عامين أو أكثر.
تنهدت ونهضت من على الكرسى وأطرقت رأسى فى حزن ...تذكرت شقيقتها عندما كانت تزاورها وتذكرت جاراتها عندما كن يجتمعن كل ليلة فى شقتها يتسامرن ...أننى أتذكر تلك اللحظات فهى لاتزال منقوشه فى ذاكرتى ومخيلتى ... ودعتها والدموع تنهمر من عينى وغادرت المكان وأنا لا أكاد أرى أمامى .
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏وقوف‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة