غياب الوعي
بقلم / عيد سعيد فتحي
يوماً ما استيقظ طارق من نومه وهناك شيء ما كان موجود بداخله ولم يجده.. حاول مرارا أن يتذكر ما هو؟ ظل يخبط دماغه بيده محاولة منه أن ترجع تلك المعلومة التى يجاذف ليعلم ما هي.. ولكن "اشتات" بلا فائدة وكأنما هناك شيء كان عالق
بروحه وخرج بلا عودة.
كان طارق من النوع المميز حسبما يصف نفسه" أنه يبحث عنها " منذ أن كان صغيراً وحتي سن ال ٢٣.
هناك فتاة التقي بها فى مدرسة الثانوية العامة وهي فترة بداية تكون العواطف ومعرفة معنى جمال كلمة الحب أو الإعجاب من نظرة واحدة بعد إتساع درجة الوعي قليلاً ، كان هناك شيء يميز تلك الفتاة عن باقي الفتيات فى الصف اتعرفون ما هو؟!
تلك الفتاة التى عينيها كمغناطيس يشد الانتباه إليها فى كلماتها وفى درجة وسامتها.. كانت من البشرة الحمراء وهناك نمش على خديها هو ما يجعل الشاب يشتاط ويذوب أكثر فى عينيها اللامعتين.
مرت السنة الأولي والثانية وصولا إلى المرحلة المؤهلة للدراسة بالحرم الجامعي.. طارق يمكنك القول أنه سقط فى دائرة الحب وهو لا يعرف ما يحصل معه، لكن هو متيقن أن تلك الفتاة يزداد عقله التفكير فيها وتعجز روحه عن إيقافه فى النظر إلى حبيبة أخري
كان هناك صوت بداخله يقول " أنت عاشق؟
نعم..إذن لماذا لم تذهب وتخبرها بمشاعرك نحوها؟
لا.. الحب فى صمت له درجة عالية من الاستمتاع.
وكم سنة يا تري أنت تعشق تلك الفتاة بجنون هكذا؟
منذ ٤ سنوات.. وماذا حصل بعد كل تلك المدة؟
تزوجت جارنا ابن اللحام..اووه.. لقد أضعت حبك الذى كان بين يديك سدا !!
لا.. أنت مخطئة.
ماذا حصل؟
ألم تتكلم معها؟
لا، أنا أحب هكذا بلا حساب.
وكتاب.
بلا إنتظار شيء.
يسعد المرء بأشياء صغيرة عندما يصبح الأمر هكذا
مثلاً لو ضحكت؟ هل يا تري ضحكت
لي.
حتى ذلك الاحتمال يحبه.
والحب من بعيد جيد.
لا يوجد ندم. لا يوجد خيبة أمل.
لا يوجد إنفصال.. لا تدع تلك الدموع تسيل من عينيك فحينها الوجع يا عزيزي لن يدويه الف يد من الأطباء لأنه ليس عارض من أعراض المرض،
بل هو موت ووجع وصراخ وقلب ينزف كل هذا يسيل ويشتد داخل الشخص المجروح الذى تتأكل أحشائه من الداخل بانتظار كلمة واحدة ولو مرة أخيرة ربما يعيش عليها يوماً بصحته كالسابق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق