عندما تجسدت الظلال
سعد محمدين
مصر
ليس غريباً ان يقولها فهو فى كل مره كان يقول ما يجول بصدورنا و نخشى ان تتلفظ به السنتنا
وبعدها يتأهب للرحله المعتاده التى اصبحت له و لاسرته شيئاً مألوفاً
صرة الضروره معلقه على المسمار المجاور لزر النور خلف باب مدخل الشقه يأخذها بيده و يشير بيده الاخرى إلى زوجته و اولاده و هي مقبوضه
كانت غيبته تستمر ما بين الشهر او اكثر و لكن هذه المره قد طال غيابه يمضى الشهر تلو الآخر دون عودته او سماع اخبار عنه ٠
ما دلنى عليه غير صوته و بقايا صورةً له فى مخيلتى
حاولت جاهداً ان اشق صفوف الصغار و الذين التفو من حلوله بعضهم يصفق له و البعض الآخر يرميه بالحجاره وهو يعتلى بعض الادراج الحجريه
وقف شامخاً وسط الميدان الفسيح و الذى لا تُغمض جفناه من اثر دقات عقرب الثوانى و قرع نعال البشر وقالها و بأعلى صوت و عيونهم ترقبه
لكنهم هذه المره كانو غير عابئين بكلماته ووجوههم تعلوها ابتسامة من انتهت الجوله لصالحه
بدأ صوته يخبو رويداً رويداً و فى سخريه راح يضحك و يشير باصبعه فى اتجاه المبنى العتيق و نظرات حيرى تحمل شظى ينبعث من عمق عينيه كأنما يبحث عن ضالته
بعدها رفع رأسه إلى السماء صامتاً و كأنه طلب ان تنهمر دموعه لتطهر جرحاً عميقاً كان تحت مقلته
بدأ الجميع ينصرف من حوله حتى الصغار إلا ان صغيراً واحداً فارق رفاقه و رجع له اخذه من يده و حمل جعبته المليئه بالأوراق و الخرق الباليه بيده الأخرى و كأنما الجزع تسند الأوراق
شقا طريقهما وسط الزحام يمشى خطوه و يكبو أُخرى وظللت أرقبهما حتى تلاشيا
سعد محمدين
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق