Translate

الأحد، 12 يونيو 2022

نار الغيرة بقلم / عايدة ناشد باسيلي - مصر


 نار الغيرة 

بقلم / عايدة ناشد باسيلي
مصر
تفننت في وضع مساحيق التجميل، وانتقت أحدث الأزياء، لتظهر تناسق قوامها ورشاقته، حتى نجحت في لفت انتباهه... تركت صفحة المال والبورصة وأكرهت نفسها على تتبع أخبار الفنانين... دخلت عالمه من باب الصحافة، فدخلا معا عش الزوجية ...
سنه كاملة حاولت فيها تجاهل رسائل المعجبات التي تتوالى على موقعه الاجتماعي بلا انقطاع...
تقنع نفسها بأنه يحبها وحدها وبأنه فضلها على كل النساء.... تقرر الاعتذار له تحمل الأزهار إلى موقع التصوير.... تسمع تنهيدة عاملة البوفيه وهي تتأمله يصور مشهدا رومانسيا مع نجمة الإغراء فتشتعل الغيرة ، تغادر مسرعة وبيدها الباقة ، تُلمِّح منافِسة إلى هيام الفتيات بالنجم الذي اقتنصته صحافية حسناء.... تلفحها نيران الغيرة... تصرخ في وجهه لأنه يرد عليهن بلطف شديد يجعلهن شريكات لها فيه... ترى تهافتهن عليه لالتقاط الصور التذكارية ، وتراه مزهوا بنفسه مسرعا لتلبية رغباتهن.... فتشتعل لياليهما اتهامات... تمطره سبابا لأنه لا يراعي شعورها، ولا يأبه لكرامتها كزوجة... تخرج صحيفة بخبر عن توتر في الحياة الزوجية للنجم المحبب للفتيات وزوجته.. أنباء عن انفصال الزوجين... شائعات عن نجمة حسناء تقتحم عالم النجم الوسيم.... لا تقنع بقسمه أنها أكاذيب وفبركات إعلامية... تقرر أن تحول الأخبار والشائعات إلى حقائق لتعود إلى عالمها الهادئ في صفحة المال والاقتصاد.
تمر الشهورا طويلة قبل ان تفيق من صدمة طلاقها ، لتأخذ على نفسها عهدا بأن لاتتزوج يوما من رجل مشهور أو وسيم مهما حصل ...
في أحد الأيام دعيت للتغطية الإعلامية لمحفل اقتصادي.... هناك قابلت هذا التاجر المكافح الذي كتبت من عامين عن جديته وطموحه الاقتصادي، أدهشها حين ذكرها بما كتبته عنه أنه يحمل كل الملامح والسمات التي رسمتها في مخيلتها لزوج المستقبل.... وكان زواجهما ..
مضى شهر العسل كأجمل مايكون، كان فيه نعم الزوج المحب لزوجته، المتفاني في إسعادها فبادلته الحب بالحب ..
عادت إلى عملها... تلتقي رجال الأعمال وتتابع أخبار المال.... تتقلب البورصة ويتقلب زوجها بشكل مفجع.... تغيرت نبرات صوته من اللطف إلي الخشونة ، لا يتحدث معها إلا لإزعاجها وإثارة أعصابها بأسئلته الغريبة، يتابعها بنظرات حادة مريبة.... ينتظر أن تتفوه بأي كلمة ، ليصنع منها مشكلة.... لا تصدق أنه هو نفس الشخص الذي أمضت معه شهرا كاملا في رومانسية وسعادة، لقد أصبح شخصا آخر بغيرته الشديدة.... أو هو ظهر بوجهه الحقيقي... دائم الغضب.... لا يكف عن ترديد أسئلته العجيبة، لو رأى رجلا يأتي لتحيتها، يسألها من هو ولماذا ينظر إلى عينيها مبتسما وهو يحيها ؟.... لو سمعها تتحدث في الهاتف وتضحك ينظر إليها شزرا ويسألها مع من تتحدث وماسبب ضحكاتها ؟ لو رآها تنهي مكالمتها يسألها بنبره الشك لماذا أنهيتي مكالمتك حين رأيتيني؟.... كل يوم يسمعها المزيد والمزيد من نوعية تلك الأسئلة ، ومعها تزداد غيرته الحمقاء... نبهته كثيرا أنه يجب أن يثق بها، ويدع عنه تلك الهواجس، لكنه لم يرتدع ، وحين تطلب منه الطلاق يسرع بالتأسف لها ، ويرجوها بأن تسامحه فهو يحبها حبا كبيرا ،ولا يستطيع الحياة بدونها... يمر يوم أو يومان ويعود لتكرار نفس الأسئلة.... جاء عليها اليوم الذي أصرت فيه علي طلب الطلاق ، ولم تفلح توسلاته ولا كلمات حبه لها أن تسامحه وتعطيه فرصة جديدة... أوصدت قلبها وأذنيها... لقد سأمت من غيرته ، حبها له تلاشي لم يتبق منه ولو قليل ، حين رفض أن يطلقها..... تنازلت عن كل حقوقها ونالت حريتها منه بالخلع ..
تكتب الآن في صفحة أخبار الرياضة.

قد تكون صورة مقربة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏مجوهرات‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة