Translate

الاثنين، 22 أغسطس 2022

قصة قصيرة.. بعنوان.. ⬅️ على مشارف الرحيل. ✍️ سالم سلوم سوري

 قصة قصيرة..

بعنوان..
على مشارف الرحيل.
✍️
سالم سلوم
سوريا

جسد عاركته السنون. وما مَلّتْ.
يداها إعتفرت بين شقوقهما
ألآف الأشياء. تجاعيدها كانت لوحة رسمها فنان دون وعي. وأخاديد وجهها بصم عليها الزمن علاماته دون رحمة.. تجلس أمام باحة الدار في كل صباح. ترقب المارة بهدوء. الجيران. الأطفال المزعجون أحيانا لسكينتها. بيدها عكازها الذي لا يقيها هشاشة جسدها وحتى الإتكاء عليه.. لكن كما يقال . عصفور باليد. خير من عشرة على شجرة... فزمن الصبا قد ولى إلى غير رجعة. بين الفينة والأخرى. تأتيها إحدى جارتها. تطل عليها تسأل عن أحوالها. وتقدم لها بعض المساعدة في منزلها عن طيب خاطر. مع ان معظم جيرانها طيبون. لكن كل لديه أشغال وأعمال. وليس لديهم الوقت الكافي حتى للراحة. حالهم حال أولادها بالكاد يأتي أحد منهم للأطمئنان عليها. وهي التي. كَبّرتْ وعلمتْ وزَوجتْ حتى وصلوا إلى ما نالوا من مكانة. مع أنهم طلبوا منها أن تأتي إليهم َوتبقى بالعاصمة. لكنها لا تحب المدينة وصخبها..منزلها الريفي الجميل الذي عاشت فيه اجمل سني عمرها. لا تريد أن تبرحه حتى تموت. تتأمل باحة الدار. وتقول في نفسها. هنا وطئت قدماي أول مره لم أعد إذكر كم مضى من الوقت.. كان الخلان والأهل بإنتظاري حينما جئت عروسا وكيف أنرلني من على صهوة جوادي هكذا كانت هي العادة .
صبية بعمر الورود. أضج حيوية وجمال... مرت السنوات وامتلئ الدار بصراخ الأطفال. كم كانوا رائعين... تتنهد وتنظر إلى شجرة التوت التي ماتزال باسفة. تتذكر كيف غرسها أبو أحمد بعد أيام من قدومها. رحل هو ومازالت. ترى هل تشتاق إليه مثلي.؟ كم من الليالي سهرنا تحت ظلها.. كم من الحكايا. إستمعت إليها. حتى حفلات الطرب والفرح حينما كان يتفوق احد أولادنا. الله كم كان محبا للفرح رحمك الله يا ابو أحمد... تقوم عن كرسيها وتدلف نحو غرفتها بهدوء. فأشعة الشمس قد بدأت بالهيجان. تجلس على إريكة وتتأمل. صورة كبيرة معلقة على جدار غرفتها. تجمعها مع أطفالها الخمسة بينهم زهرة وحيدة. تذرف دمعة حارة عندما تمخر عباب ذاكرتها ذكراها الأليمة. إنها سلمى آخر العنقود أم لطفلين قضى زوجها نحبه في الحرب مؤخرا هي ما تزال شابة. تعمل وتجد من أجل العناية بهما. ليتها تتزوج. فالزوج سند. تقول في نفسها. لكن سلمى كانت رافضة لهذه الفكرة تماما. تخرج آه من جوفها على مضض. وتتابع شريط ذكريات لاينتهي. إلى أن يداهمها النعاس. بإنتظار القدر.
تمت وبالخير عمت.
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏لحية‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة