Translate

السبت، 13 أغسطس 2022

القناص بقلم إدريس الزياتي

 القناص

بقلم

إدريس الزياتي

قضى ردحا من الزمن في تنفيذ المهمات الصعبة ، بسرية تامة كان يعمل في صفوف الجيش الوطني، يقوم بمهامه بتكليف من الجهات العليا، فهو قد أقسم منذ التحاقه بالحرس الرئاسي على تنفيذ مهامه،
دون تردد ما دام الأمر يتعلق بضمان الأمن َوالقضاء على كل ما من شأنه أن يقوض سلامة المواطنين الآمنين.
لكنه بعد مدة من الزمن أصبح المطلوب الأول للاستخبارات العالمية، فنجاته بمعجزة بعد الإطاحة بنظام الحكم لم يثنه عن القيام بواجبه والاخلاص لقسمه الذي أداه أمام قائده الذي كان له المثل الأعلى في التضحية والفداء.
كانت سيارة الدفع الرباعي التي يستقلها في كل مهماته وعتاده الذي لا يفارقه بانتظار ه في المكان المتفق عليه سرا بينه وبين قائده الذي أعطاه الأمر بشكل شفوي، بعد أن طلب منه تصفية الخائن الذي يقدم معلومات مهمة لأعداء الوطن.
كان عليه أن يدخل المدينة بشكل سرى فالإجراءات مشددة في هذه الأونة، ذلك أن زوارا من كل الدول بقصدونها تحت مسميات متعددة ، قدمت لجهاد كل التفا صيل حول المهمة من هوية جديدة ومعلومات وألبسة وأموال تكفل له الدخول في تلك الصفقة كونه أحد رجال الأعمال.
كانت تلك الليلة حاسمة، شكلت نقطة تحول كبرى، على مائدة صناع القرار العالمي ، فتنفيذه الناجح للمهمة عجل باستصدار قرار الحرب دون سابق إنذار أو توقع مسبق، دوت الصواريخ في سماء العاصمة وقد قصفت المراكز الحيوية وحلقت الطائرات ترمي بحممها على كل المواقع التي من شأنها ان تكون قوة ردع أو مقاومة، بدأت ساعات العد العكسي لا نتهاء مرحلة سياسية و برَوز أخرى.
كانت الأهداف واضحةَو النوايا مبيتة لكن منطق القوة الذي يشكل أكبر ضابط من ضوابط العلاقات الدولية قد طفى بسرعة على السطح لإ نقاذ ما يمكن انقاذة من تداعبات الازمة الاقتصادية التي لاحت في الأفق، فكانت الفرصة سانحة لذلك التدخل السافر تحت ذرائع مختلفة تماما وأسباب سيكشف التاريخ انها كانت واهية لكن دون جدوى ولا فائد ة فقد سبق السيف العذل و الضعفاء لا بواكي لهم.
كان جهاد شوكة في ظهر العدو، كبدهم خسائر فادحة في الأرواح، لا يهنأ له بال حتى يعود بصيده الثمين، وهو منتشيا قد أحس ببرودة في قلبه الملتهب أبدا وأعاد شيئا من الاعتبار لنفسه، على الطريق يبذل وسعه في القيام بما يمليه عليه الواجب حتى إذا نفذت دخيرته ، قام بإخفاء كل عتاده في مكان آمن بعد أن غير كل الآثار التي تدل عليه وأصبح من العامة يمشي في الأسواق بهويته الجديدة، وأمواله ليبدأ اللعبة الجديدة كسياسي صاعد .
إدريس الزياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الأعضاء

العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل

  العين السابعة قصة قصيرة تأليف : متولي بصل        شاءت الأقدار أن أشتري شقة في دمياط الجديدة، وكنت في بداية الأمر أشعر بسعادة كبيرة، ...

المشاركات الشائعة