Translate

الاثنين، 13 يونيو 2022

وانتصف الليل بقلم / سوسن رضوان جمهورية مصر العربية


 وانتصف الليل

بقلم / سوسن رضوان
جمهورية مصر العربية
يتشدق كثيرا بكلمة النخوة، وغدة الرجولة متضخمة لديه. يحجب عنها دائما الهواء وهي بجواره كعصفور صغير بلله القطر، جمعت بينهما مناسبة مشتركة تتابعت عقارب الساعة وراء بعضها وانتصف الليل، بدأت تتململ وكانت سيارة خاصة اوصلتهما الي مكان الحفل وستعود بهما الي نفس المكان الذي تحركت منه والذي بالطبع بعيدا عن منزلها، كيف ستعود اخذ السؤال يتضخم داخلها.وتُلمح ان المترو ربما أغلق أبوابه ولولا احد الزملاء الذي أكد عليه: "يجب أن نطمئن عليها ولا نتركها في هذا الوقت وحدها" همهم بكلام لم تفهمه... فقط سأل: من أين ستركبين المترو؟ واكتفي بتوصيلها الي ميدان التحرير وأشار هذا منزل المترو هيا اذهبي! واذا وجدته مغلقا كلميني. ردت عليه بسخرية: لا تقلق واتجهت الي منزل اخر للمترو وفعلا صدق حدسها كان المدخل مغلقا مازال اخر موعد للمترو الثانية عشرة منذ أزمة الكورونا أُسقط في يدها أحست انها تائهة في صحراء تمر عليها سيارات التاكسى ولا تدري لأيها تشير تذكرت ان لديها تطبيقا على الموبايل فتحت الباقة سريعا طلبت توصيلة حددت الأجرة طال الوقت ولا مجيب حتى جاء أحدهم لماذا تقفين هنا؟ نظرت إليه باستغراب ولماذا تسأل؟ رد: ممنوع الوقوف هنا ردت عليه بضيق: انتظر تاكسيا شعر بخيرتها واضطرابها فمضى تاركا إياها على حالها تطالع شاشة المحمول عل سائقا يرد عليها تحركت من المكان؛ لتقطع الوقت، الذي تتسارع حركات عقاربه واقتربت من جامع عمر مكرم لتكون علامة مميزة لتخبر السائق الذي لم يستجب لطلب التوصيلة حتى الآن! يمر الوقت يدهس اطمئنانها حتى أتت الرسالة المنتظرة بسائق يرفع الأجرة عما كتبت ولكنها لم تفكر الا قليلا ووافقت فهي ليس لديها متعة الاختيارات الان؛ فالساعة الواحدة احتواها التعب والإرهاق وتريد ان تعود بسرعة إلى البيت أخذت تكرر ازقام السيارة وحروف اللوحة المعدنية بعد أن اتصلت بالسائق واكدت عليه مكان وقولها ولون سيارته مرت دقيقتان كسلحفاة تغط في نوم عميق حتى أتت السيارة السوداء وتأكدت من المكتوب على لوحتها المعدنية بعد أن ألقت التحية طلب منها السائق فتح الباب لاغلاقه مرة أخرى سارت السيارة بانسيابية في سلام لم تستمع بمنظر النيل على يمينها ولا منظر الخضرة ولا نسمة آلهواء التي تنتحر! ما استغربت له وجود الكثيرين الذين يقترشون اي مساحة خضراء على طول كورنيش النيل. تأكد منها السائق عن العنوان نزلت بعد أن أعطته الأجرة المتفق عليها ولم تزد جنيها واحدا؛ لأنه اضطرها الي القبول بعرضه.
كانت تمسك بيدها باقي المائة جنيه في حين تجاهلت نظرة من عامل القهوة دخلت الي العمارة التي تسكن فيها حمدت الله انها لم تجد البواب الذي تعتقد انه ظهر وهي تفتح باب المصعد الي بيتها ولكنها أصرت علي عدم الالتفات اليه ربما ظنت انه سيسألها أين كنت في هذا الوقت من الليل؟! وصلت فتحت الباب تنفست هواء راكدا وشعرت بالأمان بين أربعة جدران لا تلتقي فيها حتى بنفسها؛ ولكنها حمدت الله كثيرا على هذه النعمة ان لا أحد ليسالها أين كنت أو لماذا تاخرت؟!
ترى هل كانت كاذبة؟
لكن أكثر ما لفت نظرها ان لا أحد ممن حضروا المناسبة اتصل ليطمئن عليها؟

قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏حجاب‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة