مخاض !
بقلم / الهادي القاضي
المغرب
جلس إلى مكتبه كعادته في كل ليلة. استلَّ قلمه، وطفق يبحلّق في بياض الورقة.. كان بياضا متراميا بغير حد، يبتلع مجمل خواطره كبلّوعة شرهة، فيذره في خواء متراحب.. جاهد في انتشال نفسه من شبه الهوة السحيقة التي ساقه إليها البياض، لكنّ محاولاته كلها باءت بالفشل. تأزمت عليه الأوضاع على نحو احتقنت فيها أعصابه، فشرع ينقر على مكتبه برأس قلمه بنفاذ صبر، وهو في كل ذلك ينفخ متنذّرا من حظ ليلته العثر الذي لم يسعفه في اصطياد خاطرة ذات بال.. كان توقه يحمله إلى اقتحام قصة قصيرة، غير أن آخر شهقة من هذه الأمنية العزيرة لفظت أنفاسها على شطآن المحاولة الأولى، دون خوض غمار نص آخر جديد، وقد تحقق لديه أن توليد المعاني وتلفيق الأحداث أشبهَ ما يكون بمخاض عسير!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق