Translate

الخميس، 14 يوليو 2022

قصة قصيرة للمسابقة ودارت الايام لكاتبها : أ. عبدالاله ماهل من المغرب


 قصة قصيرة للمسابقة

ودارت الايام
لكاتبها: أ. عبدالاله ماهل من المغرب
حط المسكين أمام الأمر الواقع، وخير بين أمرين: إما إخلاء الرصيف أو تقديم الإتاوة.
كانت مجرد فرشة عرضية، لسد حاجة ملحة ألمت به، لا تتعدى كتبا جامعية، فرضت عليه وبأعلى الأسعار، كمراجع وحيدة لا محيد عنها شكلا ومضمونا، و لا عذر لمن تأتى ونهل من غيرها، الرسوب وبامتياز.
ولما أصبحت في عداد الذكريات، طالها القدم واعتراها العفن وباتت مرتعا للحشرات زوجي لزوما الخلاص منها وبأبخس الأثمان أهون عليه من تجرع مرارتها وتذكر مسيرة ختمت بشهادة ظلت حبرا على ورق.
لم يستسغ أن يسري عليه ما يسري، على ذوي الرصيف من باعه متسولين، فكان جوابه رفضا لهذا وذاك.
لم يعتد صاحبنا ذو السلطة والتسلط ان يجابه بمثل هذا الرد فما كان منه إلا أن شد على قبضة يده اليمنى وانهال بها وبقوة على أم رأس المسكين وعلى التو فارت الدماء وتدفقت مدرارا على الجبين والوجه والملابس فتراءت له النجوم ساطعة في وضح النهار.
ترنح ذات اليمين وذات الشمال، عله يتمسك بآخر خيط، يسترجع من خلاله، البعض من قدراته، إلا أنان قوة اللكمة لم تمهله، فشلت حركته وانهارت قواه، فسقط مغشيا عليه.
اقتيد صاغرا إلى مغفر الشرطة، وبات ليلتها في زنزانة متسخة الأرجاء، يفترش الثرى ويلتحف السماء، وذويه في حيرة من امره، لا يدرون ما يقدمون ولا ما يؤخرون.
وفي صبيحة يوم ما، قدم الى العدالة فأدين على خلفية وابل من التهم: إهانة موظف، عرقله السير...
ودارت الأيام وسبحان مبدل الأحوال... وإذا بصاحبنا، وقد حط بدوره في وضعية لا يحسد عليها، أمام رجال غلاظ يستغيث ويولول، أمسك واحد منهم بقفاه، والآخر بجانب من فرشته، لخير بين أمرين:
إخلاء الرصيف او تقديم الأثاوة.
لا يتوفر وصف للصورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة